برلماني : تشجيع الصناعات هدف استراتيجي للحكومة خلال الفترة القادمة
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
قال النائب محمود الصعيدي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن هناك توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات ، مشيرا إلى أن هذا هدف استراتيجي للحكومة خلال المرحلة القادمة، لتشجيع الصناعات.
وأضاف الصعيدي لـ"صدى البلد"، أن الصناعة تؤدى إلى خلق فرص عمل و تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات الدولة لبعض المنتجات وتقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.
وأوضح عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أن الإنتاج سيتوجه خلال الفترة القادمة نحو الصناعة والزراعة ، والتصدير لجلب العملة الصعبة إلى مصر.
وكان قد التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمش بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية (CITIC)؛ لاستعراض فرص الشراكة المُمكنة مع المجموعة في عدد من المجالات المختلفة، وذلك بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وهشام شتا، رئيس مجلس إدارة شركة "إنكوم"، ويانج جيان تشيانج، رئيس مجلس إدارة شركة "سيتك" للإنشاءات، إحدى شركات مجموعة "سيتك" الصينية، وعمرو شتا، الشريك التنفيذي لشركة "أنكوم"، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس أحمد عمران، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية للمرافق.
في بداية الاجتماع، رحّب رئيس الوزراء بـ ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية والوفد المرافق له، مُعربًا عن تقديره للشركة ومشروعاتها المهمة التي تنفذها حول العالم في المجالات المختلفة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي اعتزازه بالشراكات المصرية الصينية التي تم عقدها على مدار الأعوام الماضية، قائلًا: مختلف الشراكات التي عقدناها مع الجانب الصيني كُتب لها النجاح، لذا كلنا ثقة في الشركاء الصينيين وقدرتهم على تنفيذ المشروعات المختلفة على أعلى مستوى.
وخلال اللقاء، قدّم ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية، عرضًا حول نشاط المجموعة، مشيرًا إلى أن المجموعة تأسست قبل 40 عامًا وتصل محفظتها الاستثمارية حاليًا إلى نحو 1.7 تريليون دولار، وموضحًا أن استثمارات الشركة تتجاوز حدود دولة الصين إلى الكثير من الأسواق العالمية.
وأشار ليو تشنج جون إلى أن المجموعة يعمل بها الآن نحو 234 ألف موظف في شركاتها التي توجد في 250 دولة حول العالم، موضحًا أن المجموعة تعمل في العديد من القطاعات أبرزها التمويل والتأمين وإدارة الأصول والتعدين والإنشاءات والبنية التحتية والنقل والزراعة والنشر، فضلًا عن تميزها في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه.
وأكد نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية أن المجموعة منفتحة على عقد شراكات مع الدولة المصرية في مجالات عملها المختلفة مثل تشغيل منطقة الأعمال المركزية (CBD) بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا التعاون في إنشاء وإدارة وتشغيل المطارات المصرية.
وعرض ليو تشنج جون إمكانية التعاون مع الحكومة المصرية في توطين مكونات محطات تحلية المياه العاملة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين" (Reverse Osmosis)، مؤكدًا أن المجموعة مستعدة أيضًا لتوفير التمويل اللازم لإقامة هذا المشروع، كما أنها على استعداد للتعاون مع شركاء مصريين في هذا المشروع.
وتعقيبًا على ذلك، أعرب رئيس الوزراء عن ترحيبه بما طرحه نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية بشأن التعاون مع الحكومة المصرية في توطين مكونات محطات تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، لاسيما أن هذا يتماشى مع توجهات الدولة المصرية للتوسع في مشروعات تحلية مياه البحر، مشيرًا إلى أن الحكومة تستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية لتحلية مياه البحر إلى 5 ملايين متر مكعب يوميًا وذلك خلال 5 سنوات مع وجود خطة طموحة لوصول هذه الكمية إلى 10 ملايين متر مكعب يوميًا.
وأكد مدبولي أن هذه مستهدفات ضخمة وتتطلب إقامة محطات تحلية عملاقة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، ولا يُمكن مع ذلك استمرار الاعتماد على استيراد مكونات هذه المحطات، لذلك سيكون شغلنا الشاغل خلال الفترة المقبلة هو توطين صناعة مكونات هذه المحطات.
وقال رئيس الوزراء: نرحب بعقد شراكة مع مجموعة "سيتك" الصينية لإقامة مصنع لها في مصر لتوطين صناعة مكونات محطات تحلية مياه البحر، ومستعدون للدخول في شراكة مع المجموعة الصينية في هذا الاستثمار عبر توفير الأراضي اللازمة وإقامة الإنشاءات المدنية الخاصة بهذا المصنع.
وأكد أنه مستعد لمنح المجموعة جميع صور الدعم المطلوبة لسرعة إنجاز هذا المشروع، قائلًا: لدى الشركة فرصة مهمة للغاية في أن تحظى بشكل حصري بتوفير مستلزمات ومكونات محطات التحلية التي ستنشئها الدولة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، موجهًا المهندس/ شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بعقد اجتماع مع مسئولي المجموعة لوضع تصور نهائي لهذا المشروع وعرضه عليه في أقرب وقت.
كما أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى التعاون مع المجموعة الصينية في مجال إنتاج البذور، لما يتوافر لدى الشركة من خبرة كبيرة في هذا المجال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصناعات النائب محمود الصعيدي الاكتفاء الذاتي الاستيراد محطات تحلية المياه بتقنیة التناضح العکسی محطات تحلیة المیاه مکونات محطات تحلیة نائب رئیس مجموعة رئیس الوزراء هذا المشروع أن المجموعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العودة إلى الطفولة في مجموعة «ما لم تقله الأرض» لوسام العاني
صدرت للشاعر العراقي وسام العاني مجموعته الشعرية (ما لم تقله الأرض) عام 2021م عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء ودار نثر في (85) صفحة، جمعت (28) نصًا شعريًا متنوعًا في الشكل والمضمون، أظهر فيها وسام العاني اشتغاله اللغوي في كتابة نصوصه الشعرية.
تحيلنا دلالات النصوص الشعرية في المجموعة على الحنين والغربة المتشكلة من الانعكاس النفسي القائم على البُعد المكاني؛ فالعراق حاضرة في المجموعة بشكل كبير، يستعيد ذاكرتها وذكرياتها متحسرًا على سنوات البُعد والحرب.
نجد في هذه المجموعة معادلات الحنين والشوق من جهة والغربة والقلق من جهة أخرى، إذ ترد مفردات المجموعة دالة على الوجع والانكسار، فتأتي الدلالات اللغوية معينة على الصورة التي يصنعها الشاعر، فتمنح التراكيب حزنًا نابعًا من الغربة ذاتها والبُعد عن الوطن/ العراق.
كل تلك الدلالات نجد لها ارتباطًا عميقًا بالعودة إلى الطفولة/ الماضي البعيد؛ نجد هذا الملمح ظاهرًا في المجموعة؛ إذ تحضر لفظة الطفولة/ الطفل في (17) نصًا شعريًا من أصل (28) نصًا شعريًا. إنّ لهذا الحضور المكثف لعالم الطفولة في المجموعة إحالة على العودة إلى ذلك الزمن واستدعائه من الذاكرة إلى الحاضر، ومنه إلى عالم الكتابة، فالذاكرة لم تتخلّ عن عالمها البكر، والطفولة تتمدّد في ذاكرة الشاعر وتُحدثُ تقاطعًا مع الزمن الحالي بعملية الاسترجاع هذه. كما لا يجب أن ننسى أنّ للطفولة ارتباطًا بالأمومة، فهما متداخلتان في علاقتهما، ومرتبطتان في مفاهيمهما، والأم في ذاتها رمز مقترن بالأرض، إذ إنّ كليهما أمٌّ تحنُّ لأبنائها، والأرض معادل لفظي للوطن وهنا تكمن حقيقة الغربة والحنين اللذين قصدهما الشاعر من عامل الارتباط بين الطفولة والحنين والغربة؛ لذا صدّر عتبة مجموعته الشعرية بلفظة الأرض التي تعيده إلى الوراء زمنيًا وتقدم انعكاسًا للمتغيرات النفسية لحظة الكتابة.
في نص (مَن سواه يرى)، وهو من النصوص البديعة اشتغالًا في المجموعة من حيث الصور وحضور اللغة، نجد الطفولة حاضرة في عمليتي الاشتغال والاسترجاع، كما نجد الفعل الزمني واضحًا بين زمني الطفولة والكبر، يضم النص في امتداده الزمني هذا صورًا متعددة ومشاهد نحتها الزمن في الذاكرة، هذا الامتداد الزمني قدّم للقصيدة اشتغالًا لغويًا جيدًا يخدم النص، وصورًا نُحتت بإتقان مستخدمًا الأفعال الماضية لتشكيل المعنى، نقرأ افتتاحية النص إذ يقول:
طفل القصائد يا مولاي قد كبرا وظل سهوا بكف الغيم فانهمـرا
بعيدة في رؤى الصحراء وجهته فصار قافلة واستتبع الأثرا
توسل الريح دربا نحو قريته فوزعته بريف المتعبين قرى
وصادق النهر حتى صار يشبهه يمشي وينبت من أحزانه الشعرا
وحين ضاق بهم، شظى شواطئه وراح يسكبها في أعين الفقرا
وضاق معنى فشق الطين منتفضًا فقل لحراسك الغافين: صار يرى
إنّ العودة إلى الطفولة هنا يعادلها العودة إلى الماضي، وإلى الأرض، وإلى الوطن؛ لذا أكثر الشاعر من استخدام الأفعال الماضية في نصه تعبيرًا عن هذه العودة، لنجده يستخدم (39) فعلًا ماضيًا من أصل (20) بيتًا شعريًا تولد منها دلالات الغربة والحنين المتقاطعة مع البعد والفرق:
معتق نايه الفضي في يده نشيجه غيمة والأغنيات ثرى
ندوبه فوق جلد الماء نابتة وحلمه أخضر لما يزل نضرا
كأي طفل مشى في الضوء مُنتَشيا كان الظلام بظهر الباب منتظرا
تعودت مُدن النسيان خطوته وكان يربح فيها كلما خسرا
أضاع في حسبة الأوقات ألف يد وبعدما أُمة من وهمه ادَّكرا
أن الحياة إلى لا شيء مُفضية إلا إليه ولكن من سواه يرى؟
في غربة الطين لا شُباك يُؤنسه وليس إلاه درب نحوه عبرا
إنّ ارتباط الطفولة بالغربة ملمح مهم في نصوص المجموعة، نجد ذلك في غير نص لدى الشاعر، ففي قصيدة (حروف) يظهر هذا المعنى واضحًا، حين يعبّر الشاعر عن الطفولة المتشكلة في الذاكرة:
طفلٌ يجرُّ على البياض حروفا والحبر ليلٌ ما يزال مُخيفا
طفلٌ وشيبُ الأمنيات برأسه رسمته فرشاةُ الغياب كثيفا
من غيمة الكلمات يستجدي نشيد جروحه ومن المداد نزيفا
سرعان ما يتحول استخدام ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم، فيصبح الطفل صورة أخرى متشكّلة عن الذات، ينطلق منها الشاعر في رسم ذاكرة طفولية تنتهي إلى واقع محطّم، وكأنّ الطفولة المنكسرة لا تنتهي إلا إلى انكسار الواقع ونهايته المنغلقة:
والعابرون على موانئ دمعتي لم يحفلوا، مروا هناك ضيوفا
أشجار عمري حين أزهر ضوؤها الليل ألقى فوقهن خريفا
ونُفيتُ في سقف المدائن غيمة تهمي ويشبعها الرحيل حتوفا
وَهُم عتيق صادَقَتْهُ معاركي أنَّ النوايا قد تكون سيوفا
حتى استويت على الهزيمة شاعرًا عبثاً يجر على البياض حروفا
نص شعري آخر يتناول الطفولة موضوعا له، عنوانه (طفولة حرب)، نص يستعيد الألم من الذاكرة، متذكراً مشاهد من حياة الطفولة، إذ يفتتح الشاعر نصه بسنوات من الحروب التي بدأت معها غربته وآلامه واتسع الحنين إلى الذاكرة القديمة:
في العام الخامس من هذا التيه
انفتحت نافذة الحرب
على أنهار مدينته
فتساقط جلد الماء على يَدِهِ
وتخشب شريان الوقت
انفتحت ذاكرة الحرب على ذاكرة الطفولة، فنبش الشاعر الألم، واستعاد الطفولة الممزقة أمام عينيه: (انسلَّ وراء أخيه إلى المدرسة، يُصغي لنشيد العلم المرفوع، يحلم بالكتب المملوءة بالألوان، ورائحة الممحاة، والطبشور الزيتي)، ثم لقد توسعت الدلالات الشعرية في استيعاب الطفولة/ الذاكرة:
كان صغيراً
حين ابتسمتْ
بنتُ الجيران لقفشته
فتطاير سرب حمام
بفناء البيت.
لقد عملت الحرب على هدم ذاكرة طفولة، وتغييب ألوانها المشرقة، فتداخلت ذاكرة الحرب مع ذاكرة الطفولة في بناء أجزاء النص الشعري، فها هو:
يلوذ بحضن الجدة مرعوباً
من صوت الغارة
حين اشتد القصفُ
وشقَّ جدار الصوت
كان يظن بأنّ سكاكين الحرب
ستخجل من لحم الأطفال
ستتركهم يمشون طويلا
فوق دروب العمر
بلا موت.
إن هذا الامتداد الزمني الذي يتلاعب به الشاعر في الشعر تولّد عن ذاكرة قديمة، سطّرها في نص شعري أشبه بالحكائي، يحاول من خلاله تقديم فترات زمنية متقاطعة مع الألم والغربة. لقد انتهت الحرب ولكنّ الغربة لا تزال تهيمن على الذاكرة، فهي متوغلة فيها لم تغادره بعد:
كان صغيرًا
حين انتهت الحرب الكبرى
نام قليلا
واستيقظ مع بعض الشيب
مفزوعا
والحرب الأخرى
هذي المرة وسط البيت.