وسط دعوات لرفض التطبيع.. الزوبية: أحذركم من الفوضى
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
حذر جمال الزوبية، مدير الإعلام الخارجي الأسبق، مما أسماها “صناعة الفوضى”، إثر احتجاجات أعقبت لقاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش وزير خارجية الكيان الصهيوني في روما الأسبوع الماضي.
كتب قائلًا على موقع إكس “من السهل علينا صناعة الفوضى ولكن لن نتمكن من إدارتها والتنبؤ بنتائجها أو بما يحدث بعدها” وفق تعبيره.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
جوعٌ على أبواب النجاة.. غزة تختنق بين الفوضى والانتظار
حين يجتمع الحصار مع الجوع واليأس، لا يعود لمشاهد الفوضى أي تفسير سوى أنها صرخة استغاثة من شعب يُدفع قسرًا نحو حافة الموت، بينما تقف المساعدات الإنسانية عاجزة خلف الحواجز.
في قطاع غزة المحاصر، تحوّلت لحظة انتظار الغذاء إلى مشهد من الفوضى والانهيار الإنساني، مع انطلاق أولى عمليات توزيع الإمدادات بعد أحد عشر أسبوعًا من الحصار الإسرائيلي الشامل، الذي خنق أكثر من مليوني إنسان في ظل صمت دولي وعجز إغاثي متصاعد.
شهد يوم الثلاثاء الماضي حالة من الفوضى العارمة في حي تل السلطان جنوبي غزة، في أحد مواقع توزيع المساعدات الإنسانية التي تُشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) والمدعومة من الولايات المتحدة.
وتدفقت حشود ضخمة من السكان المرهقين والجوعى إلى الموقع، وتجاوزت الحواجز والأسوار الحديدية، بعد أسابيع من المجاعة وانقطاع الغذاء، ما أدى إلى انهيار النظام الأمني في المكان وتوقف عملية التوزيع.
مقاطع الفيديو المنتشرة أظهرت مشاهد صادمة لأشخاص يتسلقون الأسوار، وآخرين يدفعهم اليأس للحصول على أي شيء يُسكت بطون أطفالهم.
وقال وفيق قديح، أحد المواطنين الذين انتظروا في الطوابير، في تصريح لشبكة CNN: “إنهم يريدون النظام، لكن لن يكون هناك نظام لأن هؤلاء أناس يائسون يريدون الأكل والشرب".
النيران التحذيرية.. والانسحاب الأمريكي المؤقتبحسب شهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي أطلق النار في الهواء لتفريق الحشود، ما دفع المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين إلى الانسحاب المؤقت، وأجبر طواقم التوزيع على التراجع.
وأكد مصدر أمني أن الأمريكيين لم يطلقوا أي أعيرة نارية، بينما أعلنت مؤسسة GHF أنها اضطرت للتراجع وفقًا لبروتوكولاتها الإنسانية "لحماية الأرواح وتجنّب الإصابات".
في الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الوضع بات تحت السيطرة، وأن إطلاق النار كان خارج المجمع كطلقات تحذيرية، دون استهداف مباشر للموقع.
مسيرة العطش والجوعأقرّ صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي بحجم الأزمة، مشيرًا إلى أن ما جرى "لم يكن مفاجئًا لأحد"، وفق ما ذكره دبلوماسي أمريكي لشبكة CNN.
وأعلنت مؤسسة غزة الإنسانية أنها وزّعت حتى الآن 8000 صندوق غذائي، تعادل قرابة 462 ألف وجبة، مع خطة لتوسيع التوزيع لتغطية 1.2 مليون شخص – أي حوالي 60% من سكان القطاع – بنهاية الأسبوع الجاري.
وبينما بدأ التوزيع فعليًا يوم الاثنين، فإن الصور التي بثّتها المؤسسة لم تُظهر سوى عدد قليل من الحاصلين على المساعدات، ما أثار تساؤلات حول فعالية التنسيق.
انتقادات لغياب الشمال عن خطة التوزيعتجهز المؤسسة حاليًا ثلاثة مواقع توزيع إضافية في جنوب ووسط غزة، وسط غياب كامل لأي مواقع في شمال القطاع، الذي يُعدّ المنطقة الأكثر تضررًا من العمليات العسكرية والمجاعة.
غياب الشمال أثار انتقادات حقوقية ودولية، خاصة بعد تحذيرات الأمم المتحدة من أن هذا التوزيع "غير المتوازن" قد يُسهم في تنفيذ الهدف الإسرائيلي المُعلن بتهجير سكان غزة نحو الجنوب، كما صرّح بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق.
خطة إسرائيلية للتقدم.. وقلق دولي من التهجيركشف مسئول عسكري إسرائيلي أن تل أبيب تخطط لاحتلال 75% من أراضي غزة خلال الشهرين المقبلين، في إطار هجوم جديد، ما سيدفع أكثر من مليوني فلسطيني إلى التكدّس في ربع المساحة، داخل مناطق مدمرة وتفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح مطلع الشهر بأن "الترحيل إلى الجنوب خيار قائم"، وهو ما يهدد بموجة تهجير قسري غير مسبوقة، وفق تحذيرات أممية وحقوقية.
الوضع "مفجع".. ولدينا خطة قائمة على المبادئمن جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المنظمة لديها "خطة عملية قائمة على المبادئ" للوصول إلى كل المدنيين في غزة، أينما كانوا.
ووصف مقاطع الفيديو من موقع التوزيع بأنها "مُفجعة"، مشددًا على ضرورة توسيع العمليات الإنسانية فورًا لتفادي المجاعة ومواجهة الاحتياجات الكارثية لسكان القطاع.
وفي غزة، لا تُمثل الفوضى مشهدًا عابرًا، بل هي عنوان لوضع إنساني خانق، حيث يتحوّل توزيع كيس دقيق إلى معركة بقاء.
وفيما تتصاعد التحذيرات من مجاعة حقيقية، يبدو أن الوقت ينفد، والمسئولية الأخلاقية تتوزع على الأطراف كافة، لكن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن، وحده.
وفي تصريحات لـ"صدى البلد"، شدد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على أن استدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي لنحو 450 ألف جندي احتياط يمثل مؤشرًا خطيرًا على نية الاحتلال تنفيذ مخطط تهجير سكان قطاع غزة بالقوة، وليس مجرد تنفيذ عمليات عسكرية موضعية.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يملك وفرة من الأسلحة والذخائر، حيث يملك كل جندي بندقية خاصة مسجلة باسمه، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي لهذا الحشد العسكري هو فرض تهجير جماعي على المدنيين.
وقال الرقب إن الخطر لا يقتصر على الجيش النظامي، بل يتعداه إلى تسليح مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين في إطار ما وصفه بـ"تجييش شعبي واسع"، ما يفتح المجال لارتكاب انتهاكات خارج إطار القانون العسكري، في ظل استعدادات إسرائيلية لحرب طويلة الأمد تستهدف إعادة تشكيل الواقع السكاني في غزة، على حد تعبيره.
وحول ما يُثار من حديث عن فتور في العلاقة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو، عبّر الرقب عن شكوكه، معتبراً أن ذلك قد يكون مجرد خديعة إعلامية تهدف إلى التمويه السياسي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد القادر فعليًا على وقف الحرب، وأن غياب أي خطوات أمريكية عملية حتى الآن يثير تساؤلات حول مدى التواطؤ أو التفاهم المسبق بين الجانبين.