يطرح مقال في صحيفة تلغراف البريطانية رؤية تحليلية مفادها أن أسطورة قوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت تتهاوى، وأن نهاية نظامه قد تكون أقرب مما يتصور كثيرون، معتبرا أن التحول الأخير في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه موسكو يمكن أن يعجّل بانتهاء الحرب في أوكرانيا وربما بانهيار النظام الروسي نفسه.

ويرى المقال الذي كتبه مارك برولين، المختص في شؤون الإستراتيجية الجيوسياسية، أن ترامب، الذي يحقق "إنجازات" في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، أدرك أن روسيا لم تعد تشكل التهديد المرعب الذي تصوره النخب الغربية، بل باتت قوة منهكة تتآكل داخليا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: دبلوماسية ترامب الصاروخية التي أسيء فهمهاlist 2 of 2صحف عالمية: قيود إسرائيل مستمرة وتجب محاسبتها على انتهاكاتها بغزةend of list

ويصف الكاتب التحول الأميركي الأخير بأنه نقطة انعطاف كبرى: فبدلا من اعتبار روسيا خصما لا يمكن مواجهته خوفا من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بدأ ترامب يعاملها على أنها دولة ضعيفة يمكن هزيمتها إذا توافرت الإرادة السياسية والضغط الاقتصادي الكافي.

شقا التحول

ينقسم التحول الأميركي، بحسب المقال، إلى شقين رئيسيين. الأول مطالبة ترامب أوروبا بتحمّل مسؤوليتها الأمنية بدلا من الاتكال على الولايات المتحدة، وهو موقف سبق أن أثار السخرية حين طرحه في ولايته الأولى، لكن الواقع اليوم أثبت صحته.

أما الشق الثاني فهو رفض الفكرة القديمة بأن روسيا تملك حقا في إخضاع جيرانها بدعوى الحفاظ على التوازن العالمي. فالحرب في أوكرانيا لم توقف انحدار روسيا، بل سرّعته، إذ أدت إلى تقلص نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا.

ويشير الكاتب إلى أن اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها، في قطيعة تامة مع الموقف الغربي المتردد الذي دعا إلى "تنازلات متبادلة".

مارك برولين: اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها تحرير الموقف الدولي القديم

هذا التصريح، وفق برولين، حرّر الموقف الدولي من القيود القديمة وأعطى زخما جديدا للأوكرانيين.

إعلان

ومنذ ذلك الحين، يؤكد الكاتب تحوّل الدعم الأميركي من التركيز على حرب الاستنزاف إلى استهداف مراكز القوة الروسية مثل البنية التحتية للطاقة ومراكز الإمداد والتموين.

كما أن الحديث عن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، القادرة على ضرب العمق الروسي بما في ذلك موسكو، يعكس أن واشنطن لم تعد تخشى "الخطوط الحمراء" التي يرسمها الكرملين، كما يقول الكاتب.

لم تعد تخيف أحدا

ويؤكد المقال أن التهديدات الروسية بالتصعيد لم تعد تُخيف أحدا، إذ أصبحت موسكو مضطرة إلى إعادة توجيه صادراتها النفطية، وتواجه تعطلا في مصافيها وتراجعا في قدراتها اللوجستية. وبدلا من أن تكون أوكرانيا مهددة بالتصعيد، باتت روسيا هي من يواجه المخاطر الكبرى.

ويحمّل الكاتب أوروبا مسؤولية استمرار ضعفها السياسي والأخلاقي، إذ ما زالت بعض دولها -مثل المجر وسلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا- تشتري الطاقة الروسية، وهو ما يُبقي خزائن الكرملين عامرة رغم الشعارات المناهضة لموسكو.

ويرى أن على أوروبا استعادة "عمودها الفقري" بوقف هذه الازدواجية، وبناء قاعدة صناعية عسكرية جديدة، ودعم أوكرانيا بوضوح من دون تناقض بين القول والفعل.

فقد هالته

ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن الأنظمة التي تقوم على الخوف مثل نظام بوتين يمكن أن تنهار سريعا متى انكشفت هشاشتها، مشيرا إلى أن روسيا اليوم تعاني اقتصادا مترنحا وجيشا منهكا ومعنويات متدنية، في حين فقد بوتين هالته كقائد إستراتيجي، وبات يُنظر إليه كطاغية جر بلاده إلى الكارثة.

