أبرز 6 مؤشرات عن الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية القادمة بالمغرب
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
يحظى غيرُ المصوتين بل غير المسجلين أصلا للتصويت في كل انتخابات مغربية بوزن معتبر، إلا أنه رغم كل ذلك فمصير البلد يكون في نهاية الأمر بيد السلطة التي صوتت لها الأغلبية من مجموع المصوتين. وقد يبدو للرأي العام المغربي حاليا أن الفائز بالانتخابات التشريعية المغربية 2026م منحصر بين عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وفقا لما هو ظاهر في ظل "القطبية الثنائية" غير المعلنة والتي فرضها الواقع، إلا أن هناك ست إضاءات من شأنها إبراز الصورة كاملة حول الحزب المحتمل أن يفوز في الانتخابات المقبلة.
أولا، سهرت الدولة في الكثير من الأحيان قبل الانتخابات التشريعية على تنظيم انتخابات ممثلي المأجورين والموظفين في القطاعين الخاص والعام (انتخابات النقابات)، وهو ما يعطي في الغالب ملامح قوية عن الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، ذلك نظرا للارتباط الكبير بين الأحزاب والنقابات. ولعل أكبر دليل هو نتائج سنة 2021م.
وما يوضح التداخل الكبير الحاصل بين الأحزاب والنقابات في المغرب، الاختلاف الذي وقع سنة 1972م بين عبد الرحيم بوعبيد بصفته زعيما لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية؛ ونقابة الاتحاد المغربي للشغل (UMT) آنذاك وقوله: "لقد تبين في النهاية، أنه لا يمكن أن يلتقي تصورنا للحزب وللنضال مع تصورهم، لأنهم لا يقبلون مناضلين جددا يصعدون من القاعدة، لا يقبلون النقد، لا يقبلون غير التصفيق والمباركة والتأييد، ومناضلو حزبنا يرفضون أن يتحول حزبنا إلى حزب للأكباش" (عبد الرحيم بوعبيد، شهادات وتأملات 1944-1961). لذا، إن تم تنظيم انتخابات النقابات قبل انتخابات الأحزاب سيوفر معطيات مهمة.
ثانيا، رغم أن وزارة الداخلية تمنع إجراء أو نشر استطلاعات رأي ذات طابع سياسي أثناء أيام الحملة الانتخابية، حرصا على "النزاهة" ونظرا لغياب إطار تشريعي يضمن أن الاستطلاعات غير موجهة (وكالة المغرب العربي، 2016م)، إلا أن ما يتم نشره قبل بداية الحملة الانتخابية من استطلاعات، خاصة الاستطلاعات الفرنسية التي تكون أقرب إلى معلومات وتسريبات أكثر من أي شيء آخر، كل هذا يفيد في أخذ فكرة عن الاستحقاق.
ثالثا، أكدت العديد من التجارب السياسية في دول مختلفة أن ترميم البيت الداخلي للحزب، وبعدها الدفع بأكثر الوجوه السياسية إقناعا للجماهير، يعد عاملا حاسما في الانتخابات. وخير دليل هي الانتخابات الرئاسية التركية سنة 2023م وانهزام زعيم المعارضة وحزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو فيها، وبعد ذلك، انتَخب الحزب إمام أوغلو خلفا له في رئاسة الحزب، ثم ارتفعت شعبيته بشكل رهيب -وهو رئيس بلدية إسطنبول سابقا- قبل اعتقاله في آذار/ مارس الماضي (بي بي سي، 2025م).
وبالفعل، فإن عدة أحزاب مغربية قامت بإعادة ترتيب البيت الداخلي، كالعدالة والتنمية بانتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما، وعودة هشام المهاجري إلى المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة.. وأحزاب أخرى تحاول ذلك رغم الكثير من العقبات، أبرزها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وإشكالية الولاية الرابعة لأمينه العام إدريس لشكر.
رابعا، يشكل رأي مشاهير المجتمع والمؤثرين الحقيقيين فيه ومن لهم مصداقية باختلاف مجالاتهم؛ علامة فارقة لقياس التوجه العام للناخبين. ولعل خير برهان على ذلك ما قام به لاعب كرة القدم الفرنسي "كيليان مبابي" عندما دعا إلى عدم التصويت لليمين الفرنسي المتطرف بقوله: "لا يمكننا ترك الدولة بين يدي هؤلاء الناس" (Le Monde, 2024)، وذلك فور صدور نتائج الجولة الأولى للانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا عقب نتائج مبهرة لليمين في الانتخابات الأوروبية (France24,2024). وكان لتصريحات هذا اللاعب تأثير كبير في الإعلام والشارع الفرنسي.
