كشفت اعترافات خلية التهريب التي تم ضبطها على متن السفينة "الشروا" مؤخراً، من قبل المقاومة الوطنية، عن دور فاعل لسلطنة عُمان ضمن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى المليشيا الحوثية.

وبث إعلام المقاومة الوطنية اعترافات لطاقم السفينة "الشروا" التي تم الكشف عن ضبطها الشهر الماضي، وكانت تحمل أكبر شحنة أسلحة إيرانية إلى مليشيا الحوثي يتم ضبطها، بوزن نحو 750 طناً.

وقدمت اعترافات الطاقم معلومات هامة عن عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى مليشيا الحوثي في اليمن، التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، وطرق تهريبها البرية والبحرية، وعمليات التمويه التي تم اتباعها مؤخراً لإخفاء الأسلحة ضمن مواد تجارية مدنية.

إلا أن اللافت في الاعترافات، ما كشفته عن دور عُمان في عمليات التهريب الإيرانية، وهو أكبر بكثير مما كان يُعتقد، إذ لم يقتصر على التغاضي لتسهيل مرور بعض الشحنات عبر أراضي السلطنة إلى اليمن.

>> خلية حوثية تكشف مسارات تهريب السلاح الإيراني والتمويه الاحترافي

فالاعترافات قدمت صورة أعمق بكثير من ذلك، تتجاوز مسألة التغاضي والتسهيل، إلى كون مسقط شريكاً حقيقياً في إدارة عمليات تهريب الحرس الثوري الإيراني للأسلحة إلى مليشيا الحوثي في اليمن.

حيث كشفت الاعترافات عن وجود اطلاع وتنسيق كامل بين من يتولى عمليات التهريب والسلطات العُمانية لتسهيل هذه العمليات، حتى وإن تطلب الأمر كسراً وتجاوزاً للضوابط التي تعمل بها سلطات مسقط.

ففي حين لا يستطيع المواطن اليمني العادي قضاء أكثر من 24 ساعة "ترانزيت" داخل الأراضي العُمانية، يقضي أفراد شبكات التهريب الحوثية داخلها أياماً وربما أكثر من أسبوع بانتظار رحلتهم الجوية من مسقط إلى إيران، بحسب الاعترافات.

أما طريقة وصول عناصر التهريب الحوثية براً من مناطق سيطرة المليشيا إلى عُمان، فقد أكدت الاعترافات مجدداً على دور طرق التهريب الصحراوية من الجوف مروراً بحضرموت وصولاً إلى المهرة.

أما الشهادة الأهم ضمن الاعترافات، فهي ما كشفه طاقم السفينة "الشروا" حول إحدى رحلات التهريب من ميناء بندر عباس الإيراني، حيث تعطلت السفينة قبالة سواحل عُمان.

وكشف طاقم السفينة أنهم قاموا بالتواصل مع السلطات العُمانية، التي أرسلت لهم سفينة حربية، فمكثوا 10 أيام داخل عُمان إلى أن تم إصلاح السفينة، ثم غادروا بها نحو وجهتهم، وهو ميناء الصليف الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.

والصادم في الاعترافات ما كشفته من تكرار المشهد مع سفينة تهريب أخرى واجهت صعوبات في الإبحار بسبب الرياح الشديدة بعد خروجها بحمولة ثقيلة من ميناء بندر عباس الإيراني.

وعن هذه الحادثة، يقول أحد المقبوض عليهم في اعترافه إن الإيرانيين كانوا قد فرضوا بحاراً هندياً مسؤولاً عن الرحلة، وزودوه بوسائل اتصال وشبكة إنترنت، وأنه أبلغهم بأن السفينة ستتجه نحو عُمان بسبب شدة الرياح، ما يشير إلى حدوث تواصل مسبق مع الجانب العُماني.

ويضيف قائلاً إن السفينة اتجهت إلى منطقة اسمها "خور كرامة" في عُمان، ورست فيها، لافتاً إلى أن عناصر من السلطات العُمانية قدموا إليهم وصعدوا على السفينة، و"شيكوا" أي تفقدوا محتواها، وأن طاقم السفينة ظل 5 أيام هناك، ثم تحرك لاحقاً نحو اليمن.

شهادات واعترافات غير مسبوقة قدمت دليلاً دامغاً على الدور المؤثر والحيوي الذي تلعبه مسقط في عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى مليشيا الحوثي، وأن الأمر لم يعد مجرد تسهيل لها، بل شراكة في إدارتها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: عملیات تهریب الأسلحة إلى ملیشیا الحوثی طاقم السفینة الع مانیة ع مانیة

إقرأ أيضاً:

العراق ينفي ضلوعه في تهريب النفط الإيراني وسط اتهامات أمريكية متصاعدة

نفت بغداد بشكل قاطع أي تورط رسمي أو غير رسمي في تهريب النفط الإيراني الخاضع للعقوبات، مؤكدة أن موانئها ومياهها الإقليمية لا تُستخدم كمنصات لتمرير أو خلط الخام الإيراني.

الرد العراقي جاء بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، مطلع يوليو الماضي، عقوبات على ستة كيانات وأربع سفن قالت إنها شاركت في "شراء أو نقل أو تسويق" النفط الإيراني، في التفاف مباشر على العقوبات الغربية. وذكرت واشنطن أن شبكات تهريب مرتبطة برجل أعمال عراقي تقف وراء عمليات بمليارات الدولارات، من خلال تقديم الخام الإيراني على أنه نفط عراقي أو ممزوج به.

لكن مدير شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، علي نزار، نفى في تصريح رسمي وجود أي عمليات خلط أو تهريب داخل الموانئ أو في المياه العراقية، معتبرًا أن "الحديث عن أماكن تسمح بتهريب أو خلط النفط عار عن الصحة"، ومشدّدًا على غياب أي دليل ملموس لدى "الجهات الدولية" يؤكد المزاعم الأمريكية.

وشدد نزار على أن صادرات النفط العراقي تخضع لرقابة صارمة، لافتًا إلى أن أي رواية عن تهريب أو خلط نفطي لا تستند إلى معطيات موثقة. وأضاف: "لا توجد أي عمليات غير قانونية في الموانئ أو ضمن المياه الإقليمية، والتفتيش البحري مستمر لضمان الشفافية في حركة الناقلات".



حملة تفتيش بحرية عراقية

في إجراء يبدو أنه يهدف لتعزيز موقفها، نظّمت السلطات العراقية جولة بحرية لعدد من وسائل الإعلام في قناة خور عبدالله والمياه الجنوبية، بمرافقة قيادة القوة البحرية والشركة العامة للموانئ، حيث تم استعراض الجهود المبذولة لملاحقة مهربي المشتقات النفطية وضمان أمن الملاحة.

ورغم نفي بغداد، فإن الملف يبقى شديد الحساسية، خاصة وأن العلاقات الوثيقة بين العراق وإيران ـ سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي ـ تمنح واشنطن مساحة للضغط عبر هذا النوع من الاتهامات، خاصة في ظل محاولاتها خنق الاقتصاد الإيراني المتضرر أصلًا من العقوبات المتجددة.

عقوبات موسعة تطال شبكات إيرانية وعراقية

وفي أواخر يوليو، وسّعت الخزانة الأمريكية نطاق عقوباتها لتشمل أكثر من 115 فردًا وكيانًا وسفينة، متهمة بتسهيل عمليات بيع وتوزيع النفط الإيراني. وبرز اسم محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، أحد أبرز مستشاري المرشد الإيراني الأعلى، كأحد المتهمين بقيادة "أسطول تهريب نفطي" خاضع لعقوبات أمريكية.

ورأت وزارة الخارجية الإيرانية أن هذه الإجراءات تمثل "عملًا خبيثًا" ضد النمو الاقتصادي لإيران، وتهدف لتقويض رفاه الشعب الإيراني، معتبرة أن استمرار واشنطن في فرض العقوبات النفطية "انتهاك للقانون الدولي".

تحذيرات من زج العراق في صراعات إقليمية

في أروقة بغداد، يُنظر إلى  أن اتهامات التهريب، حتى لو لم تكن مدعومة بأدلة قاطعة، قد تُستخدم كورقة ضغط سياسي أمريكية، في وقت تواجه فيه حكومة العراق تحديات داخلية تتعلق بالسيادة والطاقة والارتباطات الإقليمية.

ويُرجح أن هذه الضغوط مرتبطة بمحاولات أمريكية مستمرة لضبط التوازن بين علاقات بغداد بطهران، والتزاماتها الدولية مع الغرب، وسط تصاعد التوترات الإقليمية التي تشمل الملف النووي الإيراني، والحرب على غزة، ومسارات التطبيع في المنطقة.


مقالات مشابهة

  • من ميناء بندر عباس إلى اليمن.. خلية حوثية تكشف مسارات تهريب السلاح الإيراني والتمويه الاحترافي
  • اعترافات وخليّة تهريب.. مفاجآت عن دور حزب الله في اليمن!
  • اعترافات طاقم سفينة "الشروا" تكشف شبكة تهريب إيرانية عابرة للقارات لتسليح مليشيا الحوثي
  • ذمار.. مليشيا الحوثي تختطف طفلين لابتزاز والدهما المحتجز لديها وتسجيل اعترافات مفبكرة
  • لحج.. إحباط تهريب معدات بحرية حساسة في طريقها لمليشيا الحوثي
  • سومو تنفي تهريب النفط العراقي أو الإيراني من خلالها
  • العراق ينفي ضلوعه في تهريب النفط الإيراني
  • وزير الدفاع يطالب الحكومة البريطانية بمعدات وتقنيات حديثة لإيقاف تهريب الأسلحة الإيرانية
  • العراق ينفي ضلوعه في تهريب النفط الإيراني وسط اتهامات أمريكية متصاعدة