أسطول الصمود يؤكد على خطوته العملية لكسر الحصار عن غزة
تاريخ النشر: 6th, September 2025 GMT
أكد مشاركون في "أسطول الصمود العالمي" أن تحركهم ليس مجرد رحلة رمزية، بل خطوة عملية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي غير الإنساني المفروض على قطاع غزة، وإيصال رسالة سياسية قوية إلى المجتمع الدولي.
وأفاد النائب الجزائري يوسف عجيسة، نائب رئيس المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة، في تصريح للأناضول، أن الهدف من انطلاق عشرات السفن هو "فتح ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف سياسة الحرب عبر التجويع التي تنتهجها إسرائيل".
ووصف عجيسة سياسات الاحتلال الإسرائيلي بأنها "إبادة جماعية" مستمرة منذ 2006، مؤكدا أن الشعوب العربية والمسلمين وأحرار العالم اجتمعوا لقول "كفى" لإسرائيل.
من جانبه، قال النائب التركي عن حزب السعادة عن ولاية هطاي "نجم الدين جاليشكان" إن المشاركة تهدف لإيصال رسالة سلام وإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ عامين، مؤكدا أن المساعدات التي ينقلونها قد تكفي ساعة واحدة فقط من احتياجات غزة، لكن الرسالة الأساسية هي مواجهة الحصار الظالم.
وأوضح جاليشكان: "اليوم، نتوجه إلى غزة مع كل الأشخاص من ذوي الضمائر الحية، هدفنا هو وقف الموت جوعًا وحشد الدول والحكومات، قد لا تكفي المساعدات الإنسانية التي نحملها لاحتياجات غزة إلا لساعة واحدة، لكن هدفنا الحقيقي هو رفع صوتنا عاليًا ضد هذا الحصار اللاإنساني".
أما زميله في الحزب، النائب عن ولاية بورصا "محمد أتماجا"، فقال إن "ضمائرنا لم تصمت، هذه المبادرة المدنية قد لا تغيّر سياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر لكنها ستجبر المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته".
وأشار إلى أنه رغم تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالاعتقال أو حتى القتل، فإن إصرار المشاركين على الصعود إلى السفن المتجهة إلى غزة يزداد.
بدورها، وصفت النائبة التركية عن حزب المستقبل "سما سلكين أون" المشاركة بأنها الأوسع في التاريخ، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل قلوب الملايين في تركيا وخارجها، وأن أكثر ما تخشاه دولة الاحتلال هو تحرك الضمير الإنساني الجماعي.
من جهتها شددت "نيكول ويسلي" من الوفد النمساوي على أن أسطول الصمود العالمي تم تشكيله لكسر الحصار الإسرائيلي وإنشاء ممر إنساني وتوصيل المساعدات إلى غزة، مضيفة أنهم يريدون كشف تواطؤ وسائل الإعلام في هذه القضية، وخاصة وسائل الإعلام الغربية، وصمت الدول تجاه الإبادة الجماعية والقمع في فلسطين.
ووصفت الناشطة الأمريكية "آن رايت" الأسطول بأنه امتداد لمحاولات كسر الحصار على غزة منذ 2008، مؤكدة أن "أكثر من 40 أو 50 سفينة" تشارك هذه المرة.
وبدوره أوضح الطبيب الباكستاني "أسامة رياض" أنه يمثل أكثر من 8 آلاف طالب طب في بلاده، وأن لهم ثلاثة أهداف وهي "وقف الإبادة، وكسر الحصار، وفتح ممر إنساني". واعتبر أن استمرار موت الناس جوعاً في القرن الحادي والعشرين "عار على العالم".
وانطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوى شمال غرب إيطاليا. ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بالأسطول المغاربي الذي سينطلق من تونس الأحد المقبل، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.
ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
ويحاصر الاحتلال الإسرائيلي غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة المتواصلة منذ نحو عامين مساكنهم.
وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 64 ألفا و300 شهيد، و162 ألفا و5 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا بينهم 134 طفلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الإسرائيلي غزة فلسطين القدس إسرائيل فلسطين غزة نتنياهو المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی أسطول الصمود إلى غزة
إقرأ أيضاً:
ولدوا تحت الحصار.. كيف يرسم شباب إيران مستقبلهم في اقتصاد مغلق؟
منذ أكثر من 4 عقود، ترافق العقوبات الاقتصادية الإيرانيين في حياتهم اليومية، لكن وطأتها تبدو أكثر وضوحا على جيل وُلد ونشأ داخل هذا الطوق.
فالشباب الذين فتحوا أعينهم على اقتصاد مغلق يجدون أنفسهم بين واقع يحد الطموح، ورغبة في اختراق سقف الفرص الضيقة نحو مستقبل مختلف.
وفي تقرير مراسل الجزيرة عمر هواش، تتجلى حكايات هذا الجيل الذي لا يعرف إيران أخرى خارج زمن العقوبات؛ شباب يبحث بعضهم عن الهجرة، في حين يختار آخرون البقاء وتطويع الظروف لصالح مشاريع صغيرة أو مسارات مهنية غير مألوفة.
داخل ورشتها الصغيرة، تقلّب الشابة مريم مظاهري الطين بين يديها محاولةً أن تصنع منه حياة، فخريجة إدارة الأعمال البالغة من العمر 26 عاما كانت تطمح لإدارة مشروع أكبر.
لكن العقوبات الأميركية والأوروبية والدولية دفعتها إلى طرق أبواب المهن اليدوية، وبين العمل والتخطيط للهجرة تتأرجح خياراتها.
تقول مريم إن دخولها عالم الفخار لم يكن سهلا، لكنها أتقنت الحرفة بعد أشهر طويلة، مشيرة إلى أن انفتاح بلادها على الخارج كان ليغير مسارها بالكامل، ورغم محدودية فرص الهجرة، فلا تزال تبحث عن قبول في إحدى دول الخليج، أملا في بداية مختلفة.
التكيف مع الواقعفي المقابل، يختار شباب آخرون التكيف مع الواقع بدل مغادرته، ومنهم رسول رضائي، خريج الفلسفة والمنطق، الذي وجد نفسه بعيدا عن تخصصه، ليغوص في عالم العملات الرقمية.
فغياب الشركات الأجنبية عن السوق الإيرانية دفعه إلى التواصل مع العالم عبر أسواق افتراضية لا تشملها الحدود المباشرة للعقوبات.
ويرى رسول أن هذا المجال، رغم مخاطره وخسائره، منح الشباب منفذا اقتصاديا جديدا في ظل تراجع فرص العمل التقليدية، مما يدفعهم إلى الدخول في السوق الموازية أو الأنشطة غير النمطية بحثا عن مصدر دخل ثابت.
وحسب خبراء، لم تغير العقوبات فقط خيارات العمل، بل أعادت تشكيل طموحات جيل كامل، حيث يؤكد الخبير الاجتماعي تقي آزاد أرمكي أن الحكومة حاولت التقليل من تأثير الحصار، غير أن الواقع كشف عن صدمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة.
إعلانومع ذلك، وجد المجتمع طرقه الخاصة للتعامل مع الضغوط، كل وفق قدرته وابتكاره، حسب الخبير أرمكي.
هذا الجيل ليس أبناء ثورة 1979 ولا صناع قرارها، لكنه الأكثر تأثرا بتداعياتها وامتداداتها، فهم شباب يحملون إرث العقوبات في تفاصيل حياتهم، وتوكل إليهم مهمة صياغة مستقبل اقتصاد يحده الإغلاق ويشكله الصمود.
وبين اليأس والتكيف، ينحت هؤلاء الشباب لأنفسهم مسارات جديدة، مدفوعين بحلم جماعي يتكرر في أحاديثهم، أن يستيقظوا يوما ليجدوا وطنهم خارج دائرة الحصار، وداخل عالم أوسع يمنح طموحاتهم مساحة أكبر لتنمو.