قادة وأركان المحور.. شهداء على طريق القدس
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
أحمد الضبيبي
في خضم معركة «طوفان الأقصى» المباركة، التي جسّدت أسمى آيات الجهاد والصمود، تتجلى عظمةُ المعركة في سبيل الله، معركة تحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس المحتلّ الصهيوني الغاصب.
لم تكن هذه الجولة مُجَـرّد مواجهة عسكرية عابرة، بل كانت نداءً صادقًا لوحدة الأُمَّــة، استجاب له صفوة القادة والأركان، الذين أدركوا أن القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي محراب الأُمَّــة ومحور عزتها.
وقد انخرطت نخبة القادة في هذه الملحمة، مؤكّـدين بالدم والروح مكانة الجهاد التي لا تعلوها مكانة، وأن التضحية في سبيل الله هي السبيل الوحيد للعزة والتحرير.
وحدة الصفوف في مواجهة تحالف الباطل وأمام التحالف الصهيوني الغربي، المدعوم بكل ثقله المادي والعسكري والسياسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وكل الغرب الكافر، برز تحالفٌ مباركٌ آخر، هو «محور الجهاد والمقاومة والقدس»..
لقد توحدت رايات هذا المحور وساحاته، وامتدت أيادي الدعم والإسناد الصادق للمقاومة الفلسطينية في غزة، من لبنان واليمن وإيران والعراق، وكان هذا الاصطفاف جهادًا بكل معنى الكلمة؛ إذ خاض المحور المعركة بكل بسالة وفداء، غير آبهٍ بالتهديدات والوعيد، مؤمنًا بوحدة المصير والقضية..
وإن هذا التلاحم لم يكن مُجَـرّد تصريحات، بل ترجم إلى مواقف عملية، وثمن باهظ دفعته قياداته.
الثمن الباهظ لصدق الموقف لقد أثبت محور الجهاد والمقاومة صدقه في إسناد المقاومة الفلسطينية والقدس، ودفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذا الموقف الشجاع والمبدئي..، حَيثُ بدأت قائمة الشرف هذه بقادة الصف الأول، الذين ارتقوا شهداء على درب العزة في طريق القدس وعلى رأسهم الرئيس الإيراني الشهيد آية الله إبراهيم رئيسي، يليه سيد شهداء الأُمَّــة سماحة العشق السيد حسن نصرالله وصفيه الهاشمي -رضوان الله عليهم-، الذين قدموا أرواحهم فداءً للأُمَّـة وقضيتها المركزية.
وتوالت القائمة لتشمل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، ورئيس الوزراء اليمني الشهيد أحمد غالب الرهوي ورفاقه الوزراء الشهداء..
إن اختلاط دماء هؤلاء القادة، من مختلف جبهات المحور، هو شهادة على عمق الإيمان بوحدة المعركة ووَحدة الهدف.
تجدد القيادة وعصية المحور على الكسر، لم يرتدع العدوّ الصهيوني الغاصب عن جرائمه، بل مضى قدمًا في محاولاته اليائسة لكسر إرادَة المحور عبر اغتيال قادة أركان جيشه، حَيثُ استهدف العدوّ أركان المقاومة الإسلامية في لبنان الشهيد القائد الجهادي فؤاد شكر، وأركان كتائب القسام الشهيد القائد الجهادي محمد الضيف، وأركان القوات المسلحة الإيرانية الشهيد القائد الجهادي محمد باقري، كما طالت يد الغدر أركان القوات المسلحة اليمنية الشهيد القائد الجهادي محمد عبدالكريم الغُماري.
وقد ظن العدوّ الصهيوني أن اغتيال قادة الصف الأول وأركان جيش المحور، يعني القضاء على القيادة وإطفاء شعلة المقاومة..
لكن الحقيقة الساطعة هي أن هذا المحورَ عصيٌّ على الكسر؛ فَكلُّ شهيد عظيم يخلفُه قائدٌ جهادي، يحمل الراية ويكمل المسيرة، غير هيابٍ أَو متردّد، مؤكّـدًا أن جذوةَ الجهاد متقدة ولن تنطفئ.
إن الثمن الباهظ الذي دفعه محور الجهاد والمقاومة، واختلاط الدماء الطاهرة لقادته وأركان جيشه إسنادًا لغزة والقدس، يجعل المحور أكثر تمسكًا وثباتًا على موقفه..
ولم تكن هذه التضحيات إلا تأكيدًا على العهد بالمضي في طريق القدس حتى النهاية..
فالدماء الزكية التي سالت تزيد المحور إصرارا على إسناد المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، حتى تحرير القدس وكل تراب فلسطين المحتلّة من دنس الاحتلال الصهيوني الغاصب.
فعهد الشهداء دينٌ في أعناق الأحياء، والمسيرة مُستمرّة حتى النصر المبين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار
غدًا وصول مبعوثى «ترامب» لمنع الانفجار.. نتنياهو يغير مسمى الحرب لـ«البعث»
أكد «عزت الرشق» القيادى فى حركة حماس التزام الحركة باتفاق وقف إطلاق النار، مشددا على أن إسرائيل هى الطرف الذى يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع لتبرير جرائمها. وأشار «الرشق» إلى أن محاولات رئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو»، للتنصل من التزاماته تأتى تحت ضغط ائتلافه المتطرف، فى محاولة للهروب من مسئولياته أمام الوسطاء والجهات الضامنة للاتفاق. وجاءت تصريحات الرشق عقب شن قوات الاحتلال غارات على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، واتهامات للحركة بانتهاك الاتفاق.
كما أكدت كتائب القسام، الجناح العسكرى للحركة، التزامها الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفى مقدمته وقف إطلاق النار فى جميع مناطق قطاع غزة. وشددت الكتائب، فى بيان لها على أنه لا علم لها بأى أحداث أو اشتباكات تجرى فى رفح جنوب قطاع غزة، مضيفة أن تلك المنطقة ضمن المناطق الحمراء التى تقع تحت سيطرة الاحتلال.
وأوضحت أن الاتصال مقطوع مع من بقى من مجموعات تابعة لها فى منطقة رفح منذ عودة الحرب فى مارس من العام الجارى. وقالت «القسام»: «لا يمكننا التواصل مع أى من مجاهدينا فى منطقة رفح إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة».
وتتبادل حماس والاحتلال الاتهامات بشأن انتهاك وقف إطلاق النار منذ أيام، وقالت تل ابيب إن معبر رفح الحدودى بين مصرو قطاع غزة سيظل مغلقا حتى إشعار آخر. وأكدت الحركة أن قرار «نتنياهو» منع فتح معبر رفح البرى يمثل خرقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكرًا للالتزامات. وقالت الحركة، فى بيان لها: «قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر يعد خرقًا فاضحًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتنكرًا للالتزامات التى تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة».
وأضافت أن استمرار إغلاق معبر رفح، ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المدنيين فى الاتجاهين، ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة فى عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها، سيؤدى إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث.
قال مكتب «نتنياهو»: «عقب خرق وقف إطلاق النار من جانب حماس أصدر رئيس الوزراء توجيهات بالعمل بقوة ضد أهداف فى قطاع غزة». كما نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مصادر مطلعة قولها، إن الغارات على رفح فى محاولة لحماية ميليشيات «ياسر أبوشباب» المتعاونة مع الاحتلال. فيما صادقت الحكومة الإسرائيلية على تغيير اسم الحرب إلى «حرب البعث».
وزعم المتحدث باسم الاحتلال، أن ما حدث فى رفح جنوب قطاع غزة خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الرد بقوة. مدعيًا اطلاق مسلحين صاروخًا مضادًا للدبابات باتجاه القوات الإسرائيلية فى رفح وفى المقابل شن سلاح الجو ضربات للقضاء على التهديد وتفكيك فتحات الأنفاق والهياكل العسكرية المستخدمة فى النشاط الإرهابى وفق ادعائه.
ويصل غدًا إلى مستعمرات الكيان الصهيونى بالداخل الفلسطينى المحتل «جيه دى فانس» نائب الرئيس الامريكى «دونالد ترامب» وذلك بالإضافة إلى «ستيف ويتكوف» و«جاريد كوشنر» مبعوث وصهر «ترامب» فى إطار مساعى واشنطن لتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب فى غزة ومنع انفجار الاوضاع.
وقال مسئولان إسرائيليان، إن مكتب فانس أبلغ الجانب الإسرائيلى، أنه سيصل تل ابيب الثلاثاء حتى يوم الخميس المقبل، وأضاف المسئولان، أن زيارة «فانس» تدل على رغبة ترامب فى تنفيذ الاتفاق بالكامل فى أسرع وقت ممكن.
وأشار موقع «أكسيوس» الأمريكى إلى أن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان ناجحاً إلى حد كبير، حيث تم الإفراج عن 20 رهينة إسرائيليا أحياء، كما تم إطلاق سراح ما يقرب من ألفى أسير ومعتقل فلسطينى، فضلًا عن انسحاب الاحتلال بشكل أولى من أجزاء كبيرة من غزة ووقف إطلاق النار.