العودة إلى مكة.. خطة إسرائيلية لاحتلال السعودية
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
"أنا هنا من أجل مهمة تاريخية وروحية ستذكرها الأجيال القادمة وأؤمن تماما بإسرائيل الكبرى"..
تصريحات لافتة أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حواره التلفزيوني مع عضو الكنيست السابق النائب اليميني المتطرف شارون جال، في معرض حديثه عن خطة إسرائيل الكبرى والتي تشمل مناطق من مصر والأردن ولبنان وسوريا.
عاصفة من الغضب العربي اندلعت على المستوى الرسمي بعد تصريحات نتنياهو المثيرة للجدل والتي تهدد سيادة دول عربية كبرى في المنطقة، كان على رأسها بيانات من وزارات الخارجية في السعودية والأردن، وبيان خجول من مصر لم يسم نتنياهو وإنما طالب وسائل الإعلام الإسرائيلية بتقديم إيضاحات.
فكرة إسرائيل الكبرى ليست جديدة، وإنما هي عقيدة راسخة في أذهان مؤسسي هذا الكيان بداية من تيودور هرتزل مرورا بديفيد بن جوريون ووصولا إلى بنيامين نتنياهو.
فكرة إسرائيل الكبرى ليست جديدة، وإنما هي عقيدة راسخة في أذهان مؤسسي هذا الكيان بداية من تيودور هرتزل مرورا بديفيد بن جوريون ووصولا إلى بنيامين نتنياهو
تحدث هرتزل عن الفكرة في المؤتمر الصهيوني الأول وذكر أن حدود دولة إسرائيل الكبرى تمتد من النيل إلى الفرات، ثم أكد بن جوريون على نظرية هرتزل وحوّلها إلى عقيدة راسخه في عقل ووجدان المشروع الصهيوني، عندما قال في أيار/ مايو 1948 في خطاب لهيئة الأركان: "علينا أن نستعد للهجوم.. هدفنا سحق لبنان وشرق الأردن وسوريا، ثم الاستيلاء على بورسعيد والإسكندرية وسيناء، ليس الأمر الحفاظ على الوضع الراهن.. علينا بناء دولة ديناميكية موجهة نحو التوسع".
ثم جاء وقت التنفيذ على يد بنيامين نتنياهو في لحظة عربية وإسلامية عصيبة لا تملك فيها الشعوب العربية من أمرها شيئا، ويملك أمرها مجموعة من الحكام العرب الذين وصفهم مؤخرا الصحفي المصري يسري فودة قائلا: لا تقل الحكام العرب بل قل الخدام العرب.
مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق، كلها أهداف معلنة لخطة إسرائيل الكبري، يحدثنا بها سموتريتش في مؤتمراته ويهمس بها بن غفير في خطاباته، ويعلنها نتنياهو في لقاءاته التلفزيونية، ولكن الأمر لم ولن يتوقف أبدا عند هذه الدول.
ففي عام 2012 نشر كاتب إسرائيلي متطرف له جذور ممتدة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد؛ كتابا أثار لغطا كبيرا بعنوان "العودة إلى مكة"، احتوى غلافه على صورة للكعبة ولكنها لم تكن أبدا كذلك.
الصورة عندما تدقق فيها تجد أنها لمجسم الكعبة ويمتد منه شريطان باللون الأسود، في إشارة إلى رمز يهودي توراتي اسمه التيفلين، وهو صندوق أسود يشبه في تكوينه الكعبة المشرفة وفيه شريطان أسودان وفي داخله مجموعة من النصوص التوراتية المقدسة.
دينيس آفي ليبكين، مؤلف الكتاب وصاحب نظرية التحالف اليهودي المسيحي الإنجيلي للقضاء على الإسلام والمسلمين، نشر في ذلك الكتاب ما يشبه خطة إسرائيلية لاحتلال المملكة العربية السعودية.
يرى ليبكين أن اليهود لهم حق تاريخي في شبه الجزيرة العربية، حيث يعتقد أنهم في سنوات التيه الأربعين مكثوا واستوطنوا أرض الجزيرة العربية ما يجعلها جزءا من أرض الميعاد في عقيدتهم التوراتية، بل ذهب لأبعد من ذلك بكثير، فزعم أن الله لم يكلم نبيه موسى عليه السلام فوق جبل الطور في سيناء، ولكن كلّمه فوق جبل اللوز في مدينة تبوك السعودية.
ما دعا إليه الكاتب منذ سنوات يحدث الآن بالحرف الواحد في تحالف إسرائيلي مع المسيحيين الإنجلييين من أجل قيام دولة إسرائيل الكبرى، والتي لا تمتد فقط إلى مصر والأردن وسوريا ولبنان، بل تشمل احتلالا كاملا لمكة والمدينة والمملكة العربية السعودية
الكعبة في كتاب ليبكين هي رمز يهودي يدعى التيفلين وليست رمزا مقدسا للمسلمين، ودعا الكاتب إلى هدم الكعبة والقضاء عليها، وإن لم يحدث ذلك فعلى إسرائيل أن تنشئ تحالفا دوليا تقوده هي تتحكم بموجبه في عملية الحج والعمرة اقتصاديا وسياسيا أيضا.
نظرية الكاتب في كتاب "العودة إلى مكة" تذهب إلى أن السعودية ستواجه اضطرابات كبيرة نابعة من عمليات مسلحة من مجموعة من المتطرفين أو هجمات من الحوثي، وبالتالي ستحتاج إلى حماية أو وصاية من إسرائيل، وتلك هي اللحظة المناسبة لعودة اليهود إلى أرض الميعاد واحتلال المملكة العربية السعودية مرة أخرى.
ما دعا إليه الكاتب منذ سنوات يحدث الآن بالحرف الواحد في تحالف إسرائيلي مع المسيحيين الإنجلييين من أجل قيام دولة إسرائيل الكبرى، والتي لا تمتد فقط إلى مصر والأردن وسوريا ولبنان، بل تشمل احتلالا كاملا لمكة والمدينة والمملكة العربية السعودية.
اعتمد الكاتب على مقولات توراتية ومعلومات استخباراتية ومعلومات موثقة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما يزيد من احتمالية أننا نتعامل مع خطة إسرائيلية شبه رسمية تدعو لاحتلال المملكة العربية السعودية تحت شعار كتاب "العودة إلى مكة".
وهنا نعود لمقولة قالها ديفيد بن جوريون عام 1937: يجب أن نطرد العرب ونحتل أماكنهم ونستعد للتهجير القسري لهم من بلدانهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو التوسع مكة إسرائيل احتلال نتنياهو مكة توسع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العربیة السعودیة بنیامین نتنیاهو إسرائیل الکبرى خطة إسرائیل مصر والأردن بن جوریون
إقرأ أيضاً:
بيان مشترك لـ31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"
مسقط- الرؤية
أفادت وزارة الخارجية بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية والأمناء العامين لكل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.