فرحة جماعية في الرباط.. كيف أعاد تتويج أشبال الأطلس النقاش حول صناعة الأبطال في المغرب؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
"هؤلاء الشبان أعادوا لنا الأمل في الرياضة المغربية، وأثبتوا أن الاستثمار في التكوين يؤتي ثماره"، هكذا قال أحد المشاركين في الاستقبال الشعبي الحاشد، بينما كانوا المغاربة متواجدين على طول الشارع الرئيسي المؤدي إلى القصر الملكي.
وفي مشهد احتفالي غير مسبوق، توافد المئات من المغاربة، الأربعاء، على شارع محمد الخامس وسط العاصمة الرباط، لمشاركة المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة فرحة التّتويج، بكأس العالم للشباب التي أُقيمت في الشيلي، وهو أول إنجاز من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية.
بين الأعلام المرفوعة والهتافات المُتصاعدة، اختلطت مشاعر الفخر بالدهشة؛ أمام جيل شاب استطاع أن يهزم مدارس كروية عريقة مثل الأرجنتين والبرازيل، ويكتب صفحة جديدة في مسار كرة القدم المغربية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Simply Morocco (@simplymorocco)
احتفال رسمي برعاية ملكية
بتعليمات من الملك محمد السادس، ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء الأربعاء، حفلا بالقصر الملكي بالرباط على شرف أعضاء المنتخب الوطني. وخلال الاستقبال، قدّم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، والمدرب محمد وهبي، إلى جانب لاعبي المنتخب، التحية، قبل التقاط صورة تذكارية جمعت الأمير بالفريق الشاب المتوّج بكأس العالم.
عقب ذلك، أقيم حفل شاي رسمي، في تقليد دأب عليه القصر المغربي تكريما للرياضيين الذين يحققون إنجازات استثنائية، تعبيرا عن "العناية" التي يوليها الملك محمد السادس للشباب والرياضة، وفق ما جاء في بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Omar Tanany (@omar.tny)
الرياضة كعنوان لسياسة دولة
رغم الطابع الاحتفالي، فإن الحدث فتح الباب على نقاش أوسع حول استراتيجية المغرب في الاستثمار الرياضي، خصوصا بعد النجاحات المتتالية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، انطلاقا من إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر، مرورا بتألق المنتخبات النسوية، وصولا إلى تتويج فئة الشباب اليوم.
وأبرز عدد من المتابعين للشأن الرياضي، في حديثهم لـ"عربي21" أنّ: "هذه النتائج ليست صدفة، بل ثمرة سياسة رياضية متكاملة، تمثلت أساسا في مشروع أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تأسست عام 2009، كإحدى أبرز المؤسسات الإفريقية في مجال تكوين المواهب".
إلى ذلك باتت الأكاديمية تُنتج جيلا من اللاعبين الذين يمزجون بين التعليم والتكوين الاحترافي، ما جعلها أشبه بـ"مختبر لصناعة الأبطال" في القارة.
"هذا الفوز يؤكد أن المغرب يسير بثبات نحو تحويل الرياضة إلى رافعة وطنية للهوية والدبلوماسية"، يقول المتابعين للشأن الرياضي المغربي، في عدد من التصريحات الصحافية، موضحين أن "النجاح في الفئات العمرية يعني أن هناك رؤية بعيدة المدى تتجاوز منطق النتائج الآنية إلى بناء منظومة دائمة".
فرحة وطنية ورسائل سياسية
لم يقتصر الاحتفال على الجانب الرياضي، بل حمل رسائل رمزية متعددة. فالاستقبال الشعبي في الرباط جسّد، بحسب محللين، وحدة وجدانية بين المؤسسة الملكية والمجتمع المغربي، في لحظة وطنية عابرة للفوارق الاجتماعية والسياسية.
الملك محمد السادس، الذي بعث برقية تهنئة لأعضاء المنتخب بعد فوزهم على الأرجنتين، وصفهم بأنهم "شرفوا المغرب وشبابه أحسن تشريف"، في إشارة إلى أن الإنجاز لم يعد مجرد انتصار كروي، بل رمزا لنجاح جيل شاب مؤمن بالعمل والاجتهاد، في بلد يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية متعددة.
"كرة القدم اليوم ليست مجرد لعبة، إنها أداة قوة ناعمة تعزز صورة المغرب كدولة صاعدة في إفريقيا والعالم العربي"، يضيف عدد من المتحدّثين لـ"عربي21".
الرباط.. فرحة تُعيد الثقة
مع حلول المساء، تحوّل شارع محمد الخامس إلى مهرجان جماهيري. العائلات خرجت بأطفالها، الطلبة يرفعون صور اللاعبين، وأبواق السيارات لا تتوقف. بدا المشهد كما لو أن العاصمة تعيش يوماً وطنيا جديدا، عنوانه "جيل جديد من الأبطال".
تقول فاطمة، طالبة جامعية حضرت الاحتفال، إنّ: "هذا الفوز يعطينا الأمل بأن النجاح ممكن حين تتوفر الفرص والتدريب الجيد".
وتابعت في حديثها لـ"عربي21" بالقول: "ربما يكون هذا المعنى هو ما يجعل تتويج "أشبال الأطلس" أكثر من مجرد حدث رياضي؛ إنه تتويج لسياسة رياضية وطنية بدأت تؤتي أكلها، ورسالة إلى الشباب المغربي بأن التفوق ممكن حين تُصنع الفرص لا حين تُنتظر".
صدى عربي ودولي
لم يمر الإنجاز المغربي مرور الكرام في العالم العربي، إذ تصدّر وسم #أشبال_الأطلس مواقع التواصل في عدد من الدول العربية، وسط موجة تهاني من رياضيين ومحللين عرب وصفوا التتويج بأنه "انتصار لكل العرب".
كذلك خصّت وسائل إعلام عالمية، المنتخب المغربي بتقارير موسعة، مشيدة بتطور "المدرسة المغربية الجديدة" في كرة القدم.
ويرى مراقبون أن هذا الصدى الإقليمي والدولي يعكس المكانة المتصاعدة للمغرب في المشهد الرياضي العالمي، ويؤكد أن "هذا الجيل من أشبال الأطلس" قد يكون بداية لعصر جديد في كرة القدم المغربية، عنوانه الثقة والاحتراف وصناعة الأمل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المغربية الرباط المغرب الرباط اشبال الاطلس صناعة الابطال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أشبال الأطلس محمد السادس کرة القدم عدد من
إقرأ أيضاً:
ثورة لقجع الكروية من أكاديمية محمد السادس إلى عرش كاف.. كيف صُنع المجد المغربي؟
توج منتخب المغرب تحت 20 عامًا ببطولة كأس العالم للشباب، في إنجاز تاريخي وغير مسبوق في تاريخ المنتخبات العربية والأفريقية، بعدما فاز باللقب عن جدارة واستحقاق.
استطاع المنتخب المغربي فرض سيطرته في معظم المباريات التي خاضها في المونديال، بقيادة مدربه محمد الوهبي. فقد حقق انتصارات على فرق كبيرة مثل إسبانيا، البرازيل، أمريكا، فرنسا والأرجنتين، في مشوار تكلل بنجاح مبهر، ليكون مصدر إلهام وفخر للكرة الإفريقية والعربية. وكان من أبرز نجوم هذه البطولة ياسر زبيري وعثمان معما، اللذان قدما مستويات مميزة للغاية.
ومن المعروف أن النجاح ليس وليد اللحظة، وهو ما ينطبق على منتخب المغرب. فالتطور الذي شهدته الكرة المغربية كان نتيجة رؤية استراتيجية طويلة المدى. تحت قيادة فوزي لقجع، رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، شهدت الكرة المغربية ثورة في مجالات عدة، بدءًا من المستوى المحلي وصولًا إلى البنية التحتية.
على سبيل المثال، قاد لقجع حملة لتغيير بند في الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يلزم اللاعب الذي يشارك مع المنتخب الأول مرة واحدة بأن يظل أسيرًا لهذا المنتخب ولا يستطيع تغيير جنسيته الرياضية. أبرز مثال على ذلك كان منير الحدادي، الذي شارك لدقائق معدودة مع منتخب إسبانيا، لكنه بقي مقيدًا بهذا القيد حتى نجح لقجع في تغيير القاعدة، مما مهد الطريق للحدادي للانضمام إلى أسود الأطلس.
إعداد اللاعبين وتحفيزهم لتحقيق المجد
لكن هذا ليس محور التقرير الأساسي، وإنما هو مجرد توضيح لما يشهده الاتحاد المغربي من تطوير إداري حقيقي يقوده لقجع. فالنجاح الذي تحقق في كأس العالم للشباب كان نتيجة لاستعداد وتحفيز قوي من قبل الاتحاد، حيث أصر لقجع على إلقاء خطاب تحفيزي للاعبين بعد خسارة نهائي كأس أمم إفريقيا، مؤكدًا لهم أن "المستقبل أمامهم". بالفعل، لم يخيب المنتخب المغربي آماله، ليحقق اللقب الكبير ويُسجل إنجازًا تاريخيًا لكرة القدم المغربية والإفريقية والعربية.
مع ذلك، يبقى السؤال الأهم كيف تحولت الكرة المغربية بقيادة لقجع إلى هذا المستوى من التميز؟ هل كان التغيير الإداري وحده هو العامل الأساسي؟ أم أن هناك عوامل أخرى، مثل الاستثمار المستمر في البنية التحتية وتكوين اللاعبين منذ الصغر، مع التركيز على أكاديمية محمد السادس، بالإضافة إلى تطوير المدربين المحليين والإداريين؟ في الواقع، كل هذه العناصر مترابطة، وقد لعبت دورًا كبيرًا في ظهور "النتاج النهائي" لهذا النجاح.
إضافة إلى إنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم للشباب، تحقق الفريق أيضًا المركز الرابع في مونديال قطر 2022 وحصد الميدالية البرونزية في أولمبياد 2024 على حساب مصر. كما تألق على المستوى القاري في بطولات مختلفة مثل دوري أبطال إفريقيا، كأس السوبر الأفريقي، و كأس الكونفدرالية، ما يعكس القوة الحقيقية للكرة المغربية في الساحة الدولية. أما على مستوى الدوري المحلي، فقد شهدت البطولة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث توجت عدة أندية باللقب، مثل نهضة بركان، اتحاد طنجة، الفتح الرباطي، و الجيش الملكي، إلى جانب الوداد و الرجاء اللذان يستمران في المنافسة القوية في كل موسم.
الكرة المغربية شهدت تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط على مستوى المنتخبات ولكن أيضًا في جوانب أخرى كالإدارة الفنية، البنية التحتية، والتمثيل الإداري. ما تحقق لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة مشروع متكامل يجمع بين الحوكمة الصارمة، الرؤية الفنية البعيدة المدى، واستراتيجية النفوذ الذكية التي يقودها فوزي لقجع داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وقد ارتكز هذا المشروع على أكاديمية محمد السادس كنواة للتطوير المستدام.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على التحولات التي شهدتها كرة القدم المغربية تحت قيادة لقجع، ونستعرض أبرز النقاط التي أدت إلى هذا التميز المستمر ما تحقق لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتيجة رؤية استراتيجية طويلة المدى واستثمار متواصل في المستقبل، مما جعل من كرة القدم المغربية نموذجًا يحتذى به في إفريقيا والعالم.
عند توليه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في 2014، لم يكن لقجع مجرد إداري محلي، بدأ رحلة بناء نفوذ مغربي مؤثر داخل كاف، وتجلّى هذا التحول بوضوح مع انتخابه رسمياً نائباً أول لرئيس الكاف في أبريل 2025، مما يضع المغرب في موقع تنفيذي رفيع داخل الهيكل الإداري للاتحاد الإفريقي.
وقد سبق هذا الانتخاب حصوله على عضوية اللجنة التنفيذية للكاف في عام 2017 بعد حصوله على 41 صوتاً مقابل 7 فقط لمنافسه، بعيداً عن الاعتبارات السياسية.
نفوذ لقجع يرتكز على ثلاثة أبعاد متكاملة، الموقع التنفيذي داخل كاف، التمثيل الدولي عبر مجلس الفيفا، والارتباط الحكومي بصفته وزيرًا منتدبًا للميزانية بالمغرب، هذا المزيج منح المغرب القدرة على التأثير في صياغة سياسات الاتحاد القاري، من التمويل وتنظيم البطولات إلى وضع المعايير الفنية.
المدرسة المغربية الإدارية.. بناء نفوذ مؤسسيالوجود المغربي داخل كاف لم يكن وليد الصدفة بدأ مع هشام العمراني (أمين عام كاف بين 2011–2017) ثم استمر مع معاذ حجي، لتتأسس ما يُعرف بـ«المدرسة المغربية الإدارية»، إدارة منظمة، فهم عميق للبيروقراطية الإفريقية، وقدرة على التواصل مع التيارات الفرنسية والأنجلوفونية.
شبكات النفوذ والتأثير.. استراتيجية ثلاثية
المغرب اعتمد على ثلاث دوائر للتأثير، وهم:
1. المالية: عبر رئاسة لجنة المالية - إحدى أكثر اللجان حساسية في الكاف - أصبح فوزي لقجع يتحكم في مراجعة الميزانية العامة للاتحاد، توزيع الدعم المالي على الاتحادات الوطنية، توجيه الموارد نحو مشاريع البنية التحتية للاتحادات الصغيرة.
2. السياسية والدبلوماسية (دبلوماسية القوة الناعمة): وظفت الرباط كرة القدم كأداة دبلوماسية فعالة لتعزيز الحضور المغربي في غرب ووسط إفريقيا، عبر شراكات مع اتحادات المنطقة - منح فنية وتجهيزات لدول مثل السنغال والكاميرون - تعزيز الوجود السياسي من خلال البوابة الرياضية.
3. التنظيمية والفنية (الدائرة التنظيمية: صناعة المعايير)، حضور فعال في لجان تراخيص الأندية وتنظيم المسابقات، مؤثراً على معايير المشاركة والقرارات الفنية.
أمم أفريقيا 2025 و النموذج المغربي في التنظيم والبنية التحتية
قدم المغرب مفهومًا جديدًا للبطولات عبر فكرة "Base Camps"، معسكرات أساسية متكاملة لكل منتخب بفندق خمس نجوم وملعب تدريب خاص، بما يقترب من معايير كأس العالم.
استثمارات ضخمة في أكثر من 24 فندقًا عالمياً، ومرافق تدريب، وربطها بمشروعات ملاعب وطنية وجهوية، حولت الاستضافة إلى أداة دبلوماسية ورياضية، تجعل المغرب مركزًا إقليميًا للرياضة. وقد تجلى هذا النجاح في:
· استضافة بطولات كبرى (دوري الأبطال للسيدات، الكونفيدرالية).
· الفوز بتنظيم كأس الأمم 2025 بعد انسحاب المنافسين؛ ومونديال 2030.
· ترسيخ مكانة تنظيمية متميزة، وهو ما تأكد أيضاً باختيار المملكة المغربية مقراً رئيسياً لرابطة الأندية الإفريقية في يناير 2025 بعد تفوق ملفها التنظيمي.
منظومة التدريب... الركراكي والسكتيوي والوهبي
أسست المغرب منظومة تدريبية وطنية مترابطة، قادرة على تحويل التكوين إلى نتائج ملموسة، وليد الركراكي والإنجاز التاريخي بالوصول إلى نصف نهائي مونديال 2022، وحصد المركز الرابع.
طارق السكتيوي المنتخب الأولمبي والمحليين، ونجح في تحقيق بطولة إفريقيا 2023، وبرونزية أولمبياد باريس 2024، ومحمد وهبي الذي قاد المغرب للقب مونديال الشباب، وجميعهم لديهم شهادة يويفا برو للتدريب.
كما أن جميع الفئات السنية في منتخبات المغرب جميعهم مدربين وطنيين، حيث يقود نور الدين نايبت منتخب تحت 18 عاماً، ونبيل بهاء تحت 17، أشرف هنزاز تحت 15 عاماً، وجميعهم مدارس تعتمد على الانضباط التكتيكي، الضغط المنظم، ودمج خريجي الأكاديمية في المسار الاحترافي.
نشأت أكاديمية محمد السادس، في مدينة سلا في 2009، وصُممت كمركز متكامل يجمع بين التعليم والتكوين الرياضي، مستوحاة من التراث المغربي ومجهزة بمرافق حديثة.
نتائج التكوين مذهلة، من جيل التأسيس مثل يوسف النصيري وعز الدين أوناحي ونايف أكرد؛ إلى جيل التميز مثل إلياس بن صغير وياسر زبيري، عبد الله باعلال ومعاذ ضحاك، مع شراكات أوروبية ساعدت اللاعبين على الاحتراف المبكر وربط الأكاديمية بسوق عالمي محترف.
الحصاد.. بطولات وإنجازات
المنتخب الأول، والوصول التاريخي في نصف نهائي كأس العالم 2022.
منتخب المغرب تحت 23 بطل إفريقيا 2023، برونزية أولمبياد 2024.
تحت 20 بطل كأس العالم للشباب 2025 على حساب الأرجنتين.
كأس أمم إفريقيا للمحليين 2018, 2022, 2025.
بطل كأس أمم إفريقيا لتحت 17 عاما.
بالإضافة للصعود لكأس العالم لتحت 17 و20 عاما.
كما الأندية المغربية حاضرة على مستوى البطولات القارية الوداد في 2017، و2022 دوري الأبطال، الرجاء 2019 و2021 في الكونفدرالية وأيضا نهضة بركان 2020، 2022، 2025، أما السوبر الأفريقي الوداد 2018 وغريمه الرجاء في 2019، ونهضة بركان 2022 حيث سنجد ألقاب متكررة في البطولات القارية للمغرب على مستوى الأندية.
شهد الدوري المغربي بين 2015 و2025 تحولاً جذرياً يعكس نضج المنظومة الكروية، حيث توزعت الألقاب على نطاق أوسع مما كان عليه في السابق:
· 2015-2016: الفتح الرباطي يحقق اللقب الأول في تاريخه، مفتتحاً مرحلة جديدة من المنافسة.
· 2016-2017: الوداد البيضاوي يعيد التتويج بلقبه الـ19.
· 2017-2018: اتحاد طنجة يفاجئ الجميع بأول لقب، في نسخة هي الأكثر إثارة وتكافؤاً.
· 2018-2019: الوداد البيضاوي يحافظ على مكانته في القمة.
· 2019-2020: الرجاء البيضاوي يستعيد اللقب ويعيد التوازن للصراع التقليدي.
· 2020-2022: الوداد البيضاوي يهيمن بلقبين متتاليين، مدفوعاً باستقراره المؤسسي.
· 2022-2023: الجيش الملكي يعود للتتويج بعد غياب، تتويجاً لسياسات إعادة الهيكلة.
· 2023-2024: الرجاء البيضاوي يحرز اللقب بسلسلة لا هزيمة، مؤكداً النضج التكتيكي.
· 2024-2025: نهضة بركان يتوج بأول لقب، تتويجاً لمشروع استراتيجي طويل الأمد.
هذا التوزيع الواسع للألقاب بين أندية متعددة (الوداد، الرجاء، الفتح، اتحاد طنجة، الجيش الملكي، نهضة بركان) يعكس تحسن الحوكمة، توزيع الاستثمار، وتعزيز البنية الجهوية، مما جعل الدوري المغربي أكثر إثارة وتنافسية.
في النهاية، وجود المغرب في مواقع القرار داخل كاف وفيفا يتيح له توجيه التمويل، التأثير على ملفات الاستضافة، ونشر معايير تنظيمية وفنية جديدة، ليصبح مرجعًا إداريًا وتنظيميًا داخل القارة.
ما بدأ كمشروع تكويني محلي تحول إلى منظومة متكاملة، تصنع نتائج رياضية وإدارية ودبلوماسية؛ المغرب اليوم ليس مجرد مشارك، بل مهندس ومؤثر في صناعة القرار الكروي الإفريقي.