الفاشر رمز للتخاذل الدولي تجاه السودان.. مقبرة لـ300 ألف شخص محاصرين
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
"يعيش السودان على إيقاع حرب باتت توصف بـ"المنسية" حيث لم يعد المجتمع الدولي يوليها اهتمامه، وبات بات منشغلا بأزمات مناطق أكثر سخونة وفق أجندات تفرضها خرائط جيوسياسية بعينها" هكذا تصف عدّة تقارير إعلامية متفرٍّقة، الوضع، مبرزين: "جرائم حرب وانتهاكات قد لا يُصدق البعض بأن مثلها يحدث اليوم في القرن الحادي والعشرين".
ومع دخول النزاع المسلح في السودان، عامه الثالث، منذ اندلاعه في نيسان/ أبريل 2023، بين قوات الجيش والدعم السريع، قالت الأمم المتحدة: "الأزمة الإنسانية في السودان وصلت إلى أسوأ مستوياتها في التاريخ".
وأوضحت: "حيث يعيش أكثر من ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة، بينما يعاني 25 مليونا آخرين من انعدام حاد للأمن الغذائي، فضلا تشريد نحو 13 مليون شخص، معظمهم يعيشون في العراء وتنهش بهم أمراض الكوليرا وفق ما أكدته منظمة أطباء بلا حدود".
الإمارات تتحمل المسؤولية الأخلاقية و التاريخية و الإنسانية في حصار الفاشر و تجويع شعبها بدعمها المستمر للجنجويد. #الفاشر_تموت_جوعاً#AlFashir_is_starving
pic.twitter.com/Z3F9PRoTdM — Osman Mekki (@OsMekki) August 3, 2025
الفاشر المحاصرة.. "مقبرة للأحياء"
ما زال برنامج الأغذية العالمي، وهو منظمة أممية يناشد منذ أشهر من أجل توفير ممرّات آمنه لإدخال المساعدات الإغاثية، ولكن دون استجابة، مؤكدا أنّ: "العائلات في الفاشر المحاصرة من قبل قوات الدعم السريع، منذ نحو عام كامل، باتت تأكل علف الماشية للبقاء على قيد الحياة".
هكذا يبدو العيش على حافة المجاعة في #السودان.
تأكل العائلات في #الفاشر علف الماشية للبقاء على قيد الحياة.
برنامج الأغذية العالمي لديه طعام جاهز، كل ما نحتاجه هو ممر آمن لإدخال المساعدات. pic.twitter.com/0jvmw8aQhb — برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (@WFP_Arabic) August 7, 2025
وفي السياق نفسه، وصفت مديرة عمليات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، إديم وسورنو، أوضاع الفاشر بالمروعة، مضيفة:" يُقتل المدنيون سواء في الفاشر أو كردفان أثناء محاولتهم الفرار إلى المخيمات، بحثًا عن الأمان".
إلى ذلك، يعيش ما يناهز 300 ألف شخص في مدينة الفاشر، عزلة خانقة، جرّاء الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ حزيران/ يونيو 2024، وسط قصف يومي ونقص كبير في الخدمات وآلاف العائلات التي تتضور جوعًا، معلنة عن وفاة 63 شخصا خلال شهر آب/ أغسطس الجاري، بسبب سوء التغذية؛ ناهيك عن تهديدهم بوباء الكوليرا، وسط انهيار كامل في القطاع الصحي.
عدم تجريم "الدعم السريع" يُثير غضب الخرطوم
في مفارقة غريبة كما يصفها مسؤولون سودانيون، أثارت استغراب الحكومة في الخرطوم، أصدرت المجموعة الدولية "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" التي تضم السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، بيانًا، دعت فيه إلى: "فتح معبر "أدري" الحيوي، إضافة إلى تسهيل الحركة عبر خطوط التماس المؤدية إلى إقليم دارفور ومنطقة كردفان، ووقف مؤقت للقتال بهدف تسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة".
من جهتها، ردّت وزارة الخارجية السودانية على هذه الدعوات، بلهجة وصفت بـ"الصارمة"، مؤكّدة أنها تفتقر إلى: الدقة ولا تعكس الواقع الميداني، جرّاء تجاهلها انتهاكات قوات الدعم السريع، بما في ذلك استهداف القوافل الإنسانية، وفرض الحصار على مدينة الفاشر، وتنفيذ هجمات ممنهجة على البنية التحتية الحيوية.
