سناب تقترب من إطلاق نظارات الواقع المعزز للمستهلكين
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت شركة سناب عن اقتراب إطلاق أول نظارات واقع معزز موجهة للمستهلكين تحت اسم Specs، والمقرر طرحها رسميًا العام المقبل.
وبينما لا تزال التفاصيل التقنية محدودة، استغلت الشركة مؤتمر Lens Fest الأخير لتقديم لمحة عن أبرز الميزات والابتكارات التي ستحملها النظارات، مع التركيز على دمج التجارة الإلكترونية وتجارب الواقع المعزز في منصة واحدة متكاملة.
الحدث السنوي، الذي يجمع مطوري ومبدعي الواقع المعزز من مختلف أنحاء العالم، كشف عن خطة سناب لتمكين المستخدمين من شراء المنتجات مباشرة عبر النظارات، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في عالم الأجهزة القابلة للارتداء.
وأوضح بوبي مورفي، المدير التقني في الشركة، أن سناب تعمل على تطوير أدوات برمجية جديدة تحمل اسم Commerce Kit، ستتيح لمجموعة مختارة من المطورين قبول المدفوعات داخل العدسات نفسها، سواء مقابل منتجات رقمية أو لترقية محتوى العدسات بميزات مميزة مدفوعة.
ويُعد هذا التطور امتدادًا طبيعيًا لجهود سناب السابقة في دعم منشئي محتوى الواقع المعزز، إذ تتيح الشركة حاليًا للمبدعين تحقيق أرباح من خلال برنامج مكافآت Lens Creator، غير أن إدخال خاصية الدفع داخل العدسات يفتح الباب أمام نموذج تجاري جديد تمامًا، يتيح لمطوري العدسات بناء أعمال مستدامة على منصة سناب.
وعلق مورفي قائلًا: "هذه مجرد البداية. نريد أن نجعل من Specs منصة اقتصادية متكاملة تُتيح للمطورين تحقيق الدخل من ابتكاراتهم بطريقة مباشرة ومستدامة".
ورغم الحماس الكبير الذي رافق الإعلان، لا تزال التساؤلات مطروحة حول ما إذا كان هذا المشروع سيحقق نجاحًا تجاريًا واسعًا. فقد أطلقت سناب بالفعل نسختين سابقتين من نظارات الواقع المعزز كانت موجهة للمطورين وليس للمستهلكين، ولم تحقق انتشارًا واسعًا خارج الأوساط التقنية.
لكن يبدو أن الجيل الجديد من Specs سيغير هذه المعادلة، إذ وعد الرئيس التنفيذي إيفان شبيغل بأن النظارات القادمة ستكون أخف وزنًا وأكثر أناقة مقارنة بالإصدارات السابقة ذات التصميم الضخم.
وتشير المعلومات المتاحة إلى أن النظارات الجديدة ستأتي مزودة بمجموعة من الميزات الذكية، تشمل تجربة مستقلة لمشاهدة مقاطع فيديو Spotlight، ومتصفح ويب أكثر تطورًا، وعدسة ترجمة فورية قادرة على ترجمة الصوت ونسخه في الوقت الحقيقي. وتطمح سناب إلى جعل Specs أداة متعددة الاستخدامات، تجمع بين التواصل والترفيه والتجارة والتعليم في تجربة واحدة.
كما كشفت الشركة عن تعاونات جديدة لتعزيز النظام البيئي لتطبيقات الواقع المعزز، حيث يعمل موقع Tripadvisor على تطوير عدسة خاصة تعرض توصيات ومراجعات للمطاعم والمتاجر أثناء زيارة المستخدم لمواقعها الحقيقية، مما يربط بين التجربة الواقعية والمعلومات الرقمية بشكل سلس.
وفي المقابل، تعمل منصة التصميم Figma على تطوير عدسة تفاعلية جديدة، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول طبيعة وظائفها حتى الآن.
هذه التحديثات تؤكد أن سناب لا تنظر إلى Specs كمجرد منتج جديد، بل كمحور أساسي في رؤية شاملة لمستقبل الواقع المعزز، فالشركة تستثمر منذ سنوات في دعم مطوري العدسات وبناء مجتمع عالمي من المبدعين، وهي اليوم تستعد لنقل هذه الخبرة إلى مستوى جديد من خلال النظارات الذكية التي تجمع بين الابتكار والوظائف اليومية.
وقال مورفي في ختام حديثه: "نرى أن Specs ستُحدث نقلة نوعية في كيفية استخدام الناس لتقنيات الواقع المعزز، سواء في الفصول الدراسية أو استوديوهات التصميم أو حتى في التسوق اليومي، هذه ليست مجرد نظارة، بل منصة جديدة بالكامل تفتح فرصًا لمجالات لم تُستكشف بعد".
بهذا الإعلان، تضع سناب نفسها في موقع المنافسة المباشرة مع شركات مثل آبل وميتا، التي تستثمر بدورها في تقنيات الواقع المعزز والواقع المختلط، ومع استمرار التطور في هذا المجال، يبدو أن عام 2026 قد يشهد سباقًا محمومًا بين عمالقة التكنولوجيا للسيطرة على مستقبل الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناب نظارات واقع معزز النظارات التجارة الإلكترونية الواقع المعزز آبل الواقع المعزز
إقرأ أيضاً:
روسيا توسع قائمة الحظر الرقمي.. قيود جديدة تطال سناب شات وفيس تايم
في خطوة جديدة تعكس استمرار تضييق الخناق على المنصات الرقمية الأجنبية، فرضت الهيئة الفيدرالية الروسية لمراقبة وسائل الإعلام روسكومنادزور حظرًا رسميًا على تطبيق سناب شات وخدمة الاتصال المرئي فيس تايم داخل روسيا، وفقًا لما نقلته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن تقرير نشرته بلومبيرج.
ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة طويلة من القيود التي تبنتها موسكو منذ عام 2022 بهدف إعادة تشكيل المشهد الرقمي المحلي بما يتوافق مع سياساتها الأمنية والإعلامية.
وبحسب ما أعلنته الهيئة الروسية، فإن الحظر المفروض على الخدمتين جاء نتيجة لما وصفته بـ "استخدام المنصتين في تنظيم وتنفيذ أعمال إرهابية"، إلى جانب استغلالهما في عمليات احتيال إلكترونية.
وفي حين لم توضح روسكومنادزور تفاصيل الحالات المزعومة، فإن الاتهامات تندرج ضمن إطار الخطاب الرسمي الذي تتبناه الحكومة الروسية لتبرير الإجراءات العقابية تجاه المنصات الأجنبية، خاصة تلك التي يصعب مراقبتها أو التحكم في تدفق المعلومات عبرها.
ورغم أن العديد من الخدمات المحجوبة في روسيا يمكن الوصول إليها من خلال الشبكات الافتراضية الخاصة VPN، لا تزال إمكانية الالتفاف على الحظر الجديد غير واضحة، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن موسكو تعمل تدريجيًا على تضييق الخناق على استخدام الشبكات الافتراضية أيضًا، في محاولة للحد من قدرة المستخدمين على تجاوز القيود الرقمية.
حظر سناب شات وفيس تايم ليس معزولًا عن سياق أوسع بدأ يتبلور بوضوح منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. فقد شملت قائمة الحظر خلال السنوات الماضية منصات كبرى مثل فيسبوك وإكس، التي فُرض عليها الحظر في مارس 2022، ثم أضيف إليها إنستجرام بعد فترة قصيرة.
كما اتسع نطاق القيود ليشمل خدمات تراها الحكومة الروسية تهديدًا مباشرًا، مثل تطبيق التراسل المشفر سيجنال الذي حُظر عام 2024، إلى جانب تهديدات متكررة خلال عام 2025 بحجب واتساب أيضًا.
هذه التحركات ليست مجرد إجراءات رقابية فورية، بل تعبّر عن توجه استراتيجي تسعى روسيا من خلاله إلى إعادة هيكلة البنية الرقمية للمجتمع، والتحكم في قنوات الاتصال التي يستخدمها المواطنون، سواء للتواصل الشخصي أو الوصول إلى المعلومات.
ويؤكد محللون أن موسكو ترى في المنصات الأجنبية بيئة خصبة للخطاب المعارض، ونشر معلومات تعتبرها الدولة "غير موثوقة" أو "تهديدًا للأمن القومي".
صحيفة نيويورك تايمز كانت قد أشارت في تقارير سابقة إلى أن روسيا تعمل بشكل منهجي على تعزيز اعتماد المواطنين على التطبيقات المحلية التي يمكن مراقبتها وإدارتها بشكل مركزي.
ويبرز في هذا السياق تطبيق "ماكس"، وهو منصة فائقة تديرها الدولة وتجمع بين خدمات الاتصالات والتعاملات المالية وتخزين المستندات، في نموذج يعكس مفهوم "البيئة الرقمية المغلقة" التي تركز عليها موسكو.
ويرى مراقبون أن حظر المنصات الأجنبية قد يشكّل حافزًا مباشرًا لدفع المستخدمين نحو الاعتماد على ماكس، ما يمنح الحكومة قدرة أكبر على مراقبة أنشطة المواطنين.
من ناحية أخرى، تواصلت وسائل إعلام دولية، من بينها موقع إنغادجيت، مع شركتي أبل وسناب للتعليق على الحظر، لكن لم يصدر أي رد رسمي حتى الآن. غياب التعليق ليس مستغربًا، إذ أن الشركات العالمية عادةً ما تتجنب الانخراط في سجالات سياسية مع الحكومات، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بقرارات سيادية مرتبطة بالأمن القومي.
وبشكل عام، يبدو أن الحظر الجديد يأتي ليؤكد مسارًا ثابتًا تتبعه روسيا خلال السنوات الأخيرة: مركزية الدولة في إدارة الفضاء الإلكتروني، وإحكام السيطرة على تدفق المعلومات، والحد من حضور الشركات الأجنبية داخل المشهد الرقمي.
وبينما تبرر موسكو خطواتها باعتبارات أمنية، يرى منتقدو هذه السياسات أنها جزء من استراتيجية أوسع لإسكات الأصوات المستقلة وتقييد الوصول إلى مصادر المعلومات العالمية، في مجتمع يزداد اعتماده على التكنولوجيا يومًا بعد يوم.