من نصر العبور إلى حاضر الردع.. مصر لا تعرف الانكسار!
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
فى حياة الشعوب لحظات تصنع الفارق، لحظات تختزل التاريخ كله فى مشهد واحد وتفتح أبواب المستقبل على مصراعيه، ولعل انتصار أكتوبر 1973 كان هو المشهد الأبرز فى تاريخنا الحديث.. يومها عبر الجندى المصرى قناة السويس متحديًا المستحيل، وحطّم خط بارليف الذى قيل عنه إنه لا يُقهر، وأسقط أسطورة «الجيش الذى لا يهزم».
وأوكد أنه بعد أكثر من نصف قرن، ما زالت روح أكتوبر حاضرة، وما زال الدرس قائمًا: القدرة على الردع ليست لحظة عابرة ولا نصرًا جاء بالصدفة، بل هى عقيدة راسخة وإرادة متجددة ومنهج حياة.. فحين تتوحد الكلمة، وحين يصبح الوطن فوق كل اعتبار، فإن كل تحدٍ يصبح قابلًا للكسر، وكل قوة للعدو تتحول إلى وهم.. نحن لا نتحدث عن ماضٍ جميل فحسب، بل عن حاضر يصنع نفسه، ومستقبل يبنى على أسس صلبة بقيادة سياسية واعية، وجيش يعرف مسئوليته التاريخية. وشعب يملك من الوعى ما يجعله الحائط الأول فى مواجهة أى تهديد.
قوة الردع لم تعد تعنى السلاح وحده، رغم أن مصر تملك جيشًا يحسب له ألف حساب، لكن الردع الحقيقى يبدأ من الإرادة السياسية، ومن القرار السيادى المستقل، ومن مؤسسات دولة قادرة على إدارة الأزمات وتحقيق التنمية وسط أعتى العواصف.. الردع هو وعى الشعب الذى يدرك قيمة الأرض وكرامة العرض، هو الجبهة الداخلية التى لا تخترق مهما حاول العدو، وهو البناء الاقتصادى والسياسى والاجتماعى الذى يجعل الوطن عصيًا على الانكسار.
اليوم نرى الجيش المصرى فى كل موقع، على الحدود يذود عن الأرض، وفى الداخل يشارك فى معركة التنمية والبناء.. لم يعد السلاح وحده عنوان القوة، بل التلاحم بين الشعب وجيشه، بين القيادة وأبنائها، هو ما يصنع النصر الحقيقى.. وإذا كان العدو المحتل يراوغ ويحاول استغلال الظروف الدولية والإقليمية، فعليه أن يدرك أن الشعوب لا تنسى، وأن من عبر القناة فى 73 قادر على عبور أى عقبة جديدة، سياسيًا كانت أو عسكريًا.
نحن لا نسعى للحرب، لكننا لا نخافها.. لا نطلب الصدام، لكننا لا نقبل الذل.. لأننا أبناء حضارة عريقة علّمت البشرية معنى الكرامة والحرية، وأبناء أكتوبر الذين حملوا على أكتافهم راية العزة لا يمكن أن يفرطوا فى حق أو يقبلوا بباطل.. إن التحديات تتغير، تتبدل صورها وأدواتها، لكن الثوابت تبقى: الأرض والعرض والكرامة.. خطوط حمراء لا يقترب منها أحد.
تحية صادقة إلى رجال أكتوبر الأبطال، الذين صنعوا النصر الخالد، وتحية إلى رجال الجيش المصرى اليوم الذين يواصلون المسيرة ويحملون الراية فى مواجهة كل تهديد.. وتحية أعظم إلى الشعب المصرى، الذى أثبت أنه شعب يستحق النصر، قادر على الردع، مؤمن بأن الحق لا يُنتزع إلا بالقوة، وأن الوطن لا يباع ولا يشترى.
هذه هى مصر، التى كتبت تاريخها بدماء أبنائها، وستظل قادرة على حماية حاضرها وصناعة مستقبلها، بروح لا تنكسر، وإرادة لا تقهر.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
سفير عمان يهنئ الشعب المصرى بذكرى نصر أكتوبر المجيد
حرص سفير عمان عبدلله بن ناصر الرحبي علي تهنئة الشعب المصري بمناسبة الذكرى المجيدة لنصر السادس من أكتوبر.
وقال سفير عمان :يسرّني أن أتقدم إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، قيادةً وشعبًا،غص بأصدق التهاني وأطيب التبريكات، مستحضرين بكل فخر واعتزاز تضحيات الأبطال الذين سطّروا أعظم ملاحم البطولة والفداء دفاعًا عن الكرامة والسيادة الوطنية.
إن هذه المناسبة التاريخية الخالدة تظل مصدر إلهام للأجيال، ودليلًا حيًا على ما يمكن تحقيقه بالإرادة الصلبة، ووحدة الصف، والإيمان بعدالة القضية.
وكل التقدير والاعتزاز للقوات المسلحة المصرية الباسلة، التي تُعدّ الركيزة الصلبة لأمن مصر واستقرارها، ولأمن المنطقة بأسرها.
نسأل الله أن يديم على مصر الشقيقة نعمة الأمن والتقدم، وأن يحقق لها المزيد من العزة والازدهار.
السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية