صحيفة: هكذا تستفيد الإمارات من المعادن والذهب في اليمن
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تقريرا تحدثت فيه عن استفادة الإمارات من الذهب والمعادن الثمينة في اليمن.
وقالت إنه بعد نحو عامين من إغلاق فصائل موالية للإمارات منطقة جبل النار الواقعة بالقرب من مدينة المخا الساحلية غربي اليمن، بذريعة إنشاء معسكر فيها، تداول العشرات من الناشطين اليمنيين، ومعظمهم موالون للتحالف السعودي ـ الإماراتي، صوراً التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية عن نشاط إماراتي يتركّز في التنقيب ونقل خامات متعدّدة من المعادن من المنطقة.
كذلك، أكد تحقيق استقصائي نشرته مؤسسة "هنا عدن"، أن أبو ظبي تقوم بتعدين سطحي في جبل النار، وهي تقنية تُستخدم لاستخراج خامات عالية القيمة أو بكميات كبيرة. وأرجعت استخدام هذه التقنية إلى ارتفاع تكاليف إزالة الطبقات السطحية، ونقلت عن مصادر محلية أن الخامات التي تتعرّض للتجريف تحتوي على معادن ثمينة مثل الفوسفات أو التيتانيوم أو الجرمانيوم المرتبط بخامات الزنك.
ووسط سخط شعبي في تعز جراء الاتهامات بـ"النهب الإماراتي للثروة المعدنية" في المحافظة، اكتفت حكومة عدن بإصدار بيان على لسان "هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية"، نفت فيه وجود معدن الذهب في جبل النار.
وبحسب صحيفة "الأخبار" فإن التقارير عن سرقة الإمارات للثروات اليمنية عمره سنوات، ويشمل مناطق تمتد من غرب محافظة تعز وحتى محافظات أبين وشبوة وحضرموت والمهرة شرق البلاد. لكن حجم التجهيزات والمعدات في جبل النار، يؤكد أن هناك شركات إماراتية تعمل بطريقة غير قانونية على استنزاف ثروات اليمن المعدنية.
ونقلت الصحيفة عن خبير جيولوجي في صنعاء، قوله إن «ما كشفته صور الأقمار الاصطناعية التي تم تداولها أخيراً، يشير إلى أن الإمارات استقدمت عبر شركات تابعة، معدات ضخمة إلى هذا الموقع بحراسة الميليشيات التابعة لها بقيادة طارق صالح، بعدما كانت في السابق توكل هذه المهمة إلى مقاولين محليين تحميهم فصائل عسكرية».
وفي الأشهر الماضية، كشفت مصادر محلية في محافظة حضرموت عن احتجاز عدد كبير من الشاحنات المحمّلة بالأحجار الكريمة والتي كانت متجهة عبر الطرق الدولية الرابطة بين المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، تمهيداً لتهريبها إلى الإمارات. وقالت إن فصائل مسلحة حضرمية تابعة للسعودية صادرت كميات كبيرة من هذه الشحنات، في حين قدّر خبراء في "هيئة الجيولوجيا والمعادن" في صنعاء، ما يتم نهبه من الأحجار الكريمة بنحو ربع مليار دولار سنوياً.
ولم يقتصر النهب المنظّم للثروات المعدنية من قبل الإمارات، على معدن دون آخر. إذ إن أبو ظبي التي دخلت الاستثمار في قطاع المعادن اليمني عام 2006، عملت على العبث بعدد من مناجم الذهب في حضرموت، بحسب "الأخبار".
ورغم توقّف كل الشركات الإماراتية العاملة في هذا المجال عام 2018، وفقاً لمصادر حكومية في مدينة عدن، إلا أن شركة "ثاني دبي للتعدين"، ظلّت تعمل في منجمين للذهب في وادي حضرموت حتى عام 2022.
وأواخر العام الماضي، أوقف "حلف قبائل حضرموت" الموالي للسعودية، تصدير كميات كبيرة من خام الرمال السوداء من ميناء المكلا. وقال حينها إنه سيمنع تصدير أي ثروات حضرمية، وذلك بعد أن سيطر على 5 قطاعات نفطية في المحافظة بدعم سعودي.
ووفقاً لقانون المعادن اليمني النافذ، فإن هذا النوع من المعادن الثقيلة العالية القيمة الاقتصادية، يوجد بكميات كبيرة في المناطق الشرقية والغربية من ساحل حضرموت. ويقول الخبير الجيولوجي الذي رفض الكشف عن اسمه إن "حكومة عدن باعت الطن من الرمال السوداء بنحو 220 دولاراً فقط، بينما سعره يتجاوز الـ2000 دولار، وهو ما يؤكد أن هناك شبكة مصالح ونفوذ تقف وراء تجريف وتهريب هذا المعدن الإستراتيجي".
وسبق أن أكد تقرير صادر عن "معهد أطلس للشؤون الدولية» أن "الطموحات الجيوسياسية الإماراتية امتدت بشكل واضح للسيطرة على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الذهب اليمني".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الذهب اليمن عدن حضرموت اليمن الذهب عدن حضرموت المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبل النار
إقرأ أيضاً:
اليمن.. أسعار الذهب ترتفع إلى مستويات قياسية وسط أزمة اقتصادية ونقص الاحتياطي
انضم إلى قناتنا على واتساب
شمسان بوست / خاص:
سجلت أسعار الذهب رقماً قياسياً جديداً في اليمن، إذ وصل سعر الغرام عيار 21 إلى 63 ألف ريال يمني (118 دولارا) في صنعاء، ونحو 193 ألف ريال (119 دولارا) في عدن، بزيادة قدرها 4 آلاف ريال عن السعر السابق للغرام، وسط توقعات باستمرار صعود المعدن النفيس في السوق المحلي اليمني، بالتزامن مع الارتفاع المتسارع في سعر الأونصة عالمياً. وبلغ سعر الغرام عيار 18 نحو 55 ألف ريال (103 دولارات) في صنعاء، ونحو 165 ألف ريال (102 دولار) في عدن، حيث تختلف الأسعار بسبب الانقسام المالي والنقدي في اليمن وفوارق سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، إذ يصل سعر الصرف في صنعاء إلى نحو 533 ريالاً مقابل الدولار، فيما يبلغ في عدن نحو 1620 ريالاً للدولار الواحد.
ويتزامن صعود أسعار الذهب عالمياً مع تردي الأوضاع في اليمن على كافة المستويات، حيث فقدت البلاد، بحسب خبراء اقتصاد ومصرفيين، نصف احتياطيها من المعدن النفيس نتيجة تسربه إلى الخارج لأسباب متعددة، إضافة إلى تلاشي صناعة الذهب التي ازدهرت خلال الفترات الماضية. بدوره، يؤكد الخبير المصرفي والمالي اليمني علي التويتي في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن هذه القفزات التي تسجلها الأونصة عالمياً تأتي في ظل ضعف السوق المحلي اليمني بسبب نزوح رأس المال واستنزاف مدخرات الناس من الذهب على مر السنين الماضية.
ويكشف التويتي أن نصف الاحتياطي من الذهب خرج من اليمن عبر الأثرياء والمغتربين الذين نزحوا مع عائلاتهم، وهؤلاء كانوا يمتلكون النسبة الأكبر من الذهب، في حين لم يتبقَّ سوى القليل لدى الفقراء. ويقدّر التويتي فقدان اليمن لنحو 300 طن من الذهب من أصل 600 طن كانت تملكها البلاد، واصفاً ذلك بالكارثة الكبيرة جداً والاستنزاف غير المسبوق. ويرجع ذلك إلى اختلال الدورة النقدية التي تحولت إلى ثقب واسع في جسد الاقتصاد، مع انقطاع الرواتب وتوقف الخدمات والمشاريع، وضعف الاقتصاد الوطني عاماً بعد عام، ما أدى إلى نزيف في المدخرات من أموال وذهب وعقارات وسيارات ومعدات، وبيع معظم المدخرات، الأمر الذي انعكس على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى مستويات حرجة.
ويشير الصائغ عبد العزيز الذبحاني في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، الذي يعمل في صياغة الذهب منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلى أن صناعة الذهب في اليمن تلاشت بسبب التوترات المستمرة واتجاه التجار ورجال الأعمال إلى كنز الذهب، ما أثّر بشكل كبير على الأسواق المحلية التي أصبحت تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد وإنجاز أعمال الصياغة في الخارج. ويتوقع متعاملون في سوق الذهب بصنعاء اضطراباً كبيراً في الأسواق المحلية واستمرار الأسعار في الارتفاع، مع احتمال تسجيل الغرام أرقاماً قياسية جديدة، وذلك في ظل عودة الحرب الجمركية بين واشنطن وبكين، التي أدت إلى تراجع ملحوظ في أسعار النفط إلى نحو 57 دولاراً للبرميل، مقابل ارتفاع موازٍ في أسعار الذهب الذي لجأ إليه المستثمرون في العالم لكونه ملاذا آمنا، متجاوزاً 4200 دولار للأوقية.
ويقول تاجر الذهب أحمد مثنى لـ”العربي الجديد”، إن الوضع في أسواق الذهب المحلية غير مستقر، وهناك ترقب لما يجري في الأسواق العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على تحديد الأسعار محلياً. وقد ازدادت أهمية الذهب في اليمن مؤخراً بوصفه ملاذا آمنا للمستثمرين والتجار والمدخرات، متأثراً بعوامل محلية أبرزها الصراع النقدي بين السلطات في صنعاء وعدن، والقرارات الاقتصادية المتباينة، إلى جانب القلق المتزايد من هشاشة استقرار سعر صرف الريال في ظل أزمة سيولة خانقة تهدد بانهيار جديد للعملة في حال فشل الحكومة في الحصول على دعم وتمويلات خارجية. ويُعتبر الذهب من الأصول التي تزداد قيمتها في فترات الأزمات والتوترات، وأوقات التضخم أو انخفاض قيمة العملة، ما يزيد الطلب عليه باعتباره وسيلة للحفاظ على القيمة.
الجدير بالذكر أن التوتر والاضطراب الحاصلين في الأسواق المالية العالمية قد يؤثران على تدفق الذهب من اليمن وإليه، إذ يُعد الذهب أحياناً وسيلة للتحوّط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية، غير أن الارتفاعات الحادة الناتجة من التوترات الإقليمية والدولية، سواء العسكرية أو الاقتصادية، قد يقابلها أيضاً انخفاض حاد في الأسعار محلياً في حال تراجعت حدة الصراعات.