مديرة "إنسانية التعاون الإسلامي" لـ "اليوم": 307 ملايين شخص بحاجة للمساعدات والنزاعات تعيق عملنا
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
الشراكات ركيزة أساسية لتعزيز العمل الإنساني للمنظمة307 ملايين شخص في 73 دولة هم بحاجة مالية تصل إلى 47 مليار دولار لتغطية احتياجاتهمصندوق التضامن الإسلامي الذراع الإنساني للمنظمة يساعد في تخفيف الاثار الإنسانية ويقدم مشاريع تنمويةالمجتمع المدني الإنساني والمتطوعون شركاء لا غنى عنهم في الاستجابة الإنسانية
على هامش الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي عقد مؤخراً في مقر منظمة التعاون الإسلامي تحدثت الدكتورة عائشة شامي العيافي، مديرة الشؤون الإنسانية بالمنظمة لـ "اليوم" عن رؤية الإدارة الإنسانية ، أبرز أولوياتها، التحديات التي تواجهها، والشراكات القائمة مع الأمم المتحدة ومركز الملك سلمان للإغاثة.
أخبار متعلقة مجلس الوزراء: الموافقة على قواعد تحديد درجات إركاب الموظفين والعاملين في الأجهزة العامة من مدنيين وعسكريينبسبب عارض صحي.. نقل 3 مواطنين للمملكة من الكويت عبر طائرة الإخلاء الطبيوأكدت أن العديد من الدول الاعضاء في المنظمة تمر بأزمات إنسانية غير مسبوقة بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ والعوامل الطبيعية، إلى نص الحوار:
بداية.. حدثينا عن إدارة الشؤون الإنسانية في المنظمة؟
أُنشئت الإدارة بموجب القرار رقم 11/35 الصادر عن الدورة الـ35 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في يونيو 2008 بكمبالا – أوغندا.الدكتورة عائشة شامي العيافي
وجاء تأسيسها لتنسيق المساعدات الإنسانية وتنفيذ برنامج العمل العشري والقرارات الصادرة عن القمة الإسلامية والمجلس الوزاري، انسجاماً مع المبادئ الإسلامية وميثاق المنظمة، واستجابةً للأوضاع الإنسانية الحرجة التي تشهدها العديد من الدول الأعضاء، لترسيخ دور المنظمة كصوت جامع للأمة الإسلامية في دعم العمل الإنساني المشترك.
ماذا عن رؤية الإدارة وعملها المستقبلي؟
رؤيتنا تقوم على تطوير مقاربة شمولية ومندمجة للعمل الإنساني، قائمة على القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية العالمية، وبالتنسيق مع الدول الأعضاء خصوصاً في مناطق الأزمات. كما نركز على توفير الدعم المالي من خلال أجهزة المنظمة كصندوق التضامن الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والتنسيق مع اللجنة الإسلامية للهلال الدولي بما يضمن استجابة أكثر فاعلية واحترافية.
ما أبرز المهام التي تضطلع بها الإدارة؟
تقوم بالعديد من المهام من أهمها تكثيف جهودها الإنسانية عبر وضع استراتيجيات شاملة للإغاثة والطوارئ، وتقديم الدعم للدول الأعضاء المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات، بما يشمل إعادة التأهيل والتعافي. وتشمل المهام تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء، وتعبئة الموارد، وتطوير آليات الاستجابة السريعة، إلى جانب بناء القدرات المؤسسية والفنية لمواجهة الأزمات.
كما تعمل المنظمة على نشر ثقافة التطوع، وصياغة مبادئ للعمل الإنساني تنسجم مع القيم الإسلامية، وتطوير شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني. وتولي اهتماماً خاصاً للاحتياجات العاجلة للنازحين واللاجئين وخاصة في دول منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، وتحرص على إجراء البحوث وتحديث قواعد البيانات، وتشجيع الإعلام ومراكز الفكر على تغطية الشأن الإنساني بالإضافة إلى متابعة نتائج أبرز المؤتمرات الخاصة بالمنظمة مثل مؤتمر المانحين لدول منطقة الساحل والمؤتمرات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك القمة العالمية للعمل الإنساني، ومؤتمرات اللاجئين، وتغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، بهدف تعزيز الاستجابة الإنسانية في العالم الإسلامي..
ما الملفات الإنسانية الأكثر أولوية لدى المنظمة؟
تشتغل الإدارة الإنسانية على ملفات إنسانية تمثل أولوية بالنسبة للمنظمة وذلك وفقا لميثاق المنظمة والبرنامج العشري وقرارات المنظمة الصادرة عن القمة ومجلس وزراء الخارجية تتمثل في تنسيق العمل الإنساني المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة ومؤسساتها ومكاتبها الٌإقليمية والإنسانية (في الصومال، والنيجر، أفغانستان، ورام الله) وصناديقها الإنسانية ، وتنسيق وتعبئة المساعدات الإنسانية للدول الأعضاء التي تعاني من أزمات إنسانية لاسيما في بعض الدول الأعضاء التي تعاني من الكوارث والصراعات، ومنطقة الساحل وبحيرة تشاد، والمجتمعات المسلمة للروهينغيا ، وبناء وتنسيق الشراكات الإنسانية للمنظمة مع الأمم المتحدة وأجهزتها الإنسانية، والاتحاد الأوروبي، ومع المنظمات والشركاء الإنسانيين في الدول الأعضاء مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمات الهلال الأحمر في الدول الأعضاء للمنظمة.
ما التحديات التي تواجهكم في إيصال المساعدات؟
أبرز التحديات تتمثل في النزاعات المسلحة التي تعيق وصول المساعدات، إضافة إلى العجز التمويلـي الذي تواجهه الكثير من العمليات الإنسانية، فضلًا عن المخاطر الأمنية على العاملين الإنسانيين سواء في مجال إيصال المساعدات او العاملين في القطاع الصحي ومع ذلك، فإن الشراكات القوية التي نسجتها المنظمة مع الدول الأعضاء والهيئات الدولية تمكّننا من تجاوز هذه العقبات وتوصيل المساعدات إلى مستحقيها.
كيف تساهم الشراكات بين منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومركز الملك سلمان للإغاثة في تعزيز العمل الإنساني؟
الشراكات هي أساس نجاح العمل الإنساني. تعاوننا مع وكالات الأمم المتحدة مثل OCHA وUNHCR وIOM، ومع مؤسسات رائدة مثل مركز الملك سلمان وصندوق التضامن الإسلامي، والوكالة التركية للتنمية ووكالة أذربيجان للتنمية وغيرها من المؤسسات يضمن تكامل الجهود، وتجنب الازدواجية، وتوجيه الموارد بكفاءة عالية لخدمة المحتاجين في مناطق الأزمات.
ولدينا برامج ومشاريع مشتركة مع مركز الملك سلمان ساهمت بفعالية في تخفيف الأزمات الإنسانية وخاصة في الصومال وافغانستان ونسعى لتطوير هذه الشراكة خاصة وان المركز اصبح مؤسسة عالمية رائدة في تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين عبر العالم
شعار هذا العام “من الوعي إلى المساءلة”.. كيف يترجم عملياً؟
نعمل على تطوير آليات للرصد والمتابعة لضمان وصول المساعدات بشفافية، وفق القانون الدولي الإنساني، وتعزيز المساءلة أمام المستفيدين والمجتمعات المتضررة.
المساعدات السعودية تجاوزت 141 مليار دولار.. كيف تُدار؟
المساعدات السعودية تُدار وفق آليات واضحة ومتابعة دقيقة من قيادة مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية وينفذ المركز مجموعة واسعة من المشاريع الإنسانية حول العالم، بما في ذلك مشاريع في الدول الاعضاء وخاصة في اليمن، سوريا، فلسطين، الصومال، والسودان، وغيرها من الدول.
كيف يساهم صندوق التضامن الإسلامي في سد الفجوات التمويلية؟
صندوق التضامن الإسلامي يعد ذراعًا انسانيا مهما للمنظمة. من خلال تمويل مشاريع تنموية وإنسانية، يساهم الصندوق في دعم المجتمعات المتضررة في الدول الاعضاء ولدينا تنسيق كامل مع الصندوق ، ونشيد بحهوده في التخفيف من الأزمات الإنسانية عبر العديد من الأنشطة والبرامج في الدول الاعضاء .
وهل هناك توجه لزيادة التعاون مع القطاع الخاص؟
نعم، نسعى لتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الخيرية لإيجاد حلول مبتكرة للتمويل الإنساني وضمان استدامة الدعم وذلك استنادا الي قرارات الدول الاعضاء في هذا الصدد .
كيف تصفون مستوى التعاون الحالي مع وكالات الأمم المتحدة مثل OCHA وUNHCR وIOM؟
مستوى التعاون متميز، ويقوم على التنسيق المستمر وتبادل المعلومات والخبرات. لقد أثمرت هذه الشراكات عن تنفيذ مشاريع مشتركة في مناطق متعددة، وساهمت في تعزيز الاستجابة الجماعية للأزمات.
