نادي نجيب: الفضة تحقق أرباحًا.. لكنها تحتاج إلى الصبر
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
أكد نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، أن معدن الفضة يشهد إقبالًا متزايدًا من المستثمرين الأفراد، خاصة من يمتلكون سيولة نقدية محدودة، مشيرًا إلى أن الفضة تمثل خيارًا استثماريًا واعدًا لمن لا يملك رأس مال كبير للاستثمار في الذهب.
وأوضح نجيب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر قناة المحور، أن الفضة، مثلها مثل الذهب، تُعد من المعادن الثمينة وتتأثر بالعوامل الاقتصادية ذاتها، مؤكدًا: "عندما يرتفع سعر الذهب، ترتفع الفضة معه".
وأشار إلى أن الكثير من المستثمرين بدأوا في شراء سبائك الفضة كبديل استثماري ميسر مقارنة بالذهب، وذلك في ظل التوقعات بأن سعر الفضة قد يتضاعف ثلاث مرات خلال عام واحد.
الاستثمار في الفضة يحتاج إلى صبروشدد نجيب على أن الاستثمار في الفضة لا يدر أرباحًا سريعة، بل يتطلب الصبر والانتظار لتحقيق مكاسب حقيقية. وقال:
"الفضة خيار جيد، لكنها تحتاج من 8 إلى 12 شهرًا لتحقيق أرباح ملموسة من فرق البيع والشراء، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية."
وأوضح أن من يمتلك قدرة على الانتظار قد يجني عوائد جيدة، محذرًا في الوقت نفسه من الانجراف وراء توقعات غير واقعية بشأن الأرباح السريعة، مشيرًا إلى أن الفضة تتحرك بوتيرة أبطأ مقارنة بالذهب، رغم تأثرها الكبير بتقلبات السوق.
خيار آمن ومناسب لصغار المستثمرينواختتم نادي نجيب حديثه بالتأكيد على أن الفضة تعد خيارًا استثماريًا آمنًا ومناسبًا لصغار المستثمرين، خصوصًا في الأوقات التي تشهد فيها الأسواق حالة من عدم الاستقرار، معتبرًا أن من يتحلى بالصبر ستكون لديه فرصة قوية لتحقيق أرباح مجزية في المستقبل القريب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نادي نجيب الفضة الاستثمار في الفضة نادی نجیب
إقرأ أيضاً:
هل تطوير الفكر مطلب أم خيار؟
محفوظ بن راشد الشبلي
كُنا ذات مرة نحضر محاضرة عن الممارسات والسلوكيات الخاطئة، وما إن انتهينا من المحاضرة وخرجنا إلّا وأرى شخصاً ممن يجلسون قريبين مني في المحاضرة يأتي بسلوك خاطئ من التي كانت قبل قليل هي موضوع المحاضرة، فتساءلت في نفسي عن مغزى حضور ذلك الشخص وجلوسه وإصغائه، مع العلم ولكونه يجلس قريبًا مني كنت أراه متشدقًا بالنظر والتركيز للمحاضر ولا أعي هل تركيزه ذلك كان بالنظر لشخص المحاضر أم للإصغاء لِما يقوله ويتحدث عنه، وأُقارن فعله المتناقض الذي أتى به عندما خرج من ذلك الإطار الذي كان فيه قبل قليل، وهل ما يستمع له الإنسان ويتعلمه ويتفقّه به؛ هل هو مطلب للعمل به لتطوير ذاته وممارساته في الحياة أم هو مجرد حضور من سراب ليس به ما يلزم تطبيقه والعمل به على الواقع.
إحدى المرات رأيت عاملًا من الجالية الآسيوية يرمي بأكياس على الطريق كان يحمل بها طعامًا في يده فسألته عن فعله ذلك ولِم لا ترميه في سلّة المهملات، فأجابني بأن (كل نفر يسوي سيم سيم) فلم أجبه بشيء وانصرفت عنه، وقلت في نفسي لو وجد ذلك العامل ثقافة تُمارس أمامه عن تلك الممارسات الخاطئة التي يُوجّه لها ويُشار ويُنبّه بعدم فعلها من أبناء البلد لَما فعلها وأتى بمثلها ولأحترم التقيّد بها في بلادٍ غير بلاده ولكن التبريرات أحياناً تُجيبك على بعض التساؤلات.
