في ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة التونسية، وعلى مقربة من موقع شهد اغتيال القيادي الفلسطيني خليل الوزير "أبو جهاد" رست سفن أسطول الصمود العالمي قبل أن تنطلق الأربعاء باتجاه غزة.

ووصلت نحو 20 سفينة على دفعات من إسبانيا ضمن الأسطول، الذي يضم مشاركين من 44 دولة، تمهيدا للإبحار نحو القطاع المحاصر بهدف إيصال المساعدات الإنسانية وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.

وتجمع مئات النشطاء والصحفيين والمواطنين من مختلف الجنسيات، من بينهم الشابة الفلسطينية جينا (18 عامًا) من جباليا شمال غزة، والتي أصيبت قبل أكثر من عام برصاص الاحتلال ونُقلت للعلاج في تونس حيث استقرت وحصلت على شهادة البكالوريا، وتستعد الآن لمتابعة دراستها الجامعية.

كانت "جينا" من أوائل الوافدين إلى الميناء وقد توشحت بالكوفية الفلسطينية، متنقلة بين الوفود ترصد أخبار الأسطول، مؤكدة سعادتها بالدعم الدولي لفلسطين مع مطالبتها بمزيد من المساندة.

                                    جينا من أوائل الوافدين إلى الميناء وقد توشحت بالكوفية الفلسطينية (الجزيرة)

وتزيّنت الحشود في سيدي بوسعيد بالأعلام الفلسطينية، وارتفعت الهتافات والأهازيج فور وصول أولى السفن، مرددة شعارات تطالب بحرية فلسطين.

وحملت أولى السفن الوافدة 12 ناشطا بارزا، بينهم الألمانية ياسمين آجار، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ.

وقد دعت تونبرغ، فور وصولها إلى تونس، إلى وقف "الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، منددة بصمت الحكومات الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

                          تونسيون خرجوا للترحيب بأسطول الصمود العالمي في سيدي بوسعيد قرب تونس العاصمة (الجزيرة)"الشعوب لم تقل كلمتها"

من جانبه، رفع الناشط البرازيلي أفيلا، الذي اعتقل سابقًا لدى قوات الاحتلال، شعارات ضد إسرائيل، واعتبر أن هذا التحرك يمثل "أكبر مهمة إنسانية على الإطلاق"، موجها شكره لتونس على دعمها للقضية الفلسطينية.

إعلان

أما النائبة الأوروبية ريما حسن فأكدت أن القافلة "ستنجح في كسر الحصار"، مشيرة إلى أن الشعوب "لم تقل كلمتها الأخيرة".

الناشطة الألمانية ياسمين آجار، التي توشحت بالكوفية الفلسطينية، قالت وسط استقبال حافل من الشباب المشاركين: "لن نتوقف ولن نستسلم، ما نقوم به يدخل في خانة الشجاعة".

وشهد أسطول الصمود المغاربي استعدادات مكثفة، شملت تدريبات للمشاركين وحملات تبرع استمرت أياما قبل أن يتقرر وقف جمع التبرعات.

                 الممثل التونسي محمد مراد: مشاركة الفنانين تعزز تفاعل الشباب مع القضية (الجزيرة)

وشارك في الفعاليات صحفيون وحقوقيون وفنانون، من بينهم الممثل التونسي محمد مراد، الذي أكد في حديثه للجزيرة نت أن مشاركة الفنانين تعزز تفاعل الشباب مع القضية.

ويعد مراد الممثل الوحيد من الساحة الفنية التونسية الذي يسجل مشاركته في أسطول الصمود المغاربي.

                                                 أولى السفن الواصلة إلى تونس حملت 12 ناشطا بارزا (رويترز)60 سفينة نحو غزة

من جهته، قال عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي، وائل نوار، إن الإبحار نحو غزة سيكون الأربعاء بعد استكمال التجهيزات، بمشاركة نحو 60 سفينة وأكثر من ألف ناشط من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أن الرحلة ستستغرق 8 أيام دون توقف، وتشهد التقاء الأسطولين الإسباني والإيطالي في عرض البحر قبل التوجه مباشرة إلى غزة.

وأشار نوار إلى أن تأخير انطلاق الأسطول نحو غزة كان بسبب إشكالات تقنية وصيانة عدد من السفن الإسبانية.

وانطلق الأسطول من إسبانيا نهاية أغسطس/آب بنحو 20 سفينة، ويُعد أكبر تحرك دولي من نوعه لكسر الحصار عن غزة، بمشاركة جنسيات متعددة ومنظمات دولية أبرزها "ائتلاف أسطول الحرية" و"الحراك العالمي إلى غزة" و"أسطول الصمود المغاربي" و"صمود نوسانتارا" من شرق آسيا.

ويُعتبر هذا الأسطول الأوسع تأثيرا من حيث عدد السفن والمشاركين، وسط ترقب عالمي لما قد يواجهه من صعوبات واعتراضات إسرائيلية.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إطباق حصاره الكامل على قطاع غزة مع منع دخول المساعدات الإنسانية، في حرب إبادة خلّفت 64 ألفا و522 شهيدا و163 ألفا و96 جريحا وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات أسطول الصمود المغاربی نحو غزة

إقرأ أيضاً:

بريطانيا واليونان تتفقان على تعزيز الأمن في اليمن

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

أكدت المملكة المتحدة واليونان على أهمية ضمان الأمن البحري وحرية الملاحة في المياه القريبة من اليمن، وجعل هذا الهدف من أولويات التعاون الثنائي في المجال الأمني.

وأشار الموقع الرسمي للحكومة البريطانية إلى أن الإطار الاستراتيجي البريطاني–اليوناني للعام الجاري شدد على ضرورة تعزيز الأمن البحري وحماية حركة السفن في البحر الأحمر.

وقال البيان البريطاني إن التعاون بين لندن وأثينا يشمل دعم اليمن لتعزيز قدراته في حماية مياهه الإقليمية، بما في ذلك تقديم المساعدات التقنية للحكومة اليمنية.

ويأتي هذا الاتفاق في ظل تصاعد التوترات البحرية الناتجة عن الهجمات المتكررة التي تنفذها جماعة الحوثي، والتي تدينها كل من بريطانيا واليونان، مع العمل على ضمان عودة أمان الملاحة.

وتأتي هذه الترتيبات بالتزامن مع الجهود الدولية لتأمين خطوط التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن، بعد الهجمات على السفن التجارية وناقلات النفط، والتي دفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إطلاق عمليات بحرية لحماية الممرات البحرية الحيوية.

كما تأتي التحركات الدولية وسط قلق متزايد من استغلال الحوثيين لثغرات الرقابة وضعف قدرات خفر السواحل اليمنية في مكافحة التهريب، ما دفع شركاء اليمن إلى التركيز على تطوير قدرات البحرية وخفر السواحل ضمن استراتيجية أوسع لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتشير تقارير أوروبية إلى أن قوات خفر السواحل اليمنية تواجه تحديات كبيرة في التصدي للتهريب الذي تستخدمه الجماعة كأداة استراتيجية لتوسيع نفوذها في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال تقرير المعهد الإيطالي للدراسات السياسية إن قوات خفر السواحل اليمنية بحاجة إلى تعزيز قدراتها الاستخباراتية والتشغيلية لضمان فعالية جهود مكافحة التهريب.

وفي السياق نفسه، رجحت تحليلات دولية أن حركة الملاحة في البحر الأحمر لن تشهد تغييرات كبيرة إلا في حال وقوع أحداث عالمية غير متوقعة تضمن مرور السفن بأمان.

وتوقعت نشرة لويدز البريطانية أن العودة الكاملة لحركة السفن في البحر الأحمر قد لا تتحقق قبل النصف الثاني من عام 2026، رغم تحسن نسبي في مرور السفن عبر مضيق باب المندب.

وأكد التحليل أن شركات الشحن تفضل المرور عبر البحر الأحمر، نظراً لمخاطر طريق رأس الرجاء الصالح، وأعلنت شركتا مايرسك وزيم عن رغبتهما بالإبحار عبر قناة السويس بدلاً من الطرق البديلة.

وأشار التحليل إلى أن التحدي الأكبر لا يقتصر على تأمين البحر الأحمر فقط، بل يشمل أيضاً الحاجة إلى مرور نحو مليوني حاوية سنوياً حتى عام 2027، وسط تأثيرات النزاع التجاري بين واشنطن وبكين على المكاسب الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا واليونان تتفقان على تعزيز الأمن في اليمن
  • ضمن خطة التطوير.. أسطول «إيركايرو» يقترب من 45 طائرة بحلول 2026 | صور
  • استعراض الأسطول 2025
  • الأساطيل البحرية.. استراتيجية عُمانية
  • القرار الدولي ضد اليمن… محاولة فاشلة لكسر إرادة الصمود
  • القبيلة اليمنية .. ركيزة الصمود الشعبي ودرع الوطن في مواجهة الأعداء
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم القائدُ الأعلى يشملُ برعايته السّامية استعراضَ الأسطول 2025م
  • الرئاسة الفلسطينية تُدين اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية.. و«الأغذية العالمي»: الوضع الإنساني في غزة يزداد هشاشة
  • القبيلة اليمنية…صوت الشعب ودرع المواجهة
  • لقاء في مبين بحجة لمناقشة جوانب تعزيز عوامل الصمود