مبادرات مبتكرة وتمكين للموهوبين بالمنتدى السعودي للإعلام
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
يمثل المنتدى السعودي للإعلام ملتقى وطنيًا رائدًا يجمع الإعلاميين وصناع القرار والمواهب الوطنية، في رحلة تهدف إلى تطوير الإعلام السعودي وتعزيز مكانته عالميًا، حيث تتحول الرؤى الطموحة إلى مشاريع واقعية، وتصبح المبادرات أدوات فاعلة تعكس الهوية الثقافية للمملكة، وتفتح آفاقًا لتجارب إعلامية مبتكرة، تعيد رسم صورة الإعلام السعودي بروح متجددة ومعاصرة.
وأسهمت مبادرة "سفراء الإعلام" في إعداد جيل إعلامي محترف، عبر برامج تدريبية متخصصة وتجارب ميدانية متنوعة وفرص تواصل مباشرة مع المؤسسات الإعلامية داخل المملكة وخارجها، لتنتج كوادر إعلامية تتمتع بالاحترافية والمصداقية، قادرة على نقل صورة المملكة للعالم بأسلوب مؤثر يعكس عمقها الحضاري وطموحها المستقبلي.
وربطت مبادرة "جسور الإعلامالمملكة بالعالم، من خلال إنتاج محتوى يتسم بالجودة والعمق ويعكس الهوية الثقافية السعودية بمعايير عالمية، أسهمت هذه الجسور في تعزيز الحضور الإعلامي الإقليمي والدولي، وترسيخ مكانة المملكة فاعلًا مؤثرًا في الساحة الإعلامية، وفق رؤية إستراتيجية ترسم ملامح المستقبل.
فيما سلطت مبادرة "بقعة الضوء" الاهتمام بالمشاريع الإعلامية الكبرى المبتكرة، مثل كأس العالم ومشاريع البحر الأحمر، إضافة إلى مشاريع يوم التأسيس، كما ركزت على إبراز المواهب الشابة في البرامج الوطنية، لتصبح منصة تجمع بين عرض الإنجاز ورواية قصة النجاح بأسلوب ملهم، يمنح المشهد الإعلامي السعودي بعدًا إنسانيًا وإبداعيًا متجددًا.
وعكست مبادرة "جهات" روح التعاون بين المنتدى والمؤسسات الرسمية، حيث يجتمع المتحدثون الرسميون لعرض تجاربهم واستعراض أثر المنتدى على خططهم الإعلامية، وتحولت اللقاءات إلى مساحة غنية بالحوار البناء وتبادل الخبرات، معززة التناغم بين العمل الإعلامي والأهداف الوطنية، ومضيفة إلى الرسالة مزيدًا من التأثير والوضوح.
وأتاحت مبادرة "أنتج" للشباب فرصة نقل أفكارهم الإعلامية من مرحلة التصور إلى التنفيذ، في مجالات الكتابة والتصوير والتمثيل والتقديم، وعملت فرق العمل على إنتاج مشاريع متكاملة تُعرض أمام لجان متخصصة، ويشارك الجمهور في تقييمها، وأصبح مسرح المبادرة مساحة حية للتجربة العملية، وميدانًا لتعزيز مهارات الإبداع وروح العمل الجماعي.
وجاءت مبادرة "SMF Grow Up" داعمة للشركات الإعلامية الناشئة عبر التمويل والتأهيل والإرشاد والتدريب المتخصص، وساعدت على تمكين المشاريع المبتكرة على النمو والاستدامة، مما يعزز بيئة ريادة الأعمال في قطاع الإعلام، ويحفز على إنتاج محتوى سعودي قادر على المنافسة عالميًا.
وأطلقت مبادرة "SMF Connect" قنوات للتواصل العالمي، من خلال تطوير مهارات الإعلام والترجمة لدى الشباب، وتمكينهم من إنتاج محتوى يعكس الثقافة السعودية، وأسهمت في توسيع نطاق الحوار بين الثقافات، لترسخ مكانة الإعلام السعودي بصفته جسرًا للتقارب الدولي وبناء التفاهم المشترك، في الوقت الذي استثمرت مبادرة "Saudi Mip" إمكانات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام، عبر حلول تقنية متقدمة تحول الأفكار إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، كما منحت المواهب المحلية بيئة تفاعلية لصقل مهاراتهم ومواكبة التحول الرقمي، مما يعزز القدرة التنافسية للإعلام السعودي على المستوى العالمي.
ويواصل المنتدى السعودي للإعلام رحلته في صناعة مستقبل أكثر إشراقًا للإعلام الوطني، عبر مبادرات متجددة وتجارب عملية وشراكات إستراتيجية، ومع اقتراب النسخة القادمة تتعاظم التطلعات نحو توسيع دائرة التأثير، وتعزيز حضور المملكة عالميًا منصة إعلامية تجمع بين الابتكار والمصداقية وعمق الرسالة الوطنية، مقدمة وعودًا بتجارب إعلامية أكثر ثراءً وإلهامًا.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية أخر أخبار السعودية المنتدى السعودي للإعلام المنتدى السعودی للإعلام
إقرأ أيضاً:
من الخيارات العسكرية إلى الحرب الإعلامية : مأزق واشنطن في مواجهة اليمن
هذا الصمود المستمر لم يمنع القوى الكبرى من الانخراط في حسابات استراتيجية جديدة، تدرك أن الاعتماد على القوة وحدها لم يعد مجديًا، وأن تحقيق أي نتائج حقيقية يتطلب التفكير بطرق أكثر مرونة، تشمل الإعلام والدبلوماسية والحرب على السرديات، وليس مجرد القوة العسكرية التقليدية.
يتحول اليمن اليوم إلى محور استراتيجي لا يُستهان به على صعيد الصراع الإقليمي والدولي، ليس لموقعه عند باب المندب فحسب، بل لتشابك قضاياه السياسية والاجتماعية مع ملفات إقليمية شائكة، بما في ذلك الحرب العدوانية على غزة.
ما تكشفه تصريحات الأدميرال جورج ويكوف، قائد الأسطول الخامس الأمريكي، وتوصيات الباحثة ألكسندرا ستارك في مجلة Foreign Affairs، هو إدراك واشنطن المتزايد لصعوبة الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لتحقيق أهدافها في هذا البلد.
يشدد ويكوف على أن اليمن "ملتقى طرق بحري استراتيجي شهدت عبر التاريخ تحديات صعبة لكل القوى التي حاولت فرض السيطرة عليه". التاريخ يشهد على فشل العثمانيين والبريطانيين والمصريين والسعوديين في السيطرة على هذه الأرض المعقدة. ويضيف أن أي تدخل عسكري دون استراتيجية شاملة وأهداف تتجاوز المجال العسكري هو وصفة مؤكدة للفشل. هذه الملاحظة تأتي في سياق تحذير أمريكي من الانزلاق في مغامرات عسكرية باهظة الكلفة مع عائد محدود.
حرب السرديات: الاستراتيجية الأمريكية الجديدةمن جانبها، ترى ستارك أن "الحوثيين" لا يمكن إخضاعهم بالقصف وحده، حتى مع التفوق العسكري الساحق للتحالف الدولي. وتقول: "الحوثيون أتقنوا تقنيات منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة والزوارق المفخخة، ويعرفون كيفية نقل وإخفاء أصولهم بعد عقود من الحرب المستمرة". لذلك، تقترح الباحثة أن الحرب الإعلامية والسياسية هي الخيار الأكثر فاعلية، عبر تصوير ما يلحق باليمن من أضرار ناتجة عن العدوان والحصار المفروض من تحالف العدوان، وتحميل "الحوثيين" تلك المسؤولية، مثل ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وتلوث البيئة البحرية، وتقليص المساعدات الإنسانية.
كما تسلط ستارك الضوء على أهمية استغلال الإجراءات الامنية في صنعاء باعتقال العملاء والجواسيس -مثل اعتقال موظفي الأمم المتحدة- واستخدام هذه الأحداث في حملات إعلامية لإضعاف صورتهم الشعبية.
توصيات ستارك تربط السردية اليمنية بالقضايا الإقليمية، مثل ما يجري في فلسطين، حيث ترى أنه يمكن لأي تقدم في غزة أن يقلل من شرعية خطابهم المتمحور حول الدفاع عن فلسطين.
المأزق الاستراتيجي الأمريكي
إذا جمعنا رؤية ويكوف مع توصيات ستارك، يتضح المأزق الذي تعيشه واشنطن واستراتيجيتها في اليمن، فالقوة العسكرية وحدها ليست ناجعة لإخضاع اليمن، أو ضمان أمن خطوط الملاحة في البحر الأحمر، بينما الحرب الإعلامية والسياسية تواجه مقاومة شديدة بسبب تماسك الجمهور الداخلي والخارجي والبيئة الإقليمية المشحونة. النتيجة أن واشنطن أمام خيارين صعبين: الاستمرار في مغامرات عسكرية باهظة الكلفة، أو التركيز على استراتيجيات سياسية وإعلامية طويلة الأمد، أقل كلفة لكنها تحتاج لتنسيق دولي وإقليمي كبيرة وأكثر إحكاما.
من النظرية إلى الممارسةلم تكتفِ واشنطن بطرح الحرب الإعلامية كخيار استراتيجي عبر مراكز أبحاثها ومجلاتها، بل انتقلت إلى تنفيذها بشكل مباشر، بحيث أصبحت تقود الحرب الإعلامية على اليمن، كما يظهر في حملة السفارة الأمريكية في اليمن عبر منصة "إكس"، هذه الخطوة تكشف أن المعركة الإعلامية انتقلت من مجرد هامش دعائي إلى أداة استراتيجية رسمية لإدارة الصراع والتأثير على الرأي العام، وتكشف أيضا، أن واشنطن لم تعد تكتفي بالآلة الإعلامية الإقليمية الضخمة التي تديرها دول خليجية لمواجهة السردية اليمنية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، عندما تنخرط السفارة الأمريكية بشكل مباشر في الحملة، وترسم الخطوط العريضة، وتصوغ الموجهات الإعلامية التي ما تلبث أن تكون مادة منتشرة في صفحات التواصل والصحف والتقارير على حد سواء.
خاتمة
اليمن -عبر تاريخه- لم يكن في يوم من الأيام مجرد ساحة مواجهة آنية، فقد اثبتت كل محاولات الغزاة أن اليمن قادر على إفشال مشاريع القوى الكبرى عبر القرون. إذا كانت Foreign Affairs قد دعت إلى إدارة معركة إعلامية ضد من تسميهم "الحوثيين"، فإن ويكوف يذكّر بأن الرهان على القوة العسكرية أو الإعلام وحدهما، دون حلول سياسية مستدامة، لن يحقق النتائج المرجوة. فاليمن لم ولن يكون لقمة سائغة لأي قوة خارجية، مهما تنوعت أدوات العدو، سواء كانت بعدوان ضربات جوية، عمليات أمنية، أو حملات إعلامية، يظل اليمن قادرًا على إفشالها. واقع البلد السياسي والاجتماعي والجغرافي المعقد يجعل أي محاولة للسيطرة مجرد وهم، ويؤكد أن قوة الإرادة والإيمان بالقضية لا يمكن التغلب عليها بسهولة.