قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن تعلّق قلب المسلم بالحبيب المصطفى ﷺ لا يتحقق إلا من خلال معرفته الحقيقية، لأن القلب لا يمكن أن يحب من يجهل، مستشهدًا بقوله تعالى: «أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون».

وأوضح جبر، خلال فتوى له اليوم السبت، أن المعرفة هي طريق المحبة، ولذلك يجب على المسلم أن يتعرف على نسب النبي ﷺ، وأوصافه الخَلقية والخُلقية، وسيرته العطرة، وشمائله، ومعجزاته، وشريعته، وفضائل أمته وآل بيته الكرام، فكلما ازداد معرفةً بهذه الجوانب، ازداد حبًا وتعلقًا بالنبي ﷺ.

هل يجوز الاستخارة بالدعاء فقط لمن تعذر عليه أداء الصلاة؟.. الإفتاء تجيبهل التوسل بالأولياء الصالحين فى الدعاء لتحقيق المراد شرك بالله؟..على جمعة يوضح

وأضاف أن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه معرفةً أحبه»، مشيرًا إلى أن خلطتنا بالذات النبوية قد انقطعت بانتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، لكن ما زال أمامنا طريق التعلق به، من خلال التخلق بأخلاقه، ومجالسة الصالحين الذين يحبونه ويتحدثون عنه بحبٍ وتعظيم.

وبيّن جبر أن الأمة الإسلامية أولت اهتمامًا بالغًا بكتابة كل ما يتصل بالنبي ﷺ، من شمائل وخصائص ومعجزات وسيرة وأحاديث، حتى إن العلماء قضوا خمسمائة عام بعد وفاته ﷺ يجمعون كل ما نُقل عنه بدقة، فكانت السنة النبوية سجلًّا لأنفاسه وأقواله وأفعاله المباركة.

وأشار إلى أن من الوسائل المجربة لتعميق الحب النبوي الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ﷺ، وحسن الظن بالمسلمين، وتعظيم أمة الحبيب، والدعاء لأهل المعاصي بالهداية والمغفرة بدل الحكم عليهم، لأن النبي ﷺ يشفع لأمته كلها.

وأكدعلى أن من أراد أن يتعلق قلبه بالنبي ﷺ، فعليه أن يعرفه ويتخلق بأخلاقه ويُجلّ سنته ويحب أمته وآله، فذلك هو السبيل الحقيقي إلى محبته والاتصال بروحه الشريفة.

طباعة شارك كيف يتعلق قلب المريد بالحبيب النبي تعلّق قلب المسلم بالحبيب المصطفى نسب النبي الإكثار من الصلاة والسلام على النبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نسب النبي النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

جمعة: محبةُ آل بيت ركنٌ من أركان الإيمان وزيارتهم من أعظم القُرُبات

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن حبَّ الله ورسوله وأهل بيت النبي ﷺ من أركان الإيمان التي لا يُسامح فيها رسول الله ﷺ، مستدلًّا بقول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، مشيرًا إلى أن المودة في القربى هي وصية نبوية عظيمة تعبّر عن عمق الصلة بين الإيمان ومحبة آل بيت النبي ﷺ.

محبةُ آل بيت 

وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن النبي ﷺ قال كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبّوني لحب الله، وأحبّوا أهل بيتي لحبي»، مؤكدًا أن هذا الحديث الشريف يوضح العلاقة المتكاملة بين محبة الله، ومحبة النبي، ومحبة أهل بيته، فكلّها سلاسل مترابطة في طريق الإيمان.

وأضاف أن النبي ﷺ قال – كما أخرجه الترمذي –: «يا أيها الناس، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»، موضحًا أن لفظ "عترتي" هو الثابت في كتب الحديث المعتمدة، وأن النبي ﷺ أوصى بأهل بيته وذكّر الأمة بهم في أكثر من موضع، قائلاً في حديث آخر: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يُوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، ثم قال ثلاث مرات: «أذكّركم الله في أهل بيتي».

وأشار الدكتور علي جمعة إلى ما ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، حين سُئل عن أهل بيت النبي ﷺ فقال: إن نساءه من أهل بيته، لكن المقصودين بالتحريم من الصدقة هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، موضحًا أن هؤلاء هم الذين خصهم النبي ﷺ بالمكانة الرفيعة والحرمة بعده.

 محبة آل بيت النبي

وبيّن عضو هيئة كبار العلماء أن محبة آل بيت النبي ﷺ تنبع من محبة رسول الله نفسه، وأنها علامة على صدق الإيمان وحسن الاتباع، مشددًا على أن مكانة أهل البيت في قلب المسلم نابعة من عمق الحب لرسول الله ﷺ، الذي كان سبب الرحمة والهداية للعالمين. وأضاف: “المبالغة لا تكون في المحبة، وإنما في الاعتقاد؛ فطالما أن المسلم سليم العقيدة فلا حرج عليه في حب النبي ﷺ وأهل بيته الكرام”.

وأكد جمعة أن المسلم يعتقد أن الأنبياء معصومون، أما غيرهم من العترة الطاهرة والصحابة الكرام فليسوا بمعصومين، لكن الله يحفظهم ببركة صلاحهم وإخلاصهم، مبينًا أن حب آل البيت درجات يرزقها الله لمن أحبّه، وكلما زاد حب المسلم لهم ارتقى في مراتب الصالحين، لأن حب أهل البيت علامة على حب النبي ﷺ، وحب النبي ﷺ دليل على حب الله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن زيارة آل بيت النبي ﷺ من أعظم القُرُبات وأرجى الطاعات قبولًا عند الله، لأن فيها برًّا وصلة لرسول الله ﷺ، مستشهدًا بقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}. وأوضح أن زيارة قبورهم آكد من زيارة قبور الأقارب، لأنهم امتداد للنور النبوي الشريف، ولأن في مودتهم امتثالًا لأمر الله ورسوله.

واستشهد الدكتور علي جمعة بما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله ﷺ أحب إليَّ أن أصل من قرابتي»، وبقوله أيضًا: «ارقبوا سيدنا محمدًا ﷺ في أهل بيته»، مؤكدًا أن الصحابة الكرام كانوا يدركون مكانة آل البيت وعظيم حقهم.

مقالات مشابهة

  • هل الملائكة تجتمع حول المسلم وقت صلاة الفجر؟.. مركز الأزهر للفتوى يجيب
  • هل تصل الفاتحة إلى الميت؟.. الدكتور يسري جبر يجيب
  • أزهري: الإكثار من الصلاة والسلام على النبي من الوسائل المجربة لتعميق الحب النبوي
  • ما سر التيامن في ضيافة النبي ﷺ؟.. يسري جبر يجيب
  • هل يأثم تارك أذكار المساء؟.. دار الإفتاء توضح
  • جمعة: محبةُ آل بيت ركنٌ من أركان الإيمان وزيارتهم من أعظم القُرُبات
  • أربيل.. إصابة شخصين بشجار مسلح يتعلق بـمسجد
  • وفدا حماس وفتح يبحثان ما يتعلق بالمشهد الوطني وترتيبات ما بعد وقف الحرب على قطاع غزة
  • هل يتوقف حساب المواطن للأسرة عند تسجيل تابع كفرد مستقل؟.. البرنامج يجيب