جمهورية السودان
وزارة الخارجية والتعاون الدولي
مكتب الناطق الرسمي وإدارة الإعلام
بيان صحفي
تعبر حكومة السودان عن عميق إنشغالها وقلقها تجاه البيان الذي أصدرته ما يسمى بمجموعة ALPS يوم أمس الأربعاء 20، أغسطس 2025م، حول الوضع الإنساني في السودان، حيث أورد البيان الكثير من… — وزارة خارجية جمهورية السودان ???????? (@MofaSudan) August 21, 2025
بيان المجموعة الدولية، جاء عقب هجوم قد استهدف قافلة شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، قرب مدينة مليط التي تعاني المجاعة، أثناء توجهها إلى قرية الصيّاح شمال إقليم دارفور في السودان، الأربعاء الماضي، والذي أسفر عن احتراق 3 شاحنات من بين 16 كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة، وفق ما أكده غيفت واتاناساثورن، المتحدث باسم البرنامج الأممي.
ندين بأشد العبارات استهداف الجيش السوداني لقافلة إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة مليط صباح اليوم. هذا الهجوم هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر، وهو سلوك بربري وغير إنساني.
إننا ندعو الجيش السوداني إلى السماح فورًا للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المواطنين في الفاشر… pic.twitter.com/5y5isJKjX5 — HASBELNABI MAHMOUD/ حسب النبي محمود حسب النبي (@Hassabo38) August 20, 2025
هل نسي العالم مأساة المدنيين في الفاشر؟!
رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، وجّه نداءًا للأمين العام للأمم المتحدة وناشد مجلس الأمن والجمعية العامة، بفك حصار الفاشر وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات للسكان ومنع استخدام سلاح التجويع ضد المواطنين، قائلا:" سيذكر التاريخ ما إذا كانت الأمم المتحدة قد اختارت الصمت أم التضامن وهل سمحت لمدينة بأكملها أن تفنى أم وقفت بثبات لحماية الأبرياء".
وأضاف، بأنه: "في الوقت الذي يتهدد الجوع بموت مئات الآلاف بصورة متعمدة ومقصودة في مدينة الفاشر، تُصدر "مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان" بيانا بعيدا عن الحقيقة"، في إشارة إلى وضع أطراف النزاع ضمن كفة واحدة.
مخاطبًا ومناشدًا الأمين العام للأمم المتحدة
رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس: مدينة الفاشر تحت الحصار مئات الآلاف يموتون جوعًا بصورة متعمدة ومقصودة
رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يوجه نداءً للأمين العام للأمم المتحدة ويناشد مجلس الأمن والجمعية العامة بفك حصار الفاشر وفتح… pic.twitter.com/Lve6V5T2HZ — سودان تربيون (@SudanTribune_AR) August 18, 2025
لماذا طال أمد الحرب في السودان؟!
السفير السوداني لدى المملكة المتحدة، بابكر الصديق الأمين، حذّر من خطورة توصيف الصراع في السودان على أنه مجرد تنافس داخلي على السلطة أو حرب أهلية، مؤكداً في الوقت نفسه أنه في جوهره حرب مفروضة من الخارج تهدف إلى النيل من سيادة البلاد واستقرارها.
ترجمت هذه المقابلة التي أُجريت مع السفير السوداني في بريطانيا على قناة Islam Channel، وقمت بتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء. هذا هو الجزء الأول منها.
أهم النقاط في هذا الجزء:
???? ما يجري في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل غزو خارجي تديره مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) كقوة عابرة للحدود.… pic.twitter.com/AdNmY1v3OS — Yousif (@yizzeldin12) August 23, 2025
وأشار السفير في مقابلة متلفزة، إلى أنّ: "الدعم الخارجي للجماعات المسلحة كان له الدور الأكبر في إطالة أمد الحرب، واصفًا الإمارات بأنها "الراعي الإقليمي" لقوات الدعم السريع "الجنجويد"، وأضاف أنّ: "التدفق المستمر للمرتزقة والأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، غيّر طبيعة المعركة ومنع الوصول إلى تسوية مبكرة".
وبشأن إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية، وصف السفير هذه الخطوة بأنها "محاولة يائسة بعد خسائر ميدانية كبيرة"، لافتاً إلى أن هذه القوات التي كانت تسيطر سابقاً على مناطق واسعة من الخرطوم ووسط السودان، باتت اليوم محصورة في أجزاء من دارفور وجيوب متفرقة بكردفان.
https://x.com/SudaneseEcho/status/1959228759908798739
الراعي الإقليمي لقوات الدعم السريع
رغم نفي الإمارات المستمر لوجود تدخلات من طرفها بالحرب في السودان، إلا أن عدّة تقارير صدرت عن منظمات دولية ومراكز بحوث، تبرز أنّ: "أبو ظبي تراهن على دعم قوات حميدتي لحماية مصالحها في السودان والاستفادة من موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر ونهر النيل".
