وثائق إسرائيلية تكشف فشل خطة عربات جدعون 2 في غزة
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وثيقة تشير إلى أن المسار المخطط للعملية القادمة في مدينة غزة ضمن خطة "عربات جدعون 2" لا يتضمن العناصر الأساسية للنصر، مؤكدة على ضرورة تقسيم المساحة إلى خلايا ميدانية وعزلها، فيما أكد كبار المسؤولين في جيش الاحتلال أن ما ورد في الوثيقة لا يمثل الموقف الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتوضح وثائق موقعة من العميد (احتياط) غاي هازوت، رئيس هيئة التدريب في القوات البرية، إلى أن أسلوب إدارة جيش الاحتلال الإسرائيلي للقتال في عملية غزة لا يتضمن الخطوات الأساسية لتحقيق النصر.
وتتضمن الوثيقة أقسامًا مميزة باللون الأحمر، وهي إجراءات رئيسية لم ينفذها جيش الاحتلال حتى الآن ولا يخطط لتنفيذها خلال احتلال مدينة غزة، من بينها الحصار الشامل، وعزل التنظيم عن السكان المدنيين، وقطع طرق الإمداد.
بيّنت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الوثيقة الصادرة تعترف بأن الطريقة المقررة للمرحلة الثانية من العملية في غزة تتعارض مع المنطق العملياتي والتوصيات المستخلصة من تجارب سابقة، مؤكدة أن عدم تطبيق هذه الخطوات قد يحول دون تحقيق أي إنجاز حقيقي حتى في المراحل اللاحقة المخطط لها.
ونصّت الوثائق على "ضرورة العمل بكثافة عالية باستخدام وسائل متنوعة، وتطويق المنطقة بالمناورات، ودفع العدو إلى قتال متلاحم، مع إظهار المبادرة والروح الهجومية، وعدم السماح بالهجوم والهروب، وتقسيم المساحة إلى خلايا ميدانية معزولة لحرمان العدو من حرية الحركة"، في محاولة يائسة لإظهار نصر وهمي، بعدما عجز جيش الاحتلال عن القضاء على المقاومة الفلسطينية داخل قطاع محاصر ومدمر.
أوضحت الوثيقة التي تحمل عنوان "كيف تغلبت الجيوش على منظمات حرب العصابات" ضرورة فصل التنظيمات عن السكان، والجمع بين القوة العسكرية والإجراءات الهادفة إلى تحسين حياة المدنيين، مع السيطرة على الأراضي ومنع إنشاء ملاذات آمنة، وقطع طرق الإمداد عن مقاتلي حرب العصابات.
وأقرت وثيقة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الطريقة المقررة للمرحلة الثانية تتعارض مع المنطق العملياتي والتوصيات المستخلصة من التجارب السابقة، محذّرة من أن تجاهل هذه الخطوات قد يمنع تحقيق إنجاز استراتيجي حقيقي في الحملة.
من جانبهم، رد كبار مسؤولي جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه الادعاءات بالقول إن الجيش "يشجع الخطاب النقدي، وفي النقاشات التي تُعقد داخل هيئة الأركان العامة وبين كبار القادة تظهر آراء متباينة بشأن الأنماط العملياتية الواجب اتباعها في القتال بقطاع غزة"، زاعمين أن عملية "عربات جدعون" حققت أهدافها.
وبدوره، أجرى قائد القوات البرية توضيحًا مع العميد (احتياط) غاي هازوت، لافتين إلى أن محتوى عرضه ونتائجه لم يُعدّا بتفويض رسمي، ولا يُمثلان موقف الجيش كما هو متوقع من وثيقة رسمية موجهة إلى قوات الاحتياط.
قال العقيد (احتياط) حيزي نحاما، أحد مؤسسي منتدى قادة ومقاتلي الاحتياط، إن "رد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يثبت أن المفهوم لا يزال قائماً".
وختمت الصحيفة بالقول إن العميد غاي هازوت، وبعد عشرين شهراً من قيادته لمنظومة التدريب في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حين دوّن استنتاجاته طُلب منه تقديم توضيحات، مضيفة: "باختصار، لماذا التعامل مع الأخبار بينما يمكن تجميد الرسالة؟ نحن آسفون، لكننا سنواصل الصراخ عالياً بصرخة عشرات الآلاف من الضباط والجنود".
ويحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي انتزاع أي نصر يُذكر، ولو على مستوى الإعلام، ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المدمّر، فيما تكشف الوثائق المسربة عن فشل خططه العسكرية بعد عامين من العدوان المستمر، مستخدماً آلة الحرب ضد الفلسطينيين، ومخلّفاً عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، إلى جانب دمار واسع ومأساة إنسانية غير مسبوقة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و557 شهيدا، و160 ألفا و660 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 348 فلسطينيا بينهم 127 طفلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيل غزة الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة نتنياهو ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في أفق نجاح مفاوضات وقف الحرب.. ترامب كسر كاحل نتنياهو
تتسارع القراءات الاسرائيلية فيما تشهده مصر اليوم من مفاوضات ماراثونية غير مباشرة مع حماس لتطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء حرب غزة، ورغم أن مبعوثه ستيف ويتكوف صاغ بالفعل مُخططًا يدعو لإنهائها، لكنه لم يُحقق اختراقًا، حتى جاء الرئيس بنفسه للترويج لخطوة واسعة النطاق تخلط أوراق كل الأطراف.
إيتمار آيخنر محرر الشئون السياسية بصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن مفاوضات وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، ستبدأ اليوم وسيحضرها لاحقًا المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وستجري بمرافقة الوسيطين مصر وقطر، ويبدو أن هذا تقدمٌ جدّيٌّ أكثر من أي وقت مضى، ويمكن القول إن الاحتلال أقرب لاستعادة جميع رهائنه، وإنهاء الحرب المندلعة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023".
مفاجآت غير متوقعة
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعرب في البداية عن تفاؤله هذه المرة، لكن التجارب السابقة تُشير لاحتمال ظهور مفاجآت، وعقبات غير متوقعة، وقد أوضح بنفسه أنه لا يستطيع ضمان موافقة حماس على إطلاق سراح الرهائن".
وأشار إلى أنه "على المدى القريب، تنص خطة ترامب ذات الـ20 نقطة أنه بمجرد قبول الاتفاق بين الطرفين، سيتوقف القتال، ويُعاد جميع الرهائن في غضون 72 ساعة، ويبدأ الاحتلال انسحابًا تدريجيًا إلى الخط الأصفر وفقًا للخريطة التي نشرها ترامب، مما يُبقي لها وجودًا كبيرًا في القطاع، بما فيه على طريقي فيلادلفيا ورفح جنوب القطاع".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، سيكون هناك إطلاق سراح واسع النطاق للأسرى الفلسطينيين، ويحصل عناصر حماس الذين يختارون ذلك على عفو أو ممر آمن للدول المضيفة، ويزداد تدفق المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ إلى غزة، وتتولى الأمم المتحدة والهلال الأحمر وجهات دولية أخرى إدارتها، مع إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، وإزالة الأنقاض".
وأشار إلى أن "الطرفين سيناقشان الثغرات التي لا تزال قائمة بشأن المرحلة الأولى من الخطة، على خلفية مطالبة حماس بالإفراج عن "رموز" كبار مثل مروان البرغوثي، ويقدم الاحتلال قائمة بأسماء الأسرى الذين يرغب بالإفراج عنهم: 250 أسيرا مؤبدًا من أصل 280، وتشير التقديرات أن حماس ستضغط لتحقيق إنجازات مهمة في هذا الشأن، والاحتلال يدرك أن هامش مناورته هنا ضيق جدًا، وفي بعض الحالات ستكون هناك حاجة لتقديم تنازلات كبيرة نظرًا لقلة عدد الأسرى الخطرين الذين لن يتم الإفراج عنهم".
اختلافات مخطط ترمب عن ويتكوف
وأكد أنه "وفقًا لخطة ترامب، وكجزء من إنهاء الحرب، سيتم تشكيل حكومة انتقالية فلسطينية تكنوقراطية، تحت إشراف إطار دولي "مجلس السلام" برئاسة ترامب نفسه، تكون مسؤولة عن وضع خطط إعادة الإعمار، والحصول على التمويل اللازم لتنفيذها، ريثما تكتمل الإصلاحات في السلطة الفلسطينية بما يسمح لها بتولي مسؤولية القطاع، كما تدعو لنزع سلاحه".
