تناقضات الخطاب السياسي العربي
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
تلك الخطابات والتصريحات السياسية الرسمية وغير الرسمية، التي تملأ سماء العرب، والتي يتصف بعضها بالسطحية المفرطة أو بالانحياز المبطّن لخطاب الأعداء، متى سيدرك قائلوها إنها خليط من التناقضات، إما مع القيم السياسية الأساسية، أو مع الواقع المتغير، أو مع الآمال الشعبية الصادقة الممنوع البوح بها؟
أليس تصريح أحدهم بأن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون منزوعة السلاح، يتناقض كلياً مع التعريف الحديث لمعنى كلمة الدولة، الذي يشمل في ما يشمل مسؤولية سلطات حكم الدولة عن أمنها، أرضاً وشعباً ومؤسسات مجتمعية بكل أنواعها؟ ألا تشمل كلمة الحماية عادة متطلبات وجود جيش وأسلحة وقوى أمنية متعددة؟
ماذا سيفعل أي رئيس للدولة الفلسطينية لو أن الأعداء، بمن فيهم عدو تاريخي يريد أن يمحو شعبه الفلسطيني من الوجود، قرروا معاودة الاستيلاء على أرض دولته الجديدة، أو معاقبتها على فعل، أو موقف أو قانون أو تطوير تكنولوجي جديد لا ترضاه سلطات الكيان الصهيوني أو القيادة الأمريكية المتصهينة؟ هل سيقف في وجههم بدولته منزوعة السلاح؟ ثم هل سيسأل رئيس الدولة شعبه بصورة شفافة وغير مزورة إن كان يقبل، بعد ثمانين سنة من الانتظار، بدويلة كسيحة منزوعة السلاح؟ وهل إن عشرات الألوف من الأطفال والنساء والشيوخ والأبطال المقاومين ضحوا وماتوا من أجل دويلة كهذه بلا جناح أو أسنان؟
التناقض نفسه ينطبق على قصائد المديح التي تلقى في مدح الرئيس الأمريكي ترامب وترفع قدره سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً.
التناقضات نفسها يجدها الإنسان في خطابات وتعليقات العديد من المسؤولين العرب عندما يؤكدون بابتسامات عريضة، أن التوقيع في شرم الشيخ على اتفاق إنهاء حرب الإبادة في غزة، سيؤدي إلى تفاهمات ومزيد من الاعترافات الجديدة المسالمة من قبل دول عربية وإسلامية، يعقبها كما يأملون وصول منطقة الشرق الأوسط إلى سلام ورخاء، ألا تتناقض تلك الآمال التبسيطية مع ما قاله ويقوله القادة الصهاينة، في الماضي وإبان السنتين الماضيتين على الأخص، من رفضهم التام لقيام دولة فلسطينية، وعزمهم على ضم الضفة الغربية وغزة وأجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق والسعودية إلى كيانهم الاستيطاني التوسعي، من أجل تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”؟ وجعل المسجد الأقصى موئلاً دينياً مشتركاً ما بين المسلمين واليهود في مدينة القدس التي ستصبح عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وحده، ولا غيره على الإطلاق؟ ثم، ألا يجد المتبنون، بجهل أو بساطة طفولية وأحلام يقظة، شعار الإبراهيمية الموحدة للديانات السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، والذي نشره، وما زال ينشره صهر ترامب الصهيوني كوشنير في كل أرجاء أرض العرب؟… ألا يجدونه شعاراً يجمع التناقضات الدينية المتلاعب بها لأهداف سياسية بحتة من أجل خدمة الكيان الصهيوني؟ وإلا فما الذي يجمع دين الحق والرحمة والقسط والميزان، دين الإسلام، ودين المحبة والتسامح، دين المسيحية، مع دين يدعي أصحابه بأن إلاههم قد أمرهم بأنهم إذا فتحوا مدينة أو بلداً، أن يقتلوا كل من فيها، رجالاً ونساءً وأطفالاً وحتى الأجنة الذين لم يولودوا بعد، وما زالوا في أرحام أمهاتهم؟ وماذا عما يردده النشيد الصهيوني يومياً والقائل: “ليرتعد من هو عدو لنا، ليرتعد كل سكان مصر وكنعان وبابل، ليخيم على سمائهم الذعر والرعب منا، حين نغرس رماحنا في صدورهم … ونرى دماءهم تراق، ورؤسهم مقطوعة، وعندئذ نكون شعب الله المختار حيث أراد الله!”؟
يا شباب وشابات الأمة انتبهوا لمثل هذه التناقضات التي يراد منكم أن تعيشوا معها وتقبلوها وتمجدوها.
*كاتب بحريني
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: من أجل
إقرأ أيضاً:
قبائل بني بحر تؤكد جاهزيتها لإفشال مؤامرات العدو الصهيوني
وخلال اللقاء، شدد شيوخ ووجهاء بني بحر على أن موقفهم ثابت في مواجهة العدوان، وأنهم لن يتراجعوا عن دعم جبهات العزة والصمود حتى تحقيق النصر. وأكدوا أن القبيلة ستظل درعاً وسنداً للمجاهدين في مختلف ميادين المواجهة.
وأجمع المشاركون على أن السلاح بيد القبيلة يمثل عهداً ومسؤولية للدفاع عن الأرض والكرامة، وأنه سيبقى حاضراً لصون السيادة الوطنية وردع أي اعتداء أو محاولة للنيل من أمن البلاد.
كما شددت القبائل على أن أي مشروع فتنة أو استهداف لأمن اليمن سيواجَه بموقف حاسم لا يلين، مؤكدين أن الوعي القبلي بات اليوم أكثر تماسكاً وقدرة على التصدي لكل المخططات المعادية.
وجددت قبائل بني بحر دعمها الكامل لخيارات القيادة الثورية والسياسية، معلنة استمرار التحشيد ورفع مستوى الجهوزية في مختلف مراحل المواجهة، وبما يعزز قوة الجبهة الداخلية ويثبت إرادة الشعب اليمني في مواجهة التحديات.