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ومقال آخر نشرته صحيفة "الكورييه انترناشيونال"، فإنّ: "سبب التدخل ودعم قوات التدخل السريع، يعود لحماية استثماراتها الكبيرة في هذا البلد، والتي رفض الجيش السوداني إعطاء الضمانات التي تطلبها الإمارات بعد الانقلاب".
واعتبر أنّ: "بعض بنود الاتفاق يتضمن غبنا للسودان، ودون ذلك كله، فقد سبق وأصدرت منظمة العفو الدولية، في أيار/ مايو، تقريرًا، يكشف عن تورط الإمارات في تزويد قوات الدعم السريع في السودان بأسلحة صينية متطورة، تشمل قنابل موجهة ومدافع ميدانية، فيما يُعتبر انتهاكًا محتملاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور منذ 2004".
كردفان خط دفاع رئيس عن دارفور
رغم الدعوات الدولية لوقف القتال، إلا أن مدينة الفاشر ما زالت ساحة للحرب، حيث تعرضت أمس السبت، إلى هجمات عنيفة في محاور عدة بين الجيش وحلفائه من القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة ضد قوات الدعم السريع التي ترى في كردفان خط دفاع رئيس عن دارفور، لذا تسعى إلى توسيع نفوذها عبر السيطرة على مفاصل الإقليم، ما يجعل المعارك الجارية ذات أهمية استراتيجية للطرفين في سياق الصراع الممتد منذ 2023.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة "قوات الدعم السريع" تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع نطاق عملياته، ففي الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، لم يعد "الدعم السريع" يسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع من ولايات إقليم دارفور الخمس.
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة ، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية السودان الفاشر قوات الدعم السريع كردفان الجيش السوداني السودان كردفان الجيش السوداني قوات الدعم السريع الفاشر المزيد في سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الأغذیة العالمی الجیش السودانی الأمم المتحدة للأمم المتحدة مدینة الفاشر فی السودان فی الفاشر pic twitter com
إقرأ أيضاً:
منسقة الشؤون الإنسانية في السودان: أوقفوا الحرب نريد الوصول إلى الفاشر
جددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون الدعوة إلى وقف الحرب والسماح للأمم المتحدة بالوصول إلى المتأثرين منها ولا سيما في مدينة الفاشر المحاصرة.
التغيير ـــ وكالات
جاءت دعوة السيدة براون من منطقة طويلة في شمال دارفور التي تزورها حاليا، والتي وصفتها بأنها تمثل “مركزا للأزمة الإنسانية” في المنطقة.
من هناك تحدثت عبر الفيديو، إلى الصحفيين في نيويورك، مشيرة إلى أن طويلة يقيم بها حاليا 600 ألف نازح، فرّ معظمهم من الفاشر والمناطق المجاورة لها، ومن الخرطوم في بداية الحرب في أبريل 2023.
5 آلاف كيلو متر، 3 دول، و3 رحلات
ووصفت دينيس براون مدى صعوبة الوصول إلى طويلة التي تبعد حوالي 50 كيلومترا عن مدينة الفاشر المحاصرة.
وقالت: “اضطررنا لتغيير مسارنا كثيرا بسبب كثرة خطوط الجبهات داخل السودان، مما يجعل الوصول إلى حيث يجب أن نذهب صعبا للغاية. لقد استغرق وصولنا إلى طويلة خمسة أيام و 5000 كيلومتر، عبر ثلاث دول، وثلاث طائرات مختلفة، وثلاثة أيام من القيادة”.
سبب الزيارةوشرحت سبب زيارتها إلى طويلة قائلة: “السبب الرئيسي لوجودي هنا هو أن طويلة هي مركز للاستجابة. منسق الشؤون الإنسانية يحتاج إلى التواجد على الأرض. لكن الأمر يرجع أيضا إلى قربها من الفاشر”.
وقالت إن لدى الأمم المتحدة فريقا جيدا على الأرض لكن ليس بوسعها تقديم “الخدمات التي يجب أن نقدمها لأننا لا نملك المال للقيام بذلك”.
قصص من قلب المعاناة
السيدة براون قالت إن الناس ما زالوا يفرون من الفاشر، مسلطة الضوء على قصص نساء من الفاشر وصلن إلى طويلة هربا من العنف وقد قُتل أزواجهن وأطفالهن.
ثم شاركت قصة امرأة فرت من الفاشر برفقة أطفالها الثلاثة – اثنان منهما على ظهر حمارها وآخر على ظهرها – وقد استغرقت رحلتهم سبعة أيام للوصول إلى طويلة، “وبالطبع كان الطفل الرضيع يعاني من سوء تغذية حاد. هذه مجرد نتيجة يجب أن نتوقعها لأناس يمرون بهذا الوضع المروع ويضطرون للمجيء إلينا، بدلا من وصولنا إليهم”.
