باحثة يهودية: هذان الشخصان فقط يمكنهما وقف المجاعة في غزة
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
فقد زادت الأمم المتحدة جهودها خلال الأسبوع الماضي لدفع العالم إلى اتخاذ موقف جاد من المجاعة التي صنتعها إسرائيل في قطاع غزة بدافع الانتقام من الفلسطينيين علنا وأمام الجميع.
وقد تحدّث مسؤولون أمميون بوضوح عما تقوم به إسرائيل، وطالبوا العالم بالتدخل لدى بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية من أجل وقف الحرب وفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات اللازمة.
وكان منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة توم فليتشر واضحا وقويا في حديثه عن المجاعة التي قال إن منعها كان ممكنا، وإن الوقت لم يفت الجميع رغم أنه فات كثيرين، متهما إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات إلى الفلسطينيين.
وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة رسميا في غزة، وقالت إنها من صنع الإنسان، ودعا أمينها العام أنطونيو غوتيريش إلى إنقاذ الناس والسماح للمنظمات بإدخال المساعدات لهم دون قيود.
توقعات بتفاقم الأزمةولم يغير هذا الإعلان الأول من نوعه في المنطقة سلوك إسرائيل التي تنكر وجود مجاعة من الأساس، وهو ما دفع مدير الأمن الغذائي وتحليلات التغذية في برنامج الأغذية العالمي جان مارتن بوير إلى القول إن الكارثة ستمتد إلى دير البلح وسط القطاع وخان يونس جنوبا خلال أسابيع.
وخلال مشاركته في حلقة 2025/8/28 من برنامج "من واشنطن" قال بوير إن نصف مليون إنسان يعيشون وضعا كارثيا، وهو أعلى مؤشرات المجاعة المعتمدة دوليا، وتوقع وصول هذا الرقم إلى 600 ألف قريبا.
وما يثير القلق -وفق بوير- أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بهذه المجاعة، خصوصا من هم دون سن الخامسة، والذين تزيد أعداد المتأثرين منهم بسوء التغذية بشكل مطرد، لأن المجاعة هي "سباق مع الزمن يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة".
ورغم أهمية ما تقوم به الأمم المتحدة فإنه لن يسلط الضوء على الكارثة فقط دون حلها، لأن إسرائيل تمارس عملية تدمير ممنهج لأجيال كاملة من الفلسطينيين وتجد من يدعمها في ذلك ويمنع أي تحرك دولي ضدها، كما يقول الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام.
إعلانويضيف صيام أن وقف المجاعة لا يتطلب معجزة، وإنما يتطلب فتح المعابر التي تواصل إسرائيل إغلاقها، لأنها لم تجد ضغطا من الطرف الوحيد الذي يمكنه الضغط عليها، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
أميركا تدعم المجاعة
لذلك، لا يتوقع صيام تغير الأوضاع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق، والذي لفت إلى قبول الجانب الفلسطيني بالمقترح المطروح حاليا، في حين تل أبيب لا تبد موقفا منه ولا تجد من يطالبها بإبداء موقف.
أما ديبرا شوشان الباحثة في معهد الحضارة اليهودية بجامعة جورج تاون فقالت إن اعتراف ترامب بمشاهدة صور الأطفال المجوعين القادمة من غزة كان خطوة جيدة، لكنه لم يتخذ خطوة لإنقاذ هؤلاء الأطفال، معربة عن اعتقادها بأنه "لا أحد في هذا العالم يمكنه إنقاذهم سوى نتنياهو أو ترامب".
وفي حين يرفض نتنياهو وقف المجاعة خوفا على حكومته فإن من الصعب معرفة ما يفكر به الرئيس الأميركي، كما تقول شوشان، لأن منع هذه المجاعة قبل حدوثها "كان ممكنا في عهد جو بايدن، لكنه لم يحدث، وهو ممكن حاليا بمكالمة من ترامب، لكنه لا يحدث أيضا".
والولايات المتحدة التي تمتلك الكثير من الأدوات ضد إسرائيل لا تفعل شيئا، وتسمح بحدوث مجاعة رغم اتفاق العالم على عدم حدوث هذا الأمر بعد الحرب العالمية الثانية كما تقول الباحثة اليهودية التي لا ترى مبررا لتجويع الأطفال الذين سيعانون من آثار هذه الصدمة طوال حياتهم إن نجوا منها.
في المقابل، يقول الصحفي الأميركي القريب من البيت الأبيض تيم كونستنتاين إن نتنياهو تجاوز الأهداف، وأصاب الجميع بالإحباط، بمن فيهم دونالد ترامب الذي يحاول تقديم الدعم لحليف تعرض لهجوم.
فهؤلاء الأطفال -وفق كونستنتاين- "لم يسببوا ضررا لإسرائيل، وهو ما دفع ترامب إلى الحديث بشكل أكثر توترا مع تل أبيب التي خالفت واشنطن في الكثير من الأمور، ولم تلتزم بكثير من مطالبها".
لكن الصحفي الأميركي دافع عن موقف ترامب مما يجري، وأشار إلى حديثه عن ضرورة وقف هذا الوضع، كما دافع عن "مؤسسة غزة الإنسانية" التي وصفها بالناجحة، متجاهلا وصف كل المؤسسات الدولية هذه المؤسسة بأنها "مصيدة موت" للفلسطينيين.
ولم يقف كونستنتاين عند هذا الحد، لكنه وصف حديث شوشان عن قدرة ترامب على وقف الحرب بمكالمة بأنه "هراء، لأن إسرائيل دولة ذات سيادة"، وقال إنها تجاهلت أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أيضا "يمكنها وقف المجاعة لو استجابت للمقترحات الأميركية لكنها لا تفعل".
وردّت شوشان على هذا الكلام بأنه "غير صحيح، لأن إسرائيل ذات سيادة لكنها تقاتل بأسلحة أميركية يدفع ثمنها المواطنون الأميركيون، وقد أوقف الرئيس الأسبق رونالد ريغان الحرب على لبنان، ووصفها بالهولوكوست".
وقد أيد كافة أعضاء مجلس الأمن الدولي قرارا اليوم الخميس لوقف الحرب فورا، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإدخال كافة المساعدات اللازمة للقطاع، وهو ما رفضته الولايات المتحدة التي سبق لها استخدام حق الفيتو ضد قرارات مماثلة.
Published On 28/8/202528/8/2025|آخر تحديث: 19:38 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:38 (توقيت مكة)المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الأمم المتحدة وقف المجاعة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدين بشدة اقتحام إسرائيل مقر الأونروا بالقدس الشرقية
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة اقتحام شرطة الاحتلال الإسرائيلي مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس الشرقية المحتلة.
وقال غوتيريش في بيان، -الاثنين- إن مقر الأونروا التابع للأمم المتحدة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة ما يزال مبنى تابعا للأمم المتحدة، ويتمتع بالحصانة ومصان من أي تدخل، لافتا إلى أن أي إجراء تنفيذي أو إداري أو قضائي أو تشريعي يستهدف ممتلكات الأمم المتحدة أو أصولها محظور بموجب الاتفاقات الدولية.
ودعا إسرائيل للتحرك فورا لإعادة فرض حرمة منشآت الأونروا وحمايتها، والامتناع عن أي إجراءات إضافية تتعلق بمقراتها.
بدوره، اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في منشور على منصة (إكس) التصرف الإسرائيلي تحديا جديدا للقانون الدولي، وتجاهلا صارخا لالتزامات إسرائيل، بصفتها دولة عضوا في الأمم المتحدة، بحماية واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق الاثنين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المقر المغلق لوكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، الذي عملت منه الأونروا منذ عام 1951، ولكنها أخلته مطلع العام الجاري بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية، التي حظرت عمل الوكالة في القدس الشرقية بموجب قانون أقره الكنيست (البرلمان).
وتدعي إسرائيل أن موظفين لدى (أونروا) شاركوا في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام المنظمة الحياد التام.
وقالت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان، -الاثنين- إن قوات معززة من الاحتلال اقتحمت المقر عند ساعات الصباح الأولى واحتجزت موظفي الحراسة وصادرت هواتفهم، مما أدى إلى انقطاع التواصل معهم وتعذّر معرفة ما يجري داخل المقر.
إعلانوزعمت الشرطة الإسرائيلية أن القضية مسألة بلدية تتعلق بديون غير مسددة، وليست قضية شرطية، كما زعمت أن وجود عناصر الشرطة في المكان كان فقط لتأمين موظفي البلدية أثناء تنفيذ عملهم، لكنها تجنبت التعليق على رفع العلم الإسرائيلي على المبنى.
ونفى مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية المحتلة رولاند فريدريك وجود الديون، موضحا أن الأمم المتحدة -والأونروا جزء منها- لا تُطلب منها أي ضرائب من هذا النوع بموجب القانون الدولي وبموجب القانون الذي تبنته إسرائيل نفسها".