غزة- قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الدكتور إسماعيل الثوابتة، إن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءا وكارثية، ولا تزال المجاعة تفتك بالمدنيين، رغم مرور أسبوعين على إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن المجاعة رسميا في مدينة غزة.

وشدد الثوابتة في حوار للجزيرة نت، على أن هذا الإعلان والبيانات والمواقف الدولية تبقى حبرا على ورق، ما لم تتخذ إجراءات فعلية ضاغطة على الاحتلال لإنهاء الحصار وفتح المعابر، والسماح بتدفق الإمدادات الإنسانية بكميات ونوعيات تضمن وقف كارثة المجاعة.

وحذر من أن الوقت من دم واحتمال وقوع حالات موت جماعي يزداد، في ظل مخططات إسرائيلية لتهجير سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع، وزيادة الضغوط على المدنيين، حيث لا توجد مساحات كافية وآمنة، وسط حالة من الفوضى الممنهجة وانتهاج الاحتلال سياسة "هندسة التجويع" لدفع الغزيين للنزوح والتهجير.

وإليكم نص الحوار:

لا تزال المجاعة تفتك بالمدنيين رغم مرور أسبوعين على الإعلان عنها رسميا في مدينة غزة (الجزيرة) كيف تصف واقع المجاعة في غزة؟

الوضع كارثي بكل المقاييس؛ المجاعة التي أُعلنت قائمة فعليا، حيث يواجه مئات الآلاف مستويات جوع كارثية تتجلى في نقص الغذاء وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وزيادة الوفيات.

هذه ليست أزمة مؤقتة بل نتيجة مباشرة للحصار والإبادة الممنهجة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي وبرعاية أميركية كاملة، والتي تدمر الأسواق والبنية التحتية وتمنع دخول الإمدادات الإنسانية.

المجتمع الدولي أمام التزام قانوني وأخلاقي بوقف هذه الجريمة فورا وضمان تدفق الغذاء والدواء والوقود بلا قيود، مع محاسبة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال عن استخدام التجويع سلاحا.

هل تقتصر المجاعة على نطاق مدينة غزة وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي؟

المجاعة لا تقتصر على مدينة غزة، رغم أنها كانت أول منطقة يُعلن فيها التصنيف رسميا، والمؤشرات تؤكد أن كل مناطق القطاع تواجه مستويات كارثية مماثلة، وتتجه سريعا نحو الانهيار الغذائي.

إعلان

وجعل الحصار وإغلاق المعابر والتدمير الممنهج للأسواق والمزارع والبنية التحتية للأمن الغذائي هشا في كل مكان. وحتى التقارير الدولية تتوقع توسع نطاق الجوع الحاد خلال أسابيع إذا لم يتم التدخل العاجل، ما يعني أننا أمام أزمة شاملة تتجاوز حدود المدينة لتشمل كامل القطاع.

استنادا لذلك، ألم يحدث أي تغيير على واقع المجاعة منذ إعلانها رسميا قبل نحو أسبوعين؟

أؤكد أنه لم يطرأ أي تحسن على الأرض للأسف. ما دخل من مساعدات لا يلبي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات، وقد أعلنا عن ذلك في بياننا، أمس الاثنين، بأن الكميات تقدر بـ 14% فقط من الاحتياجات الفعلية، وتتعرض للسرقة بمنهجية وبرعاية إسرائيلية، وعليه فإن الاحتلال لا يزال يمنع دخول الكميات اللازمة، مع استمرار الفوضى الأمنية ونهب الشاحنات، وهو ما تثبته معدلات سوء التغذية والوفيات اليومية.

وتؤكد المؤشرات الميدانية، أن الجوع الكارثي مستمر، وأي تحسن يتطلب فتح المعابر تماما ودوما وتأمين وصول المساعدات مباشرة للمدنيين.

دأبتم على توصيف ما يحدث بهندسة تجويع ينتهجها الاحتلال، ماذا تقصدون؟

هندسة التجويع هي سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال بمنع الغذاء، وعرقلة المساعدات، وضمان عدم وصولها لمستحقيها، وتدمير الأسواق ومخازن الإمداد، بهدف إضعاف السكان المدنيين وكسر إرادتهم.

هذه الإستراتيجية تستهدف تقويض الصمود ودفع السكان للنزوح القسري، وهي ممارسة مجرّمة بموجب القوانين والمواثيق الدولية، حيث إن استخدام الجوع سلاحا يعد انتهاكا خطِرا يرقى إلى جريمة حرب وربما جريمة إبادة، ويتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات ومحاسبة مرتكبيها المحتلين المجرمين.

هل تُفاقم التهديدات الإسرائيلية لمدينة غزة من واقع المجاعة؟

مخطط الاحتلال لتهجير أكثر من مليون فلسطيني من مدينة غزة وشمال القطاع إلى الجنوب سيعمّق المجاعة في كل القطاع. النزوح الجماعي يفاقم الضغط على مناطق تعاني أصلا من شح الغذاء والماء، ويضاعف الكثافة السكانية بما يفوق قدرة الإغاثة.

إنذار الاحتلال للسكان بالنزوح جنوبا ليس إنسانيا بل وسيلة لتجريد السكان المدنيين من أرضهم وتحويلهم إلى لاجئين دائمين، مع تكريس واقع يعتمد على المعونات غير الكافية، والنتيجة الحتمية ستكون جوعا أوسع، وانهيارا صحيا، وحرمانا طويل الأمد من أبسط مقومات الحياة.

كيف ترد على مزاعم الاحتلال بتهيئة مناطق جنوب القطاع لاستيعاب النازحين المحتملين من غزة؟

معلوماتنا تدعمها هيئات ومنظمات دولية بأنه لا توجد مساحات كافية وآمنة في مناطق جنوب القطاع لاستيعاب أعداد هائلة أخرى من النازحين، وحتى منطقة المواصي لا يوجد بها مساحة لنصب خيمة واحدة، فضلا عن افتقارها للبنية التحتية اللازمة، خاصة المياه والصرف الصحي.

وبخصوص الاحتياجات الإنسانية الفعلية لغزة، تتجاوز 600 شاحنة مساعدات يوميا، في حين لا يسمح الاحتلال بدخول سوى نسبة ضئيلة للغاية. فقد أظهرت إحصاءاتنا الموثقة للفترة ما بين 27 يوليو/تموز الماضي -وهو تاريخ سماح الاحتلال بدخول الشاحنات- وحتى اليوم (35 يوما)، دخول 3188 شاحنة فقط من أصل نحو 21 ألفا مفترضة، أي ما يعادل 15% فقط من الاحتياجات الأساسية.

إعلان

هذه الكميات المحدودة تتعرض للفوضى والنهب قبل وصولها للمدنيين، بينما يواصل الاحتلال إغلاق المعابر، ومنع إدخال المساعدات بالكميات والنوعيات اللازمة، وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية.

إن المقارنة بين المطلوب والمسموح تكشف بوضوح أن الحصار يستخدم كأداة ممنهجة لإدامة المجاعة، وأن الأرقام التي يروجها الاحتلال لا تعكس الواقع الميداني ولا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الطارئة.

إضافة إلى كمية المساعدات هناك قيود إسرائيلية على نوعية وأصناف المواد الغذائية، أليس كذلك؟

بالتأكيد، عدد شاحنات المساعدات التي تدخل منذ 35 يوما غير كاف إطلاقا، والأهم أن معظمها لا يحمل سلعا غذائية أساسية أو مواد تغذية علاجية ضرورية للأطفال والمرضى، فالاحتلال يمنع دخول قائمة طويلة من المواد الغذائية، مثل بيض المائدة، واللحوم الحمراء والبيضاء، والأسماك، والأجبان، ومشتقات الألبان، والفواكه، والخضروات، والمكملات الغذائية، إضافة إلى عشرات الأصناف الأخرى مثل المكسرات أو المدعمات التي تحتاجها الحوامل والمرضى.

وذلك يجعل المساعدات عاجزة عن وقف تدهور الوضع، حتى مع زيادة الأعداد، ومن دون تنوع السلع وضمان وصولها الآمن والمباشر للمدنيين، ستبقى المجاعة وسوء التغذية في تصاعد، والحل يكمن في فتح شامل ودائم للمعابر.

كيف تنظر إلى إعلان الاحتلال فتح مراكز مساعدات إضافية في جنوب القطاع؟

هذه المراكز تستخدم عمليا أداة لفرض النزوح القسري، وليست خطوة إنسانية حقيقية. سكان غزة يدركون أنها بمثابة مصايد موت، وتستغل لتجميع النازحين في مناطق غير آمنة وتحت سيطرة الاحتلال، ما يسهل عملية قتلهم وإعدامهم، وكذلك ترحيلهم الدائم.

هذه المراكز لا تعالج أزمة الغذاء، بل تفاقمها بزيادة الكثافة السكانية في مناطق محدودة الموارد.

الحل هو توزيع المساعدات في أماكن السكان الأصلية مع ضمان حمايتهم، وهو النظام الذي كانت تعمل به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمنظمات الأممية الأخرى التي لها خبرة وقدرة واستطاعة لإنقاذ الواقع المأساوي في قطاع غزة، غير أن الاحتلال يعمل على تقويض هذه المؤسسات ولا يريد أن تقوم بمهامها المكلفة بها.

يلاحظ تزايد عدد ضحايا التجويع يوميا، هل تتخوفون من حالات موت جماعي حسبما تحذر وزارة الصحة؟

ضحايا التجويع يتزايدون بصورة مأساوية، ويمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف رئيسية:

الأول: ضحايا مراكز توزيع المساعدات التي وصفناها بمصايد موت، وبلغ عددهم أكثر من 1100 شهيد، منذ افتتاح هذه المراكز التابعة لما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيا وإسرائيليا في 27 مايو/أيار الماضي. الثاني: ضحايا استهداف منتظري المساعدات في مناطق زيكيم ونتساريم ورفح، وعددهم قرابة 1200 شهيد. الثالث: ضحايا سوء التغذية والتجويع المباشر، بعدد 361 شهيدا، منهم 130 طفلا، و83 من الضحايا منهم 15 طفلا فقدوا أرواحهم في الأسبوعين الماضيين منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي عن المجاعة في غزة.

هذه الأرقام الصادمة، وسط الحصار وتعطل النظام الصحي، تؤكد واقعية تحذيرات وزارة الصحة من موت جماعي وشيك، وتستدعي تدخلا عاجلا لوقف الانهيار الإنساني.

هل تقف حدود مسؤولية الأمم المتحدة عند إعلان المجاعة؟

الأمم المتحدة ليست جهة توصيف فقط، وتبقى قراراتها حبرا على ورق، ما لم تحمل التزاما قانونيا وأخلاقيا بتنظيم وتسهيل دخول المساعدات، وضمان حماية المدنيين، والضغط على الاحتلال لوقف الحصار، وعليها تفعيل آليات المساءلة الدولية ضد من يمنع الإغاثة، وإدارة عمليات التوزيع بشفافية وأمان.

إن الاكتفاء بإعلان المجاعة دون تحرك ميداني فاعل يعني المشاركة في استمرار الكارثة، والمطلوب أن تتجاوز الأمم المتحدة دور الراصد إلى دور الفاعل القادر على فرض تطبيق القانون الدولي الإنساني، وذلك بقوة القانون والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، إن بقيت هذه المؤسسات حية تتنفس.

إسماعيل الثوابتة: على الدول العربية والإسلامية تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي (الجزيرة) عربيا، ما المطلوب لمنع الكارثة؟ إعلان

المطلوب تحرك عاجل يفرض على الاحتلال فتح كل المعابر دون قيود، وتأمين وصول المساعدات بكميات ونوعيات كافية، وتوفير الحماية الكاملة للقوافل الإنسانية.

يجب على الدول العربية والإسلامية تكثيف الضغط السياسي والدبلوماسي، وإطلاق جسر جوي وبحري لإمداد غزة بالغذاء والدواء، مع ملاحقة الاحتلال قانونيا على جريمة التجويع.

كما أن المجتمع الدولي مطالب بترجمة الإدانات إلى خطوات عملية توقف العدوان وتضمن تدفق الإمدادات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بلا استثناء.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات للأمن الغذائی من الاحتیاجات جنوب القطاع موت جماعی مدینة غزة فی مناطق

إقرأ أيضاً:

الثوابتة للجزيرة نت: العدوان على غزة أسفر عن خسائر بشرية ومادية هائلة

غزة- في ظل العدوان المستمرعلى قطاع غزة وما خلفه من دمار شامل للبنية التحتية ومختلف القطاعات الحيوية، تبرز الحاجة إلى تقييم موضوعي يستند إلى الأرقام والحقائق بعيدا عن الانطباعات العامة، فالخسائر لم تقتصر على المباني السكنية، بل امتدت لتطال الإنسان والاقتصاد ومجالات الإسكان والصحة والتعليم، إلى جانب قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والإعلام والنقل والمواصلات والكهرباء والخدمات الأساسية، بما يعكس حجم التأثير الكارثي على مفاصل الحياة كافة.

