جوزيبي مياتزا وقصة السروال المحرجة بنصف نهائي مونديال 1938
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
رغم المنافسة الجدية والقوية بين الفرق، هناك لحظات نادرة في عالم كرة القدم تكسر هيبة النتائج والبطولات الكبرى وتحوّلها إلى مشهد عفوي وغريب في بعض الأحيان ليظل محفورا للأبد في الذاكرة الكروية.
واحدة من هذه اللحظات ولدت في صيف 1938، على أرض فرنسا، وبطلها لم يكن سوى الأسطورة الإيطالية جوزيبي مياتزا، الرجل الذي حمل راية الآزوري في عصره الذهبي وصار أيقونة للكرة الإيطالية لعقود.
كأس العالم 1938 كان محطة استثنائية في تاريخ اللعبة، وجاء المنتخب الإيطالي بقيادة المدرب، الأب الروحي، فيتوريو بوتسو، إلى فرنسا وهو الفائز باللقب العالمي عام 1934، وسط أجواء سياسية متوترة في أوروبا قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
في نصف النهائي على ملعب مرسيليا في الـ16 يونيو/حزيران، أقيمت واحدة من أكثر المباريات ندّية في البطولة عندما اصطدم المنتخب الإيطالي بنظيره البرازيلي، الفريق الموهوب الذي كان ينذر العالم بقدوم عصر جديد لكرة السامبا.
في مباراة مثيرة، تقدمت إيطاليا بهدف سجله جينو كولاوسي في الدقيقة 55، ثم احتسب الحكم الإنجليزي جورج كابنيل ركلة جزاء لصالح الآزوري.
الجماهير حبسَت أنفاسها، واللاعبون اصطفّوا على حدود المنطقة. كان الوقت كافيًا ليدرك الجميع أن هذه الركلة قد تحسم مصير المباراة، وهنا ظهر بطل اللحظة جوزيبي مياتزا.
رباط السروال خان الأسطورةتقدّم مياتزا (28 عاما) نحو نقطة الجزاء، وسط صمت ثقيل وبينما كان يستعد للركلة، حدث ما لم يتوقعه أحد: رباط سرواله القصير انقطع فجأة، وبدأ السروال في الانزلاق أمام آلاف المتفرجين!
الملاعب في تلك الفترة لم تكن مجهزة بالاحتياطات اللازمة، ولا الوقت يسمح بتبديل السروال أو إصلاحه لذلك وجد مياتزا نفسه في موقف محرج أمام أعين اللاعبين والجماهير والحكم.
لكنه رغم ذلك تعامل معه بأسلوبه الخاص: أمسك السروال بيد، ثم تقدم وسدد الركلة بنجاح في مرمى الحارس البرازيلي والتر، لينفجر الملعب بالهتاف والضحك في آن واحد.
إعلانبعد تسجيله ركلة الجزاء غيّر مياتزا سرواله وعاد إلى المباراة التي تقدمت فيها إيطاليا بهدفين، قبل أن تتلقى شباكها هدفًا عن طريق روميو في الدقيقة 87 لم يكن كافيا لعودة منتخب البرازيل في النتيجة وغادر البطولة.
من لحظة طريفة إلى مجد تاريخيهدف مياتزا من ركلة جزاء منح إيطاليا الفوز 2-1 والتأهل إلى النهائي، حيث ضربت موعدا مع المجر التي هزمت السويد 5-1.
في المباراة النهائية فازت إيطاليا بنتيجة 4-2، بثنائية من بيولا وكولاوسي ورفعت لقب كأس ريميه للمرة الثانية بقيادة فيتوريو بوزو.
كما كان اللقب المونديالي الثاني للاعب مياتزا، وقال عنه فيتوريو بوزو: "وجوده في الفريق يعني البدء من الصفر".
لقد باتت ركلة الجزاء الشهيرة، رغم غرابتها، جزءًا من الإرث الكروي الإيطالي، تُروى في كل مناسبة تحت عنوان: "الأسطورة الذي سجل وهو يمسك سرواله".
شخصية مياتزا: الأناقة والجرأة معًامياتزا لم يكن مجرد هدّاف؛ كان شخصية استثنائية في الملعب وخارجه. عرف عنه حبه للحياة الليلية، وميله للمرح والأناقة. لكن على أرض الميدان، كان يمتلك أعصابًا من فولاذ. ركلة الجزاء تلك جسّدت مزيج شخصيته: لاعب يعرف كيف يحوّل الموقف المحرج إلى لحظة خالدة.
اعتاد مياتزا دخول الملعب دون إحماء والمشاركة في المباريات دون الاستعداد لها وأبرز أفعاله الغريبة كانت في ديربي الغضب بين إنتر وميلان عندما حضر قبل انطلاق المباراة بدقائق محدودة، ورغم كل ذلك سجل هدفين ومضى بعدها الفريق لحصد لقب الدوري.
في عام 1940 انتقل إلى الجار اللدود ميلان وقبل مباراة الديربي بكى جوزيبي داخل غُرف الملابس لأنّه لم يود مواجهة فريقه السابق إنتر إلا أنّه وبالرغم من ذلك سجل هدفا في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2.
Football History in colour ????
The World Cup would go from strength to strength during the 1930s and Italy would win the tournament twice before the outbreak of WWII. Below, Giuseppe Meazza greets captain of Hungary, Gyorgy Sarosi before the final. 1938) pic.twitter.com/KUZyrbBLwK
— The Football History Boys (@TFHBs) March 17, 2023
نشأة "بيبين"بعد وفاة والده في الحرب العالمية الأولى، ترعرع مياتزا الملقب بـ"بيبين" على يد والدته إرسيليا، وسط الفقر والتضحيات، في ميلانو.
انضم إلى إنتر في الـ15 من عمره، لكنه كان ضعيفا جدا وكان النادي يُقدم له وجبتين يوميا فقط.
عندما ظهر لأول مرة مع الفريق الأول وهو في الـ17 من عمره، انتقده زميله في الفريق، ليوبولدو كونتي، بسخرية لاذعة بمجرد أن رأى بنيته الطفولية: "مهلاً، هل نسمح لفرقة باليلا بالعزف هنا؟"، في إشارة إلى دار الأوبرا الوطنية باليلا، التي كانت تجمع الأطفال حتى سن الـ14 خلال الحقبة الفاشية.
سجلاته الذهبيةمع إنتر، فاز مياتزا بـ3 ألقاب سكوديتو، وكان هداف الدوري الإيطالي 3 مرات، ولعب أيضًا لميلان ويوفنتوس قبل أن يعود إلى إنتر في -عامه الأخير- ويودع كرة القدم، بسبب أمراض عديدة وإصابة في قدمه.
يحمل مياتزا الرقم القياسي كأكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في الدوري الإيطالي (243 هدفا في 361 مباراة) كما يعد أكثر لاعب تسجيلا لثلاثيات "هاتريك" في تاريخ الكالتشيو بالتشارك مع غونار نوردال بـ17 هاتريكا.
إعلانويعده البعض أفضل مهاجم إيطالي في تاريخ الكرة الإيطالية وكان أول لاعب إيطالي ينال شهرة عالمية. وبعد اعتزاله اللعب، أصبح لاحقا صحفيا رياضيا ومدربا.
Giuseppe Meazza – protagonista y campeón del mundo en 1934 y 1938. pic.twitter.com/4FOWQMmbJY
— Status Symbol (@StatusSymbol2) November 15, 2023
كأس عالم لعامي 1934 و1938 كأس الأمم الأوروبية لعامي 1930 و1935 لقب الدوري الإيطالي لأعوام 1930 و1938 و1940 ومركز الوصيف 3 مرات كأس إيطاليا عام 1939 هداف الدوري الإيطالي لأعوام 1929، و1930، و1936، و1938 أفضل هداف في تاريخ إنتر ميلان 287 هدفا ثالث أفضل هداف في تاريخ الكالتشيو 216 هدفا في 367 مباراة الهداف التاريخي لمنتخب إيطاليا (53 مباراة دولية و33 هدفا) قبل أن يحطم جيجي ريفا رقمه القياسي بتسجيله 35 هدفا في عام 1972. اختير من قبل الفيفا ضمن أفضل 25 لاعبا في القرن العشرين. ثالث أفضل هداف بالمسابقات الإيطالية. وفاة الأسطورة مياتزافي 21 أغسطس/آب عام 1979، رحل أعظم لاعب كرة قدم إيطالي على مر العصور في صمت عن عمر يناهز 69 عاما.
عانى مياتزا من مرض في البنكرياس بالإضافة إلى مشاكل في الدورة الدموية، وبعد أشهر قليلة من وفاته، سُمي ملعب سان سيرو في ميلانو باسمه تخليدا لذكراه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات كأس العالم أبطال أفريقيا كأس العالم للأندية الدوری الإیطالی فی تاریخ هدفا فی
إقرأ أيضاً:
شاهد.. نجل ميسي يخطف الأضواء بمراوغة ساحرة
خطف سيرو ميسي الابن الأصغر للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الأضواء بمهارات رائعة خلال إحدى مباريات الفئات السنية الصغرى لنادي إنتر ميامي الأميركي.
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيه سيرو وهو يراوغ عددا من لاعبي الفريق المنافس، في محاولة منه لإنهاء هجمته الرائعة في الشباك لكن حارس المرمى تصدى له.
[REDES] Ahora nos volvimos a ilusionar: la jugada viral de Ciro Messi, el menor de la dinastía, en las inferiores del Inter Miami. ???? https://t.co/THEGZ1d6rB pic.twitter.com/qVXC9TVdzl
— ElCanciller.com (@elcancillercom) November 19, 2025
وخلال اللقطة المنتشرة غيّر سيرو البالغ من العمر 7 أعوام اتجاه حركته 3 مرات، مما تسبب في إرباك 4 مدافعين، وفقا لشبكة "تي واي سي سبورتس" الأرجنتينية.
وأبرزت الشبكة العديد من التعليقات اللافتة التي رافقت هذا المقطع، أبرزها "موهبة سيرو ميسي المذهلة"، وكتب آخر "تلميذ الأسطورة"، في إشارة منه إلى والده ميسي.
ونشر ثالث "يبدو أن سيرو هو وريث ميسي"، في حين تغنى رابع بموهبة اللاعب الصغير بقوله "أعشق ميسي الصغير".
وجاءت هذه اللقطة بعد أيام من تسجيل سيرو هدفا رائعا من ركلة حرة مباشرة خلال مباراة مع فريق أكاديمية إنتر ميامي تحت فئة 8 أعوام.
وتقدّم سيرو لتنفيذ ركلة حرة مباشرة، وبقدمه اليمنى أرسل الكرة نحو الزاوية العلوية اليسرى متجاوزا حارس الفريق المنافس، ورغم جمال الهدف فإنه لم يحتفل به كثيرا، بل استدار وعاد مسرعا إلى نصف ملعب فريقه.
????Como su padre, CIRO metiendo GOLAZOS de tiro Libre????!! No necesita prueba de ADN????!
Video????: IG / tmc10_m pic.twitter.com/FqArzuKUV7
— KING MESSI 10 (@messi10_rey) November 14, 2025
يُذكر أن سيرو -الذي انضم إلى أكاديمية إنتر ميامي في سبتمبر/أيلول 2024- هو أصغر أبناء ميسي الذي أنجب من زوجته أنتونيلا روكروز (تياغو 13 عاما) وماتيو (10 أعوام).
إعلانوكان ميسي صرّح سابقا بأن أطفاله يقضون اليوم كله مع الكرة، وأنهم يستمتعون باللعب، مؤكدا أنهم "مختلفون جدا عن بعضهم".
وقال ميسي "تياغو أكثرهم تفكيرا وتنظيما ويميل للعب في الوسط، أما ماتيو فهو ذكي في اللعب ويحب تسجيل الأهداف والبقاء قريبا من المرمى، في حين سيرو هو أكثرهم مهارة في المراوغة ويبرع في المواجهات الفردية".