ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية. 

وقبل صلوات العشية تفقد قداسته معرض الأعمال الفنية لشباب وشابات ثانوي بالإسكندرية والتقط الصور التذكارية مع أوائل الثانوية والدبلومات والشهادات المعادلة.

وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة صاحبي النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والآباء كهنة الكنيسة وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، وخورس الشمامسة وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكنيسة.

من الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية.. البابا تواضروس يقدم عظته الأسبوعية ويكرم أوائل الثانويةالبابا تواضروس يدشن كنيسة "مارمينا" بفلمنج بالإسكندرية.. صورالبابا تواضروس: طريق القداسة مفتوح أمام الجميع.. والقديس يقتني المسيح ويجاهد ضد الخطية ويشتاق للأبدية|صورالبابا تواضروس يصلي القداس الإلهي في العلمين .. صور

وبعد انتهاء صلوات العشية كرّم قداسته أوائل الثانوية العامة والدبلومات والشهادات الأجنبية وما يعادلها في احتفالية نظمتها الأمانة العامة لخدمة ثانوي بالاسكندرية.

رحلة الجوع والشبع

واستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدّث اليوم عن موضوع "رحلة الجوع والشبع في الكتاب المقدس"، وقرأ جزءًا من الأصحاح السادس من إنجيل معلمنا يوحنا والأعداد (٤٨ - ٥٨)، مشيرًا إلى الجوع والشبع في تاريخ كنيستنا، وأنه منذ أكل آدم وحواء من الشجرة وكسرا الوصية دخل الجوع والعري والخوف إلى العالم.

وشرح قداسته من خلال الكتاب المقدس، كيف تجعل الخطية الإنسان جائعًا وعطشانًا دائمًا،  كالتالي: 
- عندما جاع الشعب في برية سيناء أعطاهم الله المن والسلوى بشكل يومي. 
- سليمان الحكيم بعد أن سقط في جميع الخطايا اكتشف "فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ" (جا ٢: ١١). 
- المرأة السامرية قال لها السيد المسيح "مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يو ٤: ١٤)، فقدمت اعترافًا بخطاياها، وذهبت تقول: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت" (يو ٤: ٢٩).

وأشار قداسة البابا إلى أن الخطية تتسبب في جوع قلبي وإيماني ونفسي وداخلي، وليس فقط جوع جسدي، بينما لا يوجد الشبع إلا بيد الله، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠)، لهذا جاء السيد المسيح للأرض لكي: يعطينا جسده ودمه، ويجدد طبيعتنا، ويُتمم عمل الفداء على الصليب.

وقدّم قداسته ثلاثة أدوار للسيد المسيح من أجل شِبع العالم، وهي: 
١- منقذًا للبشر جميعًا: في العهد القديم كانت تُقدم ذبائح عن الخطية يوميًّا، أما في العهد الجديد قدم السيد المسيح جسده ذبيحة ممتدة في التاريخ، "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي»" (مت ٢٦: ٢٦). 
٢- يجدد طبيعتنا ويعطينا إمكانية: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (في ٤: ١٣). 
٣- أن يكون هو المثال والقدوة لنا باستمرار: لذلك نذكر اسم الله في التسبحة باستمرار، كما نقول "أعطى فرحًا لنفوسنا تذكار اسمك القدوس".

وتناول قداسة البابا رحلة الشِبع في الكنيسة من خلال عدة أشكال، هي: 
١- الشِبع بكلمة ربنا: لذلك من تداريب الكنيسة قراءة الإنجيل يوميًّا "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣).
٢- سر الإفخارستيا (سر التناول): فحضور القداس يجعلنا نشعر بالشبع، لأنه هو الوليمة العظمى. 
٣- الألوجية (لقمة البركة): والتي ننقلها لإنسان آخر لم يحضر القداس ونتقاسمها معه، لكي يحصل على البركة ويشبع. 
٤- وجبة الأغابي: كما تفعل العديد من الكنائس الآن ويأكل الأشخاص عقب صلاة القداس وجبة أغابي (محبة) معًا. 
٥- فترة الصوم: هي فرصة للإعلان لله أن الحياة من الله وليس من الأكل، وهذا يشبعنا.

واختتم قداسته بأننا لكي نعيش رحلة الشِبع فليس أمامنا إلا أن نشبع بالمسيح، فالمسيح هو الشِبع الحقيقي في الحياة، "أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ" (مز ١٧: ١٥).

وأوصى قداسة البابا بحفظ الآية: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ (المسيح)، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (مت ٥: ٦).

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة البابا تواضروس قداسة البابا

إقرأ أيضاً:

رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يشارك في احتفال مجمع نيقية بالكاتدرائية العباسية

شارك اليوم رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، والقس يشوع بخيت الأمين العام لمجلس كنائس مصر، في الاحتفال بمرور ١٧ قرن لانعقاد مجمع نيقيه المسكوني (٣٢٥ - ٢٠٢٥)، وجاء الاحتفال تذكارًا لتأثير القديس البابا أثناسيوس الرسولي، بطل مجمع نيقيه. وذلك في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

 الإلتزام بالحوار المسكوني

أعرب رئيس الأساقفة عن امتنان الكنيسة الأسقفية العميق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا على أن دفاع الكنيسة القبطية الثابت عن ألوهية المسيح يُعد أحد أعظم العطايا التي قُدمت للكنيسة الجامعة، وهو يذكرنا بأن شركتنا وصَداقتنا ليست فقط واجبًا أخلاقيًا، بل ضرورة لاهوتية متجذرة في حقيقة من هو المسيح. موجّهًا شكره وتقديره لقداسة البابا تواضروس الثاني على ضيافته الكريمة في الأحتفال.

كما أكد رئيس الأساقفة على التزام الكنيسة الأسقفية بالحوار المسكوني وتعزيز الوحدة بين الكنائس المختلفة. وتُبرز هذه المشاركة الدور الفعّال للكنيسة الأسقفية في دعم الجهود المبذوله في تعزيز التفاهم والتعاون بين الطوائف المسيحية. كما صلى أن تكون هذه المناسبة حافزًا لتعميق الحوار المسكوني وخدمة الإنسان في كل مكان.

البابا لاون الرابع عشر يقدّم خطابًا شاملاً لمرحلة جديدة في مسيرة الكنيسة الإيطاليةوفاة القس توماس كانازاكي كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اليابانلقاء روحي مميز يجمع أساقفة المهجر بكنيسة مارجرجسالأنبا عمانوئيل يترأس قداس عيد القديس الشهيد مار جرجس بكنيسته بأرمنت الوابورات

يُذكر أن المجمع المسكوني الأول في نيقية كان له دور محوري في تحديد العقيدة المسيحية، حيث أصدر قانون الإيمان المعروف بـ”قانون الإيمان النيقوي”، والذي أكد على ألوهية المسيح ومساواته للآب. وتُعد هذه الذكرى فرصة لتجديد الالتزام بالمبادئ التي أُقرّت في ذلك المجمع التاريخي.

طباعة شارك رئيس الأساقفة رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي مجلس كنائس مصر الكنيسة الكنيسة الأسقفية

مقالات مشابهة

  • بين نزوح الداخل ولجوء تشاد.. رحلة عذاب سودانية بين الجوع والعطش
  • بحضور قداسة البابا والاباء الأساقفة..انعقاد المؤتمر العلمي "نيقية.. إيمان حي"
  • البابا تواضروس الثاني يبرز دروس مجمع نيقية في رسالة روحية حديثة
  • البابا ليو الرابع عشر: الإمارات نموذج رائد عالمياً في ترسيخ قيم التعايش والأخوة الإنسانية
  • رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يشارك في احتفال مجمع نيقية بالكاتدرائية العباسية
  • البابا لاون الرابع عشر يقدّم خطابًا شاملاً لمرحلة جديدة في مسيرة الكنيسة الإيطالية
  • البابا «لاون»: قيامة المسيح تدعونا إلى «ارتداد إيكولوجي» يعيد الإنسان إلى دوره كحارسٍ للخليقة
  • وفاة القس توماس كانازاكي كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في اليابان
  • البابا تواضروس يشهد اليوم الثاني من احتفالية نيقية.. إيمان حي
  • لقاءات رعوية مكثفة للبابا تواضروس مع عدد من أساقفة الكنيسة | صور