ولإلقاء الضوء على المشهد الكامل، نحاور مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة -الجهة التي ترصد وتوثق هذه الخسائر- ليضعنا أمام صورة شاملة لما جرى ويجري في غزة، وفيما يلي نص الحوار:

انفوغراف غزة الحرب الإسرائيلة في أرقام دامية الخسائر البشرية (الجزيرة) هل يمكن أن تضعنا في صورة إجمالي الخسائر البشرية حتى الآن؟

من المهم التأكيد على أن الخسائر البشرية تشكل الوجه الأكثر مأساوية في مشهد العدوان المتواصل على قطاع غزة، فحتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول 2025، تشير الإحصاءات الموثقة إلى ما يلي:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اقتصاد الظل في غزة.. تجارة تزدهر على حساب الجائعينlist 2 of 2بالفيديو.. المغاربة يحيون ذكرى طوفان الأقصى بدعم فلسطين ومقاومتهاend of list الخسائر البشرية: بلغ إجمالي الشهداء والمفقودين نحو 73.731 فلسطينيا، من بينهم 64.300 شهيدا، وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، بينما لا يزال أكثر من 9.500 مفقودا بين شهداء تحت الركام أو مجهولي المصير. الفئات الأكثر تضررا: استشهد أكثر من 20.000 طفل، بينهم 1.009 رضيعا دون العام الأول، وأكثر من 450 مولودا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب.

أما بخصوص النساء، فقد تجاوز العدد 12.500 شهيدة، منهن 8.990 أمّا فقدن حياتهن مع أطفالهن، وفيما يتعلق بالرجال أو الآباء، فقد استشهد أكثر من 22.404 رجلا، ما يعكس استهدافا مباشرا لبنية المجتمع.

وبخصوص الطواقم المهنية والخدمية، فقد استشهد 1.670 من الكوادر الطبية، 139 من عناصر الدفاع المدني، 252 صحفيا، إضافة إلى أكثر من 780 شرطيا وعنصر أمن مساعدات، و860 رياضيا.

إعلان الجرائم الجماعية ضد الأسر: ارتكبت قوات الاحتلال مجازر بحق أكثر من 39.000 أسرة فلسطينية، منها 2.700 أسرة أُبيدت بالكامل بإجمالي 8.563 شهيدا، 6.020 أسرة أُبيدت جزئيا ولم ينجُ منها سوى فرد واحد بإجمالي 12.911 شهيدا. الانتهاكات الممنهجة: نحو 55% من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين، استشهاد 376 مدنيا بسبب التجويع وسوء التغذية بينهم 134 طفلا، إضافة إلى 23 مدنيا استشهدوا جراء سقوط مساعدات عبر الإنزال الجوي.

كما توفي 41% من مرضى الكلى نتيجة انعدام الغذاء والرعاية الصحية، وأكثر من 12.000 حالة إجهاض بين النساء الحوامل بسبب الحصار الصحي والغذائي، في حين استشهد 17 نازحا بسبب البرد القارس في مخيمات النزوح، منهم 14 طفلا.

تقدر هيئات محلية ودولية أن 9 من كل 10 مدارس في غزة تعرضت للتدمير الكلي أو البليغ (الجزيرة) ما هو تقدير الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة؟

تشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر المباشرة للقطاعات الحيوية تجاوزت 60 مليار دولار، موزعة كالتالي:

القطاع الصحي: 5 مليار دولار. القطاع التعليمي: 3.5 مليار دولار. الإسكان: 28 مليار دولار. الصناعة: 4 مليار دولار. التجارة: 4.3 مليار دولار. القطاع الحكومي: 2 مليار دولار. الزراعة: 2.8 مليار دولار. الإعلام: 0.8 مليار دولار. النقل والمواصلات: 2.8 مليار دولار. الكهرباء: 1.4 مليار دولار. الخدمات والبلديات: 6 مليار دولار.

