عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إحصائيات توثق جزءا من حجم الدمار الممنهج الذي تسببت به دولة الاحتلال خلال حربها على القطاع منذ عامين، حيث طالت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل خطباء وأئمة مساجد ودعاة دين مسلمين ودور عبادة إسلامية ومسيحية، في استهداف متعمد "للمرجعية الأخلاقية" للمجتمع الفلسطيني.
واتبعت إسرائيل عدة طرق وصفها مسؤولون فلسطينيون بـ"الوحشية" من أجل بث الفوضى وتفريغ المجتمع من محتواه "الديني والروحي" وتدميره، بدءا باستهداف عناصر الأمن المدني، مرورا بتسليح عصابات لسرقة المساعدات الإنسانية، وصولا إلى استهداف رجال الدين ودور العبادة.
وفق مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، فأن 233 خطيبا وواعظا وإماما وداعية من المسلمين استشهدوا فضلا عن 20 مسيحيا في هجمات لجيش الاحتلال استهدفت أنحاء مختلفة من القطاع منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما استهدف ما يزيد عن 835 مسجدا بشكل كامل، وأكثر من 180 مسجدا بشكل جزئي، و 3 كنائس رئيسية لأكثر من مرة.
قصف مسجد الأيبكي في غزة.. آخر ما تبقى من مساجدنا..
أيها المسلمون…
بيوت ربكم تُهدم وأنتم تواصلون صمتكم الفاخر!
وغزة تُناديكم.. لا بمال ولا بسلاح،
بل بموقفٍ يُشبه إيمانكم إن تبقّى منه شيء.
اللهم إنهم يرون، ولا يتحرّكون… pic.twitter.com/cPze3QQKzF — Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) September 16, 2025
"خلق فراغ روحي"
الثوابتة قال، إن علماء الدين المستهدفين يمثلون "ركائز أساسية في ترسيخ القيم الوطنية والدينية، وتثبيت روح الصمود في وجه العدوان وحرب الإبادة، وتعزيز التماسك الاجتماعي"، وأوضح أن عمليات القتل المُمنهجة التي تستهدف علماء الدين "تسعى إلى إضعاف الروح المعنوية للمجتمع الفلسطيني، وإسكات الخطاب الديني والوطني الذي يفضح جرائم الاحتلال".
إلى جانب ذلك، فإن إسرائيل تسعى إلى "إفراغ الساحة الفلسطينية من رموزها المؤثرة والقادرة على تعبئة الشعب وصون الهوية الدينية والوطنية، فضلا عن خلق فراغ روحي وثقافي يُمهد لفرض روايته ومخططاته الاستعمارية"، وفق قوله.
استهداف علماء الدين
ومن أبرز علماء الدين في فلسطين الذين استهدفتهم إسرائيل، الداعية يوسف سلامة، حيث عمل مدرسا وإماما في بداية رحلته الدينية، وتولى تدريجيا مناصب إدارية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، وصولا إلى منصب الوزير في عامي 2005-2006.
وكان من ضمن خطباء المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، على مدى 10 سنوات امتدت بين عامي 1997 و2007، وفي تلك الفترة عمل نائبا للهيئة الإسلامية العليا في القدس، وقد استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم المغازي وسط قطاع غزة في 31 كانون الأول/ديسمبر 2023.
الداعية وائل الزرد، وعُرف بإمامته في "المسجد العمري الكبير" بمدينة غزة و"مسجد المحطة" في حي الدرج (شرق)، واٌشتهر بخطبه "الجهادية"، عمل الزرد أستاذا جامعيا في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وقبلها في جامعتي القدس المفتوحة والإسلامية بغزة، وعام 2001، حصل على شهادة الماجستير في علم الحديث ومن ثم شهادة الدكتوراه من "جامعة عين شمس" المصرية، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل الزرد بمدينة غزة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتوفي متأثرا بإصابته بعد القصف بيومين.
الداعية وليد عويضة، عضو فرع فلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومدير عام التحفيظ في وزارة الأوقاف بغزة، حصل على الدكتوراه في الحديث الشريف وعلومه، وترك "بصمة في نشر العلم الشرعي وتوجيه الأجيال نحو القيم الإسلامية"، وفق بيان سابق للاتحاد، استشهد بقصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
الداعية نائل مصران، نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ومن ثم درس الشريعة الإسلامية، وحصل لاحقا على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه، وعرف بخطبه وكلماته المؤثرة التي حثت الفلسطينيين على الصبر والثبات طيلة 600 يوم من الإبادة حتى استشهاده رفقة عائلته في غارة استهدفت خيمته في مدينة خان يونس في 30 أيار/مايو الماضي.
"استهداف المسيحيين"
ولم تستثنِ إسرائيل دور العبادة المسيحية أو رجال الدين الفلسطينيين، إذ طالت غاراتها كنائس رئيسية في مدينة غزة كانت قد تحولت إلى ملاجئ للنازحين، وأسفر القصف عن قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة.
ونزح عدد من المواطنين المسيحيين إلى الكنائس والمباني التابعة لها، بعد أن دُمرت منازل عدد منهم جراء القصف، وبحثا عن ملجأ أكثر أمنا، وبحسب الثوابتة، فإن إسرائيل استهدفت خلال الإبادة 3 كنائس رئيسية أكثر من مرة، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيها التاريخية ومرافقها الخدمية.
قامت إسرائيل بقصف منزلٍ مجاورٍ لكنيسة القديس بورفيريوس والمستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال والنساء المسلمين، وإصابة عدد من الأطفال والنساء المسيحيين.
