بوابة الوفد:
2025-10-18@20:59:33 GMT

مصير إسبرطة

تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT

المرة الوحيدة التى صدّق فيها الكذوب نتنياهو عندما قدّم وصفًا دقيقًا لمعضلة إسرائيل الحالية حين شبهها بمدينة إسبرطة القديمة التى كانت نموذجًا للعسكرة الدائمة والانغلاق الاعمى، حيث كان يفرض على الأطفال منذ نعومة أظافرهم التدرّب على فنون الحرب، اشتهرت بحروبها الطويلة مع جيرانها فخاضت حربًا طاحنة مع أثينا لمدة ربع قرن، لم يكن هذا التشبيه مجرد استعارة بلاغية وإنما سياسات وإجراءات تمارس على أرض الواقع نبى الحرب كما يلقبه أتباعه دعا إلى فرض عزلة شاملة بالاستغناء عن العالم وبناء نظام اقتصادى عصامى، وقال صراحة إن العالم هو الذى يحتاج إلى العبقرية الإسرائيلية لكنّ يائير لبيد زعيم المعارضة كشف جهله وغطرسته عندما قال له بان إسبرطة انتهت بالدمار، ولن نسمح لإسرائيل بمصير مشابه.


بعد أن وضعت الحرب أوزارها موقتًا ستشهد الأيام المقبلة موجة صحفية عالمية لتوثيق مشاهد الدمار الهائلة وهى تفوق بكثير صور دمار هيروشيما التى قصفت بالقنبلة النووية وستصاحب هذه المشاهد المروعة قصص إنسانية مفجعة تروى بعض الفظائع التى ارتكبها جيش الاحتلال سيصدم العالم من هول ما سيسمع ويرى من قصص صحفية عن هولوكست غزة وبالطبع ستنتشر هذه المقاطع المصورة بسرعة البرق بفضل السيوشيال ميديا التى فقد اللوبى الصهيونى السيطرة عليها تمامًا وستكون العواقب كارثية على الكيان المحتل وستزيد الدعوات الشعبية لعزله سياسيًا ورياضيًا وثقافيًا كل هذا الغضب العالمى الذى لم يسبق له مثيل وما زال هذا المجرم السادى يتساءل بوقاحة: لماذا يكرهنا العالم؟ فجاءه الرد من الكاتب الامريكى اليهودى البارز توماس فريدمان فى مقال بنيويورك تايمز أشار فيه ان العالم لا يستطيع أن يغض الطرف عن ما يحدث بعدما بات يميز بين حربًا تشن من اجل بقاء الدولة اليهودية وحربا تشن من أجل بقاء نتنياهو فقد سخر من تبرير الغارات الاسرائليه على مستشفى ناصر بالأخطاء غير المقصودة بينما هى نتيجة حتمية لإطالة أمد الحرب ويرى فريدمان أن هذه السياسات المتطرفة لا تجعل إسرائيل تخسر مكانتها الدولية ورصيدها الأخلاقى فقط، وإنما تخسر ايضًا حلفاءها الدوليين، وهى على وشك أن تصبح دولة منبوذة واستشهد بعدة موشرات مثل منع أطفال إسرائيليين من دخول متنزه فى فرنسا، وخلاف دبلوماسى علنى مع أستراليا، ومنع سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو فى جزيرة يونانية بسبب احتجاجات شعبية. لدرجة أن الإسرائيليين يفكرون مرتين قبل التحدث بالعبرية أثناء سفرهم إلى الخارج. وأيضًا مزقت حرب الإبادة وحدة الجاليات اليهودية فى الشتات خلال الأعياد المقبلة، بين من يرون أن الوقوف مع إسرائيل واجب أبدى، ومن لم يعودوا قادرين على تبرير أفعالها فى غزة. ويختم فريدمان مقاله بأن ما يحدث هو انتحار جيوسياسى لن يوقفه سوى تدخل ترامب بشكل مباشر. غير أن فريدمان يخشى أن يكون ترامب قد وقع بدوره فى فخ نتنياهو، وتخلى عن أى تسوية واقعية، مأخوذًا بوهم النصر المطلق الذى يروّج له نتنياهو، كما انساق من قبل خلف وعود بوتين بشأن أوكرانيا.
اعتقد أن الخسارة الفداحة التى تكبدتها إسرائيل جراء جرائمها الشنيعة والخبيثة هى تغير صورتها الذهنية المزيفة من سردية أثينا واحة الديمقراطية المتحضرة إلى سردية اسبرطة العسكرية العنصرية.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

تعويضات ما بعد الحرب.. محاكمة «نتنياهو»!

ما إن انتهت الحرب فى غزة، ينبغى النظر فى الاستحقاقات، التى يجب أن يحصل الفلسطينيون عليها، وطالما لم يحدث بها اتفاق شرم الشيخ للسلام، حتى أنه لم يُلمِح إلى التزام إسرائيل، بأى من المسئوليات تجاه الدمار والضحايا، لذلك يتعين على جهات ومنظمات عدة، أن تشرع فى ملاحقة حكومة»تل أبيب» دوليا..أولا: فيما يلزم إسرائيل بتعويضات ضخمة، تناسب حجم الدمار فى قطاع غزة، وأعداد المدنيين الضحايا هناك، وثانيا: ملاحقة قادة إسرائيل جنائيا، عن جرائم الإبادة الجماعية والتجويع، يتقدمهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وكل من شارك فى قرارات الحرب، وأنتجت جرائم ضد المدنيين العزل، وهى جرائم حرب وضد الإنسانية.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: قمة شرم الشيخ تؤكد حرص مصر على وقف الحرب في غزة
  • اتحاد الكرة يحسم مصير حسام حسن من قيادة منتخب مصر في كأس العالم 2026
  • تعويضات ما بعد الحرب.. محاكمة «نتنياهو»!
  • الجنائية الدولية ترفض طلب إسرائيل بإلغاء مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت
  • نتنياهو في مهبّ الريح.. سيناريوهات المصير السياسي لرئيس وزراء إسرائيل
  • فشل عسكريا في غزة وحاول ترامب إنقاذه.. ما مصير المستقبل السياسي لـ نتنياهو؟
  • بعد أزمة الجثث.. نتنياهو يترأس اجتماعا حكوميا لبحث "مصير الاتفاق" مع حماس
  • نتنياهو يترأس اجتماعا حكوميا لبحث "مصير الاتفاق" مع حماس
  • الاتحاد السعودي لكرة القدم يحسم مصير رينارد