أوقفوا العنف، أوقفوا الحرب
وسلطت الضوء على بعض الاحتياجات الملحة، وأولها هو وقف العنف وعن ذلك قالت: “أوقفوا العنف، أوقفوا الحرب. اسمحوا لنا بالمرور. نريد الوصول إلى حيث يوجد الناس. لا نريد أن ننتظر وصول الناس إلينا، لأنهم، لأكون صريحة جدا، سيكونون عندئذ في وضع صعب للغاية”.
وأكدت المسؤولة الأممية على ضرورة الوصول إلى الناس في الفاشر، مشيرة إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار. ومضت قائلة:
“نحن منخرطون على كافة مستويات منظومة الأمم المتحدة لتحقيق ذلك. ولكن حتى نحصل على ضمان للمرور الآمن، لا يمكننا إرسال الشاحنات التي هي جاهزة للانطلاق، ولا الأفراد الذين هم جاهزون للانطلاق، بسبب عدم وجود هذا الضمان. لقد فقدنا بالفعل أكثر من 120 من عمال الإغاثة الإنسانية منذ بداية الحرب”
العنف الجنسي: وضع قبيح للغاية
الأولوية الملحة الأخرى التي تحدثت عنها السيدة براون هي وقف العنف الجنسي، “الذي سبق أن أبلغت الأمم المتحدة عن أنماطه المرتبطة بالنزاع والتي تُستخدم كسلاح حرب. وهذا يشمل الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي، والعنف الجنسي الذي يرقى إلى مستوى التعذيب”.
العنف الجنسيووصفت المسؤولة الأممية الوضع فيما يتعلق بالعنف الجنسي بأنه “قبيح للغاية”، مسلطة الضوء على معاناة الناجيات ممن التقت بهن وما يمررن به من معاناة. وتابعت: “هذه قضية حماية رئيسية، وليس لدينا ما يشير إلى أي تباطؤ في هذا الوضع المروع”.
ونبهت إلى أن الحماية، بشكل عام، تمثل مشكلة رئيسية، مشيرة إلى أن المدنيين في السودان يدفعون ثمنا باهظا جدا للعنف في ظل التحرش، التخويف، الاغتصاب، القتل، وتعطل الخدمات الاجتماعية الأساسية.
وضع قابل للانفجار
كما سلطت الضوء على سوء التغذية بوصفها أزمة شديدة، مشيرة إلى أن سلاسل الإمداد معطلة: “نحن لا نستخدم الطرق. الطرق في حالة سيئة للغاية. كنا نقود بجانب الطرق. والشاحنات الوحيدة التي عبرتنا كانت شاحنات برنامج الأغذية العالمي واليونيسف. لأن الشاحنات التجارية عددها قليل جدا. لذا فإن الإمدادات محدودة في السوق. أسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني، والحصول على المياه النظيفة محدود، والصرف الصحي سيء للغاية. ولهذا لدينا وباء الكوليرا وحمى الضنك. أريد أن أشدد على أن هذا وضع قابل للانفجار بالنسبة للأطفال الصغار”.
الوضع في كردفانالمنسقة الأممية تحدثت أيضا عن الوضع في كردفان وضرورة “أن نبقيها في مركز اهتمامنا”، ومضت قائلة: “الأمر لا يقتصر على دارفور والفاشر، وهو وضع مروع، بل لدينا حالات مماثلة في كردفان، حيث تتعرض طرق الإمداد للإعاقة، وأسعار المواد الغذائية ترتفع بشكل جنوني، والمساحة الإنسانية محدودة جدا. عندما أتحدث عن المساحة الإنسانية، فإنني أقصد قدرة المجتمع الإنساني على العمل، وتقديم الإمدادات والخدمات أيضا”.
خطة الاستجابة الإنسانية
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية إن عدد المحتاجين في السودان – الذي توازي مساحته فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا مجتمعة – يبلغ أكثر من 30 مليون شخص. بينما يبلغ إجمالي عدد النازحين داخل البلاد أكثر من 10 ملايين نازح.
وقالت إن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان هي الأعلى تمويلا، “لكننا ممولون بنسبة 25% فقط. لذا، كان كل اجتماع حضرته منذ وجودي في السودان يدور حول الاحتياج الحاد والضخم، والاستجابة المحدودة، لأنه ببساطة لا نملك الموارد للقيام بالمزيد”.
الوسومالأمم المتحدة الدعوة إلى وقف الحرب الفاشر الوصول إلى المتأثرين دينيس براون طويلة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية