شيخ الأزهر: نحمل هموم اليمنيين ونشعر بما أصابهم من شدائد
تاريخ النشر: 25th, August 2025 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم الاثنين بمشيخة الأزهر، الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، لبحث سبل تعزيز الدعم الأزهري للشعب اليمني.
وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر عمق العلاقات التي تربط الأزهر بالشعب اليمني، وأن الأزهر يحمل هموم اليمنيين، ويشعر بما أصابهم من شدائد، ويدعو الله أن يعجِّل بنهضة هذا البلد المسلم واستعادته لقواه وعافيته، مشيرًا إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم باليمن وأهله حينما قال ﷺ: «أتاكم أهلُ اليمن، هم أرقُّ أفئدة، وألين قلوبًا، الإيمان يمان والحكمة يمانية».
وشدَّد، على أن الأزهر على استعداد لتقديم كل أوجه الدعم العلمي والدعوي لأبناء اليمن، من خلال زيادة المنح الدراسية المخصصة لطلاب اليمن للدراسة في الأزهر، مشيرًا إلى أن العام الماضي قدم الأزهر ١٨٥ منحة دراسية لأبناء اليمن، بالإضافة إلى جاهزية الأزهر لاستضافة أئمة اليمن وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ؛ لما يقوم به هؤلاء الأئمة من دور محوري في التقريب بين المتباعدين والمتخاصمين من علماء اليمن، ولما يمكن أن يحققوه من تقارب علمائي يعود بالنفع على الشعب اليمني، بما يحملونه من علمٍ وحكمة.
من جانبه، أكَّد وزير الأوقاف اليمني تقدير بلاده لما يقوم به شيخ الأزهر من جهودٍ كبيرةٍ في دعم الشعب اليمني علميًّا ودعويًّا، خاصة فيما يتعلق بتدريب الأئمة اليمنيين في الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن اليمن يعاني من خطاب ديني منقسم، تسبَّب في تسخير المنابر لتوجيه ثقافة عدائية تجاه الآخر اليمني، مشددًا على أن اليمن في أمسِّ الحاجة إلى دعم الأزهر للداعية والواعظ اليمني المسالم الذي يدعو للحوار والتعايش، وهو مؤثر بطبيعة حاله لأن الشعب اليمني ميال للدين، والأزهر له رسالة عالمية معروفة بالمحبة والسلام، وعلى أيديهم تعلم اليمنيون السماحة والاعتدال، ولدينا رموز علمية تخرجوا في الأزهر وشغلوا أرفع المناصب في البلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الأزهر الشريف الإمام الأكبر اليمن الأئمة شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
العداء السعوديّ المُستمرّ للشعب اليمني
منذ تأسيس السعوديّة، كان العداء تجاه اليمن جزءًا من سياسات المملكة الممنهجة والمُستمرّة عبر العقود.. فقد سعت الرياض منذ البداية إلى زعزعة الاستقرار اليمني والتحكم بمصيره السياسي والاقتصادي، مستغلةً نفوذها وثرواتها لدعم أدواتها وعملائها في الداخل اليمني لتحقيق مصالحها الخَاصَّة وأجندات القوى الغربية والإسرائيلية.
هذا العداء لم يكن وليد اللحظة، بل امتد منذ أَيَّـام الملك المؤسّس عبدالعزيز آل سعود، الذي وضع اللبنات الأولى للتدخل السعوديّ المباشر وغير المباشر في الشؤون اليمنية، من خلال دعم بعض المشايخ والوجهاء بالرواتب لضمان الولاء وتشجيع الانقسامات، ومنع أي تقدم تنموي حقيقي في اليمن، مثل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز، والتي كان يمكن أن تمنح اليمن استقلالًا اقتصاديًّا وقدرة على التنمية، إلا أن الرياض عملت على عرقلة هذه المشاريع لضمان تبعية الاقتصاد اليمني لأجندتها الإقليمية ومصالحها الشخصية.
ساهم هذا العداء السعوديّ عبر أدواتها وعملائها بشكل مباشر أَو غير مباشر في اغتيال عدد من القادة اليمنيين الوطنيين، ومن أبرزهم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه، حَيثُ كان الهدف من وراء هذه الاغتيالات وقف أي مشروع نهضوي أَو وطني يمكن أن يعزز وحدة واستقلال اليمن، سواء قبل الثورة اليمنية أَو بعدها.
ولم تتوقف سياسات السعوديّة عند هذا الحد، بل شنت حربًا عدوانية متواصلة على الشعب اليمني لمدة تسع سنوات، بزعم الحفاظ على العروبة ومحاربة التمدد الفارسي، بينما في الواقع تراجعت المملكة عن أي موقف عربي حين شن الاحتلال الإسرائيلي حربه العدوانية على غزة ولبنان، لتظهر للعالم أن شعارات العروبة لم تكن إلا غطاءً لأجندتها الخَاصَّة، بينما هدفها الحقيقي كان تدمير البنية التحتية والاقتصاد الوطني اليمني، والسيطرة على مقدرات الدولة عبر أدواتها المحلية، بما في ذلك الدعم السياسي والعسكري لجماعات الانتقالي في حضرموت والمهرة والمناطق الجنوبية، تحت ذرائع حماية مصالح اليمن أَو محاربة الإرهاب، في حين أن كُـلّ تدخلاتها كانت خدمةً لمصالح الغرب والكيان الصهيوني والاحتلال الأمريكي.
خلال هذه السنوات، ارتكبت المملكة حروبًا دموية طالت المدنيين الأبرياء، فقد تم اغتيال الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه، وراح ضحيتها مئات الأطفال والنساء والشيوخ، كما قصفت المدارس والجامعات والمعاهد، وصالات الأعراس والمناسبات، وتضررت البنية التحتية بشكل واسع، من طرق وأسواق ومطارات، تاركةً آثارًا مدمّـرةً على المجتمع اليمني ومقدراته الاقتصادية والتعليمية والصحية.
ولم تتوقف السعوديّة عند هذا الحد، بل واصلت سياساتها العدائية لتمزيق النسيج اليمني، محاولةً تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، ودعم أدواتها من العملاء المحليين لتحقيق السيطرة على المحافظات، وهو ما يكشف بوضوح أن تدخلها لم يكن لمصلحة اليمن كما تزعم، بل لخدمة مصالحها الإقليمية وأجندات القوى الخارجية.
اليمنيون اليوم يعرفون حقيقة هذا العداء التاريخي، ويدركون أن ما قامت به السعوديّة عبر عملائها وأدواتها لم يكن إلا محاولةً لفرض الهيمنة والسيطرة، وإعاقة أي مشروع تنموي أَو سياسي مستقل، وأن كُـلّ روايات الدعم أَو الحماية كانت مُجَـرّد غطاءً لسياسات توسعية ونهب لمقدرات البلاد.
العداء السعوديّ المُستمرّ، منذ الملك المؤسّس وحتى اليوم، لم يكن ضد الحكومة اليمنية فحسب، بل ضد الشعب اليمني بأسره، مستهدفًا كُـلّ ما يشكل تهديدًا لمصالح الكيان الإسرائيلي والأمريكي المحتلّ وحلفائها في المنطقة، مع استمرار محاولاتها تقسيم اليمن وإضعاف قدراته الوطنية، لتبقى البلاد رهينةً للتدخلات الخارجية وخاضعةً لأجندات القوى الكبرى التي لا تهتم إلا بمصالح الاحتلال على حساب دماء وأرواح اليمنيين الأبرياء والأمة العربية.