خامسا، الانطباعات الشخصية للشارع المغربي والتي لا تخفى على أحد، وتترجم غالبا في الصناديق (بالنسبة لمن اختار التصويت)، وقبل ذلك يعبر عنها منذ تطورت التكنولوجيا في المغرب عبر آلاف المنشورات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثر ما ترتبط أساسا بالنسبة للفئات الهشة -وهم الأغلبية- بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
سادسا، يشكل التصويت العقابي وبوادره أحد الوسائل الحاسمة في أي انتخابات كانت، وله عدة أوجه، أهمها؛ معاقبة الحكومة الحالية والتعبير عن الغضب من سياستها، أو معاقبة حكام سابقين يريدون العودة إلى الحكم بمنعهم من ذلك. وفي كل الأحوال فهي تبقى ورقة ضغط كبيرة تُستخدم للإطاحة ديمقراطيا بتوجه معين.
ختاما، فمصير الانتخابات التشريعية المغربية لسنة 2026م غير معروف بالتدقيق، لكن الاسترشاد بمجموعة من الوقائع الملموسة شيء طبيعي للوصول إلى نتائج -على الأقل- قريبة من المنطق والحقيقة، فالمثل يقول: "قبل العاصفة كانت هناك رياح لم يسمعها أحد". وأي يكن الحزب أو حتى -دعنا نَقُول- الأحزاب الفائزة، فالعبرة ليست هنا بالوصول إلى السلطة، إنما العبرة بانعكاسها على أوضاع الناس.
المراجع:
- عبد الرحيم بوعبيد، شهادات وتأملات 1944-1961، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية، الدار البيضاء، المغرب، 2018م، ص513.
-بي بي سي عربي، أكرم إمام أوغلو: اعتقال عمدة إسطنبول المعارض بتهم "فساد" و"دعم منظمات إرهابية"، 2025م.
- وكالة المغرب العربي للأنباء، انتخابات 7 أكتوبر.. استطلاعات الرأي بين المصوغات القانونية للمنع والحاجة إلى إغناء الممارسة السياسية، 2016م.
- France24, De la dissolution de l'Assemblée nationale aux élections législatives: que va-t-il se passer? 2024.
- Le Monde, Kylian Mbappé appelle à voter contre le Rassemblement national, sans le citer, 2024.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الأحزاب أحزاب ديمقراطية المغرب انتخابات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات التشریعیة فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن يعقد اجتماعا مع مرشحي الحزب على المقاعد الفردية في انتخابات النواب
كتب - محمد سامي:
عقدت الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن، اجتماعًا تنظيمياً مع مرشحي الحزب على المقاعد الفردية في انتخابات مجلس النواب 2025، لاستعراض رؤية واستراتيجية الانتخابات المقبلة، في المقر الرئيسي للحزب بالقاهرة.
جاء ذلك بحضور، النائب أحمد عبد الجواد، الأمين العام ونائب رئيس الحزب، والنائب أحمد دياب، الأمين العام المساعد للحزب، والنائب خالد شلبي، أمين التنظيم المركزي، والأمناء العموم المساعدين، وهيئة مكتب أمانة التنظيم المركزية، فضلاً عن مرشحي الحزب على المقاعد الفردية في انتخابات مجلس النواب 2025.
وأكد النائب أحمد عبد الجواد، أن الحزب يعمل من منطلق مسؤولية وطنية ومجتمعية تجاه الدولة والمواطن، مشيرًا إلى أن الحزب نجح خلال الفترة الماضية في ضخ كوادر شبابية وتنظيمية قوية قادرة على تحمل المسؤولية والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية، مشددا على أهمية التزام المرشحين بمبادئ الحزب وتوجيهاته، باعتبارهما الأساس الذي ينطلق منه العمل السياسي المنظم داخل الحزب.
وأوضح الأمين العام أن الحزب يعمل وفق منظومة مؤسسية قوية، معربًا عن ثقته الكبيرة في قدرة مرشحي الحزب على تحقيق نتائج إيجابية وتمثيل الحزب بما يليق بمكانته في الشارع المصري.
وفي نهاية الاجتماع، أكد المرشحون التزامهم بتوجيهات قيادات الحزب، واستعدادهم لبذل أقصى الجهود من أجل تمثيل حزب مستقبل وطن بالشكل الذي يليق بثقة المواطنين، مؤكدين حرصهم على التواجد الدائم بين الناس، والعمل على خدمة الوطن والمواطنين.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
حزب مستقبل وطن انتخابات مجلس النواب 2025 أحمد عبد الجواد أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
إعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
"مستقبل وطن" يعقد اجتماعا مع مرشحي الحزب على المقاعد الفردية في انتخابات النواب
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
31 22 الرطوبة: 35% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك