من التهديدات إلى الاتفاقات المؤقتة.. هل يتهيّأ الشرق الأوسط لنظام إقليمي جديد؟
تاريخ النشر: 29th, August 2025 GMT
اعتبر العقيد الإسرائيلي في جيش الاحتياط، عميت ياجور، أنّ: "عناوين العديد من وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، لم تتناول قطاع غزة. على طاولة المفاوضات، سوريا ولبنان، مع إمكانات كبيرة جدا لنشوء نظام إقليمي جديد".
وقال ياجور، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إنّ: "كلمات الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، (25 آب/ أغسطس)، تُلخّص كل شيء: اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا خاطئا بنزع سلاح المقاومة، في ظل عدوان إسرائيلي ونية لتوسيعه".
وأورد: "القرار اتُخذ من قِبل مخادعين أمريكيين- إسرائيليين. إذا استمرت الحكومة على هذا المنوال، فلن تكون مؤتمنة على السيادة اللبنانية إلاّ إذا عدلت عن قرارها"، مضيفا: "كان حزب الله في النظام القديم، حريصا على تصوير نفسه باعتباره حامي لبنان ومساعدا للحكومة المنتخبة، فإنه الآن، وللمرة الأولى، يهدّد (بشكل لا لبس فيه) سيادة الحكومة اللبنانية".
واسترسل: "من التطورات التي تُنشئ، نظريًا على الأقل، وضعا جديدا: قرار الحكومة اللبنانية الأخير بنزع سلاح حزب الله. والرحلات المتقطعة لمورغان أورتاغوس، المبعوثة الأمريكية إلى لبنان، وسفير الولايات المتحدة في تركيا ومبعوثها إلى سوريا، توم باراك، بين بيروت والقدس ودمشق. ومن المتوقع أن يلقي الرئيس السوري كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل".
وأبرز أنّ: "أنباء عن توقيع مرتقب لمذكرة التفاهم الأمني مع إسرائيل. وإعلان إسرائيلي يُعرب عن تقديرها للحكومة اللبنانية على قرارها، ويُعرب عن استعدادها للانسحاب، شريطة نزع سلاح حزب الله".
ومضى بالقول إنّ: "الحكومتين السورية واللبنانية مستعدتان لتوقيع اتفاقيات مؤقتة فقط مع إسرائيل، والتي يرون أنها كافية لهذا الغرض، مع انتزاع تنازلات أراضٍ منها مقابل ذلك، وتجنّب توقيع أي تطبيع كامل معها، وتأجيل الأمر إلى موعد غير معلوم في المستقبل".
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ الهدف من ذلك هو: "منع أي سابقة لا رجعة فيها، تتعلّق بتحقيق تغييرات ملموسة (إعادة الإعمار، الانسحاب البري الإسرائيلي، الشرعية الدولية، والتركيز على الأميركية) مع "شراء الوقت" وتمرير حقبة ترامب سلميا، وبعد ذلك سيحاولون (في لبنان من دون خيار، وفي سوريا عن قصد) استعادة النظام القديم، بعد التنازلات الإسرائيلية التي تم تقديمها بالفعل".
إلى ذلك، اعترف بأنّ: "هناك صعوبة كبيرة في محاولة تقييم أيّ من النهجين هو النهج الحقيقي لسوريا ولبنان هذه الأيام، وربّما تكمن الحقيقة في مكان ما في المنتصف"، مردفا: "يبدو أن الولايات المتحدة، التي دعمت نظام الشرع في سوريا، والتي التزمت حتى الآن بالنهج الأول، بدأت هي الأخرى بموازنة موقفها".
"يُظهر تقريرٌ صادرٌ عن البنتاغون قُدِّم إلى الكونغرس قبل شهرين أن عناصر القاعدة يسعون للتأثير على الحكومة السورية الجديدة" تابع التقرير نفسه، مضيفا: "في الوقت نفسه، أشار المبعوث الأميركي إلى سوريا إلى أنه في أعقاب الأحداث في سوريا، فإنّ الحكومة المركزية قد لا تكون فكرة جيدة، وينبغي البحث عن حل آخر في شكل: أقل قليلا من الاتحاد".
وختم بالقول إنّه: "من المهم الإشارة إلى أنه بينما نتحدث عن المستقبل، تواجه كلٌّ من الحكومتين (في سوريا ولبنان) صعوبات كبيرة في الوفاء بالتزاماتها. في لبنان، يُقدم التصريح الأخير لنعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، دليلا دامغا على احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان".
واستطرد: "عند النظر إلى الواقع من منظور متوازن، فمن الواضح لي أن إسرائيل بحاجة إلى توخّي الحذر في تعاملها مع سوريا ولبنان، بل وربما إلى الوصول إلى وضع لا رجعة فيه معهما طالما ظل ترامب رئيساً للولايات المتحدة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية سوريا الحكومة اللبنانية تركيا ترامب سوريا تركيا الاحتلال الحكومة اللبنانية ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سوریا ولبنان فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مجلس السلام
8 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة:
ليث شبر
ما إن انتهيت من متابعة المؤتمر الصحفي ومنذ اللحظة الأولى لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «مجلس السلام» لإدارة غزة وإعادة إعمارها، حتى تهافتت ردود الفعل الدولية مرحِّبة ومؤيدة، وكأن العواصم الكبرى كانت تنتظر نافذة تُخرجها من مأزق الحرب الطويلة.
واشنطن تبنّت المشروع رسميًا وترامب رئيسه، وأوروبا باركته، وعواصم عربية مؤثرة سارعت إلى إبداء الاستعداد للدعم والمشاركة. وبدا الأمر وكأنه اصطفاف دولي نادر حول فكرة واحدة: أن تُدار غزة بآلية جديدة تحمل اسم السلام لكنها محملة بأثقال السياسة والاستثمار والتوازنات.
في الظاهر، يُفترض أن يحقق المجلس أهدافًا إنسانية: أولها وقف الحرب، وإعادة الرهائن، ثم فتح الممرات الآمنة، وضمان تدفق المساعدات. أما في العمق، فالمجلس هو محاولة لإعادة صياغة معادلات المنطقة تحت سقف أميركي مباشر، وبشراكة إسرائيلية واضحة، ومساهمة إقليمية محسوبة. نعم إنه مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر، مشروع السلام الذي يختلط فيه الإعمار بالسيادة، والإنقاذ بالأمن، والحاضر بالمستقبل.
غير أن أكثر ما يؤلم هو أن العراق لم يُذكر. فلم يظهر اسمه لا كعضو فاعل ولا كطرف ضامن ولا حتى كشريك رمزي. وهذه ليست غفلة بروتوكولية، بل مؤشر خطير على تراجع دور العراق في القضايا المصيرية للمنطقة.
إن بلدا مثل العراق، بتاريخ حضارته وثقله الجغرافي والسياسي، ينبغي أن يكون في قلب أي مشروع يُراد له أن يُعيد تشكيل الشرق الأوسط. وغيابه عن «مجلس السلام» يوجّه رسالة بالغة القسوة: أن الآخرين يعيدون ترتيب خرائط النفوذ ونحن متفرجون.
ومن هنا تأتي أهمية مشروعنا الوطني فهو لا يقف على الضفة الأخرى من هذه المبادرات الدولية ولا يعاديها، بل يتموضع في صميمها. فالدولة الذكية السيادية النابضة التي نطرحها ليست فكرة محلية معزولة، بل رؤية تتناغم مع التحولات الكبرى التي يُعاد عبرها رسم الشرق الأوسط الجديد.
إن ما نطمح إليه هو أن يكون العراق شريكًا أصيلًا في هذا النظام الإقليمي، بل قائدًا له، بما يمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي، وثقل حضاري، وإمكانات بشرية هائلة. فالعراق لا يجب أن يكتفي بكرسي على طاولة الآخرين، بل أن يُعيد صياغة الطاولة نفسها، ليجعل من الشرق الأوسط فضاءً للتوازن والعدل والنهضة المشتركة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts