البوسعيد.. ورسوخ الدولة العمانية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
خميس بن راشد العدوي -
(أبناءَ عمان الأوفياء.. لقد حافظت بلادنا العزيزة على كينونتها كدولة مستقلة ذات سيادة عبر العصور، وقد تعاقبت عليها أنماط حكم عديدة أدى كل منها دوره الحضاري وأمانته التاريخية.
وإنَّنا نستذكر في هذا اليوم الأغر قادة عُمان الأفذاذ على مر التاريخِ، قادة حملوا راية هذا الوطن، ووحَّدوا أمته، وصانوا أرضه الطاهرة، ودافعوا عن سيادته، ونحمِلُها مِن بعدهم على الطريق ذاته، معاهدين الله عزَّ وجلَّ ألا يُثنينا عن عزمِنا عزمٌ، ولا تُشغِلُنا عن مصلحة وطنِنا مصلحة، تعضدنا في ذلك أمة مباركة بفضل الله، مشرَّفة بدعاء نبيه الكريم.
إنَّه لمن دواعي سرورنا، وتكريما لأسلافنا مِن السلاطين، واستحضارا ليوم مجيد مِن تاريخ عمان الحافل بالأيام المشرقة، أنْ نعلن في هذا المقام، بأنْ يكون يوم العشرين مِن نوفمبر مِن كل عام؛ يوما وطنيا لسلطنة عمان، وهو اليوم الذي تشرّفت فيه الأسرة البوسعيدية بخدمة هذا الوطن العزيز؛ منذ العام ألف وسبعمائة وأربعة وأربعين للميلاد، على يد الإمام المؤسِّس السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي، الذي وحَّد راية الأمة العمانية، وقاد نضالها وتضحياتها الجليلة؛ في سبيل السيادة الكاملة على أرض عمان، والحرية والكرامة لأبنائها الكرام، وجاء مِن بعده سلاطين عظام؛ حملوا رايتها بكل شجاعة واقتدار، وأكملوا مسيرتها الظافرة بكل عزم وإصرار.
وإنَّ احتفاءنا بهذا اليوم إنَّما هو تخليد لسِيَرهم النبيلة ومآثرهم الجليلة، والتزام أكيد منا بالمبادئ والقِيَم التي شكَّلت نسيج أمتنا العمانية؛ نصون وحدتها وتماسكها، ونسهر على رعاية مصالحِ أبنائها، رافضين أيَّ مساس بثوابتها ومقدساتها).
مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق أعزَّه الله وأدام مجده.. مخاطبا شعبه يوم السبت 11 يناير 2025م، في الذكرى الخامسة لاستوائه على عرش سلطنة عمان.
إنَّ هذا الخطاب العميق بالمعنى الأخلاقي للسياسة؛ ليس مِن جنس الخطابات التي يلقيها الحكام للحديث عن منجز متحقق، أو سياسة مُتَّبعة، أو رؤية استراتيجية، أو قضية مُلِحّة، وإنَّما هو خطاب تأسيسي، مِن الخطابات التي ينبغي أنْ تدرس ضمن مقررات المدرسة السياسية العمانية؛ بكونه أحد معالم نظريتها السياسية. وهو خطاب ملفت لنظر المحللين السياسيين والمنظّرين في فلسفات الحكم. إنَّه خطاب يلخّص أسباب ثبات أنظمة الحكم في عمان ورسوخ الدولة بها، وهذا ما يجعلني أضعه نصا مرجعيا للحديث عن دور أسرة البوسعيد في استقرار الدولة العمانية.
إنَّ هذا الخطاب كاشف عن جوانب مِن مضامين النظرية السياسية الحديثة، التي بدأ تشكلها بتنصيب الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي (ت:1198هـ)، عام 1744م؛ أي منذ حوالي 281 سنة، مدة توشك على الثلاثة قرون، امتد فيها نفوذ الدولة العمانية إلى مناطق شاسعة في الشرق الإفريقي والسواحل الغربية مِن الهند وإيران وباكستان، ثم رست ثابتةً بالدولة الحديثة؛ لتكون محورا للسلام العالمي.
