شبكة اخبار العراق:
2025-10-18@10:48:34 GMT

الميليشيات .. سرطان ينخر جسد العراق

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

الميليشيات .. سرطان ينخر جسد العراق

آخر تحديث: 18 أكتوبر 2025 - 9:30 ص بقلم:د. خالد القرة غولي منذ سقوط النظام السابق عام ( 2003 ) كان الأمل معقودًا على بناء دولة مؤسسات حديثة في العراق، إلا أن هذا الحلم سرعان ما تبخر وسط فوضى أمنية وسياسية أتاحت للميليشيات المسلحة أن تتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، لتصبح تدريجيًا صاحبة الكلمة الفصل، بينما تراجعت سلطة القانون والدستور.


– دولة الظل تهيمن
في الواقع : لم تعد الميليشيات مجرد جماعات مسلحة خارجة عن القانون، بل تحوّلت إلى قوة موازية – وأحيانًا متفوقة – على الدولة نفسها، مدعومة بقدرات مالية وبشرية هائلة، وغالبًا بتمويل مباشر من قوى إقليمية. تحكم هذه الجماعات على الأرض، تفرض قوانينها الخاصة، وتستبيح المال العام، في ظل صمت رسمي أو تواطؤ سياسي.
– داعش .. نتيجة وليس سببًاويرى مراقبون : ومنهم د. خالد القره غولي .. أن ظهور تنظيم داعش في العراق لم يكن سوى نتيجة طبيعية لحالة الفوضى والانقسام التي خلقتها الميليشيات , بل إن هذه الجماعات ساهمت ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، في توفير البيئة المثالية التي سمحت للتنظيم الإرهابي بالتمدد واحتلال ثلث الأراضي العراقية في مشهد كارثي لن يُمحى من ذاكرة العراقيين ؟
– الأحزاب تتحول إلى ميليشيات
التحول الأخطر تمثل في اندماج بعض الأحزاب السياسية بالميليشيات ، حيث لم تعد البرامج الوطنية أو الكفاءة هي الفيصل في العمل السياسي، بل الولاء للزعيم أو الفئة، والسعي وراء المناصب والغنائم. وباتت الانتخابات ساحة لتصفية الحسابات بين السلاح المنفلت، في ظل غياب معايير النزاهة والشفافية ؟
– الطائفية تفتك بالدولة
المشهد العراقي اليوم يعاني من تحلل مفاهيم الدولة الحديثة ، وعودة ما يشبه النظام الإقطاعي لكن بصيغ جديدة ، حيث تُقسّم الدولة إلى مناطق نفوذ لطوائف أو عشائر أو جماعات مسلحة، تحكم بقوة السلاح والمال ، لا عبر القانون أو المؤسسات , وهذا ما دفع كثيرين للحديث عن عراق مقسّم فعليًا، رغم بقاء صورته الموحدة شكليًا ؟
– ما بين اللا دولة والحلم الوطني
– الصراع القائم في العراق اليوم ، كما يصفه القره غولي، لم يعد فقط بين الدولة واللادولة، بل بين من يؤمن بعراق وطني مدني جامع، ومن يصر على إبقاء البلاد رهينة السلاح والولاء الخارجي ورغم السواد الذي يلف المشهد، يصرّ الكاتب على أن في العراق رجالًا أحرارًا يقاتلون من أجل بقاء الدولة، مؤمنين بأن الوطن لا يمكن أن يُختزل في طائفة أو عشيرة أو جماعة.
– خاتمة : المقال
الميليشيات ليست مجرد مشكلة أمنية في العراق ، بل هي سرطان سياسي واجتماعي واقتصادي ، يتطلب مواجهة شاملة تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية , فبناء الدولة يبدأ من فرض القانون ونزع سلاح الجماعات الخارجة عن السيطرة ، ويمرّ عبر إصلاح سياسي جذري يعيد الاعتبار للهوية الوطنية ، ويضع حدًا لعقود من الانقسام والفساد والتبعية وبه – نستعين

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

قطر تشارك في منتدى "حوارات المتوسط 2025" في نابولي الإيطالية

 شاركت دولة قطر، اليوم، في منتدى "حوارات المتوسط 2025" الذي يعقد في مدينة نابولي الإيطالية.

مثل دولة قطر في المنتدى، سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.

  وأجرى المنتدى حوارا خاصا مع سعادته في إحدى الجلسات الرئيسية، تناول أولويات السياسة الخارجية لدولة قطر، إلى جانب موقف الدولة بشأن عدد من القضايا الراهنة ودور الدبلوماسية القطرية في دعم الاستقرار وبناء السلام.

