العلاقات العمانية البيلاروسية آفاق واعدة من الشراكة
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
الزيارة السلطانية التاريخية التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الى جمهورية بيلاروس ولقاؤه المثمر مع الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو تدخل في إطار تعزيز العلاقات المميزة بين البلدين والشعبين الصديقين، حيث تعد زيارة جلالته ـ حفظه الله ـ في إطار الزيارات السلطانية التي تواصلت خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث يعد الملف الاقتصادي هو الملف الوطني الأبرز الذي يوليه جلالته الاهتمام الأكبر.
وقد أثمرت تلك الزيارات السلطانية ومعظمها زيارات دولة إقامة شراكات اقتصادية واستثمارية وتجارية وفي مجالات التعاون المتعددة مع الدول الشقيقة والصديقة التي زارها جلالته ـ حفظه الله ـ ولعل المؤشرات الدولية والتصنيف الدولي الايجابي الذي سجلته بلادنا خلال السنوات الأخيرة يدخل في إطار نتائج تلك الشراكات، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي زيادة ملحوظة. كما أن النمو الاقتصادي في حالة إيجابية ومتصاعدة، كما سجل الدين العام للدولة انخفاضا كبيرا اقترب من النصف، علاوة على قوة الجهاز المصرفي والحوكمة والشفافية ومحاربة الفساد من خلال التقرير السنوي الذي ينشره جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة. ومن هنا نعود إلى أهمية الزيارة السلطانية وهي زيارة دولة إلى جمهورية بيلاروس الصديقة، حيث حفاوة الاستقبال الرسمي والتغطية الإعلامية من الصحافة في بيلاروسيا والإشادة بالسياسة الخارجية لسلطنة عمان التي تقوم على المصداقية والحوار وإقامة السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط ، خاصة على صعيد إقامة الدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وعلى ضوء تلك الزيارة السلطانية التاريخية إلى مينسك عاصمة جمهورية بيلاروس تشهد علاقات التعاون الكثير من جوانب التعاون، خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري وفي المجال الأمن الغذائي وعلى صعيد القطاع الصحي وهو الأمر الذي عكسته تلك الزيارة السلطانية المهمة، حيث شهد قصر الاستقلال في مينسك توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، علاوة على وجود خارطة طريق للتعاون الاستثماري بين البلدين الصديقين حيث تم توقيع اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لأصحاب الجوازات العادية واتفاقية في مجال النقل البري الدولي للبضائع. أما على صعيد مذكرات التفاهم فكان هناك التوقيع على عدد من القطاعات الحيوية منها في مجال القضاء والصحة والثروة الزراعية والحيوانية والسمكية، علاوة على التعاون في مشروع استثماري مهم يتعلق بإنشاء وتشغيل منشأة لإنتاج اللب الورقي في بيلاروس.
ولا شك أن زيارة (دولة) لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى جمهورية بيلاروس تأتي بعد زيارة الدولة المهمة أواخر العام الماضي للرئيس البلاروسي الكسندر لوكاشينكو حيث حظي باستقبال مهيب وكبير يدل على عمق العلاقات العمانية ـ البيلاروسية، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في عدد من المجالات، وهذا يعطي مؤشرا مهما على أن الهدف الاستراتيجي من الزيارات السلطانية للدول الشقيقة والصديقة، كما نشير دوما في عدد من المقالات، هو وضع بلادنا سلطنة عمان على الخريطة الاقتصادية الدولية، خاصة في المجالات الحيوية التي ركزت عليها (رؤية عمان ٢٠٤٠) والمستهدفات الاقتصادية على وجه الخصوص في المجال الصناعي والسياحي واللوجستي وفي مجال الطاقة المتجددة والتعدين، خاصة وأن بلادنا سلطنة عمان تتميز بموقع جغرافي فريد على البحار المفتوحة، وهذا يعطي ميزة كبيرة في مجال التجارة البحرية وفي مجال الاستيراد والتصدير، علاوة على أهمية بحر العرب والمحيط الهندي والذي يعد خارج مناطق التوتر، وعلى ضوء ذلك تأتي جهود جلالته ـ حفظه الله ـ في ترسيخ موقع سلطنة عمان في المجالات المختلفة من خلال عقد شراكات حيوية مع الدول الشقيقة والصديقة مما يعطي ميزة نسبية في التحرك الاستثماري، خاصة وأن جهاز الاستثمار العماني نجح في السنوات الأخيرة في تنويع محفظته الاستثمارية، علاوة على الدور المحوري للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في جذب الاستثمار المحلي والخارجي، والذي تعود أهميته إلى خلق فرص العمل للكوادر العمانية الشابة. كما أن تلك الشراكات الاقتصادية تعد فرصا حقيقية لاستكشاف المزيد من المصالح المشتركة مع الدول ومنها جمهورية بيلاروس والتي تمتلك إمكانات كبيرة خاصة في مجال الصناعات الثقيلة وفي المجال العلمي والطبي والزراعي وفي مجال السياحة. ولا شك أن توقيع اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات لاصحاب الجوازات العادية سوف يشجع شعبي البلدين الصديقين على السياحة وحتى في المجال الاستثماري وفي مجال التعليم، ويعطي فرصا للشعبين كليهما للتعرف على حضارة البلدين والمقومات المختلفة والحوار والتقارب الإنساني.
إن زيارة (دولة) لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى جمهورية بيلاروس كان لها صدى إيجابي ونتائج مثمرة عبّر عنها زعيما البلدين خلال المحادثات الرسمية من خلال آفاق واعدة لترسيخ تلك العلاقات وتطورها في شتي المجالات. كما أن الزيارة السلطانية تنطلق من مفهوم سلطنة عمان ونموذجها السياسي المميز على صعيد حل القضايا الإقليمية والدولية بالحوار ووفق القوانين والتشريعات الدولية وهو الأمر الذي أشادت به صحافة بيلاروس من خلال افتتاحيات الصحف ومقالات الرأي. كما أن هذه الزيارة التاريخية سوف تخلق آفاقا واعدة نحو إيجاد علاقات وشراكات على صعيد القطاع الخاص في البلدين ومن خلال تحركات اللجنة المشتركة مما يعود بالنفع على البلدين الصديقين ومصالحهما المشتركة.
حفظ الله جلالة السلطان المعظم في حله وترحاله ووفقه للمزيد من النجاح والسداد لما فيه مصلحة الوطن العزيز والشعب العماني الكريم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جمهوریة بیلاروس ـ حفظه الله سلطنة عمان علاوة على فی المجال على صعید وفی مجال فی مجال من خلال کما أن عدد من
إقرأ أيضاً:
سفيرة البحرين بالقاهرة تهنئ مصر بذكرى انتصارات أكتوبر وتؤكد عمق العلاقات بين البلدين
أعربت السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل، سفيرة مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية المندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، عن تهانيها لجمهورية مصر العربية الشقيقة، قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة احتفال جمهورية مصر العربية بالذكرى الثانية والخمسين لانتصار السادس من أكتوبر المجيد عام 1973.
وأشادت بما يربط بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية من علاقات أخوية راسخة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مشيرة إلى أن هذه العلاقات بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية بفضل الرؤية الحكيمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وما يجمعهما من حرص مشترك على تعزيز التعاون الثنائي وخدمة القضايا العربية.
وأكدت السفيرة أن العلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين تشهد دعمًا ورعاية متواصلة من الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بجمهورية مصر العربية، بما يسهم في دفع مسيرة التعاون بين المنامة والقاهرة إلى آفاق أرحب من التنسيق والتكامل في مختلف المجالات.
واختتمت بالتأكيد على أن العلاقات البحرينية–المصرية تمثل نموذجًا رائدًا في قوة التضامن العربي ووحدة الصف، معربة عن اعتزازها بما تشهده هذه العلاقات من تطور مستمر يترجم عمق الروابط الأخوية ووحدة المصير المشترك بين الشعبين الشقيقين