شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا في استخدام إجراءات التجميل غير الجراحية، ومنها حقن البوتوكس والفيلر. وبخلاف الفوائد الجمالية التي تسوّق لها هذه الإجراءات، برزت تساؤلات عديدة عن تأثير هذه التدخلات على تعابير الوجه بين النساء الأمهات بشكل خاصة، وذلك فيما يتعلق بقدرة أطفالهن على قراءة ملامحهن بشكل واقعي للتواصل الشعوري المتبادل بينهما بصورة صحيحة.

. فهل يمكن لحقن البوتوكس والفيلر فعلا أن تهدد الترابط الأمومي بين المرأة وطفلها؟

أهمية تعبيرات الوجه

تعابير الوجه لا تقتصر على كونها مرآة لمشاعرنا الداخلية، بل تمتلك القدرة على تشكيل تلك المشاعر والتأثير فيها، فتحدد ما إذا كنا أكثر ميلا إلى السعادة أو الهدوء أو الحزن أو الغضب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفالlist 2 of 2إن غاب الأب ماذا يحدث للأطفال؟ حضوره لا يقل عن الأمهاتend of list

وتُظهر دراسات علم النفس أن الابتسام المتكرر لا يعكس الفرح فحسب، بل يعززه فعليا، إذ يشعر الإنسان بسعادة أكبر عند تكرار هذا التعبير. والعكس صحيح أيضا، فالتجهم المتكرر قد يُغذّي المشاعر السلبية. وتُعرف هذه الظاهرة باسم "فرضية ردود الفعل الوجهية" (Facial Feedback Hypothesis)، التي تفترض أن الوجه لا يستجيب للعاطفة فقط، بل يشارك في صناعتها أيضا.

وتكتسب هذه العلاقة أهمية خاصة في مرحلة الأمومة والتواصل مع الأطفال، حيث تلعب التعابير الوجهيّة دورا محوريا في نقل العاطفة وبناء الترابط النفسي. لذلك، فإن أي تدخلات تجميلية تغيّر أو تقلل من القدرة على التعبير -مثل حقن البوتوكس أو الفيلر- قد تؤدي دون قصد إلى تحييد المشاعر أو إضعافها، مما ينعكس على السمات الشخصية والتواصل العاطفي، خصوصا في العلاقات الحساسة كعلاقة الأم بطفلها.

التجربة تؤكد أن الاستجابة الوجدانية عبر تعابير الوجه ضرورية لشعور الطفل بالأمان والانتماء (بيكسلز)تأثير البوتوكس والفيلر على الوجه والتعبيرات

البوتوكس (أو توكسين البوتولينوم) يعمل عن طريق إضعاف أو شل عضلات محددة في الوجه بشكل مؤقت لتقليل التجاعيد الناتجة عن حركات الملامح، مثلما يحدث عند العبوس أو الابتسام.

إعلان

أما الفيلر فيستخدم غالبا لملء التجاعيد أو استعادة الحجم لإخفاء ترهل الجلد، وفي بعض الحالات قد يؤدي الاستخدام المفرط إلى الحدّ من حركة أنسجة الوجه أو تغيير خطوط التعابير. وبالتالي قد تصبح النتيجة "تجميدا جزئيا لحركة الوجه" أو تغيّرا في ديناميكية الابتسامة والعبوس، وهو ما يطرح سؤالا عن تأثير هذا التجميد على التواصل غير اللفظي، وخاصة التواصل الشعوري للملامح بين الأم والطفل الرضيع لكي يفهم نطاقا واسعا من المشاعر.

وقد أثبتت تجربة علمية، أجريت عام 2018 على نساء خضعن لعدة عمليات حقن وتعديل غير جراحي للوجه، ونشرتها مجلة (PubMed)، أن هؤلاء السيدات قد فقدن الكثير من حركات العضلات في وجوههن، مما أضعف لديهن سلسلة من التعبيرات السلبية كالعبوس أو الغضب، وبالتالي قد ضعفت لديهن القدرة على التعبير عن حدة المشاعر السلبية.

البوتوكس يضعف التعاطف لدى الأمهات

تشير دراسات علمية إلى أن حقن البوتوكس المتكررة لا تؤثر فقط في المظهر، بل تُضعف المشاعر الإيجابية والقدرة على التعاطف وفهم الآخرين.

فمن خلال تجميد عضلات الوجه، يُفقد الشخص قدرته على تقليد تعابير من أمامه، وهي عملية أساسية للتواصل العاطفي. وتوضح أبحاث التصوير العصبي أن تعطيل عضلات الجبهة يُغيّر نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن العاطفة، مما يُضعف إدراك المشاعر لدى الآخرين.

وتُعد هذه الآثار أكثر خطورة في علاقة الأم بطفلها، إذ يعتمد الرضيع على ملامح وجه أمه لفهم مشاعرها. لذا، قد يعني الوجه الخالي من التعابير -ولو بدا مثاليا- تواصلا عاطفيا أقل دفئا.

البوتوكس قد يضعف أهم وسيلة تواصل بين الأم وطفلها

تُعد تعبيرات الوجه من أهم أدوات التواصل العاطفي والمعرفي بين الأم وطفلها، إذ تسهم في تطور اللغة وتنظيم المشاعر والتعلم الاجتماعي. فالأطفال يتعلمون فهم العالم من خلال ملامح وجوه أمهاتهم، في حين تعتمد الأمهات على تعبيرات أطفالهن لفهم احتياجاتهم واستجاباتهم.

هذا التفاعل الوجداني المتبادل يُعدّ أساسا لنمو الطفل العاطفي السليم. ويبرز ذلك بوضوح في تجربة علم النفس الشهيرة "الوجه الجامد" (Still Face Experiment) التي أجراها إدوارد ترونيك في سبعينيات القرن الماضي.

في التجربة، طُلب من الأم أن تُبقي وجهها بلا تعابير لبضع دقائق أثناء تفاعلها مع رضيعها، فبدأ الطفل سريعا بإظهار علامات الارتباك والضيق والبكاء في محاولة لاستعادة تفاعلها.

وتُظهر التجربة أن الاستجابة الوجدانية عبر تعابير الوجه ضرورية لشعور الطفل بالأمان والانتماء، وأن غيابها -حتى مؤقتا أو جزئيا بسبب التدخلات التجميلية مثل البوتوكس- قد يؤثر سلبا على التواصل العاطفي ونمو الطفل النفسي والاجتماعي.

هل الأمر يستحق؟

بالرغم من كون حقن البوتوكس والفيلر آمنة بشكل كبير وإحدى أسرع وأسهل الإجراءات التجميلية التي تلجأ لها السيدات لتعزيز جمالهن، فإن هناك وجها آخر للمعادلة بالنسبة للأمهات على وجه الخصوص.

وإذا كانت ملامح الأم جامدة أو معبّرة بشكل غير متناسق أو محدود بسبب الحقن والفيلر، فقد يتعرّض طفلها بلا شك لـ"تجربة الوجه الجامد" التي أسلفنا ذكرها، مما يؤثر سلبا على تواصله الاجتماعي والوجداني.

لذلك قد يكون من المهم التفكير مليا قبل اتخاذ أي قرارات للخضوع لهذه الإجراءات التجميلية، خاصة في سنوات طفلك الأولى حيث يتابعك ويتعلم منك عن نفسه والعالم مع كل إمالة رأس أو ابتسامة أو تحديق، واطرحي سؤالا على نفسك: هل يستحق الأمر هذه المجازفة فعلا؟

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات البوتوکس والفیلر حقن البوتوکس

إقرأ أيضاً:

اعرف عقوبة الصفع على الوجه بعد اعتداء مالك عقار على مسن بالسويس

يجري رجال المباحث بمديرية أمن السويس، تحريات لكشف ملابسات اعتداء مالك عقار على مسن، صفعا على وجهه، وهو الأمر الذي أثار غضب رواد وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يسجل لحظة إهانة المجني عليه، خاصة بلطمه على وجهه، أمام عدد من الأشخاص.

أجهزة الأمن ألقت القبض على المتهم، وتواصل جهات التحقيق المختصة، إجراء التحقيقات، والاستماع لأقوال المجني عليه، وشهود عيان، لكشف ملابسات الواقعة، وبيان الدفاع وراء ارتكاب المتهم لجريمته.

الصفع على الوجه يعد من الجرائم التي تضمن عقوبتها، قانون العقوبات، في باب القتل، والجرح، والضرب، وخلال المواد التالية التي نص عليها القانون، نوضح العقوبة المنصوص عليها لجريمة الصفع على الوجه، والتي تشير إليها المادة 242 من القانون، أنه إذا لم يبلغ الضرب أو الجرح درجة الجسامة المنصوص عليها في المادتين السابقتين، ويقصد هنا المادة 240 و241، يعاقب فاعله بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تجاوز مائتي جنيه مصري.

نصت المادة 240 من القانون على أنه " كل من أحدث بغيره جرحاً أو ضرباً نشأ عنه قطع أو انفصال عضو أو فقد منفعته أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين أو نشأ عنه أي عاهة مستديمة يستحيل برؤها يعاقب بالسجن من ثلاث سنين إلى خمس سنين. أما إذا كان الضرب أو الجرح صادراً عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالسجن المشدد من ثلاث سنين إلى عشر سنين.

ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي".

وتنص المادة 241 على أنه " كل من أحدث بغيره جرحاً أو ضرباً نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية مدة تزيد على عشرين يوماً يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين أو بغرامة لا تقل عن عشرين جنيهاً مصرياً, ولا تجاوز ثلاثمائة جنيه مصري.

أما إذا صدر الضرب أو الجرح عن سبق إصرار أو ترصد أو حصل باستعمال أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى فتكون العقوبة الحبس.

وتكون العقوبة السجن الذي لا تزيد مدته على خمس سنوات إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي"

وذكرت المادة 242 من القانون أنه " إذا لم يبلغ الضرب أو الجرح درجة الجسامة المنصوص عليها في المادتين السابقتين يعاقب فاعله بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تجاوز مائتي جنيه مصري.

فإن كان صادراً عن سبق إصرار أو ترصد تكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين أو غرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تجاوز ثلاثمائة جنيه مصري.

وإذا حصل الضرب أو الجرح باستعمال أية أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى تكون العقوبة الحبس.

وتكون العقوبة السجن الذي لا تزيد مدته على خمس سنوات إذا ارتكبت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي".



مقالات مشابهة

  • تفاصيل خدمة “الواتساب الذكي” التي اطلقتها القنصلية المصرية في نيويورك لتسهيل حصول الجالية على الخدمات
  • «الدروس المستفادة».. حسن شاكوش يستعد لتعاون جديد مع محمد شاهين
  • حكم التجارة في جوزة الطيب شرعًا
  • اعرف عقوبة الصفع على الوجه بعد اعتداء مالك عقار على مسن بالسويس
  • حكم مسح الوجه باليدين عقب الدعاء في الصلاة.. الإفتاء توضح
  • رئيسة القومي للطفولة تشهد حفل تكريم فريق كرة السلة للكراسي المتحركة
  • أم تحاول إنقاذ طفلها الرضيع من شرفة شقتها فسقطت خلفه بالطابق الرابع بالبحيرة
  • دكتورة سحر السنباطي: مؤسسة بهية مثال يُحتذى به في العمل الإنساني والتنموي
  • الممثلة التركية إيرام هيلفاجي أوغلو تتعرض لحادث مروري مع طفلها