قبر أنس الشريف سيكون قبر الصهيونية
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تسارع انهيار صورة إسرائيل في العالم على نحو مذهل. واحدا تلو الآخر، تلاشت ادعاءاتها الإنسانية والكونية، ولم يبقَ إلا العري الفج والفاحش لعدوانية طائفية متعصبة تقوم صراحة على نزعة تفوقية.
ليس ذلك "عن طريق الخطأ"، ولا بيد أحد ناشطيها المتطرفين المنفلتين، بل بصوت وإرادة قادتها الرسميين، تستطيع إسرائيل اليوم أن تقرر بوعي تام قصف المستشفيات، واغتيال الأطباء والممرضين ببرود منهجي، ووضع قائمة بأسماء الصحفيين الأكثر خطورة على سمعتها، (مئتان؟)، ثم الانتقال بلا عقاب إلى مرحلة تصفيتهم الجسدية.
هل يمر بلا عقاب؟.. هذا ما ستكشفه الأيام.
في الرأي العام الغربي، كما في جزء على الأقل من الرأي العام العالمي، كان لإسرائيل منذ نشأتها ثلاثة وجوه متعاقبة. في البداية اتخذت الوجه "الملائكي" و"المسيحاني"، ونجحت في استثمار الأساطير الكاذبة التي مكنتها من الوجود: "العدالة" التي تعوض فظائع المحرقة (الهولوكوست)، و"أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، و"الاشتراكية" السخية للبنّائين… إلخ.
ثم في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1995، جاء اغتيال إسحاق رابين على يد يهودي قومي متشدد، كما كان يُقال حينذاك، ليكرس لا مجرد وجود، بل مركزية مكون راديكالي، متفوق وعنصري، في قلب المجتمع الإسرائيلي، وهو مكون لم يكن يتطابق البتة مع الصورة التي فُرضت حتى ذلك الحين على العالم.
نتنياهو، حين فتح الباب أمام المستوطنين المتطرفين للدخول إلى الحكومة حفاظا على مسيرته السياسية، كرس انتصار هذا المكون الكريه.
فقد كشف بوضوح لا عن الأسس الطائفية لهذه الشريحة من المجتمع الإسرائيلي فحسب، بل أيضا عن واقع أن الغالبية الساحقة من بقية المجتمع، الصامتة تماما أمام وحشية جيشها ومستوطنيها، كانت متماهية معها كليا. وهكذا، فإن أسطورة صهيونية "اليسار" أو "الوجه الإنساني" قد انتهى زمنها.
إعلانفي 15 مايو/أيار 2022، لم تعترف القوات الإسرائيلية باغتيال صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، رغم أن الجريمة كانت موثقة بشكل قاطع. أما اغتيال صحفي الجزيرة أنس شريف، المخطط بعناية والمدعوم رسميا، فقد جرى تبنيه علنا من قمة الدولة.
هل سيبقى بلا عقاب؟ ربما غدا، لكن بعد غد بالتأكيد لا.
إن النزيف في شرعية إسرائيل الذي يصيبها اليوم، في العالم عامة، وفي الغرب أيضا، بما في ذلك الولايات المتحدة، سيثقل غدا على كاهل أي من خلفائها، سواء كانوا من أقصى اليمين أم من اليسار.
إن نتنياهو لم يحفر قبر أنس شريف فحسب، ولا حتى قبر اليمين الإسرائيلي المتطرف، بل لقد "حفر بالفعل قبر الصهيونية".
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة الإبادة الصهيونية على غزة إلى 70,360 شهيدًا
الثورة نت /..
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الأحد، إلى 70,360 شهيدا و171,047 إصابة منذ السابع من أكتوبر عام 2023م.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، أن المستشفيات استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 6 شهداء جدد و17 إصابة.
ولفتت إلى أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ إجمالي عدد الشهداء بنيران جيش العدو 373، وإجمالي الإصابات 970، وإجمالي الشهداء الذين تم انتشالهم 624.
وأكدت الوزارة أن عدداً كبيراً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.