تعكس هذه الأرقام حجم الدمار الشامل الذي أصاب مختلف القطاعات، وما يترتب عليه من تأثيرات اقتصادية وإنسانية طويلة الأمد على سكان القطاع.

كيف أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع الصحي، وما أبرز التحديات التي تواجه المستشفيات الآن؟

يعاني القطاع الصحي في غزة من ندرة الوقود والتجهيزات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى نقص الدواء ووحدات الدم، ونقص الكوادر الطبية أو استهدافها، بالإضافة لتكدس الإصابات الحرجة أمام قدرة علاجية منهكة.

كما يعاني القطاع الصحي من تعطل سلاسل التوريد، وسقوط موظفين صحيين وشهداء داخل المرافق الصحية، كل ذلك وغيره يشكل تحديات وانتهاكات بالمرافق الصحية ما يستدعي حماية فورية.

يعكس الواقع الصحي في غزة حالة انهيار منهجية، حيث تضررت البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل بالغ، فقد تم قصف أو إخراج 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية عن الخدمة، كما استُهدفت 197 سيارة إسعاف خلال عمليات الطوارئ.

وسجلت 788 عملية هجومية موثقة على خدمات الرعاية الصحية شملت المرافق والمركبات والكوادر الطبية وسلاسل الإمداد، فيما تعرضت 61 مركبة للدفاع المدني للضرر أثناء محاولات الإنقاذ.

هذه الأرقام تؤكد حجم الانهيار الذي يعصف بالقطاع الصحي ويعطل قدرته على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة.

انفوغراف التعليم في غزة مدارس دمرها الاحتلال وآلاف الطلاب الشهداء (الجزيرة) كيف أصبح الواقع التعليمي وحال المدارس والجامعات بعد ما تعرضت له من قصف وتدمير؟

مرّ القطاع التعليمي في غزة بدمار واسع، فقد تضررت حوالي 95% من المدارس، كما تم استهداف 662 مبنى مدرسيا بالقصف المباشر، ما أدى إلى تدمير 163 مدرسة بشكل كامل و388 أخرى جزئيا.

إعلان

ونتيجة لذلك، حُرم نحو 785.000 طالب وطالبة من فرص التعليم، بينما ارتفع عدد الشهداء بين الطلاب إلى حوالي 13.500، إضافة إلى استهداف الكادر التعليمي بما يشمل 830 معلما، و193 أكاديميا جامعيا.

أما قطاع الإسكان والبنية التحتية الأساسية، فقد شهد دمارا هائلا، إذ تم تدمير 268.000 وحدة سكنية كليا، بينما أصبحت 148.000 وحدة أخرى غير صالحة للسكن نتيجة الأضرار البالغة، إضافة إلى تضرر جزئي لنحو 153.000 وحدة سكنية.

ونتيجة لذلك، يواجه أكثر من 288.000 أسرة فقدانا كاملا لمأواها، ما يزيد من معاناة المدنيين ويعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة.

كما تضرر700.000 متر طولي من شبكات المياه، و700.000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي و3 ملايين متر طولي من الطرق، إضافة إلى تدمير 725 بئرا مركزيا، واستهداف 134 مشروع مياه عذبة.

في القطاع الصناعي، كم عدد المصانع والمنشآت التي تعرضت للتدمير أو توقفت عن العمل، وما هي أبرز الصناعات التي تكبدت خسائر فادحة؟

قدّرت الخسائر الأولية بـ 4 مليار دولار، مع توقف مئات المصانع والمعامل وورش العمل في عدة مجالات، كالصناعات الغذائية، والتحويلية، والتغليف، والصناعات الحرفية والخفيفة، ما أدى إلى شلل الإنتاج، وتعطل سلاسل الإمداد، وارتفاع البطالة.

كيف انعكس العدوان على القطاع التجاري؟ وهل لديكم تقديرات بالأرقام حول حجم الخسائر التي تكبّدها؟

شهد القطاع التجاري والاقتصادي في غزة خسائر أولية تُقدر بحوالي 4.3 مليار دولار، نتيجة تدمير آلاف المحال التجارية والأسواق، وإغلاق المنشآت الفندقية والسياحية.

كما تكبدت المخزونات والإمدادات خسائر كبيرة، ما أدى إلى إفلاس عشرات التجار من صغار ومتوسطي الحجم، مما أسهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وعرقلة دورة النشاط التجاري في القطاع.