وفي نفس السياق كذلك سألت أحد الوافدين عن سبب وقوفه الخاطئ بسيارته أمام أحد المقاهي، ولِم لا تقف في موقف واحد بالطريقة الصحيحة لتُتيح للباقين مكاناً للوقوف، فكان جوابه على سياق وشاكلة جواب الوافد السابق (كله نفر يقف سيم سيم) فساءني تكرار الرد على نفس الشاكلة من الوافدين في بلادنا ولتطبيقهم سلوكيات خاطئة شاهدوها وقلّدوها من سلوكيات أبناء البلد. ونرجع لنفس السؤال هل ما يتعلمه الإنسان في حياته ويتفقّه به مطلب لتطبيقه على الواقع لتطوير ذاته ورسم صورة إيجابية لغيره لتطبيقها، أم هو خيار فقط ومجرد معلومة تُضاف ولا تُطبّق على الواقع. ناهيك عن المحاضرات والتوجيهات والتعليمات والتثقيفيات بالملصقات الإعلانية التي نجدها في كل مكان، والتي توجّه من قِبل الدوائر والجهات المعنية ذات العِلاقة، وتُبث في مواقع الإعلام المختلفة وعبر مواقع التواصل والكل يشاهدها، ولكن لا زلنا نرى مُخالفاتها تتكرر على الواقع للأسف.
كنت أتابع حلقة ذات مرة من حلقات برنامج (س) الذي يُعرض على قنوات (إم بي سي)، والذي يُقدمه الإعلامي السعودي أحمد الشقيري، وكانت الحلقة يومها في اليابان ويسأل حينها مواطن ياباني عندما شاهده يقطع مسافة ليرمي المهملات في سلة المهملات أو بالأحرى في مكانها الصحيح الذي يجب أن تُرمى فيه، فسأله عن ذلك مُقارنة بما يشاهده في دول أخرى، فاندهش ذلك المواطن الياباني من السؤال اندهاشًا غريبًا قبل أن يرد عليه بإجابة مُحرجة تمنى وقتها مُقدم البرنامج لو لم يسأله، وأردف له بعبارة على جوابه بأن هذه بلاده، وكأنّه يوجّه له رسالة بأن نظافة بلاده هي جزء لا يتجزأ من ثقافته العامة وأن تقدم بلاده الذي وصلت إليه عِلميًا وتطورها تكنولوجيًا يبدأ من تطوير الذات وجعل ممارسة تطبيق ما تعلّمه هي ثقافة عامة لديه وقانون يحترمه ومبادئ يتّبعها ويجعلها منهجًا في حياته.
برغم إن بعض الدول ليست عقيدتها الإسلام إلّا إن تطبيق الثقافة العِلمية الصحيحة في الممارسات التي أوصى بها اللّه ورسوله هي ثقافة عامة يمتهنونها لتطوير ذاتهم، بل وجعلوها مطلبًا لتقدمهم وليس خيارًا في حياتهم، بغض النظر عن سلبياتهم العقائدية الأخرى في فكرهم.
خلاصة القول.. إن لم تجعل ثقافة تطبيق ما تعلمته وشاهدته واستمعت له من توجيهات وتعليمات وأوامر ونواهي منهجًا في تطوير ذاتك وفكرك، وتجعله سلوكًا في حياتك لتفيد به نفسك وبلدك وتكون مرآة لغيرك ليقتدي بك ويتعلّم منك، كما أوصى به رسولنا الكريم في حديثه الكريم: "المسلم مرآة أخيه"، فستبقى في دائرة النقصان مهما اعتقدت انك وصلت بعِلمك إلى الكمال، فتطوير الفكر والذات يجب أن يكون مَطلبًا تسعى إليه في حياتك لترتقي وليس خيارًا كما يظنه البعض للأسف، ومهما دارت الأزمان وتغيّرت الشخصيات والشواخص وتغيّر معها الحال والمكان سيبقى تطوير الفكر والذات وتحوله للأفضل لمواكبة تطور الحياة هو المطلب الأسمى يومًا بعد يوم.