يخاطب جلالة السلطان المعظم حفظه الله شعبه في بيان السيرة التي سار عليها حكام عُمان بقوله: (أبناء عمان الأوفياء)، وهذه العبارة كما أنَّها تكشف عن طبيعة العلاقة المتبادلة بين الشعب والحاكم؛ فإنَّها كذلك تعكس إحدى أهم الخصال التي يتمتع بها جلالته، وهي صفة يدركها كل مَن عرفه؛ منذ قبل أنْ يستوي سلطاناً على دست الحكم، ألا وهي صفة الوفاء، وهي مِن جملة الصفات النبيلة التي يتمتع بها جلالته. ولأدرك المسار القادم للدولة؛ فقد كتبت عند توليه مقاليد الحكم مقالاً بعنوان «جلالة السلطان هيثم بن طارق.. الخصال الشخصية في قيادة الأمة»، نشرته مجلة «تكوين» بتاريخ: 13/ 2/ 2020م؛ أشرت فيه إلى بعض خصاله، بيد أنَّني خصصت مقالاً لصفة الوفاء -ومعها الحكمة- التي تأتي في مقدمة خصاله العظيمة، فكتبت مقالا بعنوان «جلالة السلطان المفدى.. قوام حكمه: الوفاء والحكمة»، نشرته جريدة «عمان» بتاريخ: 10/ 1/ 2022م، وقد ضمنت المقالين كتابي «طور التحولات»، لمن أراد الرجوع إليهما، كشهادة واجبة اتجاه عاهل بلادنا المفدى أيدَّه الله، ومفتاح لدراسة النظرية السياسية التي تسير عليها الدولة.
ومما قلته في صفة الوفاء التي تحلى بها جلالته حفظه الله: (الوفاء.. هو الدافع النفسي لمحبة الإنسان لوطنه، يصنع شعباً متآصر الوشائج، متحد الصف، فيغدو كل فرد فيه مطمئناً بأنْ كرامته تُصان، وحقوقه تُحفظ، ويُعترف بجميل صنعه، ويُقدَّر حُسن إنجازه. فما أعظمها مِن سياسة يتتوج بها الحكم، وتساس بها الرعية، وتقام عليها العلاقات الخارجية).
إنَّ هذه الصفة هي التي انتظم عليها الحكم البوسعيدي.. فكان الأئمة الأفذاذ والسادة الكرام والسلاطين العظام منهم؛ يحفظون الود لكل مَن كان سنداً للدولة وعمل على استقرارها، وقدم خدمة وطنية للبلاد، فبالأمس القريب.. رأينا جلالة السلطان قابوس بن سعيد (ت:2020م) يمد بيد الإكرام لمن وقف مع الدولة الحديثة بداية نشأتها، فأسند المهام إليهم، واستمرت المودة في أبنائهم. وهذه صفة تأسست في آلبوسعيد منذ جدهم الإمام أحمد بن سعيد، حيث يروي عنه حميد بن محمد بن رزيق النخلي (ت:1291هـ) مؤرخ الدولة البوسعيدية أمثلة جميلة مِن الوفاء تجاه مَن وقف معه، وقد حصل ذلك عنده، حيث وصّى الإمام أحمد أبناءه السادة بأنْ يكون رزيق بن بخيت «قلم الحساب في الفرضة»؛ أي مسئول المحاسبة في ميناء مسقط، بيده وبيد أبنائه مِن بعده، حيث كتب عهداً بذلك، فكان مِن بعده ابنه محمد، ثم حفيده حميد.
وقد تأكد الوفاء بمولانا المعظم السلطان هيثم بن طارق حفظه الله؛ عندما ذكر الدور العظيم الذي قام به حكام عُمان على مر التأريخ. وبهذا هو أول حاكم عماني يشيد ذكراً بالدور الحضاري لكافة الحكام الذين تعاقبوا على البلاد بمختلف أنظمة الحكم. وهذا نهج الدولة البوسعيدية؛ فتداول الحكم بين حكامها لم يتنكب لثقافة البلاد وتأريخها، ورغم النزاعات السياسية التي كانت تحصل بين القبائل بعضها البعض، وبين بعض القبائل مع نظام الحكم القائم حينها، إلا أنَّها لم تجّرْ الحكام إلى الانتقام مِن قبيلة أو بلد.. بل ولم يتعدَّ إلى شخص آخر مهما كانت القرابة، طالما أنَّه لم يرتكب جرماً اتجاه الدولة أو الناس.
أشار الخطاب السامي إلى عامل عظيم لاستقرار الدولة؛ وهو ضمان الحرية والكرامة لأبناء عمان، وهما عنصران عمليان منبثقان عن مبدأين أخلاقيين هما العدل والمساواة، اللذين تمتع بهما حكام عمان عموما. ومَن يقرأ تاريخ حكام البوسعيد يجد آية ذلك، فقد دأب السادة والسلاطين على الالتقاء بالشعب، فالتأريخ يحدثنا عن جولتين سنويتين كان يقوم بهما السيد حمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي (ت:1206هـ)، حتى أحبه الشعب، والتف حوله، وانقاد له، في ظل حكم والده الإمام سعيد (ت:1225هـ). وهذا ما عاصرناه لدى جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه مِن خلال جولاته السنوية، وهو ما نشهده اليوم مِن لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق في الالتقاء بالشعب؛ عبر زياراته السامية للمحافظات.
مِن منطلق هذه المبادئ الكلية.. يأتي التحول في الاحتفال باليوم الوطني للبلاد مِن يوم 18 نوفمبر إلى 20 نوفمبر مِن كل عام. إنَّ الجميع يدرك الدور المحوري الذي قام به السلطان قابوس في بناء الدولة الحديثة، فقد أخرج البلاد مِن عصر كان يعيش الشعب فيه متأخرا عن الزمن العالمي؛ سواء مِن حيث الثقافة النامية أم الإدارة المتقدمة للمجتمعات أم التطلع نحو مستقبل أفضل، إلى عصر حديث مِن بناء الإنسان والمجتمع والدولة يحقق كل ذلك، ولذلك؛ رأيت بحق أنَّه افتتح طوراً جديداً مِن أطوار التاريخ العماني الكبرى. بيد أنْ البلاد أكبر مِن أجيالها وحكامها، والدولة أرسخ مِن حكوماتها ومؤسساتها، فكان الاحتفاء بذكرى 20 نوفمبر 1744م هو انطلاقة جديدة مِن الحرية والكرامة بتوحيد الأمة العمانية وطرد المستعمر الأجنبي عنها، وكل الحكام الذين ظهر في عهدها إنَّما هم حلقات في جِيد التاريخ العماني، وتحفظ المجد للشعب، على أرض وطن يأبى إلا الاستقلال والكرامة والحرية. إنَّه لفتة حكيمة ووفاء عظيم من جلالته أدام الله مجده.
ومِن باب التسجيل التأريخي.. حريٌّ بأنْ أشير إلى أنَّ الحكم البوسعيدي في شرق إفريقيا قد اعتمد هذا التأريخ للاحتفال بقيام الدولة البوسعيدية المجيدة، وذلك؛ بمناسبة مرور 200 عام على قيامها عام 1944م؛ زمن السلطان خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان البوسعيدي (ت:1960م). فقد جاء في الدعوة السلطانية لحضور الاحتفال:
(«تذكار».. الاحتفال بمرور مائتي عام على قيام الدولة السعيدية.
من خليفة بن حارب.. إلى حضرة الفاضل..... تحيةً وسلاماً.
وبعد سنحتفل رسمياً في يوم 20 نوفمبر 1944 مع حكومتنا بذكرى تأسيس وقيام مملكتنا السعيدية، التي مضى عليها الآن مائتا عام.
ففي مثل هذا اليوم، منذ مائتين سنة مضت، قامت عمان «مجمعة» بانتخاب جدنا الأكبر الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد البوسعيدي إماماً عليها. ولمناسبة هذه الذكرى السعيدة؛ فإنَّنا متأكدون مِن أنَّ الأمة العربية كلها، في كل مكان، ستشاركنا بقلوبها في هذه الذكرى، ولا غرو.. فهذا العيد في الحقيقة عيدها، وهذا المجد في الواقع مجدها، وأنَّ أمتنا التي عملت قديماً للخلود؛ كتب لها البقاء في سجل الأبد.
وبمناسبة هذه الذكرى السعيدة.. ندعوك للحضور في قاعة القصر الكبرى، لتشاركنا في الاحتفال الرسمي في يوم 20 نوفمبر 1944، في الساعة ثلاث والدقيقة 45 صباحاً. ولك الشكر، وعليك السلام.
تنبيه: عند حضورك إلى القصر احمل معك هذه الورقة).
[وهذا التوقيت غروبي؛ يقابله بالزوالي حوالي الساعة 9,45 صباحاً].
إنَّ العلاقة المتبادلة بين الحكام والشعب؛ الحاكم بصيانة البلاد وحفظ كرامة الإنسان، والشعب بالحفاظ على اللحمة الاجتماعية والولاء للسلطان، هي ما جعل الدولة تنحو باستمرار نحو الاستقرار، لتصبح دولة راسخة الوجود، متجددة النهوض. فرغم الاضطراب السياسي الذي مرت به عُمان، كانت الدولة تنحاز للشعب وتستند عليه. فمِن بعد الدولة المركزية لليعاربة في مرحلتها الأولى القوية، التي انهارت بعد موت الإمام سلطان بن سيف اليعربي الثاني (ت:1131هـ)، دخلت البلاد في عنف قبلي مستطير، لجأت فيه الأطراف المتصارعة إلى الاستعانة بالقوات الفارسية، فكاد الوطن أنْ يفقد سيادته، والشعب أنْ تداس كرامته؛ لولا أنَّ الله قيّض لهما القائد الفذ الهمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، فجنّد معه جموعاً مِن الشعب، فقمع بهم أولاً رؤوس الفتنة في البلاد، ثم واجه بهم المحتل، وطردهم مِن البلاد، وتعقبهم حتى البصرة، وفرض هيبته على مياه الخليج، فحمد الناس سيرته، ووثق به الشعب لقيادته، وانتخبه العلماء وزعامات البلاد وعموم الشعب إماماً على عمان. ليؤكد على مبدأ ألّا بقاء لمحتل، وأنَّ الشعب دوماً مع قيادته؛ طالما أنَّها تحفظ حريته واستقلال بلاده.
ثم إنَّ الحكام عملوا جَهدهم على تجاوز الصراع العنيف بين الحلفين الكبيرين؛ الهناوي والغافري، اللذين انقسمت الأمة بهما، وتكلل بإعادة صهر القبائل في شعب واحد متآخٍ في الدولة الحديثة، التي قامت على الحقوق المدنية المتساوية وسيادة القانون. إنَّ بناء الدولة المدنية الذي تجلى دستورياً في الدولة الحديثة هو عمل تراكمي، يمكن رجع بدايته -خارج الولاء القبلي والتأطير الفقهي- إلى السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي (ت:1856م)، كان ذلك يحصل مِن دون هدم بنية القبيلة، ولا تنازل عن مقاصد الدين الحنيف.
وعندما امتد النفوذ البوسعيدي إلى شرق إفريقيا في عهد السيد سعيد بن سلطان قامت هناك دولة مواكبة للتحولات الجيوسياسية في العالم. لقد عاشت الشعوب التي حكمها البوسعيد في رخاء وازدهار. ولم يفرض عليهم العمانيون دينهم أو مذهبهم أو ثقافتهم أو لغتهم، وإنَّما تشكل مزيج حضاري مِن الثقافة العمانية العربية وثقافة تلك الشعوب؛ لاسيما الإفريقية، فقد تزاوج العمانيون مع هذه الشعوب؛ صهراً وثقافةً ومصيراً، ولعله مِن أفضل صيغ التعايش التي حصلت في هذه البلدان. كان ذلك والاستعمار الغربي ينهب إفريقيا، ويشحن سفناً كالرواسي بالأفارقة عبيداً إلى أوروبا وأمريكا، وكان يتخلص مِن الحمولة الزائدة أثناء هيجان البحر بكثير منهم، ومَن يصل الناجي مِن غرق الأمواج وسياط العذاب وفتك الأمراض يواصل حياةً مهينة في خدمة الإقطاعيين الغرب.
لم ينسَ حكام البوسعيد الذين بنوا دولة لعُمان في شرق إفريقيا شعبهم، ففتحوا المجال للعمانيين بالهجرة إليها؛ ليسندوا حكامهم هناك، فاستقطب السلاطين الفقهاء والقضاة والشعراء والمؤرخين، مثل: الفقيه المتكلم ناصر بن جاعد الخروصي (ت:1263هـ)، والشاعر الفقيه ناصر بن سالم الرواحي؛ أبي مسلم البهلاني (ت:1339هـ)، والمؤرخ سعيد بن علي المغيري (ت:1962م)، ومُفسّر القرآن عبدالله بن صالح الفارسي (ت:1982م). وهذا امتداد لما قام به سلاطين البوسعيد في عُمان، والذين ما انفكوا يستقطبون إليهم الفقهاء والقضاة والعلماء ورؤوس القبائل، للاستفادة منهم في بناء الدولة العمانية، وقد تتوج ذلك ببناء مؤسسات للثقافة العمانية والفكر الديني والشئون الداخلية؛ تأتي في مقدمتها وزارات: الشئون الدينية، والثقافة، والداخلية، المتعاقبة، وخصص النادي الثقافي والمنتدى الأدبي لرعاية الحقول البحثية والإبداعية.
لقد استقرت الدولة على المبادئ العليا التي تُطوَّع لها المتغيرات؛ بمختلف تقلباتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لترسّخ الدولة وينعم الشعب. ومن أهم هذه المبادئ التي قام عليها «النظام الأساسي للدولة»:
- الإسلام هو دين البلاد، ومِن روحه تستمد الأنظمة والقوانين، ومِن توجيهاته تنبع القيّم والآداب. والعربية هي اللغة الرسمية، التي لا يجوز أنْ تؤثر عليها أية لغة أخرى. وفي ظل مقاصد الإسلام وسعة الثقافة العربية؛ تأسست الدولة المدنية، كافلةً التنوع الثقافي.
- الوحدة الوطنية لا تقبل المساس، تحت ظل قيادة واحدة على رأسها السلطان حاكم البلاد، فلا يُسمح أنْ تتكوّن أية قوى داخلية خارج إطار مؤسسات الدولة وقوانينها، ولا يجوز لأيٍ مِن مكونات الوطن الارتباط بجهة خارجية، دون أنْ تنشئه الدولة أو تسمح به المبادئ الدستورية والتشريعات القانونية.
- دولة حديثة نامية، قائمة على التدرج في بناء المؤسسات الدستورية والقانونية والإدارية، بغية الوصول لمشاركة كافة شرائح الوطن في إدارة الدولة، تحت قبة «مجلس عمان» بغرفتيه: مجلس الشورى ومجلس الدولة.
- عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وإنَّما تبنى العلاقات معها في أطر الاتفاقيات والمواثيق الدولية، تحت مظلة الأمم المتحدة وهيئاتها.
- التسامح وحرية الفكر والتعبير هو العقيدة الأخلاقية التي يجب أنْ تسود بين جميع مَن يقطن عمان. والسلام والتعاون وعدم إذكاء الحروب هو عقيدتها السياسية التي تتعامل بها مع الدول، وفي إطارها تسعى السلطنة للمساهمة في حل النزاعات الدولية.
- عدم التنكر للمنجز العماني عبر التاريخ؛ دينياً وحضارياً وسياسياً، بما في ذلك تجارب الحكم السابقة وتطور نظرياتها السياسية.. بل الاستفادة مِن هذا المنجز بحيث يحقق التوازن في الانتقال إلى الدولة الحديثة وتجدد نهضتها المستدامة، وجعله هُوية تشكل الثقافة العمانية التي تؤمن بالتعدد في إطار الوحدة.
- التواصل الحضاري مع الشعوب، وتجنب العزلة الدولية، عبر التمثيل السياسي، والتبادل الاقتصادي، والاستفادة مِن التجارب العلمية والتعليمية والثقافية، والحضور مِن خلال الفعاليات والمناشط الإقليمية والدولية، في كل مناحي الحياة.
- الموازنة المحكومة بالعدالة والمساواة في توزيع الثروة لبناء كل قطاعات السلطنة، عبر توزع المؤسسات الخدمية في كل المحافظات، وتحقيق الرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لجميع سكان عمان. وآخر صور التوزيع العادل؛ هو ما منحه عاهل البلاد المفدى مِن استقلال المحافظات في رؤيتها لما يحقق الصالح العام للشعب في الولايات؛ بكافة مدنها وقراها وواحاتها، وتخصيص البنود المالية اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية.
خميس العدوي كاتب عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السلطان هیثم بن طارق الدولة العمانیة الدولة الحدیثة جلالة السلطان أحمد بن سعید الإمام أحمد بن سعید بن ه الله حکام ع التی ت
إقرأ أيضاً:
حيوا عمان بعيد يومها الاحرارُ
بمناسبة عيد اليوم الوطني لعمان ، اتشرف بان تقدم إلى المقام السامي مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم و الاسرة المالكة الكريمة باحر التهاني و اطيب التبريكات ، سائلا الله جل جلاله ان يمد في عمره و ايده بنصره و يوفقه لمواصلة بناء اسلافه و ينعم عليه بالصحة و العافية و كل أسرته و يعزه الله و ينصره نصراً عزيزا . واتقدم بهذه الابيات راجيا ان تنال رضى مولانا و كل عام و انتم بخير .
حيوا عمان بعيد يومها الاحرارُ … ما خيره ابن الامام سيّدٌ مغوارُ .
بعشرين نوفمبر تجلت عظمة … تجلى عمان عرشها الاخيار .
سلطان أسس ملكها بسواعدٍ …ومضى سعيد ابنه المغوارُ .
قهر الغزات من العداةِ و أبحرت… أساطيله يقهرنها الاشرارُ .
مضت تقارع فلولهم حتى رست … على شاطي الاحرار و الاخيار .
فأنشأ بها السلطان مجد أكابراً … وغدت عمان بما حوته فخارُ .
من بعده تركي تربع عرشها …
و كذاك فيصل حازها الأفخارُ .
من بعده تيمور شيد حصنها … و سعيد من بعده مغوارُ .
ثم اتى من بعده شاد العلى … قابوس باني نهضة و فخارُ .
مضى و جاء بعده الشبل الذي … شد السواعد لمنهج المختار .
سار على درب الهداة مشمرٌ … سواعد عزمٍ جلها إصرارُ .
هيثم تراه بالمهابة شامخاً … ما خيره شهمٌ ولا مغوارُ .
جمع المهابة و الشهامة عنوة … زان به عرشٌ و زان فخارُ .
ثمّ الصلاة على الرسول و آله … ما اشرقت فوق الدنا الانوارُ .
( حمد بن مبارك بن محمد المعشري)