خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار تغيّرها الآفات وتنوبها الفجيعات وتُكدّرها الرزايا والبليّات
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، عن مآل كل إنسان في هذه الدنيا الفانية، مذكرًا أن الموت أجلٌ محتوم، داعيًا العباد إلى مُلازمة أداء الطاعات الواجبات، والبُعد عن المعاصي والمُنكرات، والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
واستهل الشيخ صلاح البدير، خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي الشريف، داعيًا إلى تقوى الله والالتزام بأوامره، واجتناب معصيته، قال الله وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ».
وأوضح أن الدنيا دارُ أكدارٍ وأنكاد، أحزانها لافحة، ومصائبها طافحة، وحوادثها قادحة، سكناتها محدورة، وعهودها منقوضة، زوالها محسوم، ورخاؤها لا يدوم، وعناؤها لا يرتفع، وبلاؤها لا ينقطع، وزهرتها إلى فناء، مستشهدًا بقول الله جلّ وعلا: "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"، وعن أنس- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حَقَّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ من الدنيا إلا وضعه" أخرجه البخاري.
أدعية يوم الجمعة للرزق وفك الكرب.. رددها بيقين قبل الغروب تغير حالك تماما
دعاء يوم الجمعة للمريض.. ردده قبل صعود الخطيب للمنبر
دعاء يوم الجمعة.. 3 كلمات تفرج همك وتفك كربك
دعاء ذي النون لفك الكرب..هل يحقق المعجزات لغير النبي؟
دعاء آخر جمعة في جمادى الأولى .. يزيد الرزق ويفك الكرب ويزيل الهم
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي واصفًا حال الدنيا الفانية بقوله: "دارٌ تغيّرها الآفات، وتنوبها الفجيعات، وتُكدّرها الرزايا والبليّات، قد سلّتِ المَنايا فيها سيوفها، ونثرت بين الأنام حتوفها، ومن لم يمت عاجلًا مات أجلًا"، مُستدلًا بقول الحق تبارك وتعالى: "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلدٌ أَفَإِن مِتّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتُ وَنَبْلُوكُم بالشرِّ والخَيْرِ فِتْنَةٌ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ".
وتابع مذكرًا أن الموت والفناء نهاية كل مخلوق في هذه الحياة الدنيا، متسائلًا:" أين من كان لنا صديقًا مؤانسًا، أين من كان لنا رفيقًا مجالسًا، تخطفتهم أوثار الحنايا، وأوقعتهم سهام المنايا، فيا من غرق في المنكرات والغفلات، هلّا اعتبرت بمدافن الآباء والأمهات، هلّا اتّعظت بمن مضى من الإخوان والأخوات، قِف بالقبور وانظر كم حوَت من الأموات".
ودعا الشيخ الدكتور صلاح البدير إلى أهمية استعداد العبد لأوان وفاته، ونزول الموت به، وأن لا تُبطره الدنيا الفانية، ولا تُشغله الدار الباقية، ولا تخدعه زخارفها، ولا تُذهله بمُتعها، ولا تُضلّه فِتنها، ولا تُغويه شياطينها وغواتها، مذكرًا من ارتكب الحرام، واقترف الآثام، بالمسارعة إلى التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله، والإنابة إليه قبل فوات الأوان، فقال الله تعالى: "والله يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ"، وقال سبحانه: "أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيمٌ"، وقل عزّ وجلّ: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا".
وواصل: وقال جل وعلا: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم" -أخرجه مسلم-، فمن كرم الله تعالى، وجوده ولطفه، ورحمته بخلقه، مع ذنوبهم وإسرافهم يدعوهم إِلى التَّوبة وَالمغْفرة، ويصفحُ عن إجرامهم، فكلّ من تاب إِليه تَاب عليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي المسجد النبوي الشريف خطبة الجمعة الصلاة صلاة الجمعة المسجد النبوی ل الله
إقرأ أيضاً:
حكم صلاة الجمعة خارج المسجد وهل يقل الثواب عن داخله؟ رد الإفتاء
تشهد بعض المساجد أيام الجمعة حالات ازدحام ملحوظة تدفع عددًا من المصلين إلى أداء الصلاة في الطرقات والأرصفة المحيطة بها، وهو ما يثير تساؤلات متكررة حول مدى صحة صلاة الجمعة في هذه الحالة، وهل تصح إذا أُديت خارج المسجد، وما الحكم إذا وقف المصلي أمام الإمام دون قصد نتيجة ضيق المكان؟ وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في هذا الشأن.
وبينت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن صحة صلاة الجمعة لا تتوقف على أدائها داخل المسجد فقط، بل تصح في الأماكن المفتوحة أو داخل المنازل متى تحققت شروطها وأركانها الشرعية، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وبناءً عليه تكون صلاة الجمعة في الشارع صحيحة شرعًا ما دامت مستوفية للشروط اللازمة، من وجود خطبة وإمام واتصال الصفوف قدر المستطاع.
وفيما يتعلق بتقدم بعض المصلين على الإمام أثناء الصلاة بسبب شدة الزحام وضيق المساحة، أوضحت أن من ضوابط صحة صلاة الجماعة عند جمهور العلماء ألا يتقدم المأموم على الإمام، ويُعتبر التقدم أن يسبق مؤخر قدم المأموم مؤخر قدم الإمام حال القيام، أو حال القعود عند تعذر الوقوف.
وأضافت أن محاذاة المأموم للإمام لا تبطل الصلاة، بل تصح عند عدد كبير من العلماء دون كراهة، بينما يرى الشافعية كراهة هذه المحاذاة، في حين يجيز المالكية تقدم المأموم على الإمام مع الكراهة إذا كان ذلك لغير ضرورة.
وأكدت أن الأصل هو صحة صلاة الجمعة في الشارع متى استكملت شروطها، كما أن تقدم المصلين على الإمام قد يبطل الصلاة عند بعض الفقهاء، إلا أن الأخذ يكون بالرأي الراجح وفق ظروف الواقع، خاصة في حالات الزحام والضرورة التي تفرضها كثافة المصلين وضيق الأماكن.
شرطان للصلاة خارج المسجد
أوضح الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، "يجوز أداء صلاة الجمعة خارج المسجد إذا امتلأ المسجد ولم يعد يتسع للمصلين، بشرطين أساسيين: اتصال الصفوف، والعلم بحركات الإمام".
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء "يعني حتى لو الصفوف امتدت لعدة أمتار أو كيلومترات، طالما الصفوف متصلة، والمصلي يعرف متى يركع ومتى يسجد – سواء عن طريق الميكروفون، أو برؤية من أمامه، أو من خلال من يُبلّغ كحال المؤذنين في الحرمين الشريفين – فحينها يُعد المصلّي منضمًا للجماعة وصلاة الجمعة صحيحة بإذن الله".
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن هذا الحكم لا يقتصر على صلاة الجمعة فقط، بل يشمل أيضًا الصلوات الجماعية الأخرى مثل الظهر والعصر وغيرها، طالما توفرت الشروط نفسها.