وكانت الكنيسة قد استُهدفت في بداية الحرب، واستشهد داخلها عدد من المسلمين والمسيحيين.
إنها إبادة شاملة لجميع… pic.twitter.com/Jtl9E0wPo1 — Tamer | تامر (@tamerqdh) August 31, 2024
والكنائس التي استهدفتها إسرائيل في قطاع غزة هي: "كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدّسة (اللاتين/الكاثوليك)، وكنيسة المعمدانيين الإنجيلية في غزة"، وأفاد الثوابتة بأن الاعتداءات المباشرة وغير المباشرة على تلك الكنائس والتجمعات سكنية المحيطة بها فضلا عن مدارس ومؤسسات مسيحية ومنازل، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بينهم نساء وأطفال ومسنون.
وحول الاستهداف الإسرائيلي للمسيحيين، قال الثوابتة إن ذلك يأتي "ضمن سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على التنوع الديني والوجود التاريخي الأصيل في القطاع"، وأضاف أن "نسبة الشهداء المسيحيين تجاوزت 3 بالمئة من إجمالي عدد المسيحيين في غزة، حيث يشمل قساوسة وعاملين في الخدمة الدينية".
وعد هذا الاستهداف "انتهاكا صارخا للحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني لرجال الدين ودور العبادة، ويرتقي إلى جريمة حرب وجرائم اضطهاد ديني كما وردت في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أأكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية حرب الابادة جوامع غزة علماء غزة كنائس غزة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علماء الدین مدینة غزة عدد من فی غزة
إقرأ أيضاً:
"صفا".. عامان من التغطية اليومية لحرب الإبادة في غزة
غزة - صفا
منذ 731 يومًا، تواصل وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) تغطيتها الميدانية اليومية لفصول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، رغم التحدّيات الجسيمة غير المسبوقة للعمل الصحفي.
وفي السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، بالتزامن مع عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهاجمت فيها المقاومة مواقع لجيش الاحتلال ومستوطناتٍ في غلاف غزة؛ أطلقت وكالة "صفا" تغطية خاصة للحدث الذي أحدث "زلزالًا" في المنطقة والإقليم.
ومع بدء حرب الإبادة الإسرائيلية واجه الصحفيون في غزة تحدّيات غير معهودة، رغم عملهم منذ سنوات طويلة في بيئة من التصعيد العسكري، لكن كانت هذه المرة مختلفة تمامًا بسبب حجم الاستهداف الإسرائيلي المباشر للصحفيين بالقتل وتدمير المقار والمعدات، عدا عن قطع تام للتيار الكهربائي وجزئي للاتصالات والإنترنت.
ورغم ذلك، أفردت "صفا" كامل المساحة عبر موقعها الإلكتروني ومنصاتها الرقمية لتغطية الحرب الوحشية التي أطلقها جيش الاحتلال مُستهدفًا البشر والحجر والشجر في الشريط الساحلي المحاصر منذ 19 عامًا.
واستندت الوكالة في تغطيتها على طاقم من المراسلين والمصورين الميدانيين المهنيين، وكانت من أبرز مصادر الخبر في القطاع، ومصدرًا أساسيًا لوسائل إعلام محلية ودولية.
ونشرت "صفا" خلال 731 يومًا من حرب الإبادة الإسرائيلية نحو 95 ألف تغطية خبرية ميدانية للأحداث اعتمادًا على مراسليها في محافظات القطاع الخمس، عدا عن آلاف الصور ومقاطع الفيديو والإنتاجات الرقمية.
وخصصت الوكالة خبرًا يوميًا مُحدّثًا على مدار الدقيقة؛ لمتابعة الأحداث الميدانية في القطاع، بما يشمل العدوان الإسرائيلي وتصدّي المقاومة لقوات الاحتلال.
وتُسهم تغطية الوكالة اليومية لتفاصيل العدوان في توثيق جرائم الاحتلال في وقتها، ورفد الإعلام المحلي والدولي بمصدر إخباري مهني وموثوق، ومساعدة المنظمات الحقوقية في تتبع المجازر والانتهاكات الإسرائيلية.
وضمن جهود نشر الرواية الفلسطينية عالميًا، أطلقت وكالة "صفا" خلال حرب الإبادة المستمرة نسختين من موقعها الإلكتروني ومنصاتها باللغتين الإنجليزية والفرنسية، في وقت تتزايد فيه الحاجة لإطلاع الناطقين بهاتين اللغتين على جرائم الاحتلال غير المسبوقة.
وكغيرها من وسائل الإعلام الفلسطينية، عملت وكالة "صفا" في ظروف معقّدة للغاية وخطرة، وتعرّضت لاستهداف إسرائيلي مباشر؛ تسبب في فقدانها محررين صحفيين اثنين، ومقرها الرئيس.
واستشهد الزميلان أكرم والشافعي ومحمد التلمس جراء القصف الإسرائيلي خلال حرب الإبادة المستمرة، فيما تعرّض مقر الوكالة في برج شوا وحصري بحي الرمال غربي المدينة للتدمير.
ورغم الظروف المعقّدة والاستهداف المتكرر؛ تعد وكالة "صفا" جمهورها بالاستمرار في التغطية الميدانية المهنية، وفضح جرائم الاحتلال، وإبراز مقاومة شعبنا وصموده في وجه حرب الإبادة الإسرائيلية.
للاطّلاع على تغطية وكالة "صفا" اليومية لحرب الإبادة اضغط هنا