ما بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي أكثر من جسر تواصل
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
على رغم أن صلاحيات رئيس الجمهورية وفقًا لاتفاق الطائف قد تقلّصت إلى ما دون عدد أصابع اليد الواحدة، إلاّ أن ما تبقّى له منها كافٍ لتمكينه من تصويب البوصلة عندما تتعرّض البلاد لخطر الابتعاد عن الأهداف المرسومة لها بالدستور كإطار ثابت ووحيد لتجميع ما تفرّقه السياسة عبر الممارسات الخاطئة، والتي يقع فيها جميع المكونات السياسية من دون استثناء.
ولأن لرئيس الجمهورية، أيًّا يكن هذا الرئيس، وعلى رأسهم الرئيس الحالي، هذا الدور التوفيقي والتوافقي، فقد أعطاه الدستور حصرية قسم اليمين، وهو الوحيد من بين سائر الرؤساء الآخرين المنوطة بهم مسؤولية الرئاستين التشريعية والتنفيذية، يُعتبر "رمزًا لوحدة الوطن" بحسب الدستور، وبحسب ما يقوم به من أدوار توفيقية، وهو الحكم الحكيم، وليس الحاكم بأمره، وذلك انطلاقًا من أن النظام اللبناني برلماني وليس رئاسيًا كما هي الحال في عدد من الدول.
فالاختلاف في وجهات النظر بين الرئيس الأول والرئيس الثالث في التراتبية الهرمية في سدة المسؤولية أمر طبيعي في الحياة الديمقراطية، إذ ليس مطلوبًا أن يكون الجميع على رأي واحد. ولكن الاختلاف لا يعني أبدًا الخلاف. وهذا ما هو حاصل بين اللبنانيين، الذين لم يبلغوا بعد مرحلة النضوج الديمقراطي، لأن الآخر بالنسبة إليهم هو دائم عدو. وهذا ما كان يُصّور لهم لأغراض لم تعد خافية على أحد. والتخويف من الآخر يعني أن يكون هذا الآخر على استعداد دائم للدفاع عن نفسه وعن آرائه وأفكاره. وهذه العدائية المجانية تقود حتمًا إلى التباعد والاستفزاز المتبادل، وصولًا إلى حملات التخوين.
فالاختلاف في وجهات النظر وفي المقاربات بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على خلفية ما حصل في الروشة، وما تبع ذلك من مواقف ومن ملابسات لا يعني بالضرورة أن باب الاجتهاد قد أقفل تمامًا. فما كان يُعتقد بأنه كان خطأ بالأمس قد يتحوّل اليوم إلى صواب. والعكس أيضًا صحيح.
ففي المقاربات السياسية لا يمكن أن يكون أحد على خطأ مطلق والآخر على حق كامل. هذه هي طبيعة العلاقات اليومية بين المسؤولين، الذين لكل منهم رؤية مختلفة عن الآخر. وهذا لا يعني أن هذا الاختلاف في وجهات النظر سيؤدي حتمًا إلى قطع حبل التواصل، وإلى شلل عمل المؤسسات، خصوصًا إذا كان كل من هؤلاء المسؤولين يحرص على أن تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. وما عدا ذلك فتفاصيل يمكن أن تُطرد منها شياطينها بمجرد أن يعترف كل منهم بأن لا شيء نهائيًا في العمل السياسي، الذي يتطلب قبل أي شيء آخر التعامل مع الوقائع اليومية بحكمة وبعد نظر.
وفي نهاية المطاف فإن من مصلحة كل من الرئيسين عون وسلام التفاهم على الخطوط العريضة للعمل المؤسساتي من ضمن احترام الصلاحيات المعطاة لكل منهما بموجب الدستور.
فالأمور بين الرجلين آيلة حتمًا إلى تقريب المسافة التي تفصل بين القصر الجمهوري والسراي الحكومي من خلال ما يمكن التفاهم عليه بالنسبة إلى المواضيع الحسّاسة، والتي أثارت بعض الالتباس في المواقف، التي أُطلقت مؤخرًا، والتي شابها بعض التسرّع غير المقصود.
فالعلاقة بين الرجلين محكومة بالتوافق على عكس ما كان يحصل في العهد الماضي، الذي قطع نصفه تقريبًا من دون حكومات، وذلك بفعل عدم الانسجام بين الرئاستين الأولى والثالثة، وذلك نتيجة اعتقاد بعض الذين كانوا يعملون من خلف ستارة القصر الجمهوري بأن النظام رئاسي. وهذا ما أدّى إلى عدم التوافق بين الرئيس ميشال عون وجميع رؤساء الحكومات، الذين تولوا مسؤولية السلطة التنفيذية الأولى بموجب اتفاق الطائف بين العامين 2016 و2022. وهذا ما أدّى إلى ما وصلت إليه البلاد من تسيّب غير مسبوق.
فالجلسة التي سيعقدها مجلس الوزراء اليوم الإثنين ستكون المحك في طريقة التعاطي مع التطورات، خصوصًا أن الوزراء سيطلعون على أول تقرير ستقدمه قيادة الجيش عمّا تمّ إنجازه، وعمّا تبقى لاستكمال الخطّة في مرحلتها الأولى في المنطقة الجغرافية جنوب نهر الليطاني، وما رافقها من عراقيل، وما يمكن أن يعترضها من صعوبات مستقبلية.
وبطبيعة الحال، فإن مسألة موافقة حركة "حماس" على خطة الرئيس الأميركي بالنسبة إلى مستقبل قطاع غزة ستكون حاضرة على طاولة بعبدا، مع التطرق إلى مدى تأثير ذلك على الساحة اللبنانية من جوانبها كافة، السلبي منه والايجابي.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة زيارة مرتقبة لوفد حزب الله إلى القصر الجمهوري Lebanon 24 زيارة مرتقبة لوفد حزب الله إلى القصر الجمهوري
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القصر الجمهوری الثالث فی حزب الله فی لبنان وهذا ما
إقرأ أيضاً:
فيديو من بلدة العقبة... شاهدوا كيف صدمت سيارة إمرأة في وسط الطريق
دهس ق.ح الذي كان يقود سيارة من نوع "مرسيدس"، إمرأة عند دوّار مار مارون - العقبة في قضاء زغرتا. وأُصيبت الإمرأة بجروحٍ ورضوض في مختلف أنحاء جسدها، ونُقِلَت على الفور إلى المستشفى.
دهس إمرأة عند دوّار مار مارون - العقبة في قضاء زغرتا pic.twitter.com/4Llvi5wJnj
— Lebanon 24 (@Lebanon24) December 13, 2025 مواضيع ذات صلة فيديو من بلدة برج رحال... شاهدوا كيف استهدف العدوّ سيارة حسين ديب Lebanon 24 فيديو من بلدة برج رحال... شاهدوا كيف استهدف العدوّ سيارة حسين ديب 13/12/2025 13:17:26 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو... شاهدوا كيف اقتحمت سيارة "السوبرماركت" Lebanon 24 بالفيديو... شاهدوا كيف اقتحمت سيارة "السوبرماركت" 13/12/2025 13:17:26 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 داخل سيارة ذاتية القيادة.. امرأة تضع مولودها Lebanon 24 داخل سيارة ذاتية القيادة.. امرأة تضع مولودها 13/12/2025 13:17:26 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 صدمته إمرأة... لاعب كرة قدم سابق خسر قدمه! Lebanon 24 صدمته إمرأة... لاعب كرة قدم سابق خسر قدمه! 13/12/2025 13:17:26 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان منوعات قد يعجبك أيضاً ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد Lebanon 24 ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد 04:35 | 2025-12-13 13/12/2025 04:35:08 Lebanon 24 Lebanon 24 غسان سكاف رجل حوار استثنائي Lebanon 24 غسان سكاف رجل حوار استثنائي 06:02 | 2025-12-13 13/12/2025 06:02:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب Lebanon 24 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب 06:00 | 2025-12-13 13/12/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان Lebanon 24 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان 05:52 | 2025-12-13 13/12/2025 05:52:03 Lebanon 24 Lebanon 24 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة Lebanon 24 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة 05:51 | 2025-12-13 13/12/2025 05:51:45 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة Lebanon 24 للعسكريين والمتقاعدين... خبر يهمّكم بشأن المنحة الماليّة الشهريّة 07:47 | 2025-12-12 12/12/2025 07:47:08 Lebanon 24 Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان Lebanon 24 لجميع مشتركي "ألفا"... إليكم هذا البيان 11:16 | 2025-12-12 12/12/2025 11:16:08 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ Lebanon 24 آخر خبر عن الكهرباء.. ما الجديد؟ 08:12 | 2025-12-12 12/12/2025 08:12:28 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" Lebanon 24 تقرير إماراتيّ: الجيش في حالة تأهب بعد استنفار "حزب الله" 09:00 | 2025-12-12 12/12/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عميل إيرانيّ شارك في العمليّة... صحيفة أميركيّة تكشف تفاصيل جديدة عن إغتيال قائد كبير في "حزب الله" Lebanon 24 عميل إيرانيّ شارك في العمليّة... صحيفة أميركيّة تكشف تفاصيل جديدة عن إغتيال قائد كبير في "حزب الله" 07:00 | 2025-12-12 12/12/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 04:35 | 2025-12-13 ميقاتي: المسار التفاوضي يوصل الى تفاهم ينطلق من اتفاق الهدنة لتأمين استقرار طويل الامد 06:02 | 2025-12-13 غسان سكاف رجل حوار استثنائي 06:00 | 2025-12-13 بين صعود "الميكانيزم" وضغط واشنطن.. بري يعيد تثبيت شروط اللعبة في الجنوب 05:52 | 2025-12-13 بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان 05:51 | 2025-12-13 خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة 05:48 | 2025-12-13 حادث سير مروّع... ووفاة أحد العسكريين فيديو في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) Lebanon 24 في رسالة مسجلة.. الملك تشارلز يكشف عن تطور لافت في علاجه من السرطان (فيديو) 00:21 | 2025-12-13 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ Lebanon 24 هل بدأ العدّ التنازلي لعمل عسكري أميركي ضد فنزويلا؟ 10:00 | 2025-12-11 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 13/12/2025 13:17:26 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24