ما هي المشاريع الإنسانية المشتركة المقبلة بين المنظمة وهذه الجهات؟
هناك برامج قيد الإعداد تتعلق بدعم اللاجئين والنازحين داخليًا، وتعزيز الأمن الغذائي، ومشاريع متعلقة بالتعليم والصحة في مناطق النزاعات. جميعها سيتم تنفيذها بالتعاون مع شركائنا الدوليين.
كيف يمكن للدول الأعضاء أن تلعب دورًا أكبر في قيادة الاستجابة الإنسانية؟
الدول الأعضاء مدعوة لتعزيز مساهماتها المالية والفنية، والمشاركة في المبادرات المشتركة. المنظمة توفر المنصة لتنسيق هذه الجهود وضمان توجيهها بشكل فعّال نحو الأولويات الإنسانية. وهناك قرارات وزارية تدعو الدول الاعضاء الي تقديم جانب من برامجها ومشاريعها الإنسانية عبر المنظمة لتأكيد مبادي التضامن الإسلامي والعمل الإسلامي المشترك .
ما الرسالة التي تود منظمة التعاون الإسلامي إيصالها إلى الشعوب في اليوم العالمي للعمل الإنساني؟
رسالتنا هي أن العمل الإنساني قيمة مشتركة بين جميع الشعوب والأديان. التضامن والرحمة هما السبيل لمواجهة الأزمات وبناء مستقبل أكثر إنصافًا ورحمة للإنسانية.
كيف يمكن للمجتمع المدني والمتطوعين أن يكون لهم دور فعّال؟
المجتمع المدني والمتطوعون هم شركاء أساسيون. ندعوهم لتعزيز جهود التوعية، ودعم العمليات الإنسانية على الأرض، ونقل صوت المجتمعات المتضررة إلى صناع القرار.
س. ما الدروس المستفادة من الأزمات الإنسانية الأخيرة التي ستؤثر على سياسات المنظمة مستقبلًا؟
أبرز الدروس هي ضرورة الاستثمار في الوقاية والاستعداد المبكر، وأهمية الشراكات المرنة، وأيضًا التركيز على الحلول المستدامة التي تعزز صمود المجتمعات بدلاً من الاقتصار على الاستجابة الطارئة
س. ماهي أهم الازمات الإنسانية الحالية التي تواجهها اليوم الإدارة الإنسانية في المنظمة؟
من أهم القضايا اليوم والدوم هي القضية الفلسطينية وخصوصاً ما تتعرض له غزة من انتهاكات وجرائم تدمي لها القلب ، وايضاً أفغانستان وسوريا والسودان واللاجئين والنازحين داخليا المتواجدين في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد والعديد من الدول التي تشهد صراعات وحروب وفياضانات وهناك تحديات كبيرة امامنا لإيصال المساعدات في تلك الدول .
س. فيما يتعلق بحجم الاحتياجات الإنسانية في عام 2025؟
بحسب الاحصائيات الأخيرة للأمم المتحدة في 2025 وصل عدد الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة إلى 307 مليون شخص في 73 دولة ، وهم بحاجة مالية تصل إلى 47 مليار دولار لتغطية احتياجاتهم
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: قبول الجامعات قبول الجامعات قبول الجامعات منظمة التعاون الإسلامی التضامن الإسلامی مرکز الملک سلمان العمل الإنسانی للعمل الإنسانی الأمم المتحدة الدول الاعضاء الدول الأعضاء الإنسانیة فی فی المنظمة من الدول فی مناطق فی الدول
إقرأ أيضاً:
ليبيا تشارك باجتماعات «منظمة العمل الدولية» في جنيف
شاركت دولة ليبيا في اجتماع المجموعة الإفريقية لمجلس إدارة منظمة العمل الدولية على هامش الدورة (355) للمجلس في جنيف.
وبصفتها عضوًا أصيلاً، ناقش وفد ليبيا مع الدول الإفريقية الأعضاء بنود جدول الأعمال، إضافة إلى دراسة الوثائق المقدمة من الدول لوضع سياسات ومعايير العمل الدولية.
وبحسب وزارة العمل والتأهيل بحكومة الوحدة الوطنية، شارك الوفد في الاجتماع التنسيقي للمجموعة العربية الأعضاء بالمجلس، لتوحيد المواقف والخطابات بما يعزز الدعوة لتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة تحديات سوق العمل في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في دولة فلسطين المحتلة.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على إعداد بيانات موحدة تعكس المواقف المشتركة للدول العربية والإفريقية، لتعزيز دورها داخل مجلس إدارة منظمة العمل الدولية والدفع نحو سياسات أكثر عدلاً وإنصافًا في ميدان العمل.