بنك قطر الوطني: عوامل متعددة تعزز استفادة الأسواق الناشئة من تدفقات رؤوس الأموال
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
وصف بنك قطر الوطني (QNB) استفادة الأسواق الناشئة من تدفقات رؤوس الأموال بالإيجابية إلى حد ما، على الرغم من حالة عدم اليقين والتقلبات الكبيرة في الاقتصاد الكلي العالمي، مرجعا ذلك إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، والدورة الحالية لتيسير السياسات النقدية في الاقتصادات المتقدمة الرئيسية، بالإضافة إلى توافر عوائد حقيقية مرتفعة في العديد من الأسواق الناشئة الكبيرة.
ورأى البنك في تقريره الأسبوعي أن هذه الرياح المواتية من شأنها أن تستمر على المدى المتوسط، لا سيما مع انخراط الولايات المتحدة في المزيد من الجهود لإعادة التوازن إلى اقتصادها من خلال خفض العجز الخارجي وإعادة التصنيع إلى البر الأمريكي.
ولفت التقرير إلى أن الأسواق الناشئة عانت على مدى السنوات القليلة الماضية من تقلبات كبيرة في تدفقات رؤوس الأموال نتيجة عوامل عدة، أبرزها عدم الاستقرار النقدي وتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي إضافة إلى تراجع الرغبة في المخاطرة على نطاق أوسع بين المستثمرين العالميين حول تخصيص المبالغ للأصول غير الأمريكية.
ووفقا لمعهد التمويل الدولي، فقد شهدت تدفقات محافظ غير المقيمين إلى الأسواق الناشئة، والتي تمثل حصص المستثمرين الأجانب في الأصول العامة المحلية، تحولا كبيرا من المنطقة السلبية إلى المنطقة الإيجابية في أواخر عام 2023، ولا تزال قوية إلى حد ما هذا العام، بل وتتسارع.
وأوضح التقرير أن الأداء القوي الذي سجلته أصول الأسواق الناشئة خلال العام الجاري جاء مفاجئا، في ظل بيئة تتسم بمستويات غير مسبوقة من عدم اليقين وتقلب السياسات الاقتصادية العالمية.
وأشار إلى أنه، وفي العادة، تدفع حالات عدم اليقين المستثمرين إلى الابتعاد عن أصول الأسواق الناشئة لصالح الملاذات الآمنة، إلا أن المشهد يبدو مختلفا هذه المرة.
وبحسب التقرير، هناك ثلاثة عوامل رئيسية تفسر هذا الارتفاع الملحوظ في تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة.
ويتمثل العامل الأول الذي أورده التقرير في استمرار ضعف الدولار الأمريكي، والذي ساهم في تعزيز جاذبية الأصول ذات العائد المرتفع في الأسواق الناشئة، ما يدعم تدفقات رؤوس الأموال الداخلة إلى هذه الأسواق.
وأوضح في هذا السياق أنه عندما تكون الظروف مواتية، يقوم المستثمرون العالميون بتمويل مراكزهم بالعملات ذات العائد المنخفض نسبيا في الاقتصادات المتقدمة، مثل الدولار الأمريكي، ويبحثون عن أصول الأسواق الناشئة ذات العائد المرتفع.
ويعزز ضعف الدولار هذا التوجه، إذ يسهم في تقليص مخاطر تقلب أسعار الصرف المرتبطة بالاستثمار في الأسواق الناشئة.
كما أن تراجع قيمة الدولار يخفف من أعباء خدمة الديون المقومة به، سواء على الحكومات أو الشركات في تلك الأسواق، الأمر الذي يؤدي إلى تحسّن جودة الائتمان وتقليص علاوات المخاطر، وبالتالي يعزز من إعادة توجيه المحافظ الاستثمارية نحو أصول الأسواق الناشئة.
وأشار التقرير إلى أنه منذ بداية العام، تراجعت قيمة الدولار بأكثر من 10 بالمئة مقابل سلة عملات الاقتصادات المتقدمة، وبنحو 8 بالمئة أمام سلة عملات الأسواق الناشئة.
أما العامل الثاني، فيتمثل في تخفيف السياسات النقدية من قبل البنوك المركزية الكبرى، مما أدى إلى انخفاض العائدات وتيسير الأوضاع المالية في الاقتصادات المتقدمة، وهو ما عزز الجاذبية النسبية لأصول الأسواق الناشئة.
وذكر التقرير أن البنك المركزي الأوروبي واصل خلال هذا العام دورة التيسير النقدي، ليصل سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى محايد عند 2 بالمئة، بعد أن تم خفض أسعار الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس منذ منتصف عام 2024.
وتتوقع الأسواق حاليا بلوغ سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية 3 بالمئة بحلول نهاية عام 2026، ما من شأنه تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في أصول الأسواق الناشئة.
وأضاف التقرير أن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة في الاقتصادات المتقدمة توفر دعمًا إضافيًا لتدفقات رؤوس الأموال نحو الأسواق الناشئة.
وفيما يتعلق بالعامل الثالث، أوضح التقرير أنه يتمثل في تقديم العديد من الأسواق الناشئة الكبيرة، وخاصة في آسيا وأمريكا اللاتينية، حاليا عوائد أعلى بكثير من معدلات التضخم لديها.
وبين أن هذه "الأسعار الحقيقية" الإيجابية من دول مثل إندونيسيا والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا، على سبيل المثال، تساهم في توفير إمكانات ربح أعلى وطمأنة للمستثمرين من المخاطر المحتملة لانخفاض قيمة العملة بشكل غير مبرر.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الوضع مواتيا لما يسمى بـ"تجارة المناقلة" المتمثلة في الاقتراض من العملات منخفضة العائد للاستثمار في عملات الأسواق الناشئة عالية العائد، معتبرا أنها السمة السائدة لتدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة حتى الآن في عام 2025، حيث تتركز الغالبية العظمى من التدفقات في السندات بدلا من الأسهم وفي الولايات القضائية ذات العملات الأكثر تعويما وذات العوائد الحقيقية الأعلى.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة فی الاقتصادات المتقدمة عدم الیقین التقریر أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
برنامج "أزهليها" يحقق استفادة لـ220 من المزارعات ومربيات الماشية في عدد من المناطق بالمملكة
حقق برنامج أزهليها استفادة لـ220 من المزارعات ومربيات الماشية في عدد من المناطق بالمملكة 116 من المزارعات و104 من المربيات.
ويهدف برنامج أزهليها الذي نظمه المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" التعريف بدور مركز وقاء وخدماته، وتعزيز دور المرأة الريفية ورفع مستوى الوعي للمستفيدات والتأكيد على دور المُزارعات ومربيات الماشية في جودة الإنتاج.
وقد تناولت البرامج محاور متنوعة أهمها الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، الإدارة المتكاملة للآفات النباتية، الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتعامل الصحي مع الحيوانات.
برنامج #أزهليها يحقق استفادة لـ220 من المزارعات ومربيات الماشية في عدد من المناطق بالمملكة؛ ضمن جهود مركز #وقاء في رفع الوعي بالممارسات الزراعية والصحية السليمة، وتمكين المرأة الريفية في القطاع الزراعي. pic.twitter.com/wGAKPEE4uS
— مركز وقاء (@WeqaaCenter) October 15, 2025