حكم النقوط الذي يقدم في المناسبات الاجتماعية
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
النقوط.. يعد النقوط عادة مستحبةٌ، مبناها على تحقيق مبدأ التكافل بين الناس عند نزول المُلِمَّاتِ أو حدوث المَسَرَّات، بأن يبذل إنسانٌ لآخَر مالًا -نقدًا أو عَيْنًا- عند الزواج أو الولادة أو غيرهما مِن المناسبات، وذلك على سبيل المسانَدَة وتخفيف العبء أو المجامَلة، ويُرجَع عند النزاع بين أطرافه في كونه دَيْنًا واجب الأداء مَتَى طُولِب به، أو هبةَ ثوابٍ يُرَدُّ مِثلُها في مناسبةٍ نحوِها للواهب، أو هبةً محضةً يُستحب مقابلتُها بمِثلها أو أحْسَنَ منها مِن غير وجوب ولا إلزام، أي حسب أعراف الناس وعاداتهم .
النقوط في الشرع الشريف:
وجاءت الشريعة الإسلامية بتوطيد الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد، بل بين الإنسانية كَكُلٍّ، فكان الأمرُ بالزكاةِ، والحثُّ على الصدقةِ، والنَّدبُ إلى التعاون، والترغيبُ في التآزرِ، والحضُّ على التهادي والتواهُبِ بين الناس، إذ إنَّ استقرار المجتمعات ونَهْضَتَها وتَفَوُّقَها لا يتحقق إلا إذا قَوِيَت روابطُ المَحَبة والإيثار بين أفرادها.
وتحقيق مبدأ التكال بين الناس عند نزول المُلمّات أو حدوث المَسَرَّات يُعَدُّ أمرًا مطلوبًا شرعًا؛ لعموم قول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، والآية الكريمة فيها أمرٌ للمؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، والذي يشمل كلَّ وجوه الخير، كما في "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير (2/ 12، ط. دار طيبة).
النقوط
وقد أظهَر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى ورسَّخه بقوله: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» متفق عليه مِن حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ. متفق عليه مِن حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، إلى غير ذلك مِن النصوص الواردة في هذا الباب.
بيان أن النقوط الذي يقدم في المناسبات من جملة التكافل والتعاون بين الناس
ومن جملة التكافل والتعاون بين الناس: ما يُقدِّمه بعض الناس لغيرهم من المال في المناسبات بصفة عامة، كالزواج والولادة ونحوهما، ويُعرَف هذا الفعل بين الناس بـ"النقوط".
وصورته: أن يبذل إنسانٌ مالًا لآخَر -نقدًا أو على هيئة شيءٍ عَيْنِيٍّ يُلائم المناسبة- عند العُرس أو الختان أو الولادة أو نحوها، وذلك على سبيل المجامَلة أو المساعَدة، بحيث إذا صار له نظيرُها انتَظَر رَدَّه عليه بمِثل ما بَذَله أو بنحوه، ويكون ذلك بإعطائه له مباشرةً يدًا بِيَدٍ، أو عن طريق متطوِّعٍ يَجمَعُ له النقوطَ ويَرُدُّه عليه، على حسب اختلاف الأماكن والطبائع والعادات.
أنواع النقوط
فأما التقدير المادي: فما يترتب عليها مِن تخفيف الأعباء المالية التي تُخَلِّفها مِثلُ هذه المناسبات، ومعاونة صاحبها وتلبية ما يحتاجه فيها مِن النفقات والطلبات، ومساندته.
والتقدير المعنوي: فما فيها مِن جبر الخواطر، والمواساة، وتأليف القلوب بين الناس، فإن القلوبَ مجبولةٌ على حُبِّ مَن يُحسن إليها، لا سيما إذا كان صاحب المناسبة في حاجة إلى مَن يكاتفه ويسانده ويقدره في مثل هذه الأوقات.
ومِن أجْل هذه المعاني وغيرها: لم تكن عادة النقوط مقصورةً على عوامِّ الناس دون غيرهم، بل عَمِلَها السلاطين والأمراء في مختلف المناسبات التي كانت تحدث لهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النقوط حكم النقوط بین الناس ه علیه
إقرأ أيضاً:
إذاعة آخر حوار للشيخ أحمد عمر هاشم مع الإعلامي د. عمرو الليثي ببرنامج "واحد من الناس" .. الليلة
في حلقة خاصة واستثنائية وتذاع بمناسبة وفاة فضيلة الشيخ الراحل أحمد عمر هاشم، على قناة الحياة.
هذه الحلقة الاستثنائية هي إعادة لآخر لقاء للراحل فضيلة الشيخ أحمد عمر هاشم مع الإعلامي د. عمرو الليثي، وتم تسجيلها في منزله العام الماضي .
تفاصيل الحلقة:تتناول الحلقة حياة الشيخ أحمد عمر هاشم ونشأته وعلمه وحياته الإنسانية.
تُقدم الحلقة نظرة عن كيفية رؤية الشيخ أحمد عمر هاشم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
تُركز الحلقة على كيفية الاقتداء بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته.
تُجيب الحلقة عن سؤال هل يجوز الدعاء بصيغة رسول الله.
تُشير الحلقة إلى أن رسول الله بشرنا باسم الله الأعظم والذي دعا به سيدنا يونس "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، وهذه الصيغة تشتمل على اسم الله الأعظم
تُعرض هذه الحلقة الاستثنائية اليوم الثلاثاء على شاشة قناة الحياة بمناسبة وفاة الشيخ أحمد عمر هاشم، الذي وافته المنية بعد رحلة زاخرة في نشر العلم والدعوة إلى الله تعالى.