Sleep Awake تنطلق في ديسمبر.. رحلة داخل كابوس لا ينتهي

يبدو أن شهر ديسمبر المقبل سيكون موعدًا مع واحدة من أكثر تجارب الرعب غرابة وابتكارًا في السنوات الأخيرة، إذ أعلن استوديو Eyes Out رسميًا عن إطلاق لعبته الجديدة Sleep Awake في الثاني من ديسمبر على أجهزة الكمبيوتر، وبلايستيشن 5، وإكس بوكس سيريس إكس/إس. 

اللعبة التي طال انتظارها تعد بتجربة نفسية مكثفة تمزج بين السرد العميق والتصميم الصوتي التجريبي، لتضع اللاعب في مواجهة مباشرة مع الخوف ذاته.

تدور أحداث اللعبة في آخر مدينة مأهولة على الأرض بعد أن اجتاحتها قوة غامضة تُعرف باسم The HUSH، وهي ظاهرة مرعبة تتسبب في اختفاء أي شخص ينام. في عالمٍ لا مكان فيه للراحة، تلعب بشخصية كاتيا، التي تجد نفسها في سباق مع الزمن للبقاء مستيقظة، بينما يحاول سكان المدينة النجاة من المصير ذاته عبر تجارب علمية قاسية لتحفيز اليقظة المستمرة. ومع مرور الوقت، يتحول هذا السعي للبقاء إلى رحلة هلوسية تتجاوز حدود الإدراك الإنساني.

يصف المطورون اللعبة بأنها رعب نفسي مخدر من منظور الشخص الأول، مستوحى من أفكار ما بعد نهاية العالم والكوابيس السمعية، يقول كوري ديفيس، مؤسس الاستوديو ومخرج لعبة Spec Ops: The Line الشهيرة، إن الفكرة انبثقت من الرغبة في استكشاف الرعب الكوني الذي يعيش داخل الإنسان، وليس فقط حوله. 

ويضيف: "نوع الرعب الذي نبنيه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتلك الأهوال التي تنام معها كل ليلة، الأهوال القريبة جدًا منا، التي لا نراها ولكننا نشعر بوجودها دائمًا".

أما روبن فينك، الشريك المؤسس في الاستوديو وعضو فرقة Nine Inch Nails، فهو المسؤول عن التصميم الصوتي للعبة، وهو ما يضيف إليها بعدًا فنيًا فريدًا. فينك، المعروف بخبرته الموسيقية التجريبية، يقول: "أنا مفتون بالتوازن بين الصمت والصوت، تلك اللحظة التي يخرج فيها اللاعب من سكون خانق إلى انفجار صوتي مؤثر. هذا التلاعب بين الصمت والضجيج هو قلب التجربة السمعية التي نبنيها داخل Sleep Awake".

اللعبة هي المشروع الأول لاستوديو Eyes Out، وقد استغرق تطويرها أكثر من أربع سنوات من العمل المكثف على بناء بيئة صوتية وسردية متماسكة، تجعل اللاعب يشعر وكأنه يعيش داخل حلمٍ مضطرب. فبدلًا من الاعتماد على مشاهد الدماء أو القفزات المفاجئة، تراهن اللعبة على القلق الوجودي والشعور المستمر بعدم الأمان، وهو ما يجعلها مختلفة عن أغلب ألعاب الرعب الحديثة.

من الناحية التقنية، تم تصميم اللعبة باستخدام تقنيات صوتية متقدمة لتوليد انعكاسات واقعية للصوت داخل البيئات، ما يجعل كل خطوة وصدى وكل نفس يُسمع في الخلفية جزءًا من التجربة نفسها. يقول ديفيس إن خبرته السابقة في تطوير تجارب الواقع الافتراضي ساعدته على بناء نظام صوتي يُشعر اللاعب وكأنه محاصر داخل كابوس حي.

أما على مستوى الصناعة، فإن إصدار Sleep Awake يأتي ضمن خطة شركة Blumhouse Games، التي دخلت مؤخرًا سوق ألعاب الفيديو بعد شهرتها الواسعة في إنتاج أفلام الرعب السينمائية. 

فقد أطلقت في أكتوبر 2024 أولى ألعابها "Fear the Spotlight"، وتعمل حاليًا على سلسلة من المشاريع الأخرى أبرزها "Eyes of Hellfire" التي صدرت في أغسطس الماضي، بالإضافة إلى "Grave Seasons" و"Crisol: Theatre of Idols" المنتظر صدورهما قريبًا.

تسعى Blumhouse إلى بناء عالم متكامل من تجارب الرعب التفاعلية، تمتد من السينما إلى الألعاب، وهو ما يجعل Sleep Awake خطوة جديدة في مسار تحويل الرعب من تجربة مشاهدة إلى تجربة معايشة كاملة.

وفي ظل النجاح المتزايد لألعاب الرعب المستقلة خلال العامين الأخيرين، يبدو أن Sleep Awake ستنضم إلى قائمة العناوين التي تُعيد تعريف معنى الخوف في عالم الألعاب، ليس فقط كوسيلة للترهيب، بل كنافذة على أعمق مخاوف النفس البشرية.

في النهاية، تعد Sleep Awake أكثر من مجرد لعبة بقاء في عالم محطم؛ إنها رحلة في اللاوعي، تجربة تتحدى إدراك اللاعب، وتدعوه لاكتشاف ما إذا كان البقاء مستيقظًا هو النجاة الحقيقية… أم الكارثة بعينها.

المصدر: بوابة الوفد