ترامب: الرسوم الأميركية المرتفعة على الصين لن تستمر
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الرسوم الجمركية العالية التي هدد بها الصين غير قابلة للاستمرار، في ظل تصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم قبيل اجتماع مرتقب وجهاً لوجه مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
أضاف ترمب في مقابلة مع "فوكس بيزنس"، بُثّ جزء منها يوم أمس الجمعة، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن الإبقاء على الرسوم التي جهزها البلدان ضد بعضهما البعض في وقت سابق من العام الجاري: "إنها غير مستدامة".
وتابع: "لكن هذا هو الرقم الآن، لكن على الأرجح لن تكون مستدامة -كما تعلمون- ومن الممكن أن تبقى، لكنهم أجبروني على القيام بذلك".
رسوم أميركية صينية متبادلة
شهدت المواجهة الجمركية بين واشنطن وبكين ارتفاع الضرائب الأميركية على الواردات الصينية لتصل إلى 145%، في تبادل للرسوم أثار مخاوف من ركود عالمي وانقطاع في التجارة بين الاقتصادين.
مع ذلك، جرى تعليق تلك الرسوم في سلسلة من الهدن التي امتدت كل منها لـ90 يوماً، ومن المقرر أن تنتهي الهدنة الأحدث في 10 نوفمبر، ما لم يتم تمديدها مجدداً.
وكان الهدف من هذا التوقف إتاحة الوقت للولايات المتحدة والصين لحل الخلافات الأوسع بشأن التجارة، إلا أن تلك الجهود تعرضت لانتكاسة مع توسع واشنطن في بعض القيود التكنولوجية واقتراحها فرض رسوم على السفن الصينية التي تدخل الموانئ الأميركية، وردّت بكين بإجراءات مماثلة ووضعت قيوداً أكثر صرامة على صادرات المعادن النادرة.
ترمب يتمسك بصفقة عادلة
هدد ترمب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على البضائع الصينية بحلول الأول من نوفمبر، كما لوح بإمكانية إلغاء الاجتماع المخطط له مع شي، والمُتوقع عقده على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترمب الرسوم الأميركية الصين رسوم أميركية القيود التكنولوجية الموانئ الأميركية
إقرأ أيضاً:
بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبية
تتبنى الصين نهجًا هجوميًا غير مسبوق يعكس ما وصفته وكالة بلومبيرغ بأنه "لعبٌ على طريقة ترامب"، بعدما ردّت بكين على العقوبات والرسوم الأميركية الأخيرة بسلسلة من الإجراءات الانتقامية شملت فرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، وتهديد شركات شحن كبرى بمزيد من العقوبات، في مؤشر على اشتداد المواجهة التجارية.
تصعيد متبادل وقلق في الأسواقوتزامنت الإجراءات الصينية مع بدء تطبيق رسوم أميركية جديدة على مجموعة من الواردات الصينية، من الأخشاب إلى الخزائن المنزلية. وأفادت بلومبيرغ بأن بكين "أصابت الأسواق بالذهول" حين أعلنت فرض قيود صارمة على صادرات المعادن النادرة بحيث تشمل حتى الشحنات التي تُرسلها شركات أجنبية إذا احتوت على مكونات صينية.
هذه الخطوة، وفقًا للتقرير، تماثل الإجراءات الأميركية التي فرضتها واشنطن منذ سنوات على صادرات الرقائق المتقدمة، والتي كانت الصين تصفها سابقًا بأنها "تجسيد للهيمنة الأميركية".
غير أن بكين الآن -كما تقول بلومبيرغ- تتبنى الأسلوب ذاته ضمن ما يبدو أنه "مفاوضة على الطريقة الترامبية".
وقال تينغ لو، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك نومورا: "يبدو أن بكين تستعير بعض تكتيكات ترامب التفاوضية المعروفة، مثل العروض الافتتاحية القصوى، واستغلال نقاط الضعف، وتهديدات الانسحاب الجدية".
مواجهة مفتوحةمن جانبه، وصف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت القيود الصينية بأنها "استهداف مباشر لسلاسل الإمداد الصناعية في العالم الحر"، مضيفًا في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "لقد وجّهت الصين مدفعا نحو قاعدة الصناعة العالمية، ولن نسمح لها بأن تُملينا كيف ندير نظامنا التجاري".
ورغم اللهجة الحادة، نقلت بلومبيرغ عن بيسنت قوله إن الاجتماعات التحضيرية بين الجانبين ستستمر هذا الأسبوع في واشنطن، مشيرًا إلى نيّته لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني قبل اجتماع الرئيسين ترامب وشي في كوريا الجنوبية نهاية الشهر.
ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.
الأسواق تتقلب بين الذعر والأملوتراجعت الأسهم العالمية الجمعة الماضية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، لكنها استعادت بعض خسائرها الاثنين، إثر مؤشرات على "تحضير مسار تهدئة" وفق تعبير بلومبيرغ، واحتمال استمرار اللقاءات بين الرئيسين.
إعلانغير أن إعلان الصين الثلاثاء عن عقوبات تستهدف وحدات أميركية تابعة لشركة شحن كورية جنوبية أعاد المخاوف ودفع الأسواق للهبوط مجددًا.
الصين تتسلح بالتناظروترى بلومبيرغ أن التصعيد الأخير يكشف "كيف باتت الصين تستخدم أدوات ترامب نفسها"، ليس فقط عبر الرسوم المقابلة، بل في بناء أوراق ضغط تفاوضية قبيل اللقاءات الثنائية، حيث تراهن بكين على تنويع صادراتها وتعزيز اعتماد العالم عليها في المعادن الحيوية.
وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، التي أوردها التقرير، أن الصين مسؤولة عن نحو 70% من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة في عام 2024، وهو ما يمنحها ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات تجارية.
سيناريوهات متباينة ومخاطر مفتوحةوفي مذكرة حديثة، كتب محللو بنك "غولدمان ساكس" أن التطورات الأخيرة "توسّع نطاق الاحتمالات أمام الاقتصاد العالمي"، مع بقاء الاحتمال الأساسي أن "الجانبين سيتراجعان عن أكثر الخطوات تطرفًا".
وأشاروا إلى أن "النهج الصيني الصارم قد يُفضي في النهاية إلى نتيجة إيجابية للأسواق، إذا شمل تخفيضًا جزئيًا للرسوم الأميركية وتخفيفًا لبعض قيود التصدير مقابل تنازلات محدودة من بكين".
لكن التقرير حذر أيضًا من أن غموض مسار المفاوضات "يزيد هشاشة النظام التجاري الدولي"، في وقت تعيد فيه الشركات الكبرى رسم خرائط الإمداد لمواجهة ما وصفته بلومبيرغ بـ"التجزئة الاقتصادية الجديدة".
ويرى محللون أن ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.