غزة كما لم تُروَ من قبل.. وثائقيات تكشف الحصار والتجويع والمجازر
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
صُنعت وعرضت العديد من الأفلام عن غزة، بعضها يروي قصصا حقيقية، وأخرى تتناول أحداثا خيالية. أفلام تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية، وأخرى تحكي عن الفلسطينيين الذين يحاولون العيش ومواجهة الحياة مثل أي أناس من جنسية أخرى.
أغلب هذه الأفلام أخرجها وصنعها مخرجون عرب تشكلت هوياتهم بالقضية الفلسطينية، غير أن هذه القضية عامة وغزة خاصة أثّرتا أيضا على صناع أفلام أجانب واستمالت قدراتهم الفنية، فأصبحوا أصواتا عالية تنقل أوجاع الفلسطينيين للعالم.
نستعرض هنا مجموعة من الأفلام الوثائقية العالمية التي وثّقت المجازر وأشكال العنف التي عانى منها سكان غزة على مر السنوات، لتشكّل أرشيفا حقيقيا لما يجري هناك مهما حاول العالم غضّ الطرف عنه.
عام من الحرب في غزة"عام من الحرب في غزة" (One Year of War in Gaza) فيلم وثائقي من إنتاج "بي بي سي" (BBC) متاح على منصتها الخاصة وعلى يوتيوب بشكل مجاني، يوثق الحرب الجارية على قطاع غزة بعد عام من اندلاعها، وقد بدأ عرضه في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
"عام من الحرب في غزة" فيلم صنعه أربعة فلسطينيين يعيشون زمنا استثنائيا، فمنذ الأيام الأولى للحرب، بدأ كل من خالد وآية وآدم وأسيل -وهم مواطنون عاديون من غزة- في تصوير حكاياتهم بأنفسهم، موثّقين ما يمرون به من غارات وقصف، وعمليات نزوح متكررة، وافتراق العائلات ولقائها من جديد، وفقدان أحبة، وحتى استقبال مولود جديد وسط الفوضى، وقد أنجبت أسيل طفلتها حياة خلال نزوحها.
يوثق الفيلم شهادات مؤلمة لمن يعيشون الحرب حتى اليوم ويواجهون الهجمات المستمرة والقصف الذي لا يتوقف، واضعا أمام المتفرج الصورة الكاملة لتأثير الصراع المباشر على حياتهم عبر قصص عن الموت واليأس والصدمات التي ما زالت تلاحقهم.
يرصد الفيلم أيضا مشاهد النزوح المستمر، والبحث الدائم عن الطعام درءا لشبح الجوع، وخطر الموت في كل لحظة، وغياب مظاهر الحياة الحديثة، حتى إن سكان غزة -على حد قولهم- عادوا إلى مرحلة أشبه ببدايات التاريخ البشري.
إعلان غزةيحمل فيلم "غزة" (Gaza) توقيع المخرجين الأيرلنديين غاري كين وأندرو ماكونيل، وقد شهد أول عرض له على منصة مهرجان صندانس السينمائي، حيث لفت الأنظار برؤيته الإنسانية للمدينة المحاصرة.
يرسم العمل صورة إنسانية لحياة سكان غزة اليومية بعيدا عن ضجيج السياسة وأصوات الحرب. رشّح الفيلم ليمثل أيرلندا في المنافسة على جائزة أفضل فيلم دولي في الدورة الـ92 للأوسكار، لكنه لم يتمكن من بلوغ القائمة النهائية.
يكشف الفيلم الجوانب المتعددة للحياة داخل غزة قبل طوفان الأقصى وبين عامي 2014 و2023، فعلى الرغم من الحصار والقيود التي تخنق تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية، فإنهم يبحثون في كل لحظة عن الهدوء والاطمئنان مثل غيرهم من البشر، يستمتعون بصحبة عائلاتهم الممتدة، ويجدون في البحر منفذهم الوحيد الذي يحتضن أحلامهم ومخاوفهم.
يعكس الفيلم مشهدا يوازي ما يحدث الآن من دمار في غزة، حيث تحولت حتى الحدود الدنيا من مقومات الحياة، التي كانت ترضي سكان القطاع سابقا، إلى مجرد أحلام في ظل صراعهم اليومي مع الموت، سواء بسبب القصف أو الجوع.
احتلال العقل الأميركيأُنجز فيلم "احتلال العقل الأميركي" (The Occupation of the American Mind) عام 2016 في الولايات المتحدة، وأخرجه كل من لوريتا ألبير وجيريمي إيرب، في حين أضفى الفنان البريطاني روجر ووترز صوته على السرد.
يسعى العمل إلى كشف الكيفية التي يوظف بها الاحتلال الإسرائيلي وجماعات الضغط المؤيدة له نفوذهم في الإعلام الأميركي لتشكيل الرأي العام تجاه سيطرته على الضفة الغربية وقطاع غزة، وتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الفلسطينيين.
يفتتح الفيلم بسرد وقائع حرب غزة عام 2014، حيث يذكر أن إسرائيل أمطرت القطاع بآلاف الأطنان من المتفجرات على مدى 51 يومًا، في حصيلة مأساوية أودت بحياة ما يزيد على ألفي فلسطيني وأصابت عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين.
يمضي الفيلم في خطين متوازيين: الأول عرض الحقائق الميدانية لما يحدث في الضفة وغزة، والثاني تحليل ردود الفعل الأميركية التي يصوغها اللوبي الصهيوني بكلمات مدروسة لتضليل الرأي العام العالمي وإظهار الفلسطينيين في موقع المعتدي.
واجه الفيلم عراقيل في مشواره نحو الجمهور، إذ تسببت احتجاجات جماعات مؤيدة للصهيونية في تقليص زمن عرضه بأحد العروض إلى 49 دقيقة فقط، مما دفع منتجيه لاحقًا لطرحه عبر يوتيوب بنسختيه الكاملة والمختصرة.
ولدت في غزةيحمل فيلم "ولدت في غزة" (Born in Gaza) توقيع المخرج الإيطالي الأرجنتيني هيرنان زين، وقد صُوِّر بعد فترة وجيزة من حرب 2014 ليغوص في آثار العنف على طفولة الفلسطينيين عبر شهادات عشرة أطفال يستعيدون تفاصيل أيامهم تحت وطأة القصف.
نال الفيلم مكانًا في القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، مما ضمن له انتشارًا واسعا، خاصة مع توفره على منصتي "نتفليكس" (خارج الشرق الأوسط) و"آبل تي في بلس"، لكن حضوره العالمي لم يحل دون تكرار المأساة نفسها التي شهدتها غزة عام 2014 بحق الأطفال وسط صمت دولي.
وبالرغم شهرته، لم يغير الفيلم من الواقع شيئا، ولم يذكّر العالم بما حدث في 2014 من عنف ضد الأطفال وتجويع ممنهج يتكرر الآن بلا رادع.
إعلانتظهر الكاميرا وجوه الأطفال لتكشف بوضوح آثار الصدمات النفسية قبل الجسدية، وجروحا خارجية وداخلية، وبراءة سُرقت منهم حين شاهدوا بأعينهم أحباءهم يتمزقون تحت القصف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات عام من فی غزة
إقرأ أيضاً:
"القمة العربية للشعوب" تدعو لحراك عاجل وواسع لوقف الإبادة والتجويع في غزة
عواصم- الوكالات
دعت "القمة العربية للشعوب" التي عقدت الجمعة إلى تحركات شعبية عاجلة في مختلف المدن العربية للمطالبة بوقف حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية في غزة، كما حثت الأنظمة على إنهاء التطبيع مع إسرائيل وإغلاق سفاراتها.
وأكد المشاركون في القمة، التي نظمها المجلس العربي عبر الفيديو تحت عنوان "تحشيد الأمة لنصرة أطفالنا الجوعى في غزة"، بمشاركة مفكرين وسياسيين وناشطين من مختلف البلدان العربية، على "الرفض الشعبي العربي القاطع لكل أشكال الإبادة والحصار والتجويع، واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم".
وفي كلمته خلال القمة، قال الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي منصف المرزوقي"المفروض أن تكون الأعلام العربية منكسة في كل مكان، المفروض أننا الآن في حالة حداد على كل أطفالنا الذين يموتون من الجوع في غزة وفي الفاشر، وأيضا للأسف الشديد في أكثر من مكان لا نعرفه".
ودعا المرزوقي الشعوب العربية إلى "الإعداد والاستعداد لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي سينقذ غزة. لن ينقذ غزة إلا هبّة من الشعوب العربية تعيد توزيع الأوراق"، مؤكدا أن "الضعف العربي هو الذي مكّن هذا العدو الغاصب من أن يظهر كل هذه البشاعة والقسوة في التعامل مع أطفالنا في غزة".
وأعرب المشاركون بالقمة عن إدانتهم البيان المشترك الصادر في 30 يوليو/تموز الماضي عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، الذي "جاء خاليا من أي التزام حقيقي بوقف الإبادة أو رفع الحصار أو منع التهجير القسري، بل تضمّن مطالبة المقاومة الفلسطينية بالاستسلام وتسليم سلاحها".
وحمّلت القمة -في بيانها- الولايات المتحدة المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عن الجرائم المرتكبة في غزة لدعمها العسكري والسياسي غير المحدود للاحتلال وتعطيلها مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة ولسعيها إلى تقويض ولاية المؤسسات الدولية.
كما دانت القمة المجتمع الدولي الذي قالت إنه "يتستر على أكبر جريمة إبادة في العصر الحديث، إذ لم تُفرض حتى الآن أي عقوبات على الكيان المحتل".
وطالبت القمة بنشر مراقبين دوليين فورا في قطاع غزة وفرض ممر آمن لإدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بكرامة، بعيدا عن سياسة هندسة التجويع وإذلال الشعب الفلسطيني، ووقف استخدام المساعدات مصايد للموت.