حكم الصلاة بقراءة الفاتحة فقط دون سورة بعدها .. اعرف رأي الفقهاء
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة إلا بها، سواء كان المصلي إمامًا أو منفردًا، وهو ما ثبت عن النبي ﷺ في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»
[رواه البخاري ومسلم].
وقد أجمع الفقهاء على أن قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة، بينما قراءة سورة بعدها فهي سُنّة مستحبة، وليست واجبة، سواء في صلاة الفريضة أو النافلة، في السر أو الجهر، ويصح أن يكتفي المصلي بالفاتحة فقط ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو خير».
وعلّق الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث بأن فيه دلالة واضحة على أن الفاتحة هي الركن الأساسي، وما زاد عنها فهو مستحب لا واجب، وقد اتفقت المذاهب الأربعة على أن قراءة السورة بعد الفاتحة سنة مؤكدة في الركعتين الأوليين من الصلاة، سواء كانت الصلاة جهرية أو سرية.
الأصل في قراءة القرآن أثناء الصلاة أن يلتزم المصلي بالجهر أو الإسرار بحسب موضع الصلاة.
الصلوات الجهرية: الفجر، والمغرب، والعشاء، ويستحب فيها أن يجهر الإمام أو المنفرد بالقراءة.
الصلوات السرية: الظهر، والعصر، ويستحب فيها الإسرار.
لكن إذا أسرالمصلي بالفاتحة في الصلاة الجهرية، فإن صلاته صحيحة، لأنه أدى الركن المطلوب، وهو قراءة الفاتحة، ولكن يكون بذلك قد ترك سنة من سنن الصلاة، وهي الجهر بالقراءة في موضع الجهر.
وقد ورد في كتاب المغني لابن قدامة رحمه الله قوله:«فإن جهر في موضع الإسرار، أو أسر في موضع الجهر، ترك السنة، وصحت صلاته».
فمن أسر في موضع الجهر، أو جهر في موضع الإسرار، فصلاته صحيحة لا تعاد، لكن الأفضل اتباع السنة، فإن فعل ذلك ناسيًا أو لعذر فلا حرج عليه، أما إن ترك السنة عمدًا دون عذر، فقد فوت على نفسه أجرها.
وعلى ذلك فإن قراءة الفاتحة وحدها تكفي لصحة الصلاة، وقراءة سورة بعدها سنة مؤكدة في الركعتين الأوليين.
الإسرار بالفاتحة في الصلاة الجهرية لا يبطل الصلاة، لكنه يُعد تركًا للسنة، ويستحب الجهر في موضع الجهر، والإسرار في موضع الإسرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قراءة الفاتحة الصلاة الجهرية قراءة الفاتحة فقط الفاتحة فی الصلاة الجهریة قراءة سورة بعد قراءة الفاتحة بعد الفاتحة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز ترك سجود التلاوة؟ وما حكمه بدون وضوء؟.. علي جمعة يوضح
يتساءل بعض قراء القرآن الكريم عن حكم ترك سجود التلاوة، وهل يعد ذلك مخالفا للشرع أو ينقص من أجر التلاوة؟
في هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، خلال أحد دروسه، أن ترك سجود التلاوة ليس حرامًا، مستدلًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في بعض الأحيان عند قراءة آيات السجدة، وترك السجود أحيانًا أخرى، حتى لا يفهم منه أنه فريضة على المسلمين.
وفي حال تعذّر أداء سجود التلاوة، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز تأخير السجدة حتى يتيسر للقارئ أداؤها، أو أن يردد بدلًا منها ذكرا بسيطًا مكوّنًا من أربع عبارات:
«سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».
وغالبًا ما يواجه القارئ أثناء التلاوة مواقف قد تمنعه من السجود، مثل أن يكون في وسيلة مواصلات، أو يسير في الطريق، أو ينتقض وضوءه، وهذه الحالات لا تمنع من الثواب، بل يمكن تعويض السجدة بالتسبيح كما ذكر.
هل يشترط الوضوء لسجود التلاوةحول مسألة الطهارة لسجود التلاوة، اختلف الفقهاء في حكم الوضوء لها على قولين:
الرأي الأول (وهو مذهب الأئمة الأربعة):
يشترط الوضوء لسجود التلاوة، لأنه يُعامل كالصلاة، ويُقاس على السجود في الصلاة وسجود السهو. واستندوا في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا يقبل الله صلاة بغير طهور».
الرأي الثاني (رأي بعض السلف والعلماء مثل ابن حزم، والبخاري، والشوكاني):
لا يُشترط الوضوء لسجود التلاوة، لأن النصوص الصحيحة لم تُصرّح بوجوب الطهارة لهذا النوع من السجود، كما لم يُروَ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالوضوء حين سجد بهم عند قراءة آيات السجدة.
ومن الظواهر التي يربطها البعض بالحسد أو السحر: التثاؤب عند قراءة القرآن. وقد علّق الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، بأن التثاؤب لا علاقة له بالحسد أو السحر، بل هو مكروه في الصلاة وقراءة القرآن، ويعود غالبًا إلى الكسل أو ضعف الجسم.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن التثاؤب من الشيطان، لذا ينبغي لمن شعر به أن يكتمه قدر استطاعته، ويضع يده على فمه، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. كما أكد أن التثاؤب لا يُبطل الصلاة، والصلاة صحيحة ولو حدث أثناءها تثاؤب.
وختم الشيخ شلبي نصيحته بالتأكيد على أهمية الانضباط والخشوع في الصلاة والقراءة، ودفع التثاؤب قدر الإمكان، دون الالتفات إلى الاعتقادات الخاطئة التي تربطه بالحسد أو غيره.