واستدرك بالقول إنه "ليس واضحا ما إذا كانت هذه القضايا ستُطرح في مفاوضات مصر أم لا، رغم أن الاحتلال والولايات المتحدة وصفتاها بأنها "فنية"، أي أنهما تتناولان فقط الترتيب المتعلق بإطلاق سراح الرهائن، ورغم العقبات العديدة، فلا يزال من الواضح إحراز تقدم كبير".
وسرد الكاتب جملة من "الاختلافات بين "مخطط ويتكوف"، المخطط الرئيسي الذي كان مطروحًا حتى الآن، ولم يُسفر عن أي تقدم، و"مخطط ترامب" الجديد، أولاها وأبرزها أن الأخير يحمل اسم الرئيس وليس مبعوثه، ما يعني أن رئيس أكبر قوة في العالم يتولى زمام المبادرة، ويتحمل مسؤولية العملية".
وأضاف أن "الاختلاف الثاني يتمثل في أن مخطط ويتكوف تحدث عن إطلاق سراح الرهائن على مرحلتين، لكن الجديد تحدث عن إطلاق سراحهم جميعا منذ البداية، ويُعد هذا إنجازًا كبيرًا للاحتلال، وضربة لحماس، التي أرادت الاحتفاظ بهم كغطاء لها، وإطالة أمد عملية الإفراج لأطول فترة ممكنة حتى لا تتخلى عن هذا "الأصل".
وأوضح أن "الاختلاف الثالث يكمن في أنه بعكس مخطط ويتكوف، فقد حصلت حماس في مخطط ترامب على ضمانات أكثر أهمية لإنهاء الحرب، ورابعها أن الخطة الجديدة تتضمن تفاصيل أكثر حول "اليوم التالي" في قطاع غزة، مع التزام أكبر من الدول العربية".
وأشار ان "الاختلاف الخامس أن مخطط ترامب يتضمن التزامًا من الاحتلال بتجنب الضمّ في الضفة الغربية، وهو ما لم يظهر في مخطط ويتكوف، وسادسها أن الخطة الجديدة تحتوي تركيزا أكبر على إنشاء قوة عربية مشتركة و"مجلس سلام" يرأسه ترامب، ويكون مسؤولاً عن إعادة إعمار غزة".
ترامب يملي الشروط
وقارن الكاتب بين "جهود الرئيسين السابق والحالي فيما يتعلق بمسار المفاوضات لإنهاء الحرب، فبينما تمثلت إحدى المزايا الهائلة لإدارة بايدن في معرفتها الواسعة بما يحدث في المنطقة، وفهمها العميق للتفاصيل، بجانب عملٍ منظمٍ للغاية من قِبل طاقمها، لكن رغم ذلك، لم تكن النتائج على قدر التوقعات".
وأضاف أن "الوضع مع ترامب، ظهر العكس: انعدامٌ تامٌّ لعمل الطاقم، ومسؤولو إدارةٍ غير مؤهلين وغير مطلعين على ما يحدث في المنطقة، وتصريحاتٍ جوفاءٍ نُشرت منذ عودته للبيت الأبيض، وتهديداتٌ عديدةٌ بـ"فتح أبواب الجحيم" لم تتحقق، إضافة لمقترحاتٍ عديدةٍ من ويتكوف، وفي النهاية وقع الاحتلال وحماس في الفخ الذي نصبه الرئيس".
وأضاف أن "الفرق الأساسي بين الإدارتين أن ترامب نجح بجمع أطراف لم تكن حاضرة في الصورة حتى الآن، مثل الدولتين العملاقتين إندونيسيا وباكستان، اللتين تتمتعان بمكانة مرموقة في العالم الإسلامي، وكما عزل ترامب حماس، فقد فعل الشيء نفسه مع الاحتلال، و"كسر" كاحل نتنياهو دبلوماسيًا، لكنه لم يكرر خطأ بايدن. بإحراجه علانية، خشية إثارة غضب القاعدة الإنجيلية، ويمكن لنتنياهو أن يدّعي حتى صباح الغد أنه كان مُنسّقًا مع ترامب، لكن الحقيقة أنه أملى عليه الشروط".