وصفت الحكومة السويدية الوضع بأنه "مثير للقلق"، مشيرةً إلى أنها بذلت جهودًا متعددة لتعزيز أمن المؤسسات والمنظمات والفعاليات ذات الطابع اليهودي. اعلان

أُلغي مهرجان سينمائي كان من المقرر إقامته في مالمو، ثالث أكبر مدن السويد، لعرض أفلام يهودية جديدة، بعد أن فشل المنظمون في تأمين مكان مناسب لاستضافته بسبب مخاوف أمنية.

وأفاد منظّمو "مهرجان الفيلم اليهودي الدولي" (JIFF) بأن كلًّا من مالكي دور السينما التجارية ودار السينما غير الربحية "بانورا" رفضوا استضافة الحدث.

وأشار منظّم المهرجان أولا تيدين إلى أن "طرفيْن اثنين من الجهات المعنية ذكرا صراحة أسبابًا أمنية، مشيريْن إلى قلق من احتمال وقوع حوادث".

وأثار القرار صدمة لدى المنظمين والمسؤولين السويديين أيضا. وقالت صوفيا نيربراند، إحدى منسّقات المهرجان: "في البداية، شعرتُ بالغضب الشديد، بل وجدتُ صعوبة في تقبّل ما حدث. الآن، بدأتُ أستوعب الأمر قليلاً، لكنه لا يزال موقفًا مشينًا. من المأساوي حقًّا أن تصل الأمور إلى هذا الحد".

رجال يهود أرثوذكس متشددون يحتفلون بعيد المساخر اليهودي في حي ميا شعاريم، حي الأرثوذكس المتشددين في القدس، الأحد، 16 مارس/آذار 2025. (AP Photo/Ohad Zwigenberg) أب دور السينما تتمسك بقرارها

سلسلة دور العرض السينمائية الكبرى "فيلمستادن" أكّدت قرارها بعدم تأجير أيٍّ من منشآتها لاستضافة المهرجان، مشددةً على أن سلامة موظفيها تأتي في مقدمة أولوياتها.

وقالت إيرين هيرنبرغ، مديرة العلاقات العامة في "فيلمستادن نوردن": "لم يكن القرار سهلاً، لكننا نعطي الأولوية لسلامة موظفينا".

من جهتها، بررت دار السينما غير الربحية "بانورا" رفضها باعتبارات تشغيلية، مشيرةً إلى أن قرارها نابعٌ من ضغوط عبء العمل، وأنها سبق أن قررت عدم قبول أي مهرجانات جديدة أو فعاليات كبرى خلال الفترة الحالية.

وأوضح منظمو "مهرجان الفيلم اليهودي الدولي" (JIFF) أنهم تواصلوا أيضًا مع مسرح "فولكيتس هوس"، الذي سبق أن استضاف عروضًا سينمائية وتوافرت لديه إمكانية الاستضافة خلال مواعيد المهرجان، لكن مجلس إدارته رفض الطلب لأسباب أمنية.

الحكومة السويدية تصف الوضع بـ"الكارثة"

ووصفت الحكومة السويدية الوضع بأنه "ينذر بالخطر"، مشيرةً إلى أنها بذلت "عدة جهود" لتعزيز أمن المؤسسات والمنظمات والفعاليات ذات الطابع اليهودي.

وقالت باريسا ليليستراند، وزيرة الثقافة السويدية: "هذا كارثة حقيقية للمجتمع السويدي". وأضافت: "من المقلق للغاية أن نصل إلى هذه المرحلة، حيث تشعر إحدى الأقليات لدينا بأنها معرّضة للخطر إلى هذا الحد، ويصل المنظمون إلى قناعة بأن تنظيم فعاليات ثقافية ذات محتوى يهودي أصبح أمرًا مستحيلًا".

وأعربت ليليستراند عن تساؤلها: "ما الذي يمكن فعله بعد ذلك ليشعر أصحاب دور السينما في مالمو بمزيد من الأمان؟"، مؤكدةً أن الحكومة اتخذت بالفعل إجراءات متعددة لرفع مستوى الأمن المحيط بهذه الفعاليات.

Related بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمنع فرقة بريطانية من دخول أراضيهامهرجانان إسرائيليان في سيناء يثيران غضب المصريينآلاف يتظاهرون في أوديني قبل مباراة إيطاليا-إسرائيل في تصفيات كأس العالم

وكان مهرجان الأفلام مقرّرًا كجزءٍ من فعاليات الاحتفال بالذكرى السنوية الـ250 لوجود الأقلية اليهودية في السويد هذا العام.

هذا الصيف، حذّرت رسالة إلى المفوضية الأوروبية وقّعها أكثر من 100 حاخام أوروبي من أن هناك حاجة ”ملحّة“ إلى ”تعزيز الإجراءات الأمنية“ بسبب تصاعد مظاهر الكراهية المعادية للسامية في أوروبا منذ الهجوم الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

ومع ذلك، ليس من الغريب أن تبرز مخاوف أمنية كهذه في مالمو، المدينة التي شهدت على مرّ السنوات اضطراباتٍ وحوادث عنفٍ وخطابات معادية لإسرائيل. وقد تضاءل تدريجيا عدد الجالية اليهودية في مالمو على مر السنين بسبب المخاوف الأمنية. ففي عام 2009، واضطرت السلطات إلى تنظيم مباراة كرة قدم شارك فيها فريق إسرائيلي في ملعب مغلق وخالٍ من المشجّعين.

المصادر الإضافية • EBU

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل محكمة دراسة غزة دونالد ترامب إسرائيل محكمة دراسة غزة مهرجان الأفلام السويد إسرائيل أمن سينما دونالد ترامب إسرائيل محكمة دراسة غزة حركة حماس الصحة روسيا السعودية الضفة الغربية فلاديمير بوتين فی مالمو إلى أن

إقرأ أيضاً:

رحلة فنية خالدة تجمع يسرا ويوسف شاهين من السينما إلى مهرجان الجونة

تظل العلاقة الفنية والإنسانية التي جمعت بين النجمة الكبيرة يسرا والمخرج العالمي يوسف شاهين واحدة من أبرز علامات السينما المصرية، فهما لم يكونا مجرد فنانة ومخرج التقيا في بعض الأعمال، بل شكّلا معًا ثنائيًا ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي.

 


بدأت الحكاية منذ الثمانينيات، عندما اختار شاهين يسرا لتكون ضمن أبطال فيلمه الشهير "حدوتة مصرية" عام 1982، ذلك العمل الذي حمل الكثير من ملامح السيرة الذاتية للمخرج الكبير، وفتح أمام يسرا أبوابًا جديدة نحو أدوار أكثر عمقًا ونضجًا. 
واستمرت الشراكة بينهما في أفلام أخرى أصبحت من علامات السينما، مثل "إسكندرية كمان وكمان" عام 1990، و"المهاجر"، ثم "إسكندرية نيويورك" عام 2004، الذي كان بمثابة تحية وداعية لرحلة طويلة من التعاون الفني المميز.
ولم تقتصر العلاقة بينهما على العمل السينمائي فقط، بل امتدت إلى علاقة إنسانية عميقة قوامها الاحترام المتبادل والتقدير الكبير. كانت يسرا دائمًا تتحدث عن شاهين كأب روحي ومعلّم علّمها معنى الالتزام والدقة في العمل، بينما كان شاهين يرى فيها نموذجًا للفنانة الذكية التي تفهم رؤيته وتعبّر عنها بصدق على الشاشة.
ويأتي مهرجان الجونة السينمائي هذا العام ليجمع بين اسمين كبيرين من ذاكرة الفن المصري؛ إذ يحتفي المهرجان بمرور خمسين عامًا على المشوار الفني ليسرا، وبالوقت نفسه يُحيي مئوية المخرج يوسف شاهين، في لفتة رمزية تؤكد أن الفن الحقيقي لا يموت، وأن الأعمال الخالدة تظل حاضرة في وجدان الجمهور مهما مر الزمن.
يُعد يوسف شاهين أحد أعظم المخرجين في تاريخ السينما العربية والعالمية، فهو لم يكن مجرد مخرج تقليدي، بل مفكر بصري وصاحب رؤية فلسفية عميقة. 
 

وُلد في الإسكندرية عام 1926، وجمع في شخصيته بين الشرق والغرب، حيث درس الإخراج في الولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى مصر ليُقدّم سينما تحمل روح الوطن وهمومه، متناولًا موضوعات الحرية، الهوية، السلطة، الدين، والإنسان.
ومن خلال أفلامه، حوّل شاهين الكاميرا إلى أداة نقد وتحليل للمجتمع، مقدّمًا أعمالًا خالدة مثل "باب الحديد"، و"الناصر صلاح الدين"، و"العصفور"، و"الاختيار"، و"الأرض"، و"المصير" الذي نال من خلاله شهرة عالمية كبيرة، إضافة إلى "عودة الابن الضال" و"الآخر" وغيرها من التحف الفنية التي ما زالت تُدرّس حتى اليوم.
أما يسرا، فهي تمثل في نظر كثيرين الوجه المضيء للسينما المصرية الحديثة، إذ جمعت بين الموهبة، والثقافة، والحضور الطاغي، ونجحت في التنقل بين الأدوار الاجتماعية والدرامية والكوميدية باقتدار. وقد كان تعاونها مع يوسف شاهين نقطة تحول في مسيرتها، إذ انتقلت من مجرد نجمة إلى فنانة صاحبة رؤية ورسالة.
إن احتفاء مهرجان الجونة بهذه المناسبة المزدوجة يُعد تأكيدًا على أن السينما المصرية ما زالت قادرة على تخليد رموزها، وعلى أن الأجيال الجديدة تجد في تجربة يسرا وشاهين مصدر إلهام لا ينضب، ورسالة بأن الإبداع الحقيقي لا يعرف زمنًا ولا حدودًا.
 

 

أروى جودة تكشف موعد زفافها خلال مهرجان الجونة بفستان شفاف.. إلهام شاهين تثير الجدل في حفل افتتاح مهرجان الجونة إلهام شاهين: "أدعم كل المهرجانات لأنها تصنع حالة تلاقي حقيقية" جرأة وأناقة على الريد كاربت.. إطلالات تخطف الأنظار في افتتاح مهرجان الجونة 2025 طه دسوقي يوجه تحية لغزة من السجادة الحمراء في "الجونة السينمائي" ببدلة غريبة.. محمود العسيلي يفاجيء الجميع على السجادة الحمراء رفقة زوجته أمسية مبهجة.. محمود العسيلي وبلقيس يشعلان أجواء افتتاح مهرجان الجونة السينمائي أبرزهن درة ومي الغيطي.. فنانات تألقن على السجادة الحمراء في الجونة تامر حبيب يتزين باللؤلؤ في مهرجان الجونة |صور ميس حمدان تفاجيء متابعيها بنيولوك في حفل افتتاح مهرجان الجونة

مقالات مشابهة

  • أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بعمق؟
  • صلاح عبدالله يشيد بمهرجان الجونة: سيبك ‫من الفستان‬⁩ ‏وركز في السينما وعظمتها
  • ليلى علوي : أهم ما في السينما ملامسة وجدان المشاهد
  • رحلة فنية خالدة تجمع يسرا ويوسف شاهين من السينما إلى مهرجان الجونة
  • افتتاح الجونة 2025|حسين فهمي : لا تنافس بين المهرجانات والنجاح لصالح السينما المصرية
  • لميس الحديدي ترد على منتقدي مهرجان الجونة:"الإبهار مش عيب ده جزء من السينما"
  • حسن أبو الروس: مهرجان الجونة كان بوابة انطلاقي في عالم السينما
  • وزير الكهرباء: الاستفادة من الخبرات السويدية في دعم استقرار وكفاءة الشبكة
  • هل تظل الأفلام كما أراد صانعوها بعد العرض الأول؟