معركة بين جماعة الحوثي والمنظمات الدولية في صنعاء .. اتهامات وإجراءات ونفي
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
اتهمت جماعة الحوثي منظمات دولية تعمل في مناطق سيطرتها بالعاصمة صنعاء بالتجسس، والوقوف وراء أعمال عدوانية، تسببت باستهداف أعضاء في حكومتها الغير معترف بها دوليا، من قبل إسرائيل.
وشن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي هجوما مباشرا على المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، ومنها برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة اليونيسيف واتهمها بالتحول لخلايا تجسسية، تحتمي بالانتساب إلى المنظمات الإنسانية، وتغطي نشاطها الذي وصفه في خطابه الأخير بالعدواني الخطير.
زعيم الحوثيين قال إن جماعته حصلت على معلومات عن طبيعة الدور التجسسي من الموظفين المعتقلين المنتسبين للمنظمات الإنسانية، وكان لذلك الدور التأثير الأساسي في استهداف إسرائيل لقيادات الحكومة اليمنية، وتحدث عن دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، متهما مسؤول الأمن والسلامة في البرنامج بممارسة هذا الدور، مشيرا أيضا إلى حصول خلايا هذه المنظمات على أجهزة وإمكانات تجسسية تستخدمها أجهزة الاستخبارات العالمية.
هذا التعليق من زعيم الجماعة جاء بعد ساعات من إعلانها مقتل رئيس هيئة الأركان محمد الغماري بضربة لإسرائيل، وهي العملية التي تكتمت عنها لأيام طويلة، وبعد أشهر من غارة استهدفت اجتماع للحكومة تسبب بمقتل رئيسها غالب الرهوي، وآخرين في الثلاثين من أغسطس الماضي.
وفي أول خطوة عملية عقب تلك التصريحات نقلت وكالة "سبأ" في صنعاء التابعة للحوثيين عن نائب وزير الخارجية والمغتربين قوله إن الوزارة تعتزم إعادة النظر في الاتفاقيات الأساسية الموقعة مع كافة المنظمات العاملة في اليمن وتعديلها، معتبرا ذلك سيسهم في ترسيخ وتثبيت أمن واستقرار وسيادة اليمن.
وشنت جماعة الحوثي خلال الأعوام الماضية حملات اعتقال واسعة طالت موظفين في عدة منظمات دولية في العاصمة صنعاء، أغلبها تابعة للأمم المتحدة، وارتفعت وتيرة تلك الحملات مع العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطاينا أولا، ثم إسرائيل ثانيا على مواقع وأهداف تابعة للحوثيين في مناطق سيطرتها.
وسارعت الأمم المتحدة لإعلان رفضها القاطع لاتهامات جماعة الحوثي، وعبر المتحدث الرسمي بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق وإنزعاج المنظمة الشديد إزاء هذه الإتهامات المغرضة الصادرة عن الحوثيين بما فيها وصفهم موظفي الأمم المتحدة بـ "الجواسيس والإرهابيين".
وحذر ستيفان دوجاريك، من أن هذه الإتهامات تعرض حياة موظفي الأمم المتحدة في كل مكان للخطر، مؤكداً إن هذا أمر غير مقبول، وأن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ 53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن بعضهم محتجز لسنوات دون السماح بأي اتصال معهم .
وأدت الحملات التي شنتها جماعة الحوثي ضد المنظمات الدولية والعاملين بها في مناطق سيطرتها لمغادرة العديد منها إلى مدينة عدن، حيث تتواجد الحكومة المعترف بها دوليا، وبادرت الحكومة لتقديم تسهيلات وإتخاذ تدابير للمنظمات الراغبة بالانتقال إلى عدن، منذ أكثر من عامين.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الأمم المتحدة منظمة اليونيسيف برنامج الغذاء العالمي عبدالملك الحوثي الوضع في اليمن الأمم المتحدة جماعة الحوثی
إقرأ أيضاً:
عبدالملك الحوثي يمهّد لحرب داخلية تستهدف المدنيين بالاعتقالات والقمع والسجون تحت مسمى حرب «الجواسيس»
في خطاب جديد اتسم بالتحريض والتضليل، حاول زعيم الميليشيا الحوثية، عبدالملك الحوثي، التغطية على جرائم جماعته ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، عبر اتهامهم بالعمالة والتجسس لصالح “أمريكا وإسرائيل”.
وخلال كلمته المتلفزة تابعها محرر "مأرب برس" زعم الحوثي أنه تم “كشف خلايا تجسسية” تنتمي إلى منظمات إنسانية دولية مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، مدعيًا أن تلك الجهات شاركت في “توفير الإحداثيات” لما سماه “الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع حكومي في صنعاء”.
ويرى مراقبون أن تصريحات الحوثي تمثل تمهيدًا لحملة قمع جديدة تستهدف موظفي الإغاثة والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في مناطق سيطرة الميليشيا، بعد تزايد شكاوى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من القيود والانتهاكات التي تمارسها الجماعة ضدهم.
الزعيم الحوثي الذي وصف المنظمات بأنها “غطاء لأنشطة عدوانية”، لم يقدم أي أدلة ملموسة تدعم ادعاءاته، مكتفيًا بتكرار مزاعم استخباراتية غامضة، في محاولة مكشوفة لتبرير الاعتقالات التعسفية والابتزاز الذي تمارسه جماعته بحق العاملين في المجال الإنساني.
ويأتي هذا الخطاب في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الحوثيين بسبب تجنيد الأطفال، ومصادرة المساعدات، واستهداف المدنيين تحت ذرائع أمنية واتهامات “بالتجسس”، وهي الذريعة ذاتها التي استخدمتها الجماعة لتصفية المعارضين والناشطين خلال السنوات الماضية.
ويؤكد محللون أن الحوثي يسعى من خلال هذه التصريحات إلى تحويل الأنظار عن الأزمات الداخلية والانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرته، وخلق “عدو وهمي” لتبرير حملات القمع ومصادرة الحريات.