تلغراف: نهاية أسطورة قوة روسيا قد تكون أقرب مما نتوقع
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
يطرح مقال في صحيفة تلغراف البريطانية رؤية تحليلية مفادها أن أسطورة قوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت تتهاوى، وأن نهاية نظامه قد تكون أقرب مما يتصور كثيرون، معتبرا أن التحول الأخير في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه موسكو يمكن أن يعجّل بانتهاء الحرب في أوكرانيا وربما بانهيار النظام الروسي نفسه.
ويرى المقال الذي كتبه مارك برولين، المختص في شؤون الإستراتيجية الجيوسياسية، أن ترامب، الذي يحقق "إنجازات" في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، أدرك أن روسيا لم تعد تشكل التهديد المرعب الذي تصوره النخب الغربية، بل باتت قوة منهكة تتآكل داخليا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: دبلوماسية ترامب الصاروخية التي أسيء فهمهاlist 2 of 2صحف عالمية: قيود إسرائيل مستمرة وتجب محاسبتها على انتهاكاتها بغزةend of listويصف الكاتب التحول الأميركي الأخير بأنه نقطة انعطاف كبرى: فبدلا من اعتبار روسيا خصما لا يمكن مواجهته خوفا من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بدأ ترامب يعاملها على أنها دولة ضعيفة يمكن هزيمتها إذا توافرت الإرادة السياسية والضغط الاقتصادي الكافي.
شقا التحول
ينقسم التحول الأميركي، بحسب المقال، إلى شقين رئيسيين. الأول مطالبة ترامب أوروبا بتحمّل مسؤوليتها الأمنية بدلا من الاتكال على الولايات المتحدة، وهو موقف سبق أن أثار السخرية حين طرحه في ولايته الأولى، لكن الواقع اليوم أثبت صحته.
أما الشق الثاني فهو رفض الفكرة القديمة بأن روسيا تملك حقا في إخضاع جيرانها بدعوى الحفاظ على التوازن العالمي. فالحرب في أوكرانيا لم توقف انحدار روسيا، بل سرّعته، إذ أدت إلى تقلص نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا.
ويشير الكاتب إلى أن اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها، في قطيعة تامة مع الموقف الغربي المتردد الذي دعا إلى "تنازلات متبادلة".
مارك برولين: اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها تحرير الموقف الدولي القديمهذا التصريح، وفق برولين، حرّر الموقف الدولي من القيود القديمة وأعطى زخما جديدا للأوكرانيين.
إعلانومنذ ذلك الحين، يؤكد الكاتب تحوّل الدعم الأميركي من التركيز على حرب الاستنزاف إلى استهداف مراكز القوة الروسية مثل البنية التحتية للطاقة ومراكز الإمداد والتموين.
كما أن الحديث عن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، القادرة على ضرب العمق الروسي بما في ذلك موسكو، يعكس أن واشنطن لم تعد تخشى "الخطوط الحمراء" التي يرسمها الكرملين، كما يقول الكاتب.
لم تعد تخيف أحدا
ويؤكد المقال أن التهديدات الروسية بالتصعيد لم تعد تُخيف أحدا، إذ أصبحت موسكو مضطرة إلى إعادة توجيه صادراتها النفطية، وتواجه تعطلا في مصافيها وتراجعا في قدراتها اللوجستية. وبدلا من أن تكون أوكرانيا مهددة بالتصعيد، باتت روسيا هي من يواجه المخاطر الكبرى.
ويحمّل الكاتب أوروبا مسؤولية استمرار ضعفها السياسي والأخلاقي، إذ ما زالت بعض دولها -مثل المجر وسلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا- تشتري الطاقة الروسية، وهو ما يُبقي خزائن الكرملين عامرة رغم الشعارات المناهضة لموسكو.
ويرى أن على أوروبا استعادة "عمودها الفقري" بوقف هذه الازدواجية، وبناء قاعدة صناعية عسكرية جديدة، ودعم أوكرانيا بوضوح من دون تناقض بين القول والفعل.
فقد هالتهويلفت الكاتب الانتباه إلى أن الأنظمة التي تقوم على الخوف مثل نظام بوتين يمكن أن تنهار سريعا متى انكشفت هشاشتها، مشيرا إلى أن روسيا اليوم تعاني اقتصادا مترنحا وجيشا منهكا ومعنويات متدنية، في حين فقد بوتين هالته كقائد إستراتيجي، وبات يُنظر إليه كطاغية جر بلاده إلى الكارثة.
ويذهب الكاتب إلى أن تحركات ترامب قد تُحدث في روسيا ما لم تتمكن العقوبات وحدها من فعله، وأنه إذا نجح في فرض واقع جديد في غزة وأوروبا الشرقية معا، فقد يجد العالم نفسه مجبرا على منح جائزة نوبل للسلام للشخصية التي أنهت جمود حربيْ الشرق الأوسط وأوكرانيا معا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات لم تعد إلى أن
إقرأ أيضاً:
بأكثر من 300 مسيّرة و37 صاروخا.. روسيا تشن هجوما ضخما ضد أوكرانيا
أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي أن روسيا شنت الليلة هجوما ضد أوكرانيا بأكثر من 300 مسيّرة و37 صاروخا.
وفي تصريحات صحفية له، قال زيلنسكي: “الهجمات الروسية استهدفت منشآت الطاقة والبنية التحتية المدنية في فينييتسيا وسومي وبولتافا”.
وأضاف زيلنسكي أن بوتين لا يفهم إلا لغة الضغط بالعقوبات والقوة العسكرية بعيدة المدى.
كانت الدفاعات الروسية نجحت في تدمير 51 مسيرة أوكرانية خلال الليل فوق عدة مناطق بالبلاد، وذلك بحسب ما صرحت به وكالة “تاس” الروسية.
في سياق آخر، ذكرت مجلة "ميلتاري ووتش" (Military Watch Magazine) الأمريكية أن الجيش الروسي يستعد للحصول على نسخة مطوّرة جديدة من دبابة القتال T-90M بحلول عام 2026، في إطار خطة تحديث شاملة للمعدات العسكرية الروسية تهدف إلى رفع الكفاءة القتالية وتحسين قدرات المناورة في ساحات المعارك الحديثة.
وأوضحت المجلة أن المجمع الصناعي العسكري الروسي يعمل حالياً على تطوير نموذج محسّن من الدبابة يتضمن تعديلات جوهرية في التصميم وحجرة القتال ونظام القيادة، إلى جانب تحسينات كبيرة في منظومة الرؤية والتحكم.
ومن المتوقع أن تخرج أول دفعة مكونة من عشر دبابات من خطوط الإنتاج في موعد لا يتجاوز منتصف عام 2026.
ووفق التقرير، فإن النسخة الجديدة ستحصل على ناقل حركة مطور وشاشات عرض رقمية عالية الدقة تمنح الطاقم مجال رؤية أوسع لساحة القتال، بالإضافة إلى قدرة أفضل على المناورة في الاتجاهات الخلفية.
كما لم يُحسم بعد ما إذا كانت الدبابات العاملة حالياً من طراز T-90M سيتم ترقيتها إلى النسخة الجديدة أم استبدالها بالكامل.
وأضافت المجلة أن T-90M، التي دخلت الخدمة عام 2020، مثّلت نقطة تحول في تطوير الدبابات الروسية، إذ كانت أول دبابة تتفوق على النماذج السوفيتية السابقة بفضل دمج نظام الدفاع النشط “أرينا-إم” وتقنيات الدرع الديناميكي “ريلكت”، إلى جانب منظومات التسديد الحراري من الجيل الثالث ومدفع مطور مزود بآلية تلقيم آلية جديدة تزيد من سرعة الإطلاق وقدرة الاختراق.
ومن أبرز التغييرات التي ستشهدها النسخة القادمة، وفقاً للمجلة، فصل الذخيرة عن مقصورة الطاقم لرفع مستوى الأمان أثناء المعارك، وهو ما يعد استجابة مباشرة للدروس المستخلصة من العمليات العسكرية الروسية الأخيرة.
ويرى خبراء عسكريون أن إطلاق النسخة الجديدة من T-90M يعكس توجهاً روسياً نحو تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية في ظل العقوبات الغربية المفروضة، وسعي موسكو إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسلحة المتقدمة.
كما يُتوقع أن تسعى روسيا إلى تسويق النسخة المطوّرة خارجياً، خاصة للدول التي تعتمد على أسلحتها التقليدية في آسيا والشرق الأوسط.