ويذهب الكاتب إلى أن تحركات ترامب قد تُحدث في روسيا ما لم تتمكن العقوبات وحدها من فعله، وأنه إذا نجح في فرض واقع جديد في غزة وأوروبا الشرقية معا، فقد يجد العالم نفسه مجبرا على منح جائزة نوبل للسلام للشخصية التي أنهت جمود حربيْ الشرق الأوسط وأوكرانيا معا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات لم تعد إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا: روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية

قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتقويض المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بعد قصف سفينة مدنية في ميناء تشورنومورسك جنوب البلاد.

 وقال زيلينسكي إن استهداف السفينة يؤكد أن موسكو "لا تأخذ بجدية" الجهود الدولية الهادفة لوقف القتال، مشددًا على أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد المرافق المدنية.

وحذّر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من أن بلاده سترد "بشكل حازم" إذا أقدمت الدول الأوروبية على مصادرة الأصول المالية الروسية المجمّدة.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

زيلينسكي: قصف سفينة مدنية دليل على تجاهل موسكو للجهود الدبلوماسية اقتحام إسرائيلي لبلدة عنبتا شرق طولكرم بالضفة الغربية

 وأضاف أن موسكو مستعدة لمواجهة أي تصعيد، قائلاً: "إذا قررت أوروبا الحرب فنحن مستعدون لها، ولو حتى الآن". 

واتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، القوات البريطانية المتواجدة في أوكرانيا بمساعدة كييف على تنفيذ أعمال إرهابية ومهام متطرفة، مؤكدة أن أي وحدات عسكرية أجنبية في البلاد ستعتبر أهدافًا مشروعة لموسكو.

وجاءت التصريحات الروسية بعد مقتل جندي بريطاني في أوكرانيا، حيث حمّلت موسكو لندن المسؤولية عن تورطها في الأعمال المتطرفة، مشددة على أن وجود القوات الأجنبية يعرضها للمساءلة ويجعلها ضمن نطاق الاستهداف العسكري في حال استمرار دعم العمليات القتالية في الأراضي الأوكرانية.

وحذّر الأمين العام لحلف الناتو مارك روته من أنّ دول الحلف قد تكون "الهدف التالي لروسيا".

وأكد ضرورة تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية لوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدّد روته على أن دول الناتو بحاجة إلى رفع مستوى الإنفاق الدفاعي والإنتاج العسكري بسرعة لمواجهة التهديدات المتصاعدة.

وأكد يوهان فاديفول، وزير الخارجية الألماني، أن روسيا تشن "هجمات هجينة" على أوروبا، داعياً إلى ردع موسكو عسكرياً.

ودعا إلىة تقديم رد مناسب على الهجمات التي تستهدف المراكز اللوجستية والبنية التحتية في القارة.

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الخميس، إن خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري.

وأضاف لافروف مؤكداً إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة بالنسبة لروسيا.

وذكرت رويترز أنّ منشأة روسية لتوليد الغاز في بحر قزوين تعطّلت نتيجة هجوم أوكراني.

 فيما أكد مصدر أمني أوكراني أنّ القوات الأوكرانية استهدفت منصة نفط روسية في البحر للمرة الأولى، في تصعيد لوتيرة الضربات المتبادلة بين الطرفين.

وأفادت وكالة تاس بأنّ القوات الروسية أحكمت سيطرتها على إحدى القرى في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا.

في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية بين الجانبين على طول خطوط التماس.

وشدّد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، خلال لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى موسكو، على ضرورة صياغة حزمة وثائق تضمن سلاماً دائماً مع أوكرانيا.

 

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تقصف منشأة نفط في روسيا.. والأخيرة تعترض وتدمر 235 مسيّرة
  • روسيا تعلّق على محادثات أوكرانيا في برلين
  • زيلينسكي: عقوبات أوكرانيا على 700 سفينة تستخدمها روسيا لتمويل الحرب تدخل حيز التنفيذ
  • روسيا تستهدف منشآت للصناعة والطاقة في أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية
  • روسيا تضرب أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية
  • زيلينسكي: هجمات روسيا حرمت الآلاف من الكهرباء في أوكرانيا
  • الكرملين: روسيا ترفض أي هدنة مؤقتة مع أوكرانيا
  • أوكرانيا: روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية
  • روسيا: لم نتلق بعد النسخة المعدلة من خطة التسوية في أوكرانيا
  • النواب الأميركي يقر مشروع قانون التجارة مع أفريقيا