أمسيتان ثقافيتان في مديرية شعوب احتفاءً بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
الثورة نت /..
نظم أبناء حارات اليرموك والمدينة الحضرية بحي سعوان ومدرسة النصر في مديرية شعوب بأمانة العاصمة اليوم أمسيتين ثقافيتين احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
شارك في الأمسيتين عضو مجلس الشورى أحمد الشرعبي، ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية حمود النقيب، ومسؤول التعبئة بالمديرية عبدالله الكول، ومدير شؤون الأحياء محمد الوشاح، ومسؤول اللجان المجتمعية ماجد الشريف، وعدد من القيادات التنفيذية والمحلية والمشايخ والعقال والشخصيات الاجتماعية، إلى جانب حشد من أبناء الحارات.
وأكد الوكيل المداني أهمية الاحتفاء بميلاد خير البرية، وأعظم قائد وشخصية عرفتها البشرية جمعاء، الذي أضاء الله به جنبات الأرض وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم.
وأشار إلى ارتباط أهل اليمن وتمسكهم برسول الله سيدًا وقائدًا وقدوة ومعلّمًا وهادياً، وتجسيد الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية، حاثًا على إظهار الفرح والابتهاج بميلاده الشريف صلى الله عليه وسلم وعلى آله، بما يغيظ الكفار والمنافقين، وتقربًا إلى الله عز وجل.
من جانبه، اعتبر مدير فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء بأمانة العاصمة محمد العفيفي، هذه المناسبة محطة تعبوية للتزود من سيرة الرسول الكريم وتعزيز الارتباط به، وترسيخ قيم التراحم والتكافل والإخاء في أوساط المجتمع، والتقرب إلى الله تعالى والسير على النهج القويم.
وأوضح أن أهل الحكمة والإيمان يحتفون بمولد المصطفى في الوقت الذي تحتفل فيه دول محسوبة على المسلمين بمناسبات لا تمتّ للإسلام بصلة، مؤكدًا أن إحياء ذكرى المولد النبوي يعبر عن الهوية الإيمانية والعلاقة الوثيقة بالرسول الكريم ومحبته الصادقة.
وأكدت كلمات أبناء الحارات ضرورة تعزيز الوعي بأهمية الاحتفال بذكرى مولد الرسول الكريم، واستلهام الدروس والعبر من السيرة النبوية النيرة، وتجسيد القيم والأخلاق والمبادئ المحمدية التي يسعى الأعداء إلى تجريد الأمة الإسلامية منها.
تخلل الأمسيتين، بحضور قيادات تربوية، تقديم أوبريت إنشادي بعنوان “يا رسول الله” لطلاب مدرسة حليف القرآن، إلى جانب فقرات إنشادية ورقصات برع شعبية عبرت عن الابتهاج والاحتفال بمولد الرسول الأعظم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نور على نور
#نور_على_نور
د. #هاشم_غرايبه
العرب مولعون بالأنساب، وظلت كل قبيلة تفاخر بأصلها، ولم يغير دخولهم الإسلام من هذه السمة، والتي لم تحقق أثرا إيجابيا عبر التاريخ، بل ظلت محراكا للمنازعات السياسية.
لعل أكبر شرخ أصاب الإسلام مبكرا كان على خلفية التشيع لآل البيت، وأصله سياسي ناجم عن التنازع على الحكم وليس فقهيا، رغم أن الذين اعتُبروا أولى بالحكم، وهم ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا، لم يكونوا هم منشئوا الخلاف، ولا مطالبين بتولي الحكم بالقوة، بل كانوا يريدون اجتماع كلمة المسلمين، ودرء الفتنة، لكن استيلاء معاوية على السلطة بدعم من قبيلته بني أمية بعد أن بويع بها علي، أثار حفيظة بعض القبائل الأخرى التي لا تعتبر نفسها أقل أحقية من بني أمية، فيما تتقبل سيادة بني هاشم كونهم قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترضى بابناء ابن عمه الحسن والحسين كونهما ابني بنت رسول الله، لذلك رأوهما أحق بالحكم.
من هنا نشأ الخوارج بداية لأنهم اعتبروا قبول علي بالتحكيم تنازلا عن حق مشروع، وتولى الحسن بن علي إمارة المؤمنين بعد اغتيال أبيه، وحاول جمع الكلمة، فتنازل لمعاوية حقنا للدماء، لكن ذلك لم يرق لزارعي الفتن فاغتالوه بالسم، ثم واصلوا إغراء أخيه الحسين بدعمهم، فصدقهم وخرج بأهله إليهم، لكنهم خذلوه وتخلوا عنه، لتحدث أكبر مأساة في تاريخ الإسلام في كربلاء على يد يزيد بن معاوية.
والى اليوم، ما زال باذروا الشقاق الحاقدون على زوال ملك كسرى، يستغلون مشاعر البسطاء، ويحيون ذكرى تلك المناسبة الأليمة سنوياً، لنكأ الجرح وتأجيج الحقد في النفوس ومنع استعادة لحمة المسلمين.
هنالك خلط مقصود بين مفهومي أهل البيت وآل البيت، والمرجع الصحيح هو القرآن الكريم، فقد جاء ذكر الآل بمعنى الأتباع وليست الذرية، فذكر تعالى آل فرعون وآل لوط، لكنه حينما ذكر الإنتساب سماه (أهل)، فقال “إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ” [الحجر:60]، أي أتباعه المؤمنون، لكنه تعالى حينما ذكر امرأته جاء بمسمى الأهل فقال: “فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ” [الأعراف:83].
جاء ذكر الله تعالى لأهل البيت مرتين، في الأولى في خطاب الملائكة لزوجة إبراهيم عليه السلام: “قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ” [هود:73]، وفي الثانية مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا” [الأحزاب:33].
لقد جاءت لفظة البيت في القرآن في الإشارة الى البيت الحرام وبيوت الله أي المساجد، لكن يتضح من السياقين الآنفين أن البيت جاءت مُعرّفة هنا لتشير الى الأقرب والذي هو مكان الإقامة، لأن أهل أي بيت هم العائلة التي تقيم فيه معاً، لذا فأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم زوجاته وبناته، ولما كان الله لم يرزقه بالبنين، فذلك لأنه آخر الأنبياء من ذرية إبراهيم، وحتى لا يكون له ذرية تكون لهم حجة في النبوة والحكمة والملك.
قد يتساءل البعض: لكننا نصلي على محمد وآل محمد مئات المرات يوميا، فمن هم آله عليه الصلاة والسلام؟.
الآل كما تبين لنا سابقا هم الأتباع الذين يسيرون على النهج، وعلى رأسهم أهل بيت رسول الله، لذا هم كل المؤمنين المتبعين لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يستحب الفقهاء أن نزيد فنقول: اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين. فالآل هم أهل بيته والصحابة والتابعين وكل من تبعهم بإحسان واستن بسنة نبينا الكريم.
وهنا قد يتساءل آخر: هل يجوز أن نشمل العامة اللاحقين من المسلمين مع النبي الكريم عند الصلاة عليه؟.
نعم يجوز بدلالة قوله تعالى: ” هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا” [الأحزاب:43]، فإذا كان العزيز القدير وملائكته المكرمون يصلون على المؤمنين، إذاً فقد أباح لنا ذلك.
إن مسألة تبجيل واحترام أهل بيت رسول واجب إيماني، وإبني ابنته الحسن والحسين وذريتهما ينسحب عليهم ذلك، لكن على ان لا يصل ذلك الى الاستجارة أو التوسل بهما، فذلك شرك ناقض للإيمان.