إعلام إسرائيلي: الوسطاء يعدّون إطارًا جديدًا لصفقة جزئية بشأن غزة
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الوسطاء – تحديدًا مصر وقطر والولايات المتحدة – بصدد تقديم إطار جديد لصفقة جزئية تهدف إلى إبرام هدنة مؤقتة في غزة، تزامنًا مع تصاعد التوتر العسكري والسياسي.
وبحسب "إسرائيل هيوم"، فقد بُذلت جهود مؤخراً لتشكيل مقترح وسطي يتيح إنهاء الحرب تدريجيًا، من خلال وقف مؤقت لإطلاق النار والاستجابة لبعض المطالب الإنسانية، دون تعارض مباشر مع المطالب الإسرائيلية الأخرى
إسرائيل أمام مأزق عسكري .
ويأتي هذا الجهد الدبلوماسي في وقتٍ تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من الداخل؛ حيث يرى كبار المسؤولين، ومن ضمنهم وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أن الصفقة الجزئية قد تكون مضيعة للوقت، في حين يبدي الوسطاء رغبتهم في تحريك الجمود والضغط نحو هدنة فعالة، وفقا لموقع يديعوت أحرونوت.
في غضون ذلك، كشفت تقارير على لسان مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل والولايات المتحدة تتفقان الآن على ضرورة إحداث تحول من خيار الصفقة الجزئية إلى إطار شامل يشمل الإفراج عن جميع الرهائن، نزع سلاح حماس وقطاع غزة، بالإضافة إلى حل سياسي محتمل، تايمز أوف اسرائيل.
من المتوقع أن يسعى هذا الإطار الجديد لتحقيق تهدئة جزئية كمرحلة انتقالية، تمهيدًا لاحتمال تغييره أو توسيعه لاحقًا باتجاه اتفاق شامل، رغم تباين المواقف بين الأطراف السياسية في إسرائيل، حيث صوت الكابينت مؤخرًا لصالح استمرار الاجتياح تدريجيًا، مقابل تحذيرات من المؤسسة العسكرية بأن التهاون قد يُعرض الرهائن للخطر مجددًا، وفقا لـ رويترز
كما تشير تطورات أخرى إلى حركة دبلوماسية نشطة، حيث زار رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيا العاصمة القطرية الدوحة، معتبرًا أن الخطوة العسكرية المحتملة في مدينة غزة “جادة” وليست مجرد مناورة نفسية، بما يعزز من إلحاحية الدفع نحو اتفاق مناسب، حسب موقع اكسيوس.
وفي ظل هذا المشهد العسكري والدبلوماسي المعقد، يُنظر إلى الهدنة الجزئية على أنها محاولة لإنقاذ موقف سياسي وإبقاء نافذة التفاوض مفتوحة.
في المجمل، يعكس هذا التطور رغبة دولية – رغم تحفظات إسرائيل – في تجنب تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة. ويظهر كذلك أن الوسطاء يراهنون على خطوة تصالحية قد تؤدي إلى هدنة مدروسة، بدلًا من استمرار الحرب أو الانجرار إلى تصعيد جديد عسكري وسياسي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر قطر الولايات المتحدة غزة صفقة جزئية إسرائيل هيوم
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
إسرائيل – كشف رئيس هيئة السايبر الوطنية في إسرائيل يوسي كارادي عن أساليب الهجوم والتأثير التي تستخدمها إيران ضد إسرائيل في مجال السايبر خلال الأشهر الستة الماضية، وضمنها الموجهة بين الطرفين.
وفي أول خطاب علني له في مؤتمر أسبوع السايبر بجامعة تل أبيب، عرض رئيس الهيئة اللواء (احتياط) يوسي كارادي، حالة الهجوم السيبراني الذي تم إحباطه على مستشفى شمير في “يوم الغفران” الماضي، حيث استُخدمت مجموعة “الفدية” (Ransomware) المسماة “Qilin” كغطاء “اختبأت خلفه مجموعة هجوم إيرانية لطمس آثارها واستغلال أدوات وقدرات مجموعة الجريمة”، وفق الرواية الإسرائيلية.
وقال كارادي إن الحادث يوضح “إلى أي مدى أصبحت الحدود بين الجريمة والعمل العدائي الذي ترعاه دولة ضبابية”، حسب تعبيره.
وعرض رئيس الهيئة مفهوم “حرب السايبر الأولى”، وهي “حرب تُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة”، حيث يمكن أن تتعرض دولة للهجوم في الفضاء السيبراني فقط لدرجة تشل الأنظمة الحيوية، مما قد يؤدي إلى “حصار رقمي”: “نحن في طريقنا إلى عصر ستبدأ فيه الحرب وتنتهي في الفضاء الرقمي، دون تحرك دبابة واحدة أو إقلاع طائرة واحدة”.
وتابع: “تخيلوا حصارا رقميا تتعطل فيه محطات الطاقة، وتُقطع الاتصالات، ويتوقف النقل، وتتلوث المياه. هذا ليس سيناريو مستقبليا خياليا، بل اتجاه تنموي حقيقي.”
وأضاف: “في هذه الحرب، خط الجبهة هو كل بنية تحتية رقمية، وكل مواطن مستهدف، ونحن نقترب بسرعة من مرحلة سيحل فيها السايبر مكان ساحة المعركة المادية بالكامل”.
ووفقا لما ذكره كارادي ، خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، حددت هيئة السايبر الوطنية 1,200 حملة تأثير تستهدف المواطنين. ويعني هذا أن ملايين المواطنين تلقوا أو تعرضوا مرة واحدة على الأقل لرسائل أو مقاطع فيديو مؤثرة على مدى أسبوعين. وشملت الاتجاهات الأخرى التي لوحظت أثناء العملية ما يلي:
دمج منسق بين الهجوم المادي والهجوم السيبراني.
حملات تأثير واسعة النطاق تهدف إلى تضليل الجمهور في لحظات الطوارئ.
جمع معلومات مركزة عن أهداف إسرائيلية في المجال العسكري، والحكومي، والأكاديمي لأغراض التهديد المادي.
انتقال مجموعات الهجوم الإيرانية من أنشطة التجسس وجمع المعلومات إلى هجمات تهدف إلى التعطيل والتدمير.
كما عرض حالة استهداف معهد وايزمان بالصواريخ، والتي ترافقت مع نشاط سيبراني وتأثير، حيث اخترق الإيرانيون كاميرات المراقبة الأمنية لغرض توثيق الضربة، بل وأرسلوا رسائل بريد إلكتروني تحمل رسائل تخويف لأعضاء هيئة التدريس ونشروا تسريبا للمعلومات. وتوضح هذه الحالة دمج الضربات المادية مع الهجمات في الفضاء السيبراني.
وأشار رئيس الهيئة في خطابه إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث تعرضها للهجمات وفقا لبيانات “مايكروسوفت”، وأن 3.5% من إجمالي الهجمات العالمية استهدفت إسرائيل في العام الماضي.
وأوضح كارادي قائلا: “تجد إسرائيل نفسها عمليا في جبهة عالمية لا تتوقف. هذا يعني أن التهديدات ليست أحداثا معزولة بل واقع يومي يتطلب دفاعاً مستمرا”.
وختم بقوله: “الاعتماد المطلق على الرقمنة، مع الانفجار الكبير للذكاء الاصطناعي في كل مجال من مجالات الحياة، يجلب فرصاً مذهلة ولكنه يجلب أيضاً تهديدات جديدة ويمنح مهاجمي السايبر مساحة لا نهائية [للعمل]”.
المصدر: “معاريف”