الخيام في غزة تتحول إلى أفران.. الحر الشديد يفاقم أزمة النازحين
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
يتقلب الشاب عبد العزيز يمنة ويسرة داخل خيمته المهترئة وسط مدينة غزة، عله يجد طريقة لكسر موجة الحر التي تضرب قطاع غزة في هذه الأيام، دون جدوى.
وتضرب موجة حر شديدة مصحوبة بدرجات رطوبة عالية قطاع غزة، في ظل ظروف مأساوية يعيشها النازحون، خصوصا مع غياب الكهرباء ووسائل التهوية، والتكدس الكبير على الشريط الساحلي الضيق للنازحين، مع مجاعة ضارية، وقتل لا يتوقف.
وتبرز أزمة الحر الشديد أكثر داخل خيام النازحين، والتي تحولت إلى "أفران" بفعل ارتفاع الحرارة داخلها، حيث يعيش عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة التدمير الإسرائيلية بقطاع غزة في خيام مهترئة لا تقيهم من الحرّ الشديد، نُصبت في معظمها على الأرصفة ووسط الطرقات.
ويكتوي عبد العزيز علي الشاب الجامعي، بموجات الحر على بعد أمتار من ركام جامعته (الجامعة الإسلامية) التي آثر أن يضع أوتاد خيمته قربها، بعد أن نزح من حي الزيتون مؤخرا على وقع عدوان وحشي مستمر في الحي.
يقول عبد العزيز في حديث لـ"عربي21"، إنه يضطر إلى مغادرة خيمته معظم الوقت، باحثا عن مكان يستظل به من الحر وأشعة الشمس الحارقة، حاله حال الكثير من النازحين الذين لا يطيقون المكوث في خيامهم هذه الأيام على وقع ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسرة كبيرة يذكر عبد العزيز أن معظم الشبان يبحثون عن أماكن مفتوحة للمبيت فيها ليلا هربا من الحر الشديد داخل الخيام، فيما تضطر النساء للمبيت فيها، رغم درجات الحرارة العالية التي لا تطاق.
ووسط موجة الحر والشمس الحارقة، تشتكي النازحة من مخيم جباليا أم محمد عليان من تحول خيمتها إلى مكرهة صحية بفعل ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي داخلها، مع غياب وسائل التبريد أو التهوية بفعل قطع وتدمير الاحتلال لخطوط وشبكات الكهرباء منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
وتقول عليان في حديث لـ"عربي21" إنها اضطرت لنصب خيمة متهالكة وسط حي الرمال في غزة، منذ أن نزحت من المخيم، على وقع جرائم القتل والتدمير التي صاحبت عملية "عربات جدعون"، لكنها تقف اليوم عاجزة عن إيجاد حل لأزمة الحر التي تتأثر الخيام فيها بشكل أكبر وأكثر ضراوة، ما يجعلها تلجأ إلى التهوية بقطعة من الكرتون، علها تخفف حر الخيمة.
وبينما تؤكد النازحة أن أطفالها الثلاثة لايستطيعون النوم داخل الخيمة، من شدة الحر، كشفت أن طفحا جلديا بدأ يظهر على أجسادهم الهزيلة التي أنهكها الجوع دون أن تتمكن من إيجاد علاج لهم، فيما الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم.
تضيف عليان وهي تتصبب عرقا أنها وكل النازحين أصبحوا الآن في مواجهة ضارية مع القتل والتجويع الذي يمارسه الاحتلال من جهة، ومع الحر الشديد داخل الخيام، من الجهة الأخرى.
بدوره، حذّر الهلال الأحمر في قطاع غزة، من تداعيات موجة الحر الشديدة التي تضرب القطاع، مشيراً إلى أنها تسببت بظهور أمراض وانتكاسات صحية خطيرة في صفوف النازحين داخل المخيمات.
وأوضح الهلال الأحمر في بيان صحفي، أن أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون في خيام لا تقيهم حرارة الصيف القاسية، وسط غياب أبسط مقومات الرعاية الصحية والبيئية.
وأضاف في بيان الجمعة أن سلطات الاحتلال تتعمد تدوير حركة النزوح داخل القطاع، من خلال القصف المتكرر وإجبار المدنيين على التنقل بين المناطق، ما يزيد من معاناتهم ويعرضهم لأمراض بسبب سوء التغذية، وانعدام النظافة، والتعرض المستمر للحر الشديد.
وطالب الهلال الأحمر المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لتأمين الحماية والرعاية للنازحين، وتوفير الاحتياجات الأساسية من مياه صالحة للشرب، وملاجئ آمنة تقيهم تقلبات الطقس والأوبئة.
يذكر أن حصيلة الضحايا والشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 61 ألفا و827 شهيدا، و155 ألفا و275 مصابا.
كما ارتفع عدد ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلي بالقطاع إلى 240 فلسطينيا بينهم 107 أطفال بعد وفاة طفلة خلال آخر 24 ساعة. وفق بيانات رسمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة الحر الشديد الفلسطينيين الخيام فلسطين غزة الخيام الحر الشديد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحر الشدید عبد العزیز
إقرأ أيضاً:
موجات الحر تخفض أعداد الطيور الاستوائية بحدة
أشارت دراسة حديثة إلى أن أعداد الطيور الاستوائية انخفضت انخفاضا حادا بسبب الحرارة الشديدة المرتبطة بالتغير المناخي، ويضيف ذلك سببا آخر لم يكن مدروسا جيدا لتناقص أنواع الطيور أو انقراضها، ويؤكد أن الحفاظ على الموائل لن يكون لوحده كافيا لحمايتها.
وخلصت الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" إلى أن تفاقم الحرارة الشديدة تسبب في انخفاض تراوح بين 25 و38%" في أعداد الطيور الاستوائية بين عامي 1950 و2020، مقارنة بوضع لم يكن التغير المناخي سائدا فيه.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجعlist 2 of 4دراسة: جسيمات البلاستيك تصيب الطيور بما يشبه ألزهايمرlist 3 of 4دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازونlist 4 of 4دراسة تؤكد: الطيور تتنفس جسيمات البلاستيكend of listوحلّل العلماء في الدراسة بيانات رصدت أكثر من 3 آلاف مجموعة من الطيور في العالم، واستخدموا نماذج إحصائية لعزل آثار الظروف المناخية القاسية عن عوامل أخرى مسببة أيضا تدهورَ أعداد الطيور.
ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة ماكسيميليان كوتز من معهد بوتسدام للأبحاث المناخية (PIK) لوكالة الصحافة الفرنسية "إنّ الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة خطِرة جدا".
ويشير كوتز إلى أنّ الطيور في المناطق الاستوائية تشهد حاليا ما معدّله 30 يوما من الحرّ الشديد سنويا، مقارنة بثلاثة أيام فقط خلال الفترة الممتدة بين 1940 و1970. ويضيف أن حماية الموائل البكر أمر مهم جدا، ولكن من دون معالجة التغير المناخي، لن يكون ذلك كافيا لحماية الطيور.
وتعتقد الأوساط العلمية أنّ التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية وانبعاثات غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي يزيد من حدّة موجات الحر واحتمال حدوثها في مختلف أنحاء العالم.
من جهتها، أعربت إيمي فان تاتنهوف من مختبر علم الطيور في جامعة كورنيل عن دهشتها من حجم هذه الأرقام، مشيرة إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على مدى تعقيد الحد من التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.
وأضافت الباحثة، التي لم تُشارك في الدراسة، "هذا تذكير مهمّ بضرورة مواصلة دراسة الأسباب المتعددة لانخفاض أعداد الطيور وتطبيق هذه النتائج على مبادرات حفظها".
إعلانويعيش نحو نصف أنواع الطيور في المناطق الاستوائية الغنية بالتنوع البيولوجي. وتقدّم هذه الطيور ذات الريش الملوّن والجذاب خدمات أساسية للنظم البيئية، مثل نشر بذور النباتات وتلقيحها ومكافحة الحشرات الضارة.
لكن الباحثين يشيرون إلى أن الطيور التي تعيش في هذه المناطق قد تكون قريبة من الحدود القصوى لقدرتها على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، مما قد يسبب لها فرط الحرارة أو الجفاف.
وأظهرت دراسة نُشرت عام 2017، كيف اضطرت بعض الطيور الطنانة الاستوائية إلى البحث عن الظل لتنظيم درجة حرارتها في مواجهة الحرّ الشديد، في حين كان من المفترض أن تبحث في المقام الأول عن الرحيق، وهو أمر ضروري لبقائها.
وتشير الدراسة إلى أن موجات الحر الشديد التي تزداد تواترا، تُمثل التهديد الرئيسي، أكثر من هطول الأمطار، أو العواصف، وهي مظاهر أخرى للتغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.
وغالبا ما يرتبط انخفاض أعداد الطيور في مختلف أنحاء العالم أيضا بعوامل أخرى سبق أن سُلط الضوء عليها في دراسات علمية كثيرة، مثل الأنواع الغازية، وفقدان الموائل بسبب إزالة الغابات لأغراض الزراعة المكثفة، واستخدام المبيدات الحشرية، أو الصيد.
لكن استنتاجات الدراسة "تُشكك في الرأي القائل، إن الضغوط البشرية المباشرة كانت، حتى الآن، السبب الرئيسي للآثار السلبية على أعداد الطيور، وليس التغير المناخي، في المناطق الاستوائية".
وفي هذا السياق، تقول إيمي فان تاتنهوف، إن إزالة الغابات لها تأثير واضح على أعداد الطيور، بينما يصعب رؤية الآثار المباشرة لدرجات الحرارة الشديدة، وهو ما يتطلب تحليل مجموعات بيانات طويلة الأمد. للتأكد من ذلك.