ماذا عن الزراعة والثروة الحيوانية، إلى أي مدى تأثر هذا القطاع الذي يعتمد عليه الكثير من العائلات؟

تكبد القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في غزة خسائر مباشرة تُقدر بحوالي 2.8 مليار دولار، فقد تضررت نحو 94% من الأراضي الزراعية، وتدمرت 1.223 بئرا زراعيا، كما أُتلفت 665 مزرعة بالكامل.

وانخفضت المساحات المزروعة من 93.000 دونم إلى 4.000 دونم فقط، ودُمرت حوالي 85% من الدفيئات الزراعية، فيما شهدت الثروة السمكية انهيارا شبه كامل.

وقد ترتب على هذه الخسائر تهديد شديد للأمن الغذائي لعشرات المدن والأحياء والمخيمات والقرى، ما جعل السكان يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات والإغاثة الخارجية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

غزة في عامين انفوغراف غزة الحقيقة ثمنها الحياة (الجزيرة)هل تعرّض الإعلام المحلي للاستهداف المباشر، وكيف تنقلون الرواية الفلسطينية للعالم رغم التعتيم؟

إن الاستهداف الممنهج للمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة خلف خسائر بشرية ومادية فادحة، تجاوزت قيمتها الأولية 800 مليون دولار، وأدى إلى تدمير منظومة إعلامية متكاملة كانت تقوم بدور مركزي في توثيق الجرائم وكشف الحقيقة، حيث كان الاحتلال يهدف إلى إخراس صوت الحقيقة وإخماد الصوت الفلسطيني وكسر الرواية الفلسطينية.

ورغم ذلك، استطعنا عبر منظومة عمل متقدمة ومرنة أن نواصل رسالتنا إلى كل العالم.

لحظة تدمير طائرات الاحتلال الإسرائيلي لبرج الغفري غربي مدينة غزة#حرب_غزة #الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/1yDSA5vIyC

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 15, 2025

إلى أي مدى تضرر قطاع النقل والمواصلات في غزة جراء العدوان؟

تُقدر الخسائر الأولية لقطاع النقل والمواصلات بنحو 2.8 مليار دولار، كما جرى تدمير وإتلاف أكثر من 3 ملايين متر طولي من الطرق والشوارع، الأمر الذي أدّى إلى شلل شبه كامل في حركة النقل داخل محافظات قطاع غزة، فضلا عن تدمير عشرات آلاف المركبات والسيارات المدنية المملوكة للمواطنين أو البلديات أو المؤسسات الأهلية والعامة أو الجهات المختلفة.

إعلان ماذا عن القطاع الخدماتي والبلديات؟ وما حجم التحديات التي تواجه هذا القطاع؟

شهدت البنية التحتية والخدمات البلدية في غزة خسائر فادحة، تضمنت استشهاد 173 موظفا بلديا بينهم 4 رؤساء بلديات، وتدمير 725 بئرا مركزيا و134 مشروع مياه، كما أُتلفت 5.080 كلم من شبكات الكهرباء، و2.285 محوّلا كهربائيا، و235.000 عداد كهربائي، ما أدى إلى فقدان أكثر من 2.123 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء.

وقد جعل هذا الواقع تقديم خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة وجمع النفايات شبه مستحيل، ما يهدد بصحة عامة كارثية ويزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض بين السكان.

مقالات مشابهة

  • أونروا تشكف أبرز ما مر به قطاع غزة على مدار عامين
  • مدير إعلام وكالة أونروا توضح أبرز ما مر به قطاع غزة على مدار عامين
  • سقوط 7 مصابين بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات
  • 7 إصابات من منتظري المساعدات جنوبي القطاع
  • حرب غزة تدخل عامها الثالث وسط أزمة إنسانية كارثية
  • إسرائيل قتلت 250 خطيبا ورجل دين ودمرت 835 مسجدا بغزة
  • عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين
  • الثوابتة للجزيرة نت: العدوان على غزة أسفر عن خسائر بشرية ومادية هائلة
  • غزة: تحذير للنازحين من التوجه إلى مناطق تواجد الاحتلال الإسرائيلي
  • «الأونروا» لـ«الاتحاد»: تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة إلى مستويات غير مسبوقة