توتر بين باماكو وباريس.. مالي تعلن تورط المخابرات الفرنسية في انقلاب فاشل
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
أعلنت السلطات الانتقالية في مالي، مساء الخميس، عبر التلفزيون الرسمي، إحباط محاولة انقلاب عسكري كانت تهدف إلى الإطاحة بالمجلس العسكري الحاكم.
وأشارت الحكومة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن ضلوع أجهزة الاستخبارات الفرنسية في التخطيط والدعم لهذه المحاولة.
ووفق بيان صادر عن وزارة الأمن والدفاع، فإن المخطط كان منظمًا بدقة واستهدف زعزعة استقرار البلاد من خلال استمالة ضباط وجنود داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى تورط عناصر أجنبية، من بينهم مواطن فرنسي تم القبض عليه في موقع الأحداث.
وأكدت مصادر أمنية أن السلطات نفذت حملة اعتقالات واسعة منذ الساعات الأولى من المحاولة، طالت عشرات الضباط، بينهم شخصيات بارزة في الجيش، كما صادرت معدات وأجهزة اتصالات متطورة، يُعتقد أنها كانت تُستخدم لتنسيق التحركات بين منفذي المحاولة والجهات الخارجية الداعمة لهم.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين مالي وفرنسا، على خلفية تدهور العلاقات منذ تولي المجلس العسكري الحكم، وتنامي النفوذ الروسي في منطقة الساحل، مقابل تراجع نفوذ القوى الغربية التقليدية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المجلس العسكري انقلاب انقلاب مالي دولة مالي فرنسا مالي
إقرأ أيضاً:
تمبكتو تبدأ استعادة آلاف المخطوطات نقلت إلى باماكو بسبب الحرب
بدأت السلطات في مالي، الاثنين الماضي، في إعادة مخطوطات مدينة تمبكتو التي كانت قد نقلت عام 2012 في ظروف استثنائية إلى باماكو، على يد أمناء المكتبات والجمعيات والسكان، لإنقاذها من التدمير الذي لحق بالمدينة في تلك السنة بسبب الاقتتال بين الحكومة والجماعات المسلحة.
ومن بوابة معهد أحمد بابا للدراسات والبحوث الإسلامية في تمبكتو، دخلت أول شاحنة وعلى متنها 200 صندوق نقلت جوا من العاصمة باماكو لإعادتها للمدينة بعد 13 عاما من حفظها خارجها.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لدعوات أطلقها أمناء المكتبات والسكان والجمعيات الثقافية المعنية بالمحافظة على الثقافة والتراث في المدن الأثرية.
ووصف ألفا صالح ممثل منظمة المحافظة على التراث الإسلامي هذا الحدث بأنه انتصار لمدينة تمبكتو التي تعتبر المخطوطات هويتها البارزة.
وكانت مدينة تمبكتو تضم 500 ألف مخطوط في مجالات الفقة الإسلامي والأدب العربي، وعلوم الطب والفلك، لكن بعد المعارك عام 2012 وخروجها عن إرادة الحكومة الرسمية في باماكو تعرضت مكتباتها للسرقة والتهريب، والتدمير في بعض الأحيان.
ووفقا لمعلومات صادرة من أمناء المكتبات فإن سنة 2012 شهدت تدمير 9 أضرحة، وسرقة 4 آلاف مخطوط على يد المسلحين المتشددين.
وقال ألفا صالح إن الجهود المنسقة مكنت في السنوات الماضية من نقل 400 ألف مخطوط، في حين عادت منها في الوقت الحالي إلى معهد أحمد بابا 39 ألف مخطوط.
جوهرة الصحراء ومخزن المعارفوتعهدت السلطات بمواصلة إرسال المخطوطات إلى المدينة عندما تتوفر الظروف المناسبة لذلك، بينما يخشى أصحاب المكتبات من السرقة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة.
وتعتبر تمبكتو مدينة تاريخية في دولة مالي، وتلقب بـ"مدينة الأولياء" و"جوهرة الصحراء"، وهي مركز يرمز إلى الإشعاع الثقافي للحضارة الإسلامية في منطقة غرب أفريقيا.
إعلانوتضم العديد من المعالم الأثرية كالمكتبات والمساجد العتيقة التي من أشهرها مسجد جينكريبر (أو جنغراي بير) الذي صنفته اليونسكو عام 1992 ضمن قائمة التراث العالمي.
وتذكر المصادر التاريخية أن المسجد تم بناؤه على يد المهندس المعماري والشاعر الأندلسي أبو إسحاق الساحلي الذي استقدمه السلطان الفقيه المعروف بملك الذهب "منسا موسى" بعد عودته من الحج، فشكل ذلك بداية لدخول الفن المعماري الأندلسي في منطقة الصحراء الأفريقية.
وعلى مر العصور، اشتهرت مدينة تمبكتو بكونها ملتقى لطرق القوافل التجارية التي تجوب الصحراء الأفريقية الكبرى، إذ فيها كانت تتبادل البضائع القادمة من شمال أفريقيا وشرقها، بالسلع المتوفرة في جنوب الصحراء وغربها.
وقد خرج من المدينة الكثير من العلماء الذين ذاع صيتهم في الأقطار الإسلامية مثل العلامة أحمد بابا التمبكتي، وزارها ابن بطوطة في منتصف القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي.