تؤكد الدراسات الحديثة أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. ورغم انتشارها في أنظمة التغذية اليومية حول العالم، إلا أن الخبراء يحذرون من آثارها على المدى الطويل، داعين إلى ضرورة التمييز بينها وبين الأطعمة المعالجة التقليدية.

كيف نميز الأطعمة فائقة المعالجة؟
يوضح الطبيب وخبير التغذية إيان سميث أن الطريقة الأبسط لاكتشاف الأطعمة فائقة المعالجة هي فحص قائمة المكونات. فإذا تجاوز عدد المكونات خمسة، فالأرجح أن المنتج مصنّع بدرجة عالية. كما يشير إلى أن وجود بدائل السكر الكحولية مثل الإريثريتول أو الإكسيليتول – المستخدمة غالبًا في المنتجات “الخالية من السكر” – يعدّ إشارة واضحة على أن الطعام مصنّع صناعيًا.
ويضيف سميث أن قاعدة بسيطة يمكن اعتمادها هي: “إذا لم تستطع نطق أسماء المكونات، فمن الأفضل ألا تضعها في جسدك.”

الفرق بين الأطعمة المعالجة وفائقة المعالجة


تُنتَج الأطعمة فائقة المعالجة باستخدام إضافات ومكونات صناعية لا تُستخدم في المنازل، مثل النكهات والألوان والمواد الحافظة، وتُصمَّم لتكون لذيذة للغاية وطويلة الصلاحية، مما يجعل من الصعب التوقف عن تناولها.
أما الأطعمة المعالجة العادية – مثل الجبن، أو معجون الطماطم، أو الفواكه المعلبة، أو الخبز البسيط – فتخضع لعمليات مثل التخمير أو التمليح أو التعليب لإطالة عمرها، لكنها لا تفقد قيمتها الغذائية الأساسية.

البدائل الصحية ممكنة
توصي خبيرة التغذية في جامعة نيويورك أندريا ديرلين بتقليل استهلاك هذه المنتجات واستبدالها بخيارات طبيعية. فعلى سبيل المثال، يمكن استبدال دقيق الشوفان سريع التحضير الغني بالسكريات المضافة والمكونات الاصطناعية بـ الشوفان العادي المحلى بالعسل أو شراب القيقب الطبيعي. وتؤكد أن الأطعمة المعالجة البسيطة تحتفظ بـالألياف والفيتامينات التي غالبًا ما تُفقد في المنتجات فائقة المعالجة.

حقائق صادمة من الإحصاءات الأمريكية
أظهر تقرير حديث لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن نحو 55٪ من السعرات الحرارية التي يستهلكها الأمريكيون تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة. وبلغت النسبة 53٪ لدى البالغين و62٪ لدى الأطفال حتى سن 18 عامًا، في حين كان استهلاك هذه الأطعمة أقل بين كبار السن وأصحاب الدخل المرتفع.

أمراض ترتبط بالأطعمة فائقة المعالجة
ربطت دراسات علمية عديدة هذه الأطعمة بمخاطر صحية متعددة. فبحسب المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، فإن الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة منها معرضون للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29٪ أكثر من غيرهم. كما أظهرت دراسة نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية لعلم الأعصاب أن تناول هذه الأطعمة يرتبط بتدهور إدراكي أسرع بنسبة 28٪ لدى الرجال والنساء على حد سواء.

الرسالة الأساسية
الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مريحة وسريعة، لكنها تحمل تكلفة صحية باهظة. ويؤكد خبراء التغذية أن أفضل وسيلة لحماية الجسم هي العودة إلى الأطعمة الطبيعية والبسيطة، ومراقبة المكونات بعناية قبل الشراء، فالغذاء الحقيقي لا يحتاج إلى قائمة طويلة من الإضافات ليكون صحيًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأطعمة الأطعمة فائقة المعالجة شراب القيقب الدخل المرتفع السكر سرطان القولون سرطان استهلاك الأطعمة بدائل السكر الأطعمة فائقة المعالجة الأطعمة المعالجة

إقرأ أيضاً:

سوء التغذية يهدد نساء غزة وأطفالها وتداعياته قد تمتد لأجيال

أظهرت أحدث تقارير صندوق الأمم المتحدة للسكان أن نحو ربع مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يعانين من سوء التغذية والجوع، بينهن 55 ألف امرأة حامل ومرضع يعانين من سوء تغذية حاد.

ووفق الصندوق الأممي، فإن واحدا من كل 4 فلسطينيين في غزة يعاني من الجوع.

وفي تعليقها على هذه الأرقام، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر مي الصايغ إن هذه التقديرات "تعكس الواقع على الأرض، وتشمل عددا كبيرا من النساء والفتيات والأطفال".

وأشارت الصايغ -في حديثها للجزيرة- إلى أن هذه الأرقام جاءت نتيجة نزاع دامَ عامين، وقصف متواصل، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، خاصة إلى شمال غزة.

وبشأن تأثير استمرار سوء التغذية، قالت الصايغ إن الوضع الصحي والإنساني بغزة متدهور وقاس للغاية، حيث يعيش الناس في فقر مدقع، في حين لا تلبي المساعدات الإنسانية الحد الأدنى من الاحتياجات.

ونبهت أيضا إلى انتشار الأمراض بسبب نقص المياه، وعدم توفر الأدوية، مما يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأرواح، خاصة بين الحوامل والأطفال.

ووصفت الصايغ معاناة النساء بأنها خارج حدود الوصف، إذ كانت تتشارك حمامات عامة والانتظار ساعات طويلة من أجل قضاء الحاجة والوصول إلى المياه والنظافة الشخصية.

كما لفتت إلى معاناة نساء حوامل تم إجلاؤهن من غزة، التقت بعضهن في مستشفى الهلال الأحمر الأردني بعمّان، وعرفت أن منهن من لجأن إلى طحن المعكرونة مع القمح والعدس لإنتاج رغيف خبز في ظل عدم وجود خضار وفواكه ولحوم وألبان.

وأكدت أن التأثيرات ستستمر لأجيال "إذا لم يتم إدخال المساعدات بشكل سريع وكافٍ"، مشيرة إلى خصوصية احتياجات النساء والفتيات من حيث النظافة والحقوق الأساسية، ودعت إلى تدخل عاجل لتجنب تفاقم الأزمة.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دخلت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف النار في غزة حيز التنفيذ، وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعمت بلاده الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

إعلان

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل 68 ألفا و234 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و373 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا واسعا طال 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.​​

مقالات مشابهة

  • توفير 40 % من استهلاك المياه.. الإسكان تكشف مزايا مباني العمران الأخضر
  • كيف تؤثر التغذية على المزاج والصحة النفسية؟
  • حلم العمر.. البنك الزراعي يفتح باب التوظيف للخريجين الجدد «أسهل شروط والمرتبات مجزية»
  • تشنج وصراخ.. طفلة تتألم من سوء التغذية في غزة
  • الجيزة تكشف آخر تطورات أعمال الحفر النفقي لكابلات تغذية محطات مياه جزيرة الذهب
  • باحثون يتوصلون لاكتشاف قد يحدث ثورة في علاج السرطان (تفاصيل)
  • باستخدام فيزياء النانو.. ابتكار أول محرك كهربائي خال من المكونات المعدنية
  • سوء التغذية يهدد نساء غزة وأطفالها وتداعياته قد تمتد لأجيال
  • شراكة بحثية لاكتشاف علاجات جديدة لمرض أطفال نادر