الثورة نت:
2025-12-13@23:12:02 GMT

تناقضات الخطاب السياسي العربي

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

تلك الخطابات والتصريحات السياسية الرسمية وغير الرسمية، التي تملأ سماء العرب، والتي يتصف بعضها بالسطحية المفرطة أو بالانحياز المبطّن لخطاب الأعداء، متى سيدرك قائلوها إنها خليط من التناقضات، إما مع القيم السياسية الأساسية، أو مع الواقع المتغير، أو مع الآمال الشعبية الصادقة الممنوع البوح بها؟

أليس تصريح أحدهم بأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون منزوعة السلاح، يتناقض كلياً مع التعريف الحديث لمعنى كلمة الدولة، الذي يشمل في ما يشمل مسؤولية سلطات حكم الدولة عن أمنها، أرضاً وشعباً ومؤسسات مجتمعية بكل أنواعها؟ ألا تشمل كلمة الحماية عادة متطلبات وجود جيش وأسلحة وقوى أمنية متعددة؟

ماذا سيفعل أي رئيس للدولة الفلسطينية لو أن الأعداء، بمن فيهم عدو تاريخي يريد أن يمحو شعبه الفلسطيني من الوجود، قرروا معاودة الاستيلاء على أرض دولته الجديدة، أو معاقبتها على فعل، أو موقف أو قانون أو تطوير تكنولوجي جديد لا ترضاه سلطات الكيان الصهيوني أو القيادة الأمريكية المتصهينة؟ هل سيقف في وجههم بدولته منزوعة السلاح؟ ثم هل سيسأل رئيس الدولة شعبه بصورة شفافة وغير مزورة إن كان يقبل، بعد ثمانين سنة من الانتظار، بدويلة كسيحة منزوعة السلاح؟ وهل إن عشرات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبطال المقاومين ضحوا وماتوا من أجل دويلة كهذه بلا جناح أو أسنان؟

التناقض نفسه ينطبق على قصائد المديح التي تلقى في مدح الرئيس الأمريكي ترامب وترفع قدره سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً.

هل إن إيقاف مذبحة غزة الآن وبعد تفرجٍ لا أخلاقي طيلة سنتين من قبل الرئيس الأمريكي وحكوماته، صاحبه اتخاذ عشرات القرارات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمويل وتسليح الجيش الصهيوني من أجل أن يكمل حرب الإبادة الهولوكوستية في غزة، ويحيل أرضها إلى خراب ويباب، وهل بعد منع مجلس الأمن المرة تلو المرة، من أخذ قرار بإيقاف تلك المذبحة باستعمال الفيتو الأمريكي ضد كل أعضاء المجلس الباقين؟… هل بعد كل تلك المساهمة الترامبية المادية والمعنوية في عملية الإبادة والتدمير، يجوز أن تمدح جهوده المتأخرة الغامضة في إيقاف الحرب؟ هل حقاً أن القيم الربانية والإنسانية الأخلاقية، تسمح لأي مجرم قاتل بأن يقتل ويساهم في تجييش القتلة، حتى إذا ما قرر القاتل أن يتوقف عن مزيد من القتل، يصبح بطلاً وإنساناً رائعاً يستحق أن يهنأ على توقفه المؤقت عن القتل؟ ألا يرى المدّاحون والرّاكضون وراء القاتل لتهنئته وإعطائه فرصة ممارسة المزيد من الكذب والادعاءات بأنهم أمام موقف يعج بالتناقضات القيمية الأخلاقية والدينية والحقوقية والسياسية؟

التناقضات نفسها يجدها الإنسان في خطابات وتعليقات العديد من المسؤولين العرب عندما يؤكدون بابتسامات عريضة، أن التوقيع في شرم الشيخ على اتفاق إنهاء حرب الإبادة في غزة، سيؤدي إلى تفاهمات ومزيد من الاعترافات الجديدة المسالمة من قبل دول عربية وإسلامية، يعقبها كما يأملون وصول منطقة الشرق الأوسط إلى سلام ورخاء، ألا تتناقض تلك الآمال التبسيطية مع ما قاله ويقوله القادة الصهاينة، في الماضي وإبان السنتين الماضيتين على الأخص، من رفضهم التام لقيام دولة فلسطينية، وعزمهم على ضم الضفة الغربية وغزة وأجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق والسعودية إلى كيانهم الاستيطاني التوسعي، من أجل تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”؟ وجعل المسجد الأقصى موئلاً دينياً مشتركاً ما بين المسلمين واليهود في مدينة القدس التي ستصبح عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وحده، ولا غيره على الإطلاق؟ ثم، ألا يجد المتبنون، بجهل أو بساطة طفولية وأحلام يقظة، شعار الإبراهيمية الموحدة للديانات السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، والذي نشره، وما زال ينشره صهر ترامب الصهيوني كوشنير في كل أرجاء أرض العرب؟… ألا يجدونه شعاراً يجمع التناقضات الدينية المتلاعب بها لأهداف سياسية بحتة من أجل خدمة الكيان الصهيوني؟ وإلا فما الذي يجمع دين الحق والرحمة والقسط والميزان، دين الإسلام، ودين المحبة والتسامح، دين المسيحية، مع دين يدعي أصحابه بأن إلاههم قد أمرهم بأنهم إذا فتحوا مدينة أو بلداً، أن يقتلوا كل من فيها، رجالاً ونساءً وأطفالاً وحتى الأجنة الذين لم يولودوا بعد، وما زالوا في أرحام أمهاتهم؟ وماذا عما يردده النشيد الصهيوني يومياً والقائل: “ليرتعد من هو عدو لنا، ليرتعد كل سكان مصر وكنعان وبابل، ليخيم على سمائهم الذعر والرعب منا، حين نغرس رماحنا في صدورهم … ونرى دماءهم تراق، ورؤسهم مقطوعة، وعندئذ نكون شعب الله المختار حيث أراد الله!”؟

يا شباب وشابات الأمة انتبهوا لمثل هذه التناقضات التي يراد منكم أن تعيشوا معها وتقبلوها وتمجدوها.

*كاتب بحريني

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟

"حين يكون الإسلاميون في المعارضة، يجب أن تكون قاعدتنا: مع الإسلاميين أحيانا، وضد الدولة دائما" من كتاب "النبي والبروليتاريا" لمؤلفه المفكر الاشتراكي البريطاني الراحل كريس هارمن، والذي قدم فيه رؤيته للثورة الإسلامية في إيران.

ثمة ما يسوِّغ تسليط الضوء على بروبوغاندا التحالف الأخضر الأحمر، كما يروج له مناصرو الصهيونية، محاولين ربط الحراك العالمي من أجل فلسطين بتحالف قائم ومنظم بين الإسلام السياسي واليسار، ساعين لإضفاء صبغة أيدولوجية راديكالية تبدو منفرة في الغرب.

وهو تعبير لا يختلف من حيث منطلقات وغايات الربط التضليلي بمساعي ربط الإسلام بالإرهاب.

فما هي حقيقة ائتلاف الأخضر مع الأحمر؟ وما هو السياق التاريخي والفكري الذي تتقارب فيه الحركات الإسلامية مع اليسارية؟ وكيف تحاول إسرائيل توظيفه؟

متظاهرون يرفعون الأعلام واللافتات خلال مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين في سيدني بأستراليا (الفرنسية)العداء للسامية

تحاول مراكز الأبحاث والصحف العبرية اختزال الحراك العالمي من أجل فلسطين بألوان أيديولوجية تبدو راديكالية ومتنافرة في ذات الوقت، محاولة تصوير الحراك الحر من أجل فلسطين بتعدديته الواسعة، كتحالف تآمري "لقوى ظلامية" متناقضة جوهريا لكنها تجتمع على "العداء للسامية".

ويتجلى هذا الاختزال عبر مستويات مؤسسية متعددة ومتكاملة، انطلاقا من مبدأ "مكافحة نزع الشرعية" الذي أسّس له معهد ريوت الإسرائيلي في تقريره تحت عنوان "بناء جدار ناري سياسي ضد نزع الشرعية عن إسرائيل".

يصنف التقرير أي خطاب مناهض للتطرف الإسرائيلي أو يشكك في يهوديتها أو يُساوي بينها وبين نظام الفصل العنصري بوصفه تهديدا وجوديا، ويضع حركة المقاطعة والناشطين الأكاديميين ومنظمات حقوق الإنسان في خانة "شبكة نزع الشرعية" التي تستوجب الملاحقة والمواجهة.

وبموجب هذا، يتحول حتى النقد السياسي للاحتلال والمطالبة بحقوق الفلسطينيين من حيّز الخلاف المشروع وفقا لمبادئ الديمقراطية إلى فعل عدائي يتطلب المواجهة.

إعلان

وقد تبنّت الحكومة الإسرائيلية هذا الإطار المفاهيمي، فأوكلت إلى وزارة الشؤون الإستراتيجية منذ عام 2015 مهمة "قيادة الحملة ضد حركة المقاطعة ومحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل"، وصرّحت مديرتها العامة سيما فاكنين غيل، الرقيبة العسكرية السابقة، أمام الكنيست بأن "الانتصار يعني ألا تكون الرواية السائدة في العالم أن إسرائيل تساوي الفصل العنصري".

أما على الصعيد الأكاديمي البحثي، فتتضافر جهود شبكة من مراكز الفكر الإسرائيلية في تغذية المفهوم وترسيخه، وأنتج مركز القدس  للأمن والشؤون الخارجية مواد حول "التحالف الأخضر الأحمر".

كما أصدر سلسلة من الدراسات تصف الحراك الداعم لفلسطين بأنه بيئة خصبة لدعم حركة المقاومة الإسلامية حماس، بالإضافة إلى إدراج منظمات كـصوت يهودي من أجل السلام وطلاب من أجل العدالة في فلسطين ضمن هذا التحالف.

وتتولى مؤسسات مثل معهد دراسة معاداة السامية في واشنطن ترويج هذه الأطروحات في الأروقة السياسية الأميركية وتعمل بالتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، كما تمول الوزارة مراكز بحثية مثل معهد دراسة معاداة السامية، وهو المعهد الذي وصف منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين بالتبعية لجماعة الإخوان المسلمين.

وقد أفردت وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية في تقريرها السنوي الصادر في أبريل/نيسان الماضي نقاشا تفصيليا حول "التحالف الأخضر الأحمر" ضمن توصيف التهديدات التي تواجه إسرائيل.

اختزال الحراك

يوكد حجم الاحتجاجات وتركيباتها المتنوعة ما يناقض اختزال الحراك العالمي الداعم لفلسطين بتحالف "تآمري مشبوه" بين اليسار والإسلاميين. فقد وثق اتحاد إحصاء الحشود في كلية كيندي بجامعة هارفارد على سبيل المثال ما يقارب 12400 احتجاج مؤيد للحق الفلسطيني ورافض للإبادة عبر الولايات المتحدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024.

ووثق المعهد ذاته 3700 يوم احتجاجي فيما يزيد عن 500 مؤسسة أكاديمية أميركية، واعتبر ذلك أطول موجة احتجاجات أثارها حدث خارجي في الولايات المتحدة منذ بدء جمع البيانات في 2017.

وشملت تركيبة الاحتجاجات منظمات من فئات مختلفة، ففي جامعة كولومبيا، ضمت الاحتجاجات أكثر من 100 مجموعة طلابية منها ما هو روابط طلابية تخصصية، وروابط ذات أصول قومية أو جغرافية، وروابط طلابية دينية كرابطة "صوت يهودي من أجل السلام"، التي تضم 32 ألف عضو فاعل. وقد جمعت مخيمات الاحتجاج في 117 جامعة طلابا من السكان الأصليين، والطلاب السود واللاتينيين.

ومما يدحض اختزال الحراك بثنائية أيديولوجية انخراط رجال دين مسيحيين، فقد وقع -على سبيل المثال- أكثر من 140 أسقفا وقياديا كنسيا من طوائف متعددة تشمل الكاثوليك واللوثريين والمينونايت والكويكرز الانجيليين على وثيقة داعية الى وقف الحرب ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وعلى صعيد الكنائس الأميركية الأفريقية، وقّع أكثر من 1000 قسّ أسود يمثّلون مئات الآلاف من أبناء الرعايا على عريضة تطالب بوقف إطلاق النار، ونشروا إعلانا كاملا في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "قادة الإيمان المسيحي السود من أجل وقف إطلاق النار".

إعلان

كما اعتُقل 135 من أتباع كنيسة المينونايت في مبنى الكونغرس في ديسمبر/كانون الأول 2023 وهم يرتّلون التراتيل الدينية ويطالبون بوقف إطلاق النار، وقد تبع ذلك احتجاج منظم لأتباع الكنيسة في 40 منطقة في الولايات المتحدة وكندا، وقد وصفته المنظمة الإنجيلية ريد لاتر كريستيان بأكبر يوم عمل مسيحي منسّق من أجل وقف إطلاق النار منذ بدء الحرب.

ولم يقتصر التنوع على الفضاءين الديني والأكاديمي، بل امتدّ إلى عالم الأعمال. ففي يناير/كانون الثاني 2024، على سبيل المثال، طالبت شركة "بن آند جيريز" للمثلجات -وهي شركة متعددة الجنسيات- علنا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار.

وصرّحت رئيسة مجلس إدارتها أنورادها ميتال لصحيفة فايننشال تايمز بأنه "من المذهل أن الملايين يتظاهرون حول العالم في حين أن عالم الشركات صامت". وقد رفعت الشركة دعوى قضائية ضد شركتها الأم "يونيليفر" بسبب محاولات إسكات دعمها لحقوق الفلسطينيين.

تقارب ضمن حراك سياسي أوسع ومتعدد الألوان

غير أن نفي اختزال الحراك العالمي بثنائية أيديولوجية لا يعني إنكار وجود تقارب بين اليسار والجماعات الإسلامية في سياق الحراك الداعم لفلسطين، إذ تشير الشواهد الميدانية إلى أن هذا التقارب لم ينبثق من تآمر أو تنسيق سري، بل تَشكّل كرد فعل على الأفعال الإسرائيلية المجرّمة دوليا ضمن فضاءات ديمقراطية مشتركة.

ولعل "حراك فيرغسون-غزة" في صيف 2014 تُجسّد هذه الديناميكية بوضوح حين تزامنت الاحتجاجات ضد مقتل مايكل براون على يد الشرطة الأميركية مع الحرب الإسرائيلية على غزة التي أودت حينها بحياة 2200 فلسطيني.

وقد وصف المؤرخ روبن كيلي من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس هذا التزامن بأنه "العاصفة المثالية للتعبئة"، إذ أرسل ناشطون فلسطينيون عبر تويتر نصائح للمحتجين في فيرغسون حول كيفية التعامل مع الغاز المُدمع، في حين رفع المحتجون السود الأعلام الفلسطينية في شوارع المدينة.

وقد نتج عن هذا التضامن في 2015 ذهاب وفد من الناشطين إلى فلسطين بتنظيم من مؤسسة "حراس الحلم"، وضم الوفد مؤسِّسة حركة "حياة السود مهمة" باتريس كولورز.

كيف يتآلف الإسلام واليسار؟

تتخلص منطلقات اليسار لشراكة نفعية حذرة مع الإسلاميين في مقولات كريس هارمان أحد قادة حزب العمال الاشتراكي البريطاني في كتابه الذي أطلق عليه اسم "النبي والبروليتاريا"، وقد وضح فيه منطلق الشراكة مع الإسلاميين، إذ أفاد بوضوح "الإسلاميون ليسوا حلفاءنا"، لكنه دعا اليساريين إلى عدم التعامل معهم "تلقائيا كرجعيين وفاشيين" أو "تلقائيا كتقدميين ومعادين للإمبريالية " وأن "الشعور بالثورة لدى أتباعهم يمكن توظيفه لأغراض تقدمية".

في المقابل، يستند الإسلاميون في شراكتهم مع اليسار وغيرهم من الفاعلين المخالفين للعقيدة الإسلامية إلى تأصيلات فقهية كفقه الأولويات عند محمد الوكيلي والذي يجيز تأخير الخلافات الأيدولوجية لصالح مواجهة تهديدات أكبر.

بالإضافة إلى فقه الموازنات والمصالح المرسلة الذي يبيح التعاون على أهداف مشتركة كمقاومة الظلم بما لا يستلزم التوافق العقدي الكامل.

كما يستدعى الإسلاميون مفهوم حلف الفضول الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم نصرة للمظلومين قبل بعثته، والذي ينظر إليه كنموذج للتحالف المرحلي على أساس أخلاقي مشترك غير عقدي.

هارمان: دعا اليساريين إلى عدم التعامل مع الإسلاميين "تلقائيا كرجعيين وفاشيين" أو "تلقائيا كتقدميين ومعادين للإمبريالية " (فليكر)عودة إلى التاريخ

تعود الجذور التاريخية للتقارب بين الإسلاميين واليساريين إلى الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وقد زار المفكر الفرنسي ميشيل فوكو إيران مرتين ونشر 13 مقالة يشيد فيها بالثورة كروحانية سياسية جديدة تمثل بديلا ما عن الحداثة الغربية.

ووفرت أعمال فكرية كأعمال المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد التأسيسية الاستشراق والمسألة الفلسطينية بنية فكرية تغذي مساحة ربط مطاطية بين كلا التيارين، إذ ربط بين نقد الإمبريالية الغربية والاضطهاد الممارس ضد الفلسطينيين، والذي تضعه الحركات الإسلامية على سلم أولويات فعلها النضالي.

إعلان

ويرتكز التقارب بين الإسلاميين واليساريين على قيم مشتركة محددة مثل: مناهضة الاستعمار، والتضامن ضد الظلم وعنف الدولة غير المشروع.

وتُظهر الدراسات الأكاديمية، كدراسة كريستيان ديفيس بيلي المنشورة في مجلة "أميركان كوارترلي" عام 2015، أن الناشطين على جانبي النضال يرون روابط بين عنف الدولة والاحتلال والعرق، حيث يعاني الأميركيون السود والفلسطينيون من السيطرة العسكرية سواء من قوات الاحتلال الإسرائيلية أو من جهاز الدولة البوليسي الأميركي.

كما أن إطار "التقاطعية" الذي تبنته حركات العدالة الاجتماعية يوفر مساحة نظرية للتضامن دون الحاجة إلى تجانس أيديولوجي كامل.

وتؤكد دراسة لودفيغ سونّيمارك المنشورة عام 2025 في مجلة "علم الاجتماع النقدي" أن حركة التضامن الطلابية تُشكّل "بيئة تضامنية" تربط الطلاب النشطاء بفاعلين دوليين وبالقيادة الفلسطينية ضمن كتلة عالمية مناهضة للهيمنة، حيث تتكيف ممارسات التضامن وخطاباته باستمرار مع السياقات المحلية والوطنية والعالمية المتغيرة.

وبذلك، فإن التقاء الأخضر والأحمر في مساحات الاحتجاج لا يعكس مؤامرة مُدبّرة بقدر ما يعكس استجابة مشروطة ومحدودة لقضايا مشتركة، تتشكل عبر الفضاءات الديمقراطية من جامعات ومنصات رقمية وتجمعات احتجاجية، وتُحرّكها الأفعال الإسرائيلية أكثر مما يُحركها التنسيق المسبق.

مقالات مشابهة

  • عزيزي (ميدو): دورينا ليس (سبوبة)
  • الحباشنة يكتب..مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
  • الولائي زيدان:نرفض التدخل الأمريكي في الشأن العراقي
  • موسكو تدعو برلين إلى تخفيف حدة الخطاب "المناهض" لروسيا
  • المحللون الحزبيون على الشاشات… من يمثل من؟ واقع إعلامي بلا اسمنت مهني
  • البذاءة بوصفها إستراتيجية جمالية للمقاومة وتفكيك السلطة
  • مدرسة عمر بن الخطاب تحصد لقب بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن
  • هل تحالف الإسلام السياسي وقوى اليسار لنصرة فلسطين؟
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • القضاء الأعلى يوبخ مسؤولًا بعد كتاب عن إسقاط النظام السياسي في العراق