وقال سعادته في مداخلة خلال المنتدى، إن الوساطة تمثل العمود الفقري للسياسة الخارجية لدولة قطر، وتنبع من قناعة راسخة بأن الحوار يجب أن يسود دائماً على الانقسام، وأن أكثر الصراعات تعقيداً يمكن حلها بحكمة وثقة ومثابرة.

  وركز سعادته على أن نهج دولة قطر في الوساطة يستند إلى أربعة مبادئ أساسية: الحياد، والمصداقية، والشمولية، والمثابرة الدبلوماسية، وقال: نحن لا نفرض النتائج، بل نخلق الظروف المناسبة للحوار، ونرافق مراحل الانتقال، ونساعد في إعادة بناء المؤسسات لضمان دوام السلام.

  وأوضح وزير الدولة بوزارة الخارجية أن دولة قطر تواصل قيادة تصميم إطار سلام لغزة يقوم على مراحل مترابطة تتمثل في: وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والحماية، والاستقرار الأمني، إلى جانب الحوكمة، وإعادة الإعمار، والرقابة تحت ضمانات إقليمية ودولية.

  ولفت سعادته إلى أن قمة شرم الشيخ الأخيرة شكلت محطة مهمة لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية نحو دعم مسار السلام في غزة، مؤكداً أن دولة قطر تنظر إلى نتائج القمة باعتبارها أساساً عملياً لتعزيز التنسيق الإنساني والسياسي، وتوفير بيئة توافقية تسمح بانتقال تدريجي نحو الاستقرار المستدام، مشيراً إلى أن التنسيق بين الأطراف المعنية لا بد أن يستمر بوتيرة عالية لضمان نجاح المرحلة المقبلة.

  وأضاف سعادته: تبقى قناعتنا واضحة بأن التقدم الإنساني والسياسي يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، ومع ذلك لا يمكننا إعادة بناء البنية التحتية لغزة دون إعادة بناء الثقة.

  وفي الشأن السوري، قال سعادته إن هناك دلائل تشير إلى أن سوريا بدأت تتحرك في الاتجاه الصحيح، فالانتخابات البرلمانية الأخيرة تمثل خطوة مهمة نحو مشاركة سياسية أوسع، مؤكداً أن سوريا بحاجة إلى الشراكة والتشجيع من المجتمع الدولي، بما يضمن ترجمة الإصلاحات إلى واقع ملموس.

  وحول لبنان، ذكر وزير الدولة بوزارة الخارجية أن دعم لبنان هو التزام باستقرار الدولة والحفاظ على وحدتها، مشيراً إلى أن دولة قطر تواصل نهج الدبلوماسية بالتعاون مع شركائها الرئيسيين لمنع أي تصعيد على الحدود، وتؤكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وضمان سلامة أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، لافتاً إلى أن دولة قطر على تنسيق وثيق مع دول المجموعة الخماسية.

  وحول جهود دولة قطر لإحلال السلام في منطقة البحيرات العظمى، أشار سعادته إلى تيسير دولة قطر توقيع إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو/حركة 23 مارس، مشيراً إلى توقيع الطرفين أيضاً أمس الأول بالدوحة على اتفاق إنشاء آلية للإشراف والتحقق من وقف إطلاق النار، بتيسير من دولة قطر، انسجاماً مع "إعلان مبادئ الدوحة" الموقع في يوليو الماضي.

  وبشأن كولومبيا، لفت سعادته إلى توسط دولة قطر في عملية بناء السلام بين حكومة جمهورية كولومبيا وجيش غايتانيستا الكولومبي المعلن ذاتياً، بهدف تعزيز المصالحة وإيجاد حلول مستدامة للتحديات المزمنة التي تطرحها الجماعات المسلحة في كولومبيا، بما في ذلك نزع السلاح وبناء السلام.

  وأكد سعادته في ختام كلمته أن المبادرات الأخيرة، من وسط إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية، تبرز هوية الدوحة كعاصمة عالمية للحوار، وإيمانها الراسخ بأن الوساطة تمثّل مسؤولية أخلاقية وأداة عملية لتحقيق الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري ناعيا الدكتور أيمن سلامة: سخر علمه في الدفاع عن القانون وثوابت الدولة الوطنية
  • الانتخابات العراقية.. ما قبل الاقتراع وما بعد الدولة
  • أوروغواي تُقر القتل الرحيم لأول مرة في أمريكا اللاتينية وسط اعتراضات
  • قطر تشارك في منتدى "حوارات المتوسط 2025" في نابولي الإيطالية
  • أسباب الفشل في السودان وجنوب السودان
  • الإمارات تحتفي بـ”يوم الأغذية العالمي”
  • السودان بين مستنقع الميليشيات ومأزق الدولة المنهكة
  • الإمارات تحتفي غداً بـ«يوم الأغذية العالمي»
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء بعد اجتماع الحكومة