حاكم الشارقة لـ «الموظفين»: تحسسوا الرحمة وأنتم تطبقون القانون
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
أهاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بموظفي حكومة الشارقة، التسهيل على الناس في إنجاز معاملاتهم، ووجههم بتحويل المعاملات المستعصي حلها إلى المدير ليحلها إذا استطاع أو ليرفعها إلى سموه لحلها.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»: «كم شخصاً من الذين يواجهون مشكلات تتاح لهم الفرصة للتحدث في برنامج الخط المباشر؟ لنسمع أصواتهم ونعالج مشكلاتهم؟ وأيضاً كم من الموظفين لا يعملون إلا بقانون العمل فقط مستبعدين الرحمة تماماً عن إجراءات العمل، بإمكان هذا الموظف أن يكتب رسالة إلى حاكم الشارقة بحاجة المتعامل للنظر فيها، وسيجازيه الله خيراً عن هذا العمل، ونذكركم بالحديث الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
وأضاف سموه: نوجه رسالة إلى الموظفين في الشارقة ونقول لهم:«عندما يأتي إليكم متعامل يواجه مشكلة وأنتم ترون أنها ليس لها مخرج؛ عليكم أن تتصلوا بمديركم وتطلبوا منه المساعدة لحل هذه المشكلة، ليفعل ذلك أو تفعل الحكومة ذلك، فنحن لا نريد التشدد في التعامل مع مشكلات الناس وتعقيد الأمور على الرغم من أنه يمكن حلها بكلمة واحدة.. فنحن نهيب بموظفينا أن يضعوا الرحمة أمام أعينهم قبل أن يتلفظوا بكلمة واحدة، وليعلموا أنه كما يوجد قانون توجد أيضاً روح القانون، وأن يرجعوا إلينا الأمور التي يصعب عليهم حلها، ويبرئوا ذمتهم أمام الله ويتركوا الأمر لنا لنلتزم نحن أمام الله بمعالجته.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: نحن نتابع مشكلات الناس في جميع الأماكن والجهات، ونسعى لحلها بمختلف الطرق، فلدينا برنامج «مبرة» لمعالجة مشكلات المواطنين مع الحفاظ على خصوصيتهم، وذلك لأن هناك بعض المشكلات مثل «المشكلات الأسرية» يكون سترها جزءا من الحل، لأن انتشار المعلومات عنها يفتح المجال أم المغرضين للتدخل فيها وتصعيدها.. كما نتابع مشكلات الناس عبر برنامج «الخط المباشر» و«المحاكم» و«جميع الجهات الحكومية»، ونبذل كل ما في وسعنا لحلها سواء بالمال أو بالتوسط أو بالنصيحة، وأتحدث مع الناس بالهاتف وأقابلهم شخصياً وأقدم لهم النصيحة لمعالجة مشكلاتهم، فمنذ يومين كنت أسأل عن القضايا الموجودة في المحاكم، فأخبروني بقضية بين مواطن وأمه وصلت إلى المحكمة فطلبت منهم أن يوقفوا هذه القضية وألا يضعوا الابن وأمه خصمين أمام بعضهما في المحكمة وطلبت منهم أن يأتوني بالابن، وعندما قابلته سألته: لماذا فعلت ذلك؟ وعاتبته وشعر بالندم لدرجة أنه بكى وقال سامحني وسأفعل ما تريدني أن أفعله، فقلت له أريدك أن تفعل ما تريده والدتك، وأريدك كذلك أن تذهب الآن وتقبّل أقدامها وتستسمحها وأنا سأتصل بوالدتك لأتأكد من أنها رضيت عنك ونحن ندعو الله أن يكتب السعادة والخير والتوفيق لكل الناس. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سلطان القاسمي حاکم الشارقة
إقرأ أيضاً:
ما عقوبة من ينتهك حياة الآخرين الخاصة ويشهر بها؟ الإفتاء توضح
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن التشهير بما تمَّ الحصول عليه من خلال تتبع عورات الآخرين وانتهاك حياتهم الخاصة والتلصّص على أحوالهم وتحسس أفعالهم، وبَثُّهُ أو شيء منه، وجعلُ ذلك عرضة للتداول بين الناس أيًّا كانت الوسيلة إلى ذلك: فإنه يُعدُّ هتكًا لستر الآخرين، وهو فعلٌ محرمٌ شرعًا، وموجب للإثم والعقوبة إن لم يلحقه توبة.
واستشهدت بحديث معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ بَغَى مُؤْمِنًا بِشَيْءٍ يُرِيدُ بِهِ شَيْنَهُ؛ حَبَسَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» أخرجه أحمد.
ومعنى الحديث: من دافعَ عن مُؤمنٍ وعَن عِرضِه وردَّ على المنافِقِ كلامَه عن أخيهِ المؤمنِ، كلَّفَ اللهُ مَلَكًا من الملائكةِ يومَ القِيامةِ فيَحمِيه مِن نارِ جهنَّمَ، فلا يَقرَبه منها.
عقوبة من ينتهك حياة الآخرين الخاصة ويشهر بها
أما مَن ذمَّ أو شتَمَ أو ذَكرَ مسلمًا بِشَيءٍ يريدُ أنْ يعِيبَه بهِ ويسوءَه، يُحبَس ويوقَفُ على جِسرِ جهنَّمَ وهوَ الصِّراطُ الممدودُ فوقَ جَهنَّمَ، وهوَ أحَدُّ مِن السَّيفِ وأدقُّ من الشَّعرةِ، فيوقَفُ للقِصاصِ أمامَ اللهِ؛ فإمَّا أنْ يقتصَّ اللهُ مِنه بالحسناتِ والسيِّئاتِ، وإمَّا يَعفو المقذوفُ، والحبسُ في حدِّ ذاتِه مِن الشدائدِ والمصائبِ؛ لأنَّ الإنسانَ لا يَدري ما يُصنَع بهِ، ولا رَدٌّ إلا بالأخذِ مِن حَسناتِ القاذفِ للمَقْذوفِ، أو مِن سيِّئاتِ المقذُوفِ فتُوضَعُ في ميزانِ القاذفِ.
حكم التجسس في الشريعة
قال الشيخ عبد السلام عبد المنصف، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا".
وأضاف "عبد المنصف"، خلال لقائه ببرنامج "رسائل ربانية" على فضائية "النهار"، اليوم السبت، أن الشريعة الاسلامية جاءت بتحريم التجسس والتفتيش في بواطن الأمور وأمرت بالستر، مشددًا على أمن التجسس حرام شرعًا وكبيرة من الكبائر؛ لأن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
وتابع أن السؤال عن الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنتي هو تجسس، لكنه تجسس مباح، موضحًا أن هذه الامور يُباح فيها الغيبة، فلو كان هذا الشخص حرامي ولا يُصلى فينبغي أن يقول المسئول ذلك.
وكان الشيخ خالد الجندي حذر من أن إشاعة الفاحشة تكون بالكذب والافتراء على الناس ونشر الشائعات التي تطعن في أعراضهم، كما تكون بالتباهي بالمعاصي والترويج لها، أو بتزيين المنكرات وتطبيعها بين الناس من خلال إطلاق أسماء مخففة عليها مثل تسمية الخمر "مشروبات روحية" أو العلاقات غير الشرعية "صداقة" لتخفيف وقعها في النفوس، مؤكدا أن مجرد الإعجاب القلبي أو الدفاع عن هذه الأفعال يُعد من إشاعتها أيضًا.
عقوبة الجهر بارتكاب الذنبوأضاف أن الفرق كبير بين ارتكاب الذنب سرًا مع الندم عليه، وبين المجاهرة به أو الفخر به، فالأول يُرجى لصاحبه المغفرة بالتوبة، أما الثاني فهو إعلان حرب على الله ورسوله لأنه إظهار للمعصية بلا حياء وكأن صاحبها يقول إنه غير مبالٍ بأمر الله.
عاقبة محبة شيوع الفاحشةوأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى توعد من يحب شيوع الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، محذرًا من خطورة التهاون القلبي أو التعاطف مع المعاصي، لأن الأمر يبدأ من مشاعر الرضا ثم يتحول إلى قبول اجتماعي ثم تطبيع وسلوك شائع.
ودعا “الجندي”، أن يحفظ الله المجتمع من الفواحش الظاهرة والباطنة، وأن يرزق الجميع التوبة الصادقة والستر، وأن يحمي الأمة من المجاهرة بالمعاصي أو الدفاع عنها أو الترويج لها.