سعيد بن بخيت غفرم

s.ghafarm@gmail.com

مع حلول يوم العشرين من نوفمبر 2025، تتجدد مشاعر الفخر والانتماء بهذه المناسبة الوطنية التي تعكس مسيرة التطور وبناء الإنسان في الوطن؛ إذ يُتيح اليوم الوطني فرصة مهمة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الشباب الباحثين عن فرص عمل مستقرة؛ سواء في بداية مسيرتهم المهنية أو بعد تجاوزهم سن الأربعين، خاصة في ظل التزاماتهم الأسرية ورغبتهم في تحقيق الاستقرار والمشاركة الفاعلة في البناء الوطني.

ويواجه العديد من الشباب صعوبة في الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم، رغم البرامج التدريبية والمبادرات التأهيلية المتاحة. وتؤثر هذه التحديات على أوضاعهم المعيشية والاجتماعية؛ مما يتطلب تطوير آليات مرنة تساعدهم على الاندماج في سوق العمل بفعالية، وتوفر بيئة تشجع على المبادرة والابتكار وتطوير الذات.

وتبرز الحاجة إلى سياسات توظيف عادلة وشفافة تشمل مختلف الفئات، مع تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وربط مخرجات التدريب بالفرص المتوفرة، وتقديم حوافز للشركات التي تساهم في استيعاب الباحثين عن العمل. ويأتي الإحلال الوظيفي كأداة مهمة لتشغيل الكفاءات الوطنية وتقليل الاعتماد على العمالة الوافدة؛ بما يسهم في تشغيل الشباب وتسهيل انتقالهم إلى سوق العمل بثقة واستقرار.

وفي هذا الإطار، تظهر أهمية توفير فرص توظيف مباشرة للشباب الذين تجاوزوا سن الأربعين أو اقتربوا منه، وفقًا لمؤهلاتهم وظروفهم المعيشية الصعبة، مع استثنائهم من المنافسة في بعض الشواغر تقديرًا لوضعهم الأسري. ويتيح هذا التوجه مجالًا للشباب الأصغر سنًا للتنافس على الفرص المطروحة، ويشجعهم على مواصلة التعليم واكتساب الخبرات التي تعزز فرصهم المستقبلية.

ويمكن تقديم حلول خاصة لفئة ربات البيوت المُسجّلات باحثات عن عمل، عبر منحهن دعمًا ماليًا شهريًا يضمن لهن مصدر دخل ثابت، مع خيار الاستمرار ضمن سجل الباحثين أو الاكتفاء بالدعم. ويسهم هذا الإجراء في تخفيف الضغط على سوق العمل، وتقليل عدد الباحثين بشكل تدريجي، وإعطاء مساحة أكبر لتوفير فرص إضافية للفئات الشابة.

وتدعم هذه الجهود مبادرة استقطاب شركات عالمية في مجالات متنوعة، وفتح مصانع جديدة في المحافظات، مع تقديم تسهيلات وحوافز تشجع على الاستثمار المحلي وتوليد آلاف الوظائف. ويسهم هذا التوجه في تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل نوعية تستوعب الكفاءات الوطنية بمختلف تخصصاتها.

وتكتسب المشاريع المجتمعية والبرامج التطوعية أهمية خاصة في تعزيز الخبرة الميدانية وتنمية قدرات الشباب، وتوسيع مشاركتهم في التنمية المحلية، وترسيخ قيم الانتماء والعمل الجماعي.

وختامًا.. يظل تمكين الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة لهم أساسًا لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي. ويمكن دعم ذلك عبر برامج توظيف موجهة، وتطبيق الإحلال الوظيفي بشكل مدروس، وحوافز جاذبة للقطاع الخاص، وربط التوظيف بالمهارات الفعلية، إلى جانب تعزيز المبادرات التطوعية والتدريبية. ولتكن احتفالات العشرين من نوفمبر محطةً وطنية تتجدد فيها الإرادة لتعزيز مشاركة جميع الفئات، خاصة الشباب والشابات، وجعل هذا اليوم مناسبة لترسيخ ثقافة العمل وتوسيع فرص التوظيف ومعالجة ملف الباحثين عن عمل بما يلبي تطلعات الأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة المنيا تفتح آفاق العمل.. انطلاق الملتقى التوظيفي الخامس للسياحة والفنادق

افتتح الدكتور عصام فرحات، رئيس جامعة المنيا، الملتقى التوظيفي الخامس لكلية السياحة والفنادق، بمشاركة واسعة من كبرى مؤسسات القطاع السياحي في مصر، بالإضافة إلى حضور بارز من المركز الوطني للابتكار وريادة الأعمال بالجامعة، في خطوة استراتيجية لربط التعليم الأكاديمي بمتطلبات سوق العمل.

ويُعد هذا الملتقى منصة حيوية، نظمتها كلية السياحة والفنادق بهدف دعم خريجيها وتوفير فرص تدريب وتوظيف مباشرة لهم، إلى جانب ترسيخ ثقافة الابتكار وتشجيع تبني المشاريع الطلابية المتميزة من قِبل رجال الأعمال.

شهد الملتقى حضوراً مكثفاً من عمداء الكليات، ووكلاء كلية السياحة والفنادق، وجمع غفير من الشركات الرائدة في قطاعات الفنادق وسلاسل المطاعم العالمية، وشركات السياحة والدعاية والإعلان.

وخلال الافتتاح، تفقد رئيس الجامعة المعرض الطلابي الملحق بالملتقى، والذي كشف عن مستوى متقدم من الأفكار الريادية، حيث عرض الطلاب مشاريع مبتكرة شملت مشاريع تكنولوجية متقدمة: مثل عروض متحفية باستخدام تقنيات الهولوجرام للشخصيات والمعروضات التاريخية، ومشروعات افتراضية وثلاثية الأبعاد لتجارب سياحية جديدة، و أفكار لمواقع إلكترونية تستخدم رموز الاستجابة السريع (QR Code) لربط الآثار بصورها ومعلومات تفصيلية صوتية ونصية، بالإضافة إلى مقترحات لإنشاء فنادق في العاصمة الإدارية الجديدة، تجمع بين التراث الحضاري والتكنولوجيا الحديثة.

أشاد رئيس الجامعة بهذه الأفكار، مؤكداً أنها تعكس قدرة طلاب الجامعة على توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة القطاع السياحي، ما يعزز جاهزيتهم للمنافسة في سوق العمل.

انطلاق الملتقى التوظيفي الخامس للسياحة والفنادق

تضمن جدول أعمال الملتقى عقد ورش عمل متخصصة جمعت بين الخريجين الراغبين في التوظيف وممثلي الشركات، بهدف التعرف على الاحتياجات الحالية لسوق العمل والمهارات المطلوبة للتطوير المهني. كما تم عرض قصص نجاح لخريجي الكلية لتحفيز الأجيال الجديدة على التميز.

وفي سياق دعم العملية التعليمية التطبيقية، تفقد رئيس الجامعة قاعات الاستقبال السياحية والمتحف التعليمي بالكلية، حيث ناقش مقترحاً للتوسع في المتحف وإنشاء مجمع متاحف جامعي يضم المتاحف الأثرية والحضارية والجيولوجية والبيئية لتوفير بيئة تعلم تطبيقية متكاملة للطلاب.

كما تبادل رئيس الجامعة الحوار مع ممثلي سلاسل المطاعم العالمية لبحث إمكانية إنشاء فروع داخل الحرم الجامعي، لتعزيز الخدمات الطلابية ودعم البيئة الجامعية ككل.

مقالات مشابهة

  • جامعة المنيا تفتح آفاق العمل.. انطلاق الملتقى التوظيفي الخامس للسياحة والفنادق
  • محافظ معان يتفقد مديرية الشباب ويشيد بجهود تمكين الشباب وتطوير البنية الرياضية
  • العين هاني الملقي يؤكد أهمية تمكين الشباب في مشروع التحديث السياسي
  • برامج تمكين اقتصادي بمركز شباب الشيخ زايد في الإسماعيلية.. تفاصيل
  • الدبيبة يبحث مع تعزيز التعاون مع المجر بمجالات الطاقة والاستثمار
  • مواصلة فعاليات اليوم الثاني لدورة الوعي الوطني وتمكين الشباب لمواجهة الأزمات بأسيوط
  • نشرية خاصة.. أمطار جد غزيرة على 24 ولاية اليوم!
  • صُناع الخير» تطلق مبادرة «تمكين» في محافظة المنوفية
  • حزب البناء الوطني: جولة جلالة الملك تعزّز مكانة